خطبة ((حتى تحيا الصلاة))

عبده ورسوله خير المصلين قرير العين بصلاته القائم بها حتى تفطرت قدماه ليكون عبدا شكورا

عباد الله عليكم بتقوى الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه لقد جعل الله تعالى لنا من فضله الصلاة راحة ‏ ‏للبال وغنى للنفس وسكينة للجوارح يجد بها من صلى بقلب تفريج الكروب وقضاء الحاجات والعون على نوائب الحياة وجعل الله تعالى الصلاة الباب الأعظم بعد التوحيد في نجاة العبد يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ‏فإن

صلحت فقد افلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر )

حديث صحيح وجعل الله تعالى الصلاة ميزان الإيمان وباب النجاة الأول بعد التوحيد..

أيها المسلمون ولكن متى تكون صلاتنا قرة عيوننا نجد بها الشوق والراحة وذوق حلاوة مناجاة الله تعالى ‏ومتى تنوّر الصلاة وجوهنا ومتى تنهانا صلاتنا عن الفواحش والمنكرات ومتى تكون الصلاة موضع اهتمامنا تأخذ شغاف القلب إلى العناية بها والاهتمام والخوف من فواتها ومن تضييعها والخوف من ضياع القلب عنها أيها الأخوة هذه بعض الوسائل لتحصيل ثمرات الصلاة

وكنوزها

‏أولا شعور المصلى في حاجته وفقره لكنوز الصلاة لأن من يشعر بالحاجة يبحث عن العلاج ثانيا دعاء الله تعالى بصدق وسؤاله الإعانة على إقامة الصلاة كما يحبها الله

ثالثا الاجتهاد في إحضار القلب في الصلاة بتدبر ما نقول ‏واستحضار الوقوف بين يدي الله تعالى باطمئنان وانكسار في القلب والجوارح وقد أجمع العلماء على أنه لا يكتب للعبد من صلاته إلا ماعقل منها رابعا سرعة المبادرة في الذهاب إلى المسجد أول ما نسمع النداء مهما كانت الظروف بأن نترك جميع ما بين أيدينا ‏حتى نغنم فضيلة التبكير بانتظار الصلاة فهذا من أعظم أسباب

الخشوع في الصلاة وفي انتظار الصلاة دعاء الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه اللهم صل عليه

أيها الأخوة اما السبب الخامس

‏إذا فاتتك الصلاة أو بعضها فأحدث توبة نصوحاً واستغفارا إذا فرغت من الصلاة واجلس بعد الفريضة وأكثر من صلاة النافلة والتضرع بين يدي ربك بأن يخلف الله عليك ما فاتك ويغفر لك خطيئتك وإنك بهذه التوبة تؤسس في قلبك ‏تعظيم قدر الصلاة و تبني قواعد الحصول على صلاة الخاشعين السبب السادس اكثر من صلاة النافلة فإنها توجب لك محبة الله تعالى والنافلة تجبر نقص الفريضة فأكثر من النوافل حتى يحبك الله ‏وإذا احبك الله إقام في قلبك عمود دينك وهو الصلاة.

السبب السابع بيّت النية قبل الصلاة بإنك لا تريد أسقاط الفريضة وبراءة الذمة فقط ولكن اجعل مع هذه النية أنك تطلب في صلاتك زيادة الإيمان وحياة القلب ولذة المناجاة ‏والرزق وحل المشكلات و تفريج الكربات قال الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة )فمن أحضر هذه المطالب قبل صلاته فهو حري بأن تكون صلاته سببا عظيما في تحقيق ما يريد ‏وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة اللهم هب لنا صلاة ترضيك عنا نجد بها لذة المناجاة والتطهير من السيئات...

أقول هذا‏واستغفر الله لي ولكم..

الخطبة الثانية:

‏الحمد لله القائل واقم الصلاة لذكرى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..

أيها الأخوة والسبب الثامن من أسباب حياة الصلاة في قلوبنا أن نعلم بالوعد والوعيد على الصلاة فمن الوعد الكرامة والشرف بأنها خمس صلوات بأجر خمسين صلاة ‏وأن الصلاة نور العبد في دنياه وآخره وأن الله تعالى حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود من ابن آدم وأن المصلى إذا فرّغ قلبه لله وأقبل عليه فإن الله تعالى يقبل عليه ويكون قبل وجهه ولا ينصرف عنه حتى يكون ‏المصلى هو الذي ينصرف و أن الله تعالى يناجي من صلى بقلب ويرد عليه إذا قرأ الفاتحة فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي وإذا ‏قال إياك نعبد وإياك نستعين قال الله هذه بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل واذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم قال الله هذه لعبدي ولعبدي ماسأل ) رواه مسلم أيها الأخوة ومن الوعيد على من ضيّع الصلاة قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ‏فسوف يلقون غيا) ومن الوعيد ما جاء في حديث المعذبين في قبورهم ومنهم الذي يكسر رأسه بالحجر فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة وينامون عن الصلاة المكتوبة) رواه البخاري ‏

أيها الأخوة لقد جعل الله الصلاة عمود الدين لأنها صلة بين العبد وبين ربه وبها صلاح أمر الدنيا والآخرة وبها النجاة والفوز والفلاح ..

اللهم اجعل الصلاة قرة عيوننا ونور قلوبنا وجوهنا وأعنا اللهم ‏على صلاة الخاشعين لنلقاك بها وانت راض عنا اللهم هب لنا صلاة تشرح بها صدورنا وتيسر بها أمورنا وتعيننا بها على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين