خطبة حرية الكلمة
محمد مرسى
1432/10/22 - 2011/09/20 04:36AM
خطبىة الجمعة بعنوان ( حرية الكلمة )
الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ،
أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى .
أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،
له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ،
و تمت كلمته صدقًا و عدلاً :
{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى }
[ طه : 7 ] .
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ،
فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ،
و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا .
أمـــا بعـــد :
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،
و اسلكوا طريق العارفين ، و امتطوا مراكب المتّقين ، كونوا على وجل من هجوم الأجل ،
و لا تُطغِكم الدنيا ، و لا يلهكم الأمل . استعدّوا ـ وفقكم الله ـ بتقوى الله و صالح العمل ،
ما أثقلَ رقادَ الغافلين ، و ما أغلظ قلوبَ المستكبرين ، الأيام تمرّ مرّ السحاب ،
و الأعمار آخذة في الذهاب ، و الأعمال محفوظة في كتاب ، و الموعد يوم الحساب ،
فاحذروا ـ رحمني الله و إياكم ـ حسرة النادمين و صفقةَ الخاسرين ،
{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ }
[ الزمر : 56 ] .
أيّها المسلمون ،
أخصّ خصائصِ الإنسان أنّه وحدَه المخلوق الناطق ، الإنسان ينفرِد بالنطق ،
و يتميّز بصوتِ الكلمة ، و الكلمة هي لَبوس المعنى و قالَبُه ،
و الإنسان هو المخلوق الفريد القادِر على التعبير عمّا بداخله من عواطفَ
و انفعالاتٍ و أشجان و مقاصدَ و رغبات و إرادات ، يعبِّر عنها بالقولِ و بالكتابة ،
باللّسان و بالقلم و بالمشاعر ،
{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }
[ البلد : 8-10 ] ،
بل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يطلِق الحرّيّاتِ و يكبِتها بعدلٍ و بظلم ،
( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! ) .
و الرابط بين الإنسان و الإنسانِ هو الحوار و تبادلُ الكلام ،
و من تكلَّم وحدَه أو خاطب نفسَه عُدّ من الحمقى و ناقصِي العقول ،
إن لم يكن من المجانين و فاقدِي الأهليّة .
و المرء حين يتكلَّم لا يكلِّم نفسه، و لا يتكلَّم من أجلِ نفسه،
و لكنه يتكلَّم ليسمِعَ الآخرين و يسمَع منه الآخرون ، يتكلّم ثم ينصِت ،
أو يتكلّم بعد أن ينصت . إنَّ الناس تتبادَل الكلام فيما بينها للبناءِ و التفاهم ،
و ليس للمواجهة و التصادُم .
من أجلِ هذا كلِّه ـ أيها المسلمون ـ فإنَّ الكلمة هي
عنوان العقلِ و ترجمَان النفس و برهان الفؤادِ ، فالكلمةُ لها مكانتُها ،
بل لها أثرُها و خطرُها . و من أجلِ هذا فيجب أن تكونَ لها حرّيّتُها ،
كما يجِب أن تضبط حرّيّتها ؛ فالحرية مسؤوليةٌ .
عبادَ الله ، ليس من المبالغة إذا قيل : إنَّ الحياة البشرية بناؤها على الكلمةِ ،
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا }
[ البقرة : 31 ] ،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }
[ الرحمن : 1- 4 ] ،
و آدمُ تلقى من ربِّه كلمات فتاب عليه ، و ابتَلى إبراهيمَ ربّه بكلمات فأتمهنّ ،
{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }
[ النساء : 164 ] ،
و عيسى عليه السلام رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روحٌ منه ،
ومحمّد صلى الله و سلم و بارك عليه أوتي جوامعَ الكَلِم و اختُصِر له الكلام اختصارًا ،
و ما نطَق عن الهوى ،
{ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }
[ النجم : 4 ] .
بل إنَّ دين الإسلام الذي جاء به محمّدٌ صلى الله عليه و سلم قام على الكلمةِ و أسِّس عليها ،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }
[ العلق :1 -5 ] ،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }
[ القلم : 1 ] .
الإسلام استَقبَلَ الكلِمةَ من السماء بأمانة ،
و أرسَلها إلى الناس بالحقّ . الرسالة و الدعوةُ و التبليغ كلُّ ذلك بالكلِمة ،
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }
[ النجم : 2-4 ] .
و السِّفر العظيم الذي تنزَّل على قلبِ محمد صلى الله عليه و سلم
هو كلام الله عز وجل و كتابُه ، و هو القرآن الكريم ، كتابٌ عزيز ،
{ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }
[ فصلت : 42 ] .
أيّها المسلمون ، بكلمةِ الحقّ الصادقة النزيهة تُبنى العقول و تُشاد الأوطان ،
و هي عِماد التربية ، إن صلَحت الكلمة صلَح المجتمع كلُّه ،
و الصدقُ يهدي إلى البرّ ، و للكلمةِ قوّةُ السيف في البناء و التغييرِ و الإصلاح ،
و العاقل من الناس لا يتكلّم إلا لحقٍّ يبيِّنه أو باطلٍ يَدحَضه أو علمٍ ينشره
أو خيرٍ يذكره أو فضلٍ يشكره ، و تركُ الفضول من كمالِ العقول .
بكلمة الحقِّ يظهر البيانُ و توصَف الأشياء ،
و الكلمةُ تنبِئ عن الضمير و تفصِل في القضاء و تشفَع في الحوائج و تعِظ عندَ القبيح .
الكلمةُ تفرِح و تحزِن ، و تجمَع و تفرِّق ، و تبني و تهدِم ، و تُضحك و تُبكي .
كلمةٌ تنشرح بها الصدور ، و أخرى تنقبِض لها النفوس .
بالكلمةُ تكون التربية و التعليم ، و تنتشِر الدعوة و الفضيلة ،
و لقد كان من دعاء موسى الكليم عليه السلام :
{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي }
[ طه : 27 ، 28 ] .
و من اتَّقى الله و لزم القولَ السديد أصلح الله عملَه و غفر ذنبَه ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
[ الأحزاب : 70 ، 71 ] ،
و في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتَّفق عليه
عن نبيِّكم محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :
(( إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجاته ،
و إنّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخَط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنّم ))
نسأل الله السلامة ،
(( و المسلِم من سلِم المسلمون من لسانه و يدِه )) ،
و من يضمَن ما بين لحيَيه و ما بين رِجلَيه تُضمَن له الجنة .
أيّها المسلمون ، هذا هو الإنسان ، و هذه هي الكلمةُ في حقيقتِها و طبيعتها و أثرِها ،
فكيف تكون حرّيّة الكلمة ؟ و كيف تُفهَم حرية التعبير ؟ الحرية مسؤوليةٌ ،
و الغاية هي الإصلاحُ و البناء و ليس الهدم و الإفساد ،
و التعاونُ و التفاهم و ليس الشّقَاق و التّصادم . حرّيةُ التعبير و حرّيَّة الكلمة
و الكَلمةُ الحرّة قِيَمٌ حضاريّة عالية ، بل إنها منجَز من منجزات البشرية الخلاّقة ،
لها المكان الأرفَع و الاحتفاء الأَسمى .
و منَ المعلوم لدى العقلاء أن الإنسان يوزَن بكلامه ، و يحكَم عليه من لسانه ،
فالساكتُ مَوضِعَ الكلام محاسَب ، و المتكلِّمُ في موضعِ السكوتِ محاسَب ،
و الساكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرَس ، و كلامُ الزور إثمٌ و فجور ،
و الكذِب يهدي إلى الفجور ، و كفَى بالمرء إثما أن يحدِّث بكلّ ما سمِع ،
و كَم كلمةٍ قالت لصاحبها : دَعني .
عبادَ الله ، إذا كان ذلك كذلك فلا بدَّ لهذه الحرّيّة من ضوابط ،
و لا بدَّ لهذه المسؤوليّة من معايير ، و بغيرِ الضوابطِ و المعايير تنبُت
الفوضى العَمياء التي تُعلِي شأن الظلم و الظالمين ، و تزيِّف الحقائق ،
و تقود إلى النتائجِ العكسيّة ، فيخنَق الضمير و تموت الحرية .
إنَّ مما ينبغي أن يُراعى في ضوابط حريّة التعبير و حرية الكلمة
و الكلمةِ الحرّة الإخلاصَ و قصدَ الحق و التجرّد من نوازِع الهوى و حظوظ النفس
و الحذَر من توظيف الكلمة للانتصارِ للنفس و العصبيّة لفئةٍ أو مذهب أو فكرة ،
فهذا بغيٌ و ظلم . يجِب مراعاةُ ظروفِ الزمان و المكان و الأحوال
في الحوارات و المناقشات و الردود و خطاب الناس ، تتأكَّد أهمية الكلمة
و دقّةُ اختيارها في الحوادث و المناقشات و الردود و خطابِ الناس ،
تتأكّد أهمية الكلمة و دقَّة اختيارها و رعايةُ أدب الخلاف و أصول الحوار ،
فلا يتكلَّم متكلّم إلا بدينٍ و إخلاص و عِلم .
يراعَى أحوالُ المخاطبين علمًا و ثقافة و خَوفًا و أمنا ،
تُراعى أجواءُ الفِتن و أحوالُ الاضطراب و الحِفاظ على الأمة في اجتماعِ كلمتها
و هدوئِها و الحِفاظ على الجمَاعة و الوحدة .
يجب تخفيف أجواء التوتُّر و بسطُ ثقافة التعاوُن و المحبَّة و حُسن الظنّ
و ابتغاء الحقّ و التجرّد له و قَبوله ممن جاءَ به و حقّ الاختلاف ،
مع التأكيد و اليقين أن هذا لا يتعارض مع حقِّ الدفاع عن القناعاتِ
و الردّ على المخالف بأدبٍ و سلامة قصدٍ و صدر
و تلمُّسٍ للحق في علمٍ و بصيرة و هُدى .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ *
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }
[ إبراهيم : 24-27 ] .
نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ،
و بهدي سيد المرسلين محمد صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه أجمعين ،
و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله ، تجلّى بدلائل قدرته و إتقان صنعته ، و استتر عن الأبصار بجلال عظمته ،
أحمده سبحانه و أشكره ، آلاؤه ظاهرة ، و نعمُه متكاثرة ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبد الله و رسوله ،
المرسَل بالدين القيّم فلا عوج ، و المبعوثُ بالحنيفية السمحة فلا حرج ،
صلى الله و سلّم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه ،
أهل التقى و مصابيح الدجى و معالم الهدى ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و سار على نهجهم فاهتدى .
أمـــا بعـــد :
أيها المسلمون ، في حرّيّة الكلمة و حريّة التعبير تقدَّر الكلمة بآثارِها
و ما يترتَّب عليها من مصالح و مفاسِد ، فكلمة الصّدق و الحقِّ مطلوبةٌ ممدوحة ،
و كلمة الباطل منهيٌّ عنها و مذمومة ، و
(( من كان يؤمن بالله و اليوم و الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت )) .
المرءُ يدخل في الإسلام بالكلِمة ، و يخرج من الملَّة بكلمةٍ ،
و ضبطُ الكلام و وَزن الحديث من سمات أهل العَقل و العِلم و الإيمان ،
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }
[ المؤمنون : 3 ] ،
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }
[ الفرقان : 63 ] ،
{ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }
[ القصص : 55 ] .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و خُذوا من صحّتكم لمرضكم ،
و من حياتكم لموتِكم ، و مِن غِناكم لفقرِكم ،
و من قوّتكم لضعفكم .
ثم أكثِروا من الصلاةِ و السلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ و الأيام ،
و اعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً و حكمة ،
فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا و الآخرة فإنما نالَتْه على يدِه ،
فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ،
فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم ،
و حضورَهم مساكنَهم في الجنة ، و هو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة ،
و هو يوم عيدٍ لهم في الدنيا ، و لا يُردُّ فيه سائلُهم ،
و هذا كلّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبِه و على يدِه عليه الصلاة و السلام ،
فمِن الشكر و أداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ و السلام عليه ،
كيف لا و قد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب : 56 ] ؟!
اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد
الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :
أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا
، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو بلد من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين ...
ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم
محمد مرسى
وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟.
فأجاب بآهات حرّى : لا تسألنا ، نحن رعية!
ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟
فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجية
الـحــريــة :
أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية
تعديل التعليق