خطبة جامع الديرة بمحافظة حريملاء بتاريخ 26/9/1432هـ بعنوان (همسات قبل وداع رمضان )
راشد الناصر
1432/09/26 - 2011/08/26 04:33AM
أمّا بعد
فاتّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التّقوى، فخير الزّادِ ما صحِبه التّقوى، وخيرُ العملِ ما قارنه الإخلاصُ للمولى.
أيّها المسلمون، لقد يسّر الله طرقَ الخيرات، وتابع لعبادِه مواسمَ الحسنات، وهو وحدَه هو مصرِّف الأيّام والشهور،
يُولِجُ الَّيْلَ فِى ا لنَّهَارِ وَيُولِجُ ا لنَّهَارَ فِى الليْلِ[الحج: 61]، جعل لكلِّ أجلٍ كتابًا، ولكلّ عملٍ حسابًا، وجعل الدّنيا سوقًا يغدو إليها النّاس ويروحون، فبائعٌ نفسَه فمعتِقها أو موبِقها، والأيّام ياعباد الله أجزاءٌ من العُمر ومراحل في الطّريق تفنى يومًا بعد يوم، مُضيُّها استنفادٌ للأعمار واستكمال للآثار وقربٌ من الآجال وغَلقٌ لخزائن الأعمال.
مضَت ليالٍ غرٌّ بفضائلها ونفحات ربّها، وأوشك باقيها على الرّحيل وكأنّها والله ضربُ خيال، لقد قطعت بنا مرحلةً من حياتنا لن تعود. هذا هو شهرُكم، وهذه هي نهايته، كم من مستقبلٍ له لم يستكمِله، وكم من مؤمِّلٍ أن يعودَ إليه لم يدرِكه، فاغتنِم يارعاك الله ما بقي من القليل بمضاعفةِ الطّاعات، فأيّام رمضانَ سارعت مؤذنةً بالانصراف والرّحيل، وما الحياة إلاّ أنفاسٌ معدودة وآجال محدودة، وإنّ عمُرًا يُقاس بالأنفاسِ لسريعُ الانصرام
ومرورُ الأيّام يذكِّر بقربِ الرحيل، فاحذَر الاغترارَ بالسّلامة والإمهالِ ومتابعة سوابغ المُنى والآمال، فالأيّام تُطوى والأعمار تفنَى، فاستلِفِ الزمن وغالِب الهوى، واجعَل لك في بقيّتة مدَّخرًا فإنّها أنفس الذّخر، وابكِ على خطيئتِك واندَم على تفريطِك، واغتنِم آخرَ ساعاتِه بالدّعاء، وافتَح صفحةً مشرقة مع مولاك، واسدِل الستارَ على ماضٍ نسيتَه وأحصاه الله عليك، وعاهِد نفسَك في بقية هذا الشّهر بدوامِ المحافظةِ على الصّلوات الخمس في بيوتِ الله وبرِّ الوالدين
وحسب هذه الليالي شرفاً ورفعة وفضلاً أن الله اختصّها بليلة القدر التي عظَّم سبحانه قدرها، وأعلى شأنها، وشرفها بإنزال الوحي المبين على سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، وفيها يُفرق كل أمر حكيم، والعبادة فيها تفضُل عبادة ألف شهر خلت من ليلة القدر، فهي ليلة عظيمة البركات، كثيرة الخيرات، لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية، وجليل النفحات الإلهية.
وإن من صدق إيمان العبد، ودلائل توفيق الله له أن يغتنم ماتبقى من هذه الليالي المباركة، بجلائل الأعمال الصالحة، وأنواع العبادة والطاعة، والتذلل بين يدي الله عز وجل، والإنابة إليه، أملا في إحراز فضل ليلة القدر، ونيل بركاتها، فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أن من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما سلف من ذنوبه وخطاياه، فقد قال النبي : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)) أخرجاه في الصحيحين].
ومما ينبغي التذكير به يا عباد الله- ولا سيما تذكير ذوي الغنى واليسار أن يُعنوا بأداء الزكاة، فإنها من آكد أركان الدين، ، فأخرجوها -أيها المؤمنون- كاملةً غير منقوصة، بنية صالحة، ونفوس بالخـير مغتبطة، دون منٍّ ولا أذى، ومن غير استكبـار ولا استـعلاء
الزكاة هي ثالث أركان الإسلام وقرينة الصلاة في محكم القرآن، جاء في منعها والبخل بها الوعيد بالنيران. قال الله عز وجل: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير [آل عمران:180]. وقال تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون [التوبة:34-35].
وقال النبي في تفسير الآية الأولى: ((من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع، وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها، مُثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه، يعني شدقيه، يقول أنا مالك أنا كنزك)) [رواه البخاري].
وقال في تفسير الآية الثانية: ((ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها {أي الزكاة} إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد)) [رواه مسلم].
أيها المسلمون: إنه والله لا يحمى على الذهب والفضة في نار كنار الدنيا إنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا كلها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا.
إنه إذا أحمي عليها لا يكوى بها طرف من الجسم متطرف، وإنما يكوى بها الجسم كله من كل ناحية الجباه من الأمام والجنوب من الجوانب والظهور من الخلف.
إنه إذا كوي به الجسم لا تترك حتى تبرد وتزول حرارتها، ولكنها كلما بردت أعيدت فأحميت.
إن هذا العذاب ليس في يوم ولا في شهر ولا في سنة: ولكن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
فيا عباد الله يا من آمنتم بالله ورسوله، يا من صدقتم بالقرآن وصدقتم بالسنة، ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها، وما الفائدة منها، إن تكون نقمة عليكم وثمرتها لغيركم.
إنكم لا تطيقون الصبر على وهج النار، فكيف تصبرون على نار جهنم،
فاتقوا الله عباد الله وأدوا الزكاة طيبة بها نفوسكم
واعلموا أيها المسلمون أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ منها الذمة حتى توضع في الموضع الذي وضعها الله فيه مثل ذوي الحاجة من الفقراء والمساكين والغارمين الذين عليهم أطلاب لا يستطيعون وفاءها.وليست هي موضعا للهدايا والاعطيات
فلا تحل الزكاة لغني ولا لقوي مكتسب، ويجوز أن تدفعها إلى أقاربك الذين لا تنفق عليهم إذا كانوا مستحقين لها، ويجوز أن تدفعها لشخص محتاج للزواج إذا لم يكن عنده ما يتزوج به، فلتحافظوا على هذه الفريضة، الصالحة،من غير رياء ولاسمعه وليتنبه الى ان الاحوال تتغير فمن كان غنيا في العام الماضي قد يكون فقيرا هذا العام ومن كان فقيرا قد يكون استغنى عن الزكاة فلابد من التحري والدقة قبل دفع الزكاة وليتق الله من يأخذها وهو غير مستحق لها فهي عليه وبال وسحت وحرام
عباد الله، اتقوا الله و اغتنموا ما تبقى من هذا الشهر ، بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته، والتعرض لنفحاته وألطافه، فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه، فارتقى بسببها إلى درجات المقربين، وكان في عداد أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَنْ عَمِلَ صالِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيوةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَالنحل: 97
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو التواب الرحيم
فاتّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التّقوى، فخير الزّادِ ما صحِبه التّقوى، وخيرُ العملِ ما قارنه الإخلاصُ للمولى.
أيّها المسلمون، لقد يسّر الله طرقَ الخيرات، وتابع لعبادِه مواسمَ الحسنات، وهو وحدَه هو مصرِّف الأيّام والشهور،
يُولِجُ الَّيْلَ فِى ا لنَّهَارِ وَيُولِجُ ا لنَّهَارَ فِى الليْلِ[الحج: 61]، جعل لكلِّ أجلٍ كتابًا، ولكلّ عملٍ حسابًا، وجعل الدّنيا سوقًا يغدو إليها النّاس ويروحون، فبائعٌ نفسَه فمعتِقها أو موبِقها، والأيّام ياعباد الله أجزاءٌ من العُمر ومراحل في الطّريق تفنى يومًا بعد يوم، مُضيُّها استنفادٌ للأعمار واستكمال للآثار وقربٌ من الآجال وغَلقٌ لخزائن الأعمال.
مضَت ليالٍ غرٌّ بفضائلها ونفحات ربّها، وأوشك باقيها على الرّحيل وكأنّها والله ضربُ خيال، لقد قطعت بنا مرحلةً من حياتنا لن تعود. هذا هو شهرُكم، وهذه هي نهايته، كم من مستقبلٍ له لم يستكمِله، وكم من مؤمِّلٍ أن يعودَ إليه لم يدرِكه، فاغتنِم يارعاك الله ما بقي من القليل بمضاعفةِ الطّاعات، فأيّام رمضانَ سارعت مؤذنةً بالانصراف والرّحيل، وما الحياة إلاّ أنفاسٌ معدودة وآجال محدودة، وإنّ عمُرًا يُقاس بالأنفاسِ لسريعُ الانصرام
ومرورُ الأيّام يذكِّر بقربِ الرحيل، فاحذَر الاغترارَ بالسّلامة والإمهالِ ومتابعة سوابغ المُنى والآمال، فالأيّام تُطوى والأعمار تفنَى، فاستلِفِ الزمن وغالِب الهوى، واجعَل لك في بقيّتة مدَّخرًا فإنّها أنفس الذّخر، وابكِ على خطيئتِك واندَم على تفريطِك، واغتنِم آخرَ ساعاتِه بالدّعاء، وافتَح صفحةً مشرقة مع مولاك، واسدِل الستارَ على ماضٍ نسيتَه وأحصاه الله عليك، وعاهِد نفسَك في بقية هذا الشّهر بدوامِ المحافظةِ على الصّلوات الخمس في بيوتِ الله وبرِّ الوالدين
وحسب هذه الليالي شرفاً ورفعة وفضلاً أن الله اختصّها بليلة القدر التي عظَّم سبحانه قدرها، وأعلى شأنها، وشرفها بإنزال الوحي المبين على سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، وفيها يُفرق كل أمر حكيم، والعبادة فيها تفضُل عبادة ألف شهر خلت من ليلة القدر، فهي ليلة عظيمة البركات، كثيرة الخيرات، لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية، وجليل النفحات الإلهية.
وإن من صدق إيمان العبد، ودلائل توفيق الله له أن يغتنم ماتبقى من هذه الليالي المباركة، بجلائل الأعمال الصالحة، وأنواع العبادة والطاعة، والتذلل بين يدي الله عز وجل، والإنابة إليه، أملا في إحراز فضل ليلة القدر، ونيل بركاتها، فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أن من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما سلف من ذنوبه وخطاياه، فقد قال النبي : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)) أخرجاه في الصحيحين].
ومما ينبغي التذكير به يا عباد الله- ولا سيما تذكير ذوي الغنى واليسار أن يُعنوا بأداء الزكاة، فإنها من آكد أركان الدين، ، فأخرجوها -أيها المؤمنون- كاملةً غير منقوصة، بنية صالحة، ونفوس بالخـير مغتبطة، دون منٍّ ولا أذى، ومن غير استكبـار ولا استـعلاء
الزكاة هي ثالث أركان الإسلام وقرينة الصلاة في محكم القرآن، جاء في منعها والبخل بها الوعيد بالنيران. قال الله عز وجل: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير [آل عمران:180]. وقال تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون [التوبة:34-35].
وقال النبي في تفسير الآية الأولى: ((من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع، وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها، مُثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه، يعني شدقيه، يقول أنا مالك أنا كنزك)) [رواه البخاري].
وقال في تفسير الآية الثانية: ((ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها {أي الزكاة} إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد)) [رواه مسلم].
أيها المسلمون: إنه والله لا يحمى على الذهب والفضة في نار كنار الدنيا إنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا كلها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا.
إنه إذا أحمي عليها لا يكوى بها طرف من الجسم متطرف، وإنما يكوى بها الجسم كله من كل ناحية الجباه من الأمام والجنوب من الجوانب والظهور من الخلف.
إنه إذا كوي به الجسم لا تترك حتى تبرد وتزول حرارتها، ولكنها كلما بردت أعيدت فأحميت.
إن هذا العذاب ليس في يوم ولا في شهر ولا في سنة: ولكن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
فيا عباد الله يا من آمنتم بالله ورسوله، يا من صدقتم بالقرآن وصدقتم بالسنة، ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها، وما الفائدة منها، إن تكون نقمة عليكم وثمرتها لغيركم.
إنكم لا تطيقون الصبر على وهج النار، فكيف تصبرون على نار جهنم،
فاتقوا الله عباد الله وأدوا الزكاة طيبة بها نفوسكم
واعلموا أيها المسلمون أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ منها الذمة حتى توضع في الموضع الذي وضعها الله فيه مثل ذوي الحاجة من الفقراء والمساكين والغارمين الذين عليهم أطلاب لا يستطيعون وفاءها.وليست هي موضعا للهدايا والاعطيات
فلا تحل الزكاة لغني ولا لقوي مكتسب، ويجوز أن تدفعها إلى أقاربك الذين لا تنفق عليهم إذا كانوا مستحقين لها، ويجوز أن تدفعها لشخص محتاج للزواج إذا لم يكن عنده ما يتزوج به، فلتحافظوا على هذه الفريضة، الصالحة،من غير رياء ولاسمعه وليتنبه الى ان الاحوال تتغير فمن كان غنيا في العام الماضي قد يكون فقيرا هذا العام ومن كان فقيرا قد يكون استغنى عن الزكاة فلابد من التحري والدقة قبل دفع الزكاة وليتق الله من يأخذها وهو غير مستحق لها فهي عليه وبال وسحت وحرام
عباد الله، اتقوا الله و اغتنموا ما تبقى من هذا الشهر ، بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته، والتعرض لنفحاته وألطافه، فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه، فارتقى بسببها إلى درجات المقربين، وكان في عداد أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَنْ عَمِلَ صالِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيوةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَالنحل: 97
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو التواب الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا مزيدًا.
أمّا بعد: أيّها المسلمون، فان الأعمال بالخواتيم، وفي ختامِ شهركم اجتهِدوا في الإكثار من الاستغفار يُغفَر لكم ما اقترفتم من خللٍ وتقصير، ومَن أحسن وأصلح فيما بقي غُفر له ما أسلف، ومن داوم على التقصير أُخِذ بما سلف وبما بقي.
وإنّ مِن مسالك الإحسان في ختام شهركم إخراجُ زكاة الفطر، ففيها أُلفة القلوب وعطف الغنيّ على أخيه الفقير، فرضها رسول الله طُهرةً للصّائم وطْعمة للمساكين، ومقدارها صاع من طعامٍ من غالب قوتِ البلد، وتكون صاعاً من شعير أو تمر أو زبيب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، ووقتُ إخراجها الفاضلُ يوم العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيومٍ أو يومين، فأخرِجوها طيّبةً بها نفوسكم، وأكثروا من التكبير ليلةَ العيد إلى صلاة العيد تعظيمًا لله وشكرًا له على التّمام، قال عز وجل: وَلِتُكْمِلُواْ لْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ للَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
واشكروا ربَّكم على تمامِ فرضكم، وليكن عيدُكم مقرونًا بتفريج كربةٍ وملاطفةٍ يتيم، وابتهجوا بعيدكم بالبقاء على العهدِ وإتباع الحسنةِ بالحسنة، وإيّاكم والمجاهرةَ في الأعياد بقبيح الفعال والآثام، والاسراف في الولائم والحفالات اتقوا الله يامن تنفقون الاف الريالات في لهو لاطائل منه فانكم مسئولون امام الله عما استئمنتم عليه يقول أحد السلف: كلّ يوم لا يُعصَى الله فيه فهو عيد، وكلّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره فهو عيد.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين ..........................
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا مزيدًا.
أمّا بعد: أيّها المسلمون، فان الأعمال بالخواتيم، وفي ختامِ شهركم اجتهِدوا في الإكثار من الاستغفار يُغفَر لكم ما اقترفتم من خللٍ وتقصير، ومَن أحسن وأصلح فيما بقي غُفر له ما أسلف، ومن داوم على التقصير أُخِذ بما سلف وبما بقي.
وإنّ مِن مسالك الإحسان في ختام شهركم إخراجُ زكاة الفطر، ففيها أُلفة القلوب وعطف الغنيّ على أخيه الفقير، فرضها رسول الله طُهرةً للصّائم وطْعمة للمساكين، ومقدارها صاع من طعامٍ من غالب قوتِ البلد، وتكون صاعاً من شعير أو تمر أو زبيب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، ووقتُ إخراجها الفاضلُ يوم العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيومٍ أو يومين، فأخرِجوها طيّبةً بها نفوسكم، وأكثروا من التكبير ليلةَ العيد إلى صلاة العيد تعظيمًا لله وشكرًا له على التّمام، قال عز وجل: وَلِتُكْمِلُواْ لْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ للَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
واشكروا ربَّكم على تمامِ فرضكم، وليكن عيدُكم مقرونًا بتفريج كربةٍ وملاطفةٍ يتيم، وابتهجوا بعيدكم بالبقاء على العهدِ وإتباع الحسنةِ بالحسنة، وإيّاكم والمجاهرةَ في الأعياد بقبيح الفعال والآثام، والاسراف في الولائم والحفالات اتقوا الله يامن تنفقون الاف الريالات في لهو لاطائل منه فانكم مسئولون امام الله عما استئمنتم عليه يقول أحد السلف: كلّ يوم لا يُعصَى الله فيه فهو عيد، وكلّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره فهو عيد.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين ..........................
الجمعة 26/9/1432هـ