خطبة جامع الديره بمحافظة حريملاء بتاريخ 8/12/1432هـ بعنوان (فضل العشر والاضحيه )

راشد الناصر
1432/12/07 - 2011/11/03 22:58PM
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله يا عباد الله، فإن من اتقاه وقاه وحفظه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
واعلموا ـ عباد الله ـ أن الله قد شرع لنا أزمنة فاضلة تضاعف فيها الحسنات وتفتح فيها أبواب الرحمات، يتفضل الله بها على عباده بمضاعفة الأعمال الصالحة، ويعطيهم على القليل الكثير، يغفر فيها للمستغفرين، ويتوب فيها على عباده المؤمنين، ويجيب السائلين .
هذه الأزمنة تكرر من عام إلى عام، ومن وقت إلى آخر، منها شهر رمضان، ومنها هذه الأيام العشر، ألا وهي الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، فإنها أيام فاضلة، عظّم الله شأنها ورفع مكانتها وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-3]. .
في هذه الأيام تجتمع أمهات العبادات، فيجتمع فيها الصلاة والصيام والحج والصدقة بالأضاحي والهدي وغيرها، والتي لا تجتمع في غيره فحري بالمسلم ان يجعل له من كل طاعة سهم ونصيب .
وفي هذه الأيام يوم عرفة، ذلك اليوم العظيم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم به النعمة وأنزل فيه قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، فهو للحجاج أساس حجهم، قال : ((الحج عرفة)) أخرجه أصحاب السنن وهو في صحيح الجامع (3172)
. ومن لم يقف بها فلا حج له. فيه تجاب الدعوات وتقال العثرات وتغفر الذنوب والسيئات وتتنزل من الله الرحمات، قال : ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة)) أخرجه مسلم. ويشرع للحجاج في هذا اليوم الإكثار من الدعاء وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، قالصلى الله عليه وسلم : ((خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) أخرجه الترمذي والبيهقي
وفي هذه الأيام العشر يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله، قال : ((إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القر)) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في المشكاة والمقصود بيوم القر اليوم الذي يلي يوم النحر .
في هذا اليوم تراق دماء الأضاحي والهدي تقربًا إلى الله عز وجل، وهذا من أفضل القربات وأجل الطاعات، فقد قرن الله الذبح بالصلاة قال تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، وقال جل وعلا: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[الأنعام:161، 162].
فينبغي للمسلم أن يستقبل مواسم الخيرات بالتوبة الصادقة النصوح، التوبة من التقصير في الواجبات، والتوبة من ارتكاب المحرمات، والتوبة من التقصير في شكر نعم الله علينا، فكم من نعم أنعمها الله علينا قل أن نشكرها، وكم قصرنا في طاعة الله وما تبنا، يقول النبي : ((من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده يملك قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))
أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو في صحيح الجامع (6042).
ثم ينبغي على المسلم أن يغتنم مواسم الخيرات فيما يقربه إلى ربه ويرفع درجته في الجنة، قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
[آل عمران:133 وأولى الأعمال بالاهتمام هي الفرائض التي أوجبها الله على عباده، من صلاة وصيام وحج وزكاة وبر وصلة للأرحام، مع ترك المحرمات والمنكرات، فذلك أفضل ما يتقرب به المسلم لربه جلا وعلا، قال النبي
في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه: ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه)) أخرجه البخاري (6502). ثم يكثر بعد ذلك من نوافل العبادة وسائر الطاعات، فبها تكمل
الفرائض وترفع الدرجات وتقال العثرات، ففي الحديث القدسي يقول النبي : ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) أخرجه البخاري (6502)، وقد قال النبي
للرجل الذي سأله أن يكون رفيقه في الجنة: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود)) أخرجه مسلم، وفي رواية أخرى: ((عليك بالسجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة)) أخرجه ابن ماجه وهو في صحيح الترغيب والترهيب
ويشرع في هذه الأيام المباركة الصيام، فقد كان النبي
يصوم تسع ذي الحجة، وذلك لما للصيام من أجر عظيم عند الله، قال: ((ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا)) أخرجه البخاري ومسلم. ويزداد أجر الصيام إذا وقع في هذه الأيام المباركة، ويتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد سئل النبي عن صومه فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) أخرجه مسلم
ومن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة الإكثار من ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن والاستغفار، قال : ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتسبيح)) أخرجه أحمد
وذكر الله عز وجل فيه أجر عظيم، وهو من أيسر الأعمال وأسهلها، قال : ((لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر خير لي مما طلعت عليه الشمس)) أخرجه مسلم ويقول النبي : ((من صلى الصبح في جماعة ثم قعد
يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)) أخرجه الترمذي
ومن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة التقرب إلى الله بذبح الأضاحي، ففي ذلك أجر عظيم وهي سنة أبينا إبراهيم وشرعها لنا نبينا من بعده، قال عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما: أقام النبي بالمدينة عشر سنين يضحي. أخرجه أحمد والترمذي بسند حسن.
وقال أنس بن مالك ضحى النبي بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده. أخرجه البخاري ومسلم
وقد حذرنا النبي من ترك الأضحية من غير عذر، فقال: ((من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا)) أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي

بارك الله لي ولكم في القران العظيم




الخطبة الثانية


اما بعد :.

واعلموا ـ عباد الله ـ أن للأضحية أحكاما وآدابا ينبغي للمسلم أن يراعيها، منها أن من أراد أن يضحي فإنه يجب عليه أن يمسك عن شعره وأظفاره، فلا يقص منها شيئًا، من رؤية هلال شهر ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته، قال
: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يضحي)) أخرجه مسلم،.
ومن أحكام الأضحية أن تبلغ السن المجزئة شرعًا، فمن الغنم ما أتم سنة كاملة، ومن الضأن ما أتم ستة أشهر، ومن الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين كاملتين، وتجزئ الإبل والبقر عن سبعة أشخاص،.
ومن أحكام الأضحية أن تذبح في وقتها المحدد شرعًا، ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة العيد، قال
: ((من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين)) أخرجه البخاري
ويمتد وقتها إلى قبل غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
ومن أحكام الأضحية أن تكون خلية من العيوب المخِلّة شرعًا، قال : ((أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي)) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي
عباد الله ولنا وقفتان صغيرتان على عجاله الاولى انه يلاحظ ان بعض الناس هداهم متساهل وبشده في حضور صلاة عيد الاضحى بدعوى انجاز الاضاحي بل قد يقودهم الاستعجال للذبح قبل انتهاء الصلاة وهذا من افات الاستعجال وياسبحان الله كأن ذبح الاضحية محدود بدقائق قليلة فليس للاستعجال مكان هنا يجعلك تفوت هذا الحضور المبارك فلماذا نفوت على انفسنا الخير العميم بامر وسع فيه الشرع وجعل له فسحة فلك ثلاثة ايام وليست دقائق معدوده فلايخذلنكم الشيطان ياعباد الله ويفوت عليكم مواسم الطاعات اعتذارا بالاضاحي فماهذا فعل السلف فكل المسلمون لديهم اضاحي

الوقفة الثانية ياعياد الله ان بعض المسلمين هداهم الله ممن ابتلوا بحلق اللحية يمسك عن اخذ شيئ من شعره ايام العشر فيجمل وجهه بهدي نبيه في توفير اللحية ولكن ما ان يضحي مباشرة وبعد هذه الطاعة العظيمه حتى يعمد الى حلق لحيته وماينبغي هذا ابدا فالطاعة لايتبعها الا طاعة .

الجمعه 8/12/1432هـ
المشاهدات 2002 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا
خطبة جيدة نفع الله بها