خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بعنوان ( الغبار والأتربه)
راشد الناصر
1436/04/24 - 2015/02/13 00:03AM
الخطبة الأولى
قال الله تعالى: ولله جنود السموات والأرض . ويقول سبحانه: وما يعلم جنود ربك إلا هو
أيها المسلمون: إن الله جلت قدرته بيده ملكوت كل شيء وبيده مقاليد كل شيء ،كل ما في هذا الكون مسخر لله جل وعلا، بل أن الكون كله جند من جنود الله جل وتعالى، يسخره كيف يشاء فالريح مثلاً جند من جنود الله، يهلك الله بها من أراد من الأقوام والمجتمعات التي طغت عن أمر ربها وكذبت رسله، قال الله تعالى: فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية
والماء كذلك جند من جنود الله، أهلك الله جل وعلا بهذا الماء الذي نراه سهلاً يسيراً، عذباً زلالاً، أغرق الله جل وعلا بهذا الماء أقواماً تمردوا على شرع الله، وفسقوا وظلموا فكان عاقبتهم أن سلط الله عليهم هذا الجندي من جنوده، فأغرق القوم قال الله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين هذا الماء كان وبالاً على الظالمين الكافرين، وكان أيضاً جنداً من جنود الله ووقف في صف الجيوش المسلمة في غزوة بدر إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام
ومن جنود الله أيضاً أيها الأخوة مانشاهده في هذه السنوات القريبه من الرياح الكثيرة والأغبرة المتتالية
ان المؤمن الحصيف حينما يشاهد مثل هذه التغيرات لابد له ان يلجأ الى الله فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تأتي الرياح االشديده يلجأ الى الله بالدعاء ويقول اللهم اجعلها رياح ولاتجعلها ريح اللهم انا نسألك من خيرها وخير مافيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شرها وشر مافيها وشر ما امرت به وكان صلى الله عليه وسلم حينما يشاهد السحاب يتغير لونه يخشى ان يكون عذابا من الله اما في وقتنا الحاضر فتجد بعض الناس مايزال قائما على معصيته مع حلول هذه التغيرات ولايغير فيه شيئا فإلى متى نضل على معاصينا ونظن ان الأمر لايعنينا الا نشاهد ياعباد الله مايحل بنا من نقص وجدب وشح في المياه والأمطار فإلى متى الغفلة وماذ ننتظر ان لم نغير مابأنفسنا فلن يغير الله مابنا
لذلك لابد لنا أن نعود ونرجع الى ربنا ولنتذلل وننطرح بين يديه ولنلح عليه في الدعاء ان يزيل مابنا من كرب وشدة ولنجدد التوبة ونكثر من الاستغفار يقول الله تعالى في الحديث القدسي: يَا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كانَ مِنك ولا أبالي. يا ابن آدَم، لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لك ولا أبالي. يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتَيتني بقرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لأتيتُك بقرابِها مغفرةً))
الا فلنتق الله ولنحذر عقابه فما بيننا وبين الله نسب ولاقرابة
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ..................
الخطبة الثانيه
الحنمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد الا اله الاالله وحده لاشريك له تعظيما لشانه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه واخوانه ومن سار على اثره وسلم تسليما كثيرا اما بعد
فياعباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله
عباد الله الا فارجعوا إلى ربكم وتوبوا إليه، واستغفروه، وأحسنوا الظن به، اجعلوا الرجاء في مولاكم نصب أعينكم، ومحط قلوبكم، فربكم نعم المولى، ونعم المرتجى، يغفر الذنوب، ويكشف الكروب، أليس هو الذي رزق الأجنة في بطون أمهاتهم، ربّاها صغارًا، وغمرها بفضله كبارًا تراكمت الكروب فكشفها، وحلت الجدوب فرفعها، أطعم وأسقى، وكفى وآوى، وأغنى وأقنى، نعمه لا تحصى، وإحسانه لا يستقصى، كم قصدته النفوس بحوائجها فقضاها، وانطرحت بين يديه ففرج كربها وأعطاها، سبحانه وبحمده، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، هو ربنا ومولانا، وهو أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.
فراجعوا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ بالاعتراف بتقصيركم وعيوبكم، وتوبوا إلى ربكم من جميع ذنوبكم، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وأمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق، فأفضل العبادة انتظار الفرج، واحذروا اليأس والقنوط، واجتنبوا السخط والعجز، توبوا إلى ربكم من ذنوبٍ توجب العقاب والغضب وأقلعوا من مظالم تحجب أبواب البركات.
تعطفوا على فقرائكم بالرحمة والإحسان، أدوا الحقوق إلى أصحابها، وردوا المظالم إلى أهلها، اجتنبوا الربا والزنا والفواحش الظاهرة والباطنة ، لا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تأكلوا أجرهم ومرتباتهم، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وأصلحوا ذات بينكم، وأحسنوا تربية بناتكم وأبنائكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، وتصدقوا من فضول أموالكم واتقوا النار ولو بشق تمرة
الجمعه 24/4/1436هـ
قال الله تعالى: ولله جنود السموات والأرض . ويقول سبحانه: وما يعلم جنود ربك إلا هو
أيها المسلمون: إن الله جلت قدرته بيده ملكوت كل شيء وبيده مقاليد كل شيء ،كل ما في هذا الكون مسخر لله جل وعلا، بل أن الكون كله جند من جنود الله جل وتعالى، يسخره كيف يشاء فالريح مثلاً جند من جنود الله، يهلك الله بها من أراد من الأقوام والمجتمعات التي طغت عن أمر ربها وكذبت رسله، قال الله تعالى: فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية
والماء كذلك جند من جنود الله، أهلك الله جل وعلا بهذا الماء الذي نراه سهلاً يسيراً، عذباً زلالاً، أغرق الله جل وعلا بهذا الماء أقواماً تمردوا على شرع الله، وفسقوا وظلموا فكان عاقبتهم أن سلط الله عليهم هذا الجندي من جنوده، فأغرق القوم قال الله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين هذا الماء كان وبالاً على الظالمين الكافرين، وكان أيضاً جنداً من جنود الله ووقف في صف الجيوش المسلمة في غزوة بدر إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام
ومن جنود الله أيضاً أيها الأخوة مانشاهده في هذه السنوات القريبه من الرياح الكثيرة والأغبرة المتتالية
ان المؤمن الحصيف حينما يشاهد مثل هذه التغيرات لابد له ان يلجأ الى الله فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تأتي الرياح االشديده يلجأ الى الله بالدعاء ويقول اللهم اجعلها رياح ولاتجعلها ريح اللهم انا نسألك من خيرها وخير مافيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شرها وشر مافيها وشر ما امرت به وكان صلى الله عليه وسلم حينما يشاهد السحاب يتغير لونه يخشى ان يكون عذابا من الله اما في وقتنا الحاضر فتجد بعض الناس مايزال قائما على معصيته مع حلول هذه التغيرات ولايغير فيه شيئا فإلى متى نضل على معاصينا ونظن ان الأمر لايعنينا الا نشاهد ياعباد الله مايحل بنا من نقص وجدب وشح في المياه والأمطار فإلى متى الغفلة وماذ ننتظر ان لم نغير مابأنفسنا فلن يغير الله مابنا
لذلك لابد لنا أن نعود ونرجع الى ربنا ولنتذلل وننطرح بين يديه ولنلح عليه في الدعاء ان يزيل مابنا من كرب وشدة ولنجدد التوبة ونكثر من الاستغفار يقول الله تعالى في الحديث القدسي: يَا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كانَ مِنك ولا أبالي. يا ابن آدَم، لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لك ولا أبالي. يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتَيتني بقرابِ الأرضِ خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لأتيتُك بقرابِها مغفرةً))
الا فلنتق الله ولنحذر عقابه فما بيننا وبين الله نسب ولاقرابة
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ..................
الخطبة الثانيه
الحنمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد الا اله الاالله وحده لاشريك له تعظيما لشانه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه واخوانه ومن سار على اثره وسلم تسليما كثيرا اما بعد
فياعباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله
عباد الله الا فارجعوا إلى ربكم وتوبوا إليه، واستغفروه، وأحسنوا الظن به، اجعلوا الرجاء في مولاكم نصب أعينكم، ومحط قلوبكم، فربكم نعم المولى، ونعم المرتجى، يغفر الذنوب، ويكشف الكروب، أليس هو الذي رزق الأجنة في بطون أمهاتهم، ربّاها صغارًا، وغمرها بفضله كبارًا تراكمت الكروب فكشفها، وحلت الجدوب فرفعها، أطعم وأسقى، وكفى وآوى، وأغنى وأقنى، نعمه لا تحصى، وإحسانه لا يستقصى، كم قصدته النفوس بحوائجها فقضاها، وانطرحت بين يديه ففرج كربها وأعطاها، سبحانه وبحمده، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، هو ربنا ومولانا، وهو أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.
فراجعوا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ بالاعتراف بتقصيركم وعيوبكم، وتوبوا إلى ربكم من جميع ذنوبكم، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وأمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق، فأفضل العبادة انتظار الفرج، واحذروا اليأس والقنوط، واجتنبوا السخط والعجز، توبوا إلى ربكم من ذنوبٍ توجب العقاب والغضب وأقلعوا من مظالم تحجب أبواب البركات.
تعطفوا على فقرائكم بالرحمة والإحسان، أدوا الحقوق إلى أصحابها، وردوا المظالم إلى أهلها، اجتنبوا الربا والزنا والفواحش الظاهرة والباطنة ، لا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تأكلوا أجرهم ومرتباتهم، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وأصلحوا ذات بينكم، وأحسنوا تربية بناتكم وأبنائكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، وتصدقوا من فضول أموالكم واتقوا النار ولو بشق تمرة
الجمعه 24/4/1436هـ
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق