خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بعنوان ( وقفةقبل نهاية رمضان)

راشد الناصر
1436/09/23 - 2015/07/10 02:03AM
أما بعد:
فيا أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى، فإن تقوى الله عز وجل سبيل المؤمنين، وزاد الصالحين، وبها النجاة والصلاح يوم الدين، فاتقوا الله في كل وقتٍ وحين، واتقوه في كل ما تأتون وتذرون لعلكم تفلحون، واشكروه عز وجل على نعمة الاسلام ، ومنّ عليكم ببلوغ هذا الموسم العظيم، والشهر الكريم، الذي فضله على سواه من الشهور، واختصّه بخصائص عظمى، وفضائل كبرى، أنزل فيه القرآن، هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ
وإن من صدق إيمان العبد، ودلائل توفيق الله له أن يغتنم ماتبقى من هذه الليالي المباركة، بجلائل الأعمال الصالحة، وأنواع العبادة والطاعة، والتذلل بين يدي الله عز وجل، والإنابة إليه، أملا في إحراز فضل ليلة القدر، ونيل بركاتها، فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أن من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما سلف من ذنوبه وخطاياه، فقد قال : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)) [أخرجاه في الصحيحين] [1][
وإن مما ينبغي التذكير به – يا عباد الله – ولا سيما تذكير ذوي الغنى واليسار أن يعنوا بأداء الزكاة، فإنها من آكد أركان الدين، ومن أجل محاسن الشرع المبين، فرضها الحق عز وجل لمصالح ومنافع عظمى، فهي سبب لزكاء النفوس، وطهارة القلوب، ونماء الأموال، ومن أكبر عوامل الألفة والمودة بين المؤمنين، ومن أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي بين المسلمين، فأخرجوها – أيها المؤمنون – كاملةً غير منقوصة، بنية صالحة، ونفوس بالخير مغتبطة، دون منٍّ ولا أذى، ومن غير استكبار ولا استعلاء وليتق الله من يتساهل بأخذ الزكاة وهو من غير المستحقين لها فإن كثيرا من الشباب والشيوخ هداهم الله يتساهلون في تقديم اسماءهم للجمعيات الخيريه وهم من غير اهل الزكاة ضنا انها غنيمة بارده وماعلم المسكين انها حسرة باقيه
الا وان مما شرعه الله لنا في نهاية شهر رمضان زكاة الفطر والتكبير وصلاة العيد، أمازكاة الفطر فقد فرضها رسول الله صاعا من طعام، ففي صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((فرض رسول الله زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة))
وفي صحيح البخاري أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: ((كنا نخرج في عهد رسول الله يوم الفطر صاعا من طعام وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر))
فأخرجوا أيها المسلمون زكاة الفطر مخلصين لله ممتثلين لأمر رسول الله ووقتُ إخراجها الفاضلُ يوم العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيومٍ أو يومين، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)) فأخرِجوها طيّبةً بها نفوسكم، وأكثروا من التكبير ليلةَ العيد إلى صلاة العيد تعظيمًا لله وشكرًا له على التّمام، قال عز وجل: وَلِتُكْمِلُواْ لْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ للَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة: 185
عباد الله، الا فلنتق الله ولتغتنم ما تبقى من أيام هذا الشهر ولياليه، بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته، والتعرض لنفحاته وألطافه، فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه، فارتقى بسببها إلى درجات المقربين، وكان في عداد أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
أيها الموفق لاتحقرن شيئا من المعروف والطاعة فجلوسك في المسجد ولو لدقائق أو ساعات قليلة لاتدري كم مقداره عند الله وإن غالبتك نفسك على عدم الاعتكاف فلايمنع من أن تعتكف ولو ساعة او ساعتين بين الصلاتين التراويح والقيام ويفتح الله عليك من الخير مالاتتصوره في هذه الساعات القليلة وخذ الأمر بهدوء واريحية وستندم أنك قد فوت على نفسك الخير العميم في سالف الأيام
ولتحذر أيها المبارك الذنوب والمعاصي، والانقياد للأهواء والشهوات، وإضاعة الأوقات باللهو والباطل مما يصدّ عن ذكر الله وطاعته، ويستجلب سخطه ومقته، فتندم على تفريطك عند لقاء ربك، ولات ساعة مندم، ولتبتهلوا – أيها المؤمنون – إلى ربكم ضارعين مخبتين لمغفرة الذنوب والآثام، وحطّ الخطايا والأوزار، وسؤاله العتق من النار، فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ[آل عمران:185].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[فاطر:29، 30].

بارك الله لي ولكم في القران العظيم






الخطبة الثانية

أما بعد:
فيا أيها المسلمون، اتقوا الله حق تقاته، واستقيموا على طاعته ومرضاته، وتذكروا عباد الله وأنتم تتتفيئون ظلال هذا الشهر الكريم شهر الرحمة والمواساة حال إخوان لكم في العقيدة والدين، في أنحاء من المعمورة، قد أصيبوا بمصائب عظمى، وتوالت عليهم فجائع كبرى، تتكرر على مرور الليالي والأيام، في أوطان قد استبدّ بتا الطغيان، واستباحها الظالمون المعتدون، وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ[البروج:8]. إخواننا في بلادٍ شتى، في فلسطين وفي سوريا وفي كل مكان يعيشون أياماً قاسية، ويذوقون مرارات متنوعة، قد غلّت النكبات أيديهم، وتوالت عليهم نوائب الدهر، حتى ثقلت عليهم أعباء الحياة، واشتد عليهم شظف العيش، وانتشر فيهم الجوع، وفتكت بهم اسلحة اعداء الله، في أوضاع مؤلمة، ومآس محزنة، تذوب منها قلوب أهل الإيمان كمدا وحَزَناً،
عباد الله الا فلتلتفتوا – أيها المسلمون – إلى إخوانكم المضطهدين في كل مكان، ولتعملوا على مناصرتهم، بالدعاء لهم وشحذ النفوس لنصرتهم
المشاهدات 2017 | التعليقات 0