خطبة .. ( صبّحكم و مسّاكم )

عزام عزام
1435/08/07 - 2014/06/05 12:46PM
..



خطبة بعنوان : ( صبّحكم و مسّاكم )

جامع العزيزية .. 10 / 7 / 1435 هـ

نايف بن حمد الحربي


الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ تَعَبَّدَنَا بالأثر ,والحمدُ للهِ في تنزيلهِ أشادَ بالدارسينَ الخَبَر, والحمدُ للهِ ضمَّنَ الأخبارَ ثَراءَ المعارفِ, وصنوفَ العِبَر.
مَن أغفلَ قَصَصَ الغابرين, تَخَبَّطَ في مُظلماتِ الحِيَر, ومَن مِنها أفاد, قدحتْ في عقلهِ بواكيرَ الفِكَر, وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له, وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه, وعلى آله وصحبه, وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
أما بعد : فعليكم بتقوى اللهِ عبادَ الله, مَأمَنَةٌ عندَ الفَزَع, وضَمَانَةٌ مِن الجَزَع, قد أفلحَ وربي, مَن في سائرِ أحوالِهِ عنها ما نَزع .
معاشرَ المسلمين : التاريخُ مِراءةُ الأمم, يَعكسُ ماضيها, ويُترجِم حَاضِرَهَا, وتَستلهِمُ مِن خلالهِ مُستقبَلَها, فالشعوبُ التي لا تاريخَ لها, هي تلَكَ الشعوبُ التي لَمْ تُخلَق, إذْ التاريخُ توصيفٌ لحياةِ الوجود.
ودراسةُ التاريخ, ليست بُكاءً علي اللبنِ المسكوب, ولا عَيِّشاً في صفحاتِ الماضي, وإنما هي توصيفٌ دقيق, لجادةِ السيرِ في دروبِ المستقبل.
اسألوا التاريخَ إذْ فيه العِبَر ... ضَلَّ قومٌ ليسَ يدرونَ الخبر.
وحديثُ اليومِ معكم, تدورُ أحداثُهُ حولَ تاريخِ قومٍ مِن بني الإسلام, شابهتْ ظروفُ واقعِهِم ظروفَ واقعنا, إلى حَدٍ تَكادُ معه أن تتطابق, ثم ماذا؟ ثم ذَهَبُوا كأمسِ الغَابِر, لا يُرَى لهم عينٌ ولا أثر, إلا في بُطونِ الكُتُب, فإن بَقِينا نَسِيرُ كما سَاروا, فإن سنةَ اللهِ لن تُحابِينا, أمَّا إن استلهمنا مِن تاريخِهِم ما نُصَحِحُ به واقِعَنَا, فعسى أن يكونَ في هذا إبقاءٌ علينا.
حديثي إليكم, حديثٌ عن الأندلس, فقد دخلَ الإسلامُ الأندلسَ سنةَ ثنتينِ وتسعينَ مِن الهجرة, علي يدِ طارقٍ بنِ زياد, وموسى بنِ نُصَير, حيثُ تَهاوت أمامَ ضربَاتِهِمُ الجزيرةُ الأيبريّة, في فترةٍ قياسية, فقامتْ للإسلامِ في الأندلُسِ دولةٌ عزيزةٌ الجَنَاب, محميةُ الذِمَار, طِيلَةَ ثلاثةَ قرون.
حتى أعلنَ ابنُ جَوهَرٍ - مِن أهلِ قُرطُبَة- إلغاءَ الخلافةِ الجامعةِ لِشَتَاتِ الأندلس, وسَمَّى ما تحتَ يدَهُ إمارةً مستقلة, عندها تتابعت الانشقاقاتُ عن الجسدِ الأُمِّ, فأضحت دولةُ الإسلامِ الجامعةِ بالأمس, ثنتينِ وعشرينَ دولة, كُلُ دولةٍ, تَزعُمُ أنْ فيها؛ إمامٌ للمسلمين ومِنبَرُ, كُلُهُم... يُؤَدُونَ الجزيةَ لمَلِكِ النصارى, إلا ابنُ الأفطس, وليسَ العَجَبُ مِن الانقسامِ في حَدِّ ذاته, وإنما العَجَب, أنَّهُ ومع الكياناتِ الضعيفةِ لهذه المَمَالِكِ المُحدَثة, لم تسعَ أيٌ منها لإعانةِ أخرى, لرفع الذُلِّ المفروضِ عليهم مِن النصارى, وإنما اشتغلوا بقتالِ بعضِهِم, ولا ننسَ.. أن هؤلاءِ المقتتلون, يُؤَدُونَ الجزيةَ جميعاً لمَلِكِ النصارى, هذه واحدةٌ, فاحفظوها.
أما الثانية : فإن هؤلاءِ المتصارعون, الذين طغت عليهم شَهوةُ المُلكِ حتى أعمتْ بصائِرَهُم, فباعوا لأجلها الدين, ولم يُبَالُوا بغشيانِ مخازي الأخلاق, لم يَرَ أيٌ منهم -إلا ما ندر- لم يَرَ عليه غضاضةً ,في الاستعانة بالنصارى, في سبيلِ الإبقاءِ على مُلْكِه, فهاذان ابنا محمدٍ بنِ جوهر, -حاكمِ سَرَقَسْطة- يتنازعان المُلكَ مِن بعده, فيستعينُ أحدُهُمَا بملكِ أراجون النصراني, لاستعادةِ ما غصبَهُ أخوه, مِن مدينة بُربُشْتَرِ المسلمة, فماذا حدث؟ حاصرَ النصارى مدينة بُربُشْتَرِ أربعينَ يوما, وأهلُهَا يستغيثونَ ولا مُنجِدَ لهم, لماذا؟ لأنَّ الحصارَ جاءَ تلبيةً لرغبةِ مسلمينَ آخَرِين, فهو إذاً, يَحمِلُ صِبغَةً شرعية, حاصروها أربعينَ يوماً, ثم دخلوها في شهرِ رجب, مِن عامِ ستةٍ وخمسينَ وأربعمائةٍ مِن الهجرة, فقَتَلُوا مِن أهلِهَا أربعينَ ألفَ مسلمٍ في غداة, وانتَقَوا مِن بناتِ المسلمينَ سبعةَ آلافِ عذراء, أُهدِين لملكِ النصارى في القسطنطينية, فضلاً, عَمَّن افتَضُوا بكارتَهُنَّ أمامَ والديهن, هكذا فعلوا بأهلها مِن المسلمين, ولم يُرجِعُوا المدينةَ لابنِ جوهرَ الذي استنجدَ بهم, وإنما حازوها لمُلْكِهِم.
وفي عامِ خمسٍ وأربعينَ وستمائةٍ مِن الهجرة, زحفَ مَلِكُ قِشتَالةَ النصراني, زحفَ لحِصَارِ إشبيليةَ المُسلِمَة, فسارعَ ابنُ الأحمرِ -حاكمُ غِرنَاطَة- سارعَ لمساعدةِ فِرْنَانْدُو لإحكامِ الحِصَارِ حولَ إشبيلية, لماذا؟ لأن بينَهُ وبين النصارى اتفاقيةُ تَعَاونٍ مُشتَرَك, هذا أحدُ بُنُودِهَا, حاصروها سبعةَ عشرَ شهراً, حتى دخلها النصارى في رمضان, مِن سَنةِ ستٍ وأربعينَ وستمائةٍ مِن الهجرة, فَهَجَّرَوا مِن أهلها أربعمائةِ ألف مسلم, لِيَرْتَحِلَ عنها الإسلامُ, وتَحِلَّ فيها النصرانية, لكن لا تَنْسَوا, أنَّ الحِصَارَ كان بمساعدةٍ مِن مُسلِمي غرناطة, وهذا ما يَدعُوا للعَجَبِ والله, فليسَ العَجَبُ أنْ يَبِيعَ ابنُ الأحمرِ دِينَهُ في سبيلِ الحِفَاظِ على مُلكِه, ولكنَّ العَجَبَ مِن أهلِ غرناطَةَ المسلمين, الذينَ جَعَلَ منهم ابنُ الأحمرِ دُمَاً تَتَحَرَكُ بلا عقول, لِيَتَوَصلَ مِن وراءِ سذاجَتِهم إلى مآربه, فيَمتَثِلُونَ أمرَهُ في حِصَارِ إخوانِهِم مِن أهلِ إشبيليةَ طَلَباً لِوُدِ النصارى, وقد عَلِمُوا أنْ لا عَهْدَ لكافر, وأنَّ فَتْقَ إخوانِهِمْ مُفْضٍ إليهم, والتاريخُ خَيرُ شاهد, فما إن فرغَ النصارى مِن إشبيلية, حتى عَطَفُوا على غرناطة, فاغتَصَبُوا فيها حرائر, وقَتَلوا مِن أهلِهَا أُناساً, ونَصَّرُوا آخرين, وكانَ أحسنُ أهلِهَا حَالاً, مَن أمكَنَهُ الفِرَارُ إلى بلادِ المغربِ الإسلامي, هذه الثانيةُ, فاحفظوها كذلك.
أما الثالثة : فإنه ومُنْذُ إلغاءِ الخلافةِ في بلادِ الأندلس, وتَهَارُشِ أهلِهَا على المُلكِ طِيلَةَ خمسةِ قرونٍ ونيِّف, لم يَقمْ للإسلامِ مَجْدٌ على أيدي هؤلاء المتصارعين, وإنما كانوا إذا أحسوا بأنَّ جزيةَ الذُلِّ, وقرابينَ الولاء, لن يَدفَعَا النصارى عنهم, استَغَاثُوا بالمجاهدينَ مِن أهلِ المَغربِ, فقامتْ دولةُ المرابطين, ثم الموحدين, حتى كان آخرُ الأمر, أنْ غَدَرَ مَلِكُ غِرنَاطة -آخِرُ مُلُوكِ المسلمينَ في بلادِ الأندلس- غَدَرَ بمَن استعانَ بهم مِن الموحدين, فأوعزَ للنصارى, لأخذِ ما في أيديهم مِن جزيرةِ طَرِيْف -المُطِلَةِ على جبلِ طارق- وأعانهم على ذلك, وبأخذ النصارى لها, أغلَقُوا بابَ النَجدَةِ عن أهلِ الأندلسِ, القادمِ مِن قِبَلِ المغربِ الإسلامي, فاختَلَوا بمسلمي الأندلسِ حتى صَفَوهُمْ, وانظُرُوا أسبانيا والبرتغال اليوم, وهما ما تُعرَفَانِ بالأندلسِ سابقاً, هل تَرونَ للإسلامِ فيهما سُلطانا؟ إن قلتم: لا, وهذا هو واقعُ الحال, فينبغي أن تعلموا؛ أنَّ الإسلامَ حَكَمَهُمَا ثمانمائةٍ وخمسٍ وتسعينَ سنة, وقد زالَ منهما للأسبابِ التي قد عَلِمتُم.
نقولُ هذا, ونحنُ نعيشُ هذا الواقعَ المريرَ اليوم, واقعٌ ألغتْ فيه بريطانيا وفرنسا دولةَ الخلافةَ الإسلامية, وأبدلتْ المسلمينَ بعدَ سُلطانِ الخلافةِ الجامع, حكوماتٍ تَتَنَافَسُ في تقديمِ قرابينَ الولاءِ للنصارى, طَمَعَاً في الإبقاءِ عليها في سُلطانِ الحُكم, فباعتْ الأحوازَ وفلسطين, والشيشانَ وأفغانستانَ, وبالأمسِ العراق, واليومَ اليمن –فأمريكا تَقصِفُ مِن الجو, وحكومةُ صنعاء؛ تُمَشِّطُ الأرض, قد أَمِنَ بأسَهَا الحوثيون, وباءَ بعداوتِهَا أهلُ الإسلام- حكوماتٌ قَلَتْ الشريفَ مِن بينها, فتآمرتْ عليه حتى أسقَطَتْه, حكوماتٌ تَسِيرُ بشعوبِهَا نحو الهاوية, تَماماً, كما سَارَ حُكامُ الأندلسِ مِن قبل, حكوماتٌ تُغَيِّب الدين, وتَبطِشُ بالمسلمين, إلا مَن كانوا في سَذاجَةِ أهلِ غِرناطةَ المُطَبِلين, حكوماتٌ لا تَرَ غَضَاضةً في إبداءِ الطاعةِ لصنُوفِ الكافرين, فلئن كانت بالأمس إلى النصارى تتزلف, فهي اليوم, وُدَّ الفُرسِ تَخطِب, لماذا؟ وكيف؟ ببساطة, لأن حليفَ الأمسِ بها خَوّن.
وهكذا.., فالعربةُ تَسِيرُ نحو الهاوية, وأهلُهَا تحتَ تأثيرِ المُخَدِرِ لا زالوا, و واللهِ لئن طالَ بهم على هذه الحالِ مُقَام, ليُضحُونَ لا دُنيا ولا دين, وإنما النَجَاءُ لشعوبِ أهلِ الإسلام, أن تَقِفَ صَفاً واحداً, خلفَ تلكَ العُصبَةِ المؤمنةِ, التي تسعى جَاهِدَةً لإيقاف سيرِ العربةِ نحو الهاوية, لتُعَاودَ الترقي في درجاتِ المجد, تلكَ العُصبةُ المُجاهدةُ في بلادِ الشام, إذْ مِن السذاجةِ المقيِّتة, أن يُفَسَرَ الجهادُ الشامي, على أنه ثورةٌ على حاكمٍ, رغبةً في الحُكم, بينما هو في حقيقته, محاولةٌ لكسرِ سُلطانِ الغربِ القائم, وكبحِ خطرِ الفُرسِ القادم, ومِن العجب, أن يُغَالِطَ بعضُ أهلِ الإسلامِ في هذا, في حين يَسعى الفرسُ والغربُ وأذنابُهُم جاهدينَ لإيقافِ المُحاولة..
ومَن رَغِبَ في نصرةِ أهلِ الشامِ صادقا, فعليه بالكويتِ وأهلِهَا, ولا يَتعذّر أحدٌ, بانعدامِ الحيلةِ, وعدمِ اهتداءِ السبيل, فإن مَن صدقَ الله, صَدَقَهُ الله.
____ أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم...


الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ أجابَ مَن سأل, وكفى مَن عليه اتكل, ومَن استَرحَمَهُ رَحِمَهُ وله وصل, مَن نصرَهُ فاللهُ له ناصر, وإنْ عنه الحَمِيمُ جَفَل, فوعدُ اللهِ صادق, وإنْ ظَنَّ موتُورٌ أنَّ سَنَاهُ أفل, فالمِنَّةُ على مَن استقامتْ حالهُ وبهدي الوحيين اتصل, فاستضاءت محجتُهُ, والدينَ ناصَرَهُ وما خذل, وصلى اللهُ وسلمَ على عبدهِ ورسولهِ محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين, ما حَلَّ حَالٌ وارتحل.
أما بعد: أهلَ الإسلام.., شَامُنَا حُرةٌ فلا تخذلوها ... وشِعَارٌ لحَزمِنَا واختبارُ.
آنَ أنْ يُستَأصلَ الجِسمُ الذي ... ظَلَّ أعواماً يُعَانِي الوَرَمَا.
أمَةَ الإسلام؛ إَّن الشامَ قد رفعتْ مِن لَوعَةِ القَهرِ نِدَاهَا ... والنفوسُ الشُمُّ قد فَاضَ أَسَاهَا.
الشامُ تَستَصرِخُ وتَستَنْصِر, وبأخُوةِ الدينِ تَستَنجِد..,
يَستَغِيثُ شيخٌ وتَنْدُبُ ثَكلَى ... ويَئِنُ طِفلٌ ويَندَى الجبينُ
مئاتُ الآلافِ مِن الأُسَرِ لا عائلَ ولا مال, عائِلُهُم في الأموات, أو في السجونِ والمعتقلات.
كَمْ أُلوفٍ جُرِّعُوا كأسَ الردى ... بيدِ الأوغادِ أشرارِ البَرِيِّة.
وبُيُوتٍ أُخْمِدَتْ أَنفَاسُهَا ... بيَدِ الإجرامِ يا هَوَّل الَبلِيَّة.
يَالَهَا مَجْزَرَةً قد صَعَقَتْ ... كُلَ رَآءٍ بعيونٍ آدمية.
كَمْ رَضيعٍ حَرَمُوهُ أُمَّهُ, وسَقَوهُ حَسرةً طال مَدَاهَا.
أوَّاهُ في أُذُنِي صوتُ اليتيمِ بكى ... وصوتُ أرمَلَةٍ تَسْتَنْفِرُ العَرَبَا.
تَدْعُ وفي قَلبِهَا نَارٌ مُؤَجَجَةٌ ... ودَمْعُهَا لُغَةٌ تَسْتَهجِنُ الخُطَبَا.
مِن حَولِهَا صِبيَةٌ يَبْكُونَ ما وَجَدُوا ... مأوىً وما وَجَدُوا مَن يَدفَعُ السَغَبَا.
أوَّاهُ والنارُ في الفيحاءِ مُوقَدةٌ ... أجسادُ إخوانِنَا صَارَتْ لَهَا حَطَبَا.
{ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ} واجبُ الوقت, وفريضةُ الزمان, نُصرَةُ أهلِ الشام {فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} أزِيحُوا الدِثَار, وانفُضُوا الغُبَار, وأبذُلُوا الدرهمَ والدينار, ارفَعُوا الأَكُفَّ بالليلِ للجبار, وأبسُطُوهَا لهم بالنهار..
لا تُنجِدُوهُم بالتَحَسُرِ وَحدَهُ ... إنْ التَحَسُرَ لا يُزِيلُ عَنَاءَ.
لا تُلجِئُوهُم لغريبٍ لئيم, يُعطِي القليلَ, ويُسَاوِمُ على الكثير.
فمَن يَنتَظِر مِن عُصبَةِ الكُفرِ نَخوةً ... فعَائِدُهُ المَنظُورُ صَابٌ وعَلقَمُ.
أقصى مُرؤتِهِم ونَجدَتِهِم لنا, وَفدٌ يَجِيءُ ومُستَشَارٌ يَذهَبُ..
خَابَ مَن يَسأَلُهُمْ نُصرَتَهُ ... إنما يَحمِي حِمَانَا ضَيغَمُهُ.
" المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان " " والمسلمونَ في تَوَادِّهم وتراحُمهم كالجسد " " والمسلمُ أخُ المسلم, لا يَظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ" "والمؤمنونَ والمؤمناتِ بعضُهُم أولياءُ بعض" {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}
بَسَطَ المجوسُ إلى المَجوسِ أَكُفَهَم ... بالمالِ مِن بَيضَاءَ أو صَفراءَ.
هَيَّا بَنِي قومي ألا استَبِقُوا العُلاَ ... بسَخَاءِ كَفٍ يَكشِفُ اللَوَاءَ.
كُلٌ يَجودُ بما استطاعَ فما النَدَى ... وَقفٌ على مَن يُجزِلُونَ عَطَاءَ.
قَبضُ الأيدي مَسَبة, وسوءُ مَغَبَة {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}
أبذُلُوا شَأنَ الأُبَاةِ العُظَمَاءَ ... واصفَعُوا البَغيَّ وسِيِّرُوا أَمَمَا
أعلِنُوهَا لُحمَةً مَرهُوبَةً ... تَألَفُ المُرَّ وتَهوى العَلْقَمَا
لو رأى العربِيدُ أدنى لُحمَةً ... لانتهى مِن سُكرِهِ وانفَطَما
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}
فمَن يَخذل ابنَ العَمِّ يُوجد إذا التوت ... صُروفُ الليالي لا محالةَ أجذَما.
أهلَ الإسلام : لا أريدُكُم أن تُبَادِرُوا بالعطاءِ, حَياءً مِن قائل, أو حَمَاساً لكلمات, وإنما أريدُكُم أن تَبذُلُوا, وأنتم تستشعرونَ مسؤوليَتَكم تجاهَ إخوانَكم, وأنتم تحملونَ هَمَهَم في كُلِ غُدوٍ, وعندَ كُلِ رَواح, عندها, لنْ تَشُحُوا بالعطاءِ يوما, لأنه إذا اهتم القلبُ, تحركتْ الجوارح..
هَيَّا بَنِي قومي ألا استَبِقُوا العُلاَ ... بسَخَاءِ كَفٍ يَكشِفُ اللَوَاءَ.
كُلٌ يَجودُ بما استطاعَ فما النَدَى ... وَقفٌ على مَن يُجزِلُونَ عَطَاءَ.

جعلنا الله ُلدينه خدما, ولحُرماته حَرما, وعلى الهُدى علما..
المشاهدات 2847 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا