خطبة: خطرُ الألعابِ الإلكترونيّة

وليد بن محمد العباد
1444/03/04 - 2022/09/30 01:17AM

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

خطبة: خطرُ الألعابِ الإلكترونيّة

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله

يشهدُ العالمُ تطوّرًا كبيرًا في مجالِ التقنيةِ، وذلك في جميعِ جوانبِ الحياةِ، ومن أبرزِها جانبُ الألعابِ الإلكترونيّة، والتي تهدفُ للتسليةِ والترفيهِ وتطويرِ التفكيرِ والذّكاءِ، ولكنّها لم تَسلمْ من مكرِ الأعداءِ، حيثُ حوّلوها إلى وسائلَ تهدمُ القيمَ وتهدّدُ الأطفالَ والأجيال، والمتتبّعُ لها يدركُ ما تحملُه من الأخطارِ، والتي منها إدمانُها والتعلّقُ بها واستنزافُها للجهدِ والوقتِ والمال، مع ما ينتجُ عن ذلك من تضييعِ الصّلواتِ وإهمالِ الواجباتِ، ومن أضرارٍ صحيّةٍ واجتماعيّةٍ ودراسيّةٍ وأخلاقيّةٍ، ومن هدمٍ للعقيدةِ الإسلاميّةِ والشّعائرِ الدينيّة، وذلك من خلالِ ما يتخلّلُ تلك الألعاب، من مقاطعَ وإيحاءاتٍ تسخرُ من الدِّينِ وأهلِه والملائكةِ والذّاتِ الإلهيّة، وتغرسُ الجرأةَ على الاعتداءِ ومناظرِ العنفِ والدّماءِ، وانكشافِ العوراتِ ومعاقرةِ المحرّماتِ، وتعظيمِ الصّلبانِ والأوثانِ، والتّمرّدِ على القيمِ والعاداتِ والأوطان، فاتقوا اللهَ رحمَكم الله، واحذروا من خطرِ تلك الألعابِ، وعلى الآباءِ والأمهاتِ أن يستشعروا ذلك الخطرَ على أولادِهم، وأن يبيّنوا لهم ما فيها من الأضرارِ والمخالفات، ويساهموا في اختيارِ ما يناسبُهم، ويشاركوهم في اللعبِ معهم، مع تنويعِ وسائلِ التّرفيهِ عليهم، وكثرةِ الدّعاءِ لهم وغرسِ مراقبةِ اللهِ في نفوسِهم، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: كلّكُم راعٍ وكلّكُم مسؤولٌ عن رعيّتِه. ولحكومتِنا الرّشيدةِ جهودٌ تُذكرُ فتُشكرُ لرفضِ تلك التّجاوزاتِ وتنقيةِ تلك الألعابِ من الانحرافات، وتوفيرِ البدائلِ المحليّةِ الآمنةِ، نسألُ اللهَ أن يباركَ في الجهودِ ويسدّدَ الخُطى، وأن يحفظَ أولادَنا وأوطانَنا من كيدِ الكائدينَ والمتربّصينَ إنّه على كلِّ شيءٍ قدير.

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعدُ عبادَ الله:

اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار.

اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهمّ وفّقْ خادمَ الحرمينِ ووليَّ عهدِه لما تحبُّه وترضاه، اللهمّ وفّقْهم وأعوانَهم لما فيه صلاحُ العبادِ والبلاد، اللهمّ هيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ذا الجلالِ والإكرام، اللهمّ من أرادَنا والمسلمينَ بسوءٍ وفتنةٍ فاشغله بنفسِه وردَّ كيدَه في نحرِه واجعلْ تدبيرَه وتدميرَه يا قويُّ يا عزيز، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشْرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين

جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 4/ 3/ 1444هـ

المشاهدات 729 | التعليقات 0