خطبة: ساهمُ العِزَّة لنُصْرَةِ الأَشِقّاءِ في غَزَّة. "موافقة للتعميم"
وليد بن محمد العباد
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
خطبة: ساهمُ العِزَّة لنُصْرَةِ الأَشِقّاءِ في غَزَّة.
الخطبة الأولى
إنّ الحمدَ للهِ، نَحمدُه ونَستعينُه ونَستهديه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهده اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأَشهدُ أنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ عبادَ الله
يَشهدُ العالَمُ ببالغِ الأسى ما يَحِلُّ بإخوانِنا في غَزَّةَ مِن عدوانٍ أثيمٍ وإراقةٍ للدّماء، وقتلٍ للآمنينَ وللأبرياء، وتَشريدٍ للشّيوخِ والأطفالِ والنّساء، مِن قِبَلِ اليهودِ المعتدينَ الظّالمين، ممّا جعلَ مَشاعرَ المسلمينَ تَتَحَرَّكُ لمواساتِهم في مِحنتِهم، والوقوفِ معهم في مُصيبتِهم، وتَهفو لنَجدتِهم ومساعدتِهم ونُصرتِهم، ومَدِّ يَدِ العونِ لهم وإغاثتِهم، وذلك ممّا يَحُثُّ عليه دينُنا الحنيف، قالَ تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى. وانطلاقًا مِن تلك المشاعرِ الإيمانيّة، وامتدادًا لمواقفِ المملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ التّاريخيّةِ، تِجَاهَ المسجدِ الأقصى والقضيّةِ الفلسطينيّة، والوقوفِ مع الشّعبِ الفلسطينيِّ الشّقيقِ في قطاعِ غَزَّةَ، فقد صَدَرَ توجيهٌ كريمٌ مِن خادمِ الحرمينِ الشّريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ آلِ سعودٍ، وصاحبِ السّموِّ الملكيِّ الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ آلِ سعودٍ، وليِّ العهدِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ أيّدَهما اللهُ، بإطلاقِ حَملةٍ شعبيّةٍ عبرَ مَنصّةِ ساهم، التّابعةِ لمركزِ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيّة، وذلك لإغاثةِ الشّعبِ الفلسطينيِّ الشّقيقِ في قطاعِ غَزَّة، ولإعانةِ المسلمينَ على مساعدةِ إخوانِهم ومواساتِهم، وإيصالِ تبرّعاتِهم عَبْرَ قنواتٍ آمنةٍ مضمونةٍ بإذنِ الله، فاتّقوا اللهَ رحمَكم الله، وساهموا وأنفقوا وتَبرّعوا لنصرةِ إخوانِكم، فإنّ ذلك بابٌ مِن أبوابِ الخيرِ والأجرِ قد فُتَحَ لكم، قالَ اللهُ تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) نَسألُ اللهَ تعالى أنْ يَجزيَ خادمَ الحرمينِ الشّريفينِ ووليَّ عهدِه الأمينَ خيرَ الجزاء، وأنْ يَكشفَ ما حَلَّ بإخوانِنا في غَزَّةَ مِن البلاء، إنّه سميعُ مجيبُ الدّعاء.
باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعدُ عبادَ الله:
اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار.
اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشّركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأَنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في غزّةَ وفلسطينَ، وفي كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ عليك باليهودِ ومَن ناصرَهم فإنّهم لا يُعجزونَك، اللهمّ أَنزلْ بهم بأسَك الذي لا يُرَدُّ عن القومِ المجرمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصّالحةَ النّاصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رَشَدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدّعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.
عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصّلاةُ والسّلام: مَن صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. فاذكروا اللهَ العظيمَ يَذكرْكم، واشكروه على آلائِه ونعمِه يَزدْكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين
جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 19/ 4/ 1445هـ