خطبة ... حكمة بالغة فما تغن النذر

جابر السيد الحناوي
1431/02/23 - 2010/02/07 21:14PM
[read]حكمة بالغة فما تغن النذر!!![/read] [read]( [1] )[/read]




هذه خطبة يوم الجمعة 19/2/ 1431 الموافق 5/2/2010


يمكن التعديل عليها نظرا لتأخري في انزال خطبة هذا الأسبوع
..........
أما بعد :
يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ" ( [2] )
هذه الآية من سورة الأنفال تبين أن الفتن والابتلاءات لا تصيب الطغاة والظالمين فقط ، بمعني أن الجماعة التي تسمح لفريق منها بالظلم في أية صورة من صوره ولا تقف في وجه الظالمين ، جماعة تستحق أن تؤخذ بجريرة الظالمين المفسدين ؛ فالإسلام منهج تكافلي إيجابي لا يسمح أن يقعد القاعدون عن الظلم والفساد والمنكر يشيع ، فضلا على أن يروا دين الله لا يتبع وهم ساكتون ـ بل أن يروا ألوهية الله تنكر وتقوم ألوهية العبيد مقامها ، وتنبذ شريعة الله ومنهجه للحياة ـ ثم هم بعد ذلك يرجون أن يخرجهم الله من الفتنة لأنهم هم في ذاتهم صالحون طيبون!( [3] )
وقد قص الله تعالى في القرآن الكريم أحوال السابقين ، وما حلّ بهم من أنواع العذاب الأليم ؛ ليَحذَرَ الناسُ أعمالهم، ويتجنبوا طريقهم ، فينجون من أسباب هلاكهم.
وفي القرآن ذكر لبعض جند الله تعالى التي أرسلها على المكذبين فكانت سبب هلاكهم ، فمنها الغرق ، ومنها الريح ، ومنها الصيحة ، ومنها الحاصب ، وغير ذلك ؛ يتابع نُذُرَه على عباده ، ويريهم شيئاً من قدرته وآياته ، لعلهم يتذكرون ، وإليه يرجعون ،" وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ الله تُنْكِرُونَ ". ( [4] )
وأصحاب القلوب الحية هم الذين تؤثر فيهم المواعظ القرآنية ، والنذر الربانية ، ويقرون بأنعم عليهم ويعظمونها ، ويعترفون بتقصيرهم في حقه سبحانه وتعالي : " وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ " ( [5] ) " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " ( [6] )
أما أصحاب القلوب الميتة التي انغمست في الشهوات ، فإن الآيات لا تنفع فيهم ، ولا تجدي النذرعليهم شيئا ، حتى يبغتهم العذاب وهم في غفلتهم ساهون ، وقد سـطر القرآن العظيم أنواعا من العذاب والمعذبين كما في قوله عز وجل : " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " ( [7] )
فذكر عز وجل في هذه الآية وفي غيرها من الآيات أصنافا من العذاب ، وأنواعا من الآيات والنذر جزاء وفاقا علي انتشار الظلم والفساد في المجتمعات ، من ذلك :
الخسف : فالخسف عذاب وآية " وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ " ، أما كون الخسف آية فهو دليل على قدرة الله عز وجل في تحريك الأرض وإسكانها ، وأما كونه عذاباً فإن الله تعالى عذّب به من السابقين أفراداً وأمماً ، ومن الأفراد الذين عذبوا به : قارون قال الله عز وجل فيه : " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ " ( [8] ) ومن الأفراد الذين عذبوا بالخسف الرجل الذي امتلأ إعجاباً بنفسه ، ولم يشكر نعمة الله تعالى عليه ؛ كما في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال النبيصلي الله عليه وسلم : " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ الله بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ( [9] )
وعُذب بالخسف أمم ذكرها الله سبحانه وتعالي في تعداد أنواع المعذبين ، قال الله عز وجل عن قوم لوط عليه السلام : " وَالمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى"( [10] ) " وَالمُؤْتَفِكَةَ " مفتعلة من الإفك ، وهو القلب والصرف ، والمراد بها قرى قوم لوط بدليل قوله سبحانه وتعالي في غير هذا الموضع : " والمؤتفكات " بالجمع ( [11] ) فهو من إطلاق المفرد وإرادة الجمع ، وإنما قيل لها : " مُؤْتَفِكَةَ " لأن جبريل أفكها فأتفكت ، ومعني أفكها أنه رفعها نحو السماء ثم قلبها جاعلا أعلاها أسفلها ، وقد أوضح سبحانه وتعالي هذا المعنى في سورة هود في قوله عز وجل : " فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ"( [12] ) وفي قوله سبحانه وتعالي في سورة الحجر : " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ " ( [13] ) " فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى " ( [14] ) غشاها مَطر من الحجارة المحماة ، أُتبعت قراهم بها فأحرقتهم ، قال سبحانه وتعالي : " وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ..." ( [15] )
والغرق : من جند الله تعالى التي أرسلها على المكذبين كما حدث مع قوم نوح ، يقول تعالى ذكره : " وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى " ( [16] ) أهلكهم عز وجل من قبل عاد وثمود ، كانوا أشدّ ظلما لأنفسهم ، وأعظم كفرا بربهم ، وأشدّ طغيانا وتمرّدا على الله من الأمم التي أهلكها الله من بعدهم ... عن قتادة في قوله عز وجل : " وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى " لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح ، دعاهم نبيّ الله نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما ، فلم يزدهم ذلك إلا عنادا وطغيانا ، وقدحا في نبيهم ، " فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ" ( [17] ) فكانت المياه التي جعلها الله شريان الحياة " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ " ( [18] ) هي نفسها سبب هلاكهم .
إن الجرأة على شريعة الله ، وانتهاك حرماته ، تجلب غضب الله وسخطه ، أنصتوا لقوله تعالي في يهود أصحاب السبت : " وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ " ( [19] )
يقول الله تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه : " وَاسْأَلْهُمْ " أي: واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة أصحابهم الذين خالفوا أمر الله ، ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة . ( [20] ) " كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ " ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم اللّه ، وأن تكون لهم هذه المحنة ، وإلا فلو لم يفسقوا، لعافاهم اللّه ، ولما عرضهم للبلاء والشر . ( [21] )
وقد بلغ من كثرة الكوارث وتتابع النذر والآيات في زماننا هذا أن بعضها أضحي يُنسِي بعضاً ، وهذه الكثرة علامة من علامات الساعة ؛ كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ " ( [22] )
وأخبرصلي الله عليه وسلم أن من علامات الساعة الكبرى: " ثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ" ( [23] ) فهل بعد هذا يأمن العصاة مكر الله ؟؟؟ ويتجرءون على شريعته ، وانتهاك حرماته ؟ " أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ" ( [24] ) إنه تهديد عظيم بالخسف والزلزلة ؛ إذ كيف ينعم الله تعالى على عباده بالنعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصي ، ثم هم بعد ذلك بها يكفرون ؟؟ وفيها ردٌ على الماديين والعلمانيين .. أهل الجهل والهوى الذين يرفضون تعليق آيات التخويف والعذاب بالمعاصي والموبقات ، زاعمين أنها أسباب كونية اعتيادية ، ويفسرونها تفسيرات مادية.
لقد ظلت الجاهلية " العلمية ! " الحديثة تلغ فيما تسميه " حتمية القوانين الطبيعية " . ذلك لتنفي " قدر الله " وتنفي " غيب الله " . حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها ، أمام غيب الله وقدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي! ولجأت إلى نظرية " الاحتمالات " في عالم المادة . فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً ، وبقي " الغيب " سراً مختوماً ، وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ؛ وبقي قول الله - سبحانه : " ... لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا " ( [25] ) هو القانون الحتمي الوحيد ، الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية التي يدبر الله بها هذا الكون ، بقدره النافذ الطليق! ( [26] )

*** *** ***

مبارزة الناسِ الله بالمعاصي ، وتحديهم السافر لشريعته ، ســبب العقوبات الربانية ، وقد شهدت الكرة الأرضية في الآونة الأخيرة عددا من الزلازل والعواصف والبراكين ، أهلكت بشراً كثيراً، ودمرت عمراناً عظيماً ، وراح ضحيتها آلاف القتلي ، ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين ، وفقد الأحياء كل شيء يملكونه في لحظات ، وقد شهدت مصرمؤخرا عاصفة من هذه العواصف تسببت في كارثة السيول ، التي ضربت آلاف المصريين في سيناء وأسوان فشرّدتهم ، بعد أن جرفت بيوتهم وأتت على كل ما فيها .
إن أعظم أسباب دفع هذا البلاء عن الأفراد والأمم : هو الإصلاح في الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على أيدي السفهاء ؛ فإن الله تعالى قال في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر " أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ " ( [27] ) وإذا رحمهم الله عز وجل لم يعذبهم ، وهذا ما تسجله آيات قصة أصحاب السبت في قوله عز وجل : " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ " فنجي الله الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ودمرالفسقة الظالمين .
وسألت زَيْنَبُ ابنة جَحْشٍ رضيالله عَنْهُما رسول اللهصلي الله عليه وسلم فقالت : "أنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قال: نعم إذا كَثُرَ الْخَبَثُ " ( [28] ) ولا يكثر الخبث إلا حين يُعطل الاحتساب على الناس ، فلا يؤمرون بمعروف ، ولا ينهون عن منكر، و يتخاذل الناس عن نصرة المنكوب ، ويفرغون وسعهم في السفاسف من الأمور .
إن مما يندي له الجبين أن نري الكفار يطبقون مبادئ ديننا ، رغم أنهم لا يدينون به ، لأنهم وجدوا أن تطبيق هذه المبادئ فيه الخير والصلاح لدنياهم ... حين ضرب الزلزال هايتي تحرّكت الولايات المتحدة بسرعة، ونظمت حملة رئاسية لجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين ، ثم تسابق الفنانون في التبرع بأموالهم الخاصة ، وفي إقامة الحفلات ، التي خصص إيرادها للمنكوبين "حفلة واحدة جمعت 58 مليون دولار".
أما في كارثة السيول عندنا في مصر نجد إرادة إشراك المجتمع واستنهاض همَّته للبذل والعطاء مغيبة ، في حين تستنفر الأمة عن بكرة أبيها في مباراة كرة قدم ، يشارك فيها المنتخب القومي لكرة القدم ؟! لدرجة أن بعض رجال الأعمال تحمل تكاليف انشاء جسور جوية لنقل المشجعين لخارج البلاد ، بدعوي حب مصر !!!
فهل حب مصر لا يُمارس إلا من خلال التهليل والتزمير ؟
فهل ينتهي دور رجال الأعمال المشاركين في مهرجانات الحب هذه عند توزيع الملصقات والإعلانات ، التي تُظهر العلم المصري ممهوراً باسم شركاتهم ومزيناً بنماذج للسلع التي ينتجونها ؟!
هو حب مجاني، ذلك الذي يتبدّى في مباريات كرة القدم، حيث لا يُطالب " الحبيب المغرم " بأكثر من التصفيق ، والصياح ، والتهليل أو غير ذلك ، مما يدخل في نطاق الأقوال .
إن الحب الحقيقي للوطن كالإيمان، أصدق تعريف له أنه ما وقر في القلب وصدقه العمل، أى أنه ما يستقر في الضمير، ويترجمه السلوك والفعل ، والاختبار الحقيقي لحب الوطن لا يتحقق حين يكون المرء منتفعاً منه، لكنه يُقاس بمقدار ما يبذله المرء لأجله، دونما انتظار لمردود ذلك البذل ، فهل تفيق جبهة محبي مصر التي التزمت الصمت إزاء كارثة السيول الشرسة ، التي ضربت آلاف المصريين ، والذين لم تلتئم جراحهم حتي الآن ؟؟ إن ضحايا هذه السيول هم أولي بالملايين التي تنفق علي الكرة من أجل تغييب الشعب ، وصرفه عن قضاياه المصيرية ، وعن إدراك المصيرالمظلم الذي ينتظره ، والعياذ بالله ، إذا استمروا فِي"سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ " .
علينا أن نتوب إلي الله عز وجل وأن نعتبر ونتعظ بما نرى ونسمع مما يقع من الكوارث قبل أن يصيبنا ما أصاب غيرنا ، فيفقد الواحد منا كل شيء في لحظات ، ولا نكون كالذين قال الله فيهم : " وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ لا يؤمنوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ " ( [29] ) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )

[1] مقتبسة من خطبة لفضيلة الشيخ / إبراهيم الحقيل بعنوان العقوبات الربانية

[2] الأنفال 25

[3] في ظلال القرآن 3 / 386 – 387

[4] غافر 81

[5] غافر:13

[6] ق : 37

[7]العنكبوت : 40

[8] القصص : 81

[9] صحيح البخاري 18 / 92

[10] النَّجم : 53 ـ 54

[11] التوبة : 70 والحاقة : 9

[12] هود : 82

[13] الحجر : 73 – 74

[14] النجم :54

[15] الفرقان : 40

[16] النجم :53

[17] القمر : 10 ـ 14

[18] الأنبياء : 30

[19] الأعراف : 163 – 165

[20] تفسير ابن كثير 3 / 493

[21] تفسير السعدي 1 / 306

[22] صحيح البخاري 4 / 146

[23] صحيح مسلم 14 / 94

[24] النحل:45

[25] الطلاق من الآية 1

[26] في ظلال القرآن 3 / 363

[27] التوبة :71

[28] صحيح البخاري 11 / 133



[29] يونس : 97
المشاهدات 3938 | التعليقات 1

خطبة رائعة ونافعة
فهل يستفيق الظلمة وهل سيأخذ علي أيدهم المقربون منهم من العقلاء؟
ذالك الذي نرجوا ولا نملك غيره
ما أكثر آيات الله ونره بسبب الظلم والمعاصي والأمة سادرة في غيها منتهكة حرمات ربها منشغلة بتوافه الامور
حتي صارت كرة القدم شغلهم الشاغل
وما دام هكذا المستوي فكيف تفرح؟
الله المستعان