خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بتاريخ 6/10/1433هـ بعنوان (وماذا بعد رمضان)
راشد الناصر
1433/10/06 - 2012/08/24 04:29AM
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله ربكم، فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور. وقد جعل لكل شيء أسبابًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقـًا يغدو إليها الناس ويروحون منها، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان ويتجلى الربح من الخسران يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَـالِحاً يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـابُ النَّارِ خَـالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التغابن:9،10].
أيها المسلمون:تذكروا أن الأيام أجزاء من العمر، ومراحل في الطريق إلى المستقر، ُتفنونها يومًا بعد آخر، ومرحلة تلو الأخرى، فاتقوا الله عباد الله في سائر أيامكم، وراقبوه في جميع لحظاتكم،
أيها المسلمون: في الأيام القليلة الماضية كنتم في شهر رمضان شهر البركات والخيرات، ثم مضت تلك الأيام وقطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، والعمل بالختام، فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل ما دام في وقت الإمكان.
واعلموا أن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، وإن الله تعالى إذا أراد بعبده الخير فتح له بين يدي موته باب عمل صالح يهديه إليه، وييسره عليه، ويحببه إليه، ثم يتوفاه عليه، وكل امرئ يبعث على ما مات عليه، فالزموا ما هداكم الله له من العمل الصالح، واحذروا الرجوع إلى المنكرات والقبائح، فليس للمؤمن منتهى من العبادة دون الموت، قال تعالى: واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99].في الحديث: ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله))أخرجه أحمد والترمذي [1].
أيها المسلمون: ألا وإن لقبول العمل علامات، وللكذب في التوبة والإنابة أمارات، فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، ومن علامة السيئة عمل السيئة بعدها، فأتبعوا الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها، وتكميلاً لها، وتوطينًا للنفس عليها، حتى تصبح من سجاياهم وكرم خصالها، وأتبعوا السيئات بالحسنات تكن كفارة لها، ووقاية من خطرها وضررها: إِنَّ الْحَسَنَـاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيّئَـاتِ ذ لِكَ ذِكْرَى لِلذكِرِينَ [هود:114]. وفي الحديث الصحيح عن النبي قال: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) [4]. وإن الله تعالى قد شرع لكم بعد رمضان أعمالاً صالحة تكن تتميمًا لأعمالكم، وقربًا لكم عند مليككم، وعلامة على قبول أعمالكم، ففي صحيح مسلم عن أبي أيوب أن رسول الله قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستـًا من شوال كان كصيام الدهر)) [7
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين............. امابعد
ومن الأعمال الصالحة والتي يجب المداومة عليها قراءة القران الكريم فإن المسلم إذا نّظم وقته سهل عليه ان يختم القران كل شهر مرة على الاقل فاغتنموا هذه الأعمال العظيمة وداوموا عليها ؛فإن احب الأعمال الى الله ادومها وإن قل كما قاله عليه الصلاة والسلام. ولقد كان عليه الصلاة والسلام مداوما على الصالحات ، فاسألوا الله من فضله فإنه ذو الفضل العظيم، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وسلك بنا سبيل أولي التقى، وثبتنا على الحق في الحياة الدنيا وفي الآخرة:
[1] صحيح، أخرجه أحمد (4/188، 190)، والترمذي ح (2329، 2330) وقال: حسن غريب من هذا الوجه.
[4] حسن، أخرجه أحمد (5/153، 157)، والترمذي ح (1987) وقال: حسن صحيح.
[7] صحيح مسلم ح (1164).
الجمعه 6/10/1433هـ
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله ربكم، فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور. وقد جعل لكل شيء أسبابًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقـًا يغدو إليها الناس ويروحون منها، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان ويتجلى الربح من الخسران يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَـالِحاً يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـابُ النَّارِ خَـالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التغابن:9،10].
أيها المسلمون:تذكروا أن الأيام أجزاء من العمر، ومراحل في الطريق إلى المستقر، ُتفنونها يومًا بعد آخر، ومرحلة تلو الأخرى، فاتقوا الله عباد الله في سائر أيامكم، وراقبوه في جميع لحظاتكم،
أيها المسلمون: في الأيام القليلة الماضية كنتم في شهر رمضان شهر البركات والخيرات، ثم مضت تلك الأيام وقطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، والعمل بالختام، فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل ما دام في وقت الإمكان.
واعلموا أن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، وإن الله تعالى إذا أراد بعبده الخير فتح له بين يدي موته باب عمل صالح يهديه إليه، وييسره عليه، ويحببه إليه، ثم يتوفاه عليه، وكل امرئ يبعث على ما مات عليه، فالزموا ما هداكم الله له من العمل الصالح، واحذروا الرجوع إلى المنكرات والقبائح، فليس للمؤمن منتهى من العبادة دون الموت، قال تعالى: واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99].في الحديث: ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله))أخرجه أحمد والترمذي [1].
أيها المسلمون: ألا وإن لقبول العمل علامات، وللكذب في التوبة والإنابة أمارات، فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، ومن علامة السيئة عمل السيئة بعدها، فأتبعوا الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها، وتكميلاً لها، وتوطينًا للنفس عليها، حتى تصبح من سجاياهم وكرم خصالها، وأتبعوا السيئات بالحسنات تكن كفارة لها، ووقاية من خطرها وضررها: إِنَّ الْحَسَنَـاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيّئَـاتِ ذ لِكَ ذِكْرَى لِلذكِرِينَ [هود:114]. وفي الحديث الصحيح عن النبي قال: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) [4]. وإن الله تعالى قد شرع لكم بعد رمضان أعمالاً صالحة تكن تتميمًا لأعمالكم، وقربًا لكم عند مليككم، وعلامة على قبول أعمالكم، ففي صحيح مسلم عن أبي أيوب أن رسول الله قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستـًا من شوال كان كصيام الدهر)) [7
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين............. امابعد
ومن الأعمال الصالحة والتي يجب المداومة عليها قراءة القران الكريم فإن المسلم إذا نّظم وقته سهل عليه ان يختم القران كل شهر مرة على الاقل فاغتنموا هذه الأعمال العظيمة وداوموا عليها ؛فإن احب الأعمال الى الله ادومها وإن قل كما قاله عليه الصلاة والسلام. ولقد كان عليه الصلاة والسلام مداوما على الصالحات ، فاسألوا الله من فضله فإنه ذو الفضل العظيم، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وسلك بنا سبيل أولي التقى، وثبتنا على الحق في الحياة الدنيا وفي الآخرة:
[1] صحيح، أخرجه أحمد (4/188، 190)، والترمذي ح (2329، 2330) وقال: حسن غريب من هذا الوجه.
[4] حسن، أخرجه أحمد (5/153، 157)، والترمذي ح (1987) وقال: حسن صحيح.
[7] صحيح مسلم ح (1164).
الجمعه 6/10/1433هـ
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق