خطبة جمعة وافقت يوم عيد الأضحى

سعود المغيص
1438/12/08 - 2017/08/30 05:02AM

الخطبة الأولى 

أما بعد عباد الله:

اتقوا الله تعالى واعلموا أن بعد يوم النحر أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وهي الأيام المعدودات التي أمر الله بذكره فيها بقوله: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ  ) وسُمِّيَت بأيام التشريق : لأن الحجاج كانوا ينشرون لحوم هديهم وأضاحيهم تحت الشمس كي تجف.

ولهذه الأيام المباركة أحكام :

أولها: أن الحجاج يبتون لياليها في منى وهذا من واجبات الحج

الثاني: رمي الجمار في هذه الأيام فيرمي المتعجل يومين والمتأخر ثلاثة أيام قال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ).

الثالث: أنها أيام أكل وشرب قال صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى ) وعن أبي مُرَّة مولى أم هانئ رضي الله عنها أنّه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص رضي الله عنهم في أيام التشريق فقرّب لهما طعامًا فقال: كُلْ. فقال: إني صائم. فقال: كُلْ فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بإفطارها وينهى عن صيامها . وهذا يدل على تحريم صيامها إلا لمن لم يجد الهدي من الحجاج لقول عائشة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم: ( لم يُرَخَّص في أيام التشريق أن يُصَمْن إلا لمن لم يجد الهدي ).

وأما غيرهم فلا يجوز لهم الصيام حتى الشخص الذي عليه صيام شهرين متتابعين أو صيام نذر متتابع فإنه يتوقف يوم العيد وأيام التشريق ثم يكمل بعدها. وكذلك من كان معتاداً على صيام الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فإنه يصومها باستثناء الثالث عشر لأنه من أيام التشريق. وهكذا من كان معتاداً صيام الاثنين أو الخميس فوافق أيام التشريق فإنه لا يصومها.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

 

أقول قولي  .. .

 الخطبة الثانية  

 أما بعد عباد الله :

الرابع : التكبير والتحميد والتهليل فإنه يستمر إلى غروب اليوم الثالث عشر ومن أهل العلم من قيده بأدبار الصلوات ومنهم من أطلق لعدم الدليل على التفريق في التكبير إلى مطلق ومقيد وهذا القول قوي. فالتكبير كله مطلق من بداية عشر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.

الخامس : الذبح فإنه مستمر في هذه الأيام سواء للحاج أو غير الحاج. فمن لم يضحي من المسلمين ثم بدا له أن يضحي في اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو الثالث عشر فله ذلك.

اللَّهُمَّ اِجْعَلْهُ عِيدَ عِزٍّ، وَنَصْرٍ، للإسلام وللمسلمين في كل مكان    

اللَّهُمَّ أَعِدْهُ عَلَينَا، وَعَلَى المُسْلِمِينَ بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ والإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنَ المُسْلِمِينَ صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَتَـجَاوَزْ عَنْ سَيِّئِهَا.

 

المشاهدات 1304 | التعليقات 1

فتوى اللجنة الدائمة رقم ( 10777 )
س: أسمع بعض الناس في أيام التشريق يكبرون بعد كل صلاة حتى عصر اليوم الثالث، هل هم على صواب أم لا؟
ج: يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق، والمقيد، فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.
وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق،
وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.