خطبة جامع الديرة بحريملاء بعنوان ( رسالة الى من أخر الحج بلا عذر)
راشد الناصر
1436/11/27 - 2015/09/11 07:55AM
أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم ـ أَيُّها النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ
يقول الله عز وجل: الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ.
أيها المسلمون، لم يَبقَ عَلَى الحَجِّ الا ايام قليله ، فَيَا فَرحَةَ مَن فَازَ بِالوُقُوفِ بِتِلكَ المَشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ! وَيَا سَعَادةَ مَن تَشَرَّفَ بِالتَّلَبُّسِ بِتِلكَ المَنَاسِكِ العَظِيمَةِ! حَطٌّ لِلذُّنُوبِ وَمَغفِرَةٌ لِلآثَامِ، وَنَفيٌ لِلفَقرِ وَإِعتَاقٌ مِنَ النَّارِ.
وان مما يؤسف ان تَجِدُ مِن أُمَّةِ الإِسلامِ مَن تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ وَقَضَاءُ الرُّكنِ وَأَدَاءُ الفَرِيضَةِ لم يَخطُرْ لَهُ عَلى بَالٍ، وَكَأَنَّ الحَجَّ عَلَى غَيرِهِ قَد فُرِضَ، وَقَد عُلِمَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ، يُستَتَابُ عَلَى ذَلِكَ فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ، وَمَن تهاوَنَ بِهِ فَهُوَ عَلَى خَطرٍ عَظِيمٍ، قال سُبَحانَهُ: وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ، وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: ((بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ))، وَعَن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ فقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا))، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثًا، فقال رَسُولُ اللهِ : ((لَو قُلتُ: نَعَم لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم))، الحديث
وغالب العلماء يرجح أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ مَعَ الاستِطَاعَةِ
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّهُ يجِبُ عَلَى المُسلِم المُبَادَرَةُ إِلى تَأدِيَةِ فَرِيضَةِ الحَجِّ مَتى ماكَان مُستَطِيعًا؛ لأَنَّهُ لا يَدرِي مَاذَا يحدُثُ لَهُ لَو أَخَّرَهُ، قَال : ((تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ ـ يَعني الفَرِيضَةَ ـ، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ))،
وإِنَّ المُتَأَمِّلَ في الوَاقِعِ اليَومَ لَيَجِدُ مِنَ النَّاسِ تفريطا كبيرا في تاخير الحج والواحد منا لايأمن على نفسه الموت او الفقر او المرض وَيُؤسِفُ أَن تجِدَ هَؤُلاءِ المُؤَخِّرِينَ لِفَرِيضَةِ اللهِ قَد جَابُوا الدِّيَارَ وَأَنفَقُوا الأَموَالَ في تَمَشٍّ وَتَنَزُّهٍ وَسِيَاحَةٍ ورحلات صيد ولم يحجوا فرضهم بعد
فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَا مَن وَجَبَ عَلَيكُمُ الحَجُّ، بَادِرُوا بِهِ وَلا تُؤَخِّرُوهُ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللاَّزِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ،
قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي اللهُ عنه: (لَقَد هَمَمْتُ أَن أَبعَثَ رِجَالاً إِلى هَذِهِ الأَمصَارِ، فَلْيَنظُرُوا كُلَّ مَن كَان لَهُ جِدَةٌ ولم يحُجَّ فَيَضرِبُوا عَلَيهِمُ الجِزيَةَ، ما هُم بِمُسلِمِينَ، مَا هُم بِمُسلِمِينَ)،
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ
الخطبة الثانية
اما بعد فاِتَّقُوا اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا، وَبَادِرُوا إِلى أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ وَأَسرِعُوا؛ فَإِنَّ الأُمُورَ مُيَسَّرَةٌ وَللهِ الحَمدُ، وَلا يُقعِدَنَّكُمُ الشَّيطَانُ وَلا يَأخُذَنَّكُمُ التَّسوِيفُ، وَلا تُلهِيَنَّكُمُ الأَمَانِيُّ البَاطِلَةُ أَو تَخدَعَنَّكُمُ الحِيَلُ الكَاذِبَةُ، فَتُؤَخِّرُوا الحَجَّ كُلَّ عَامٍ إِلى الذي يَلِيهِ، فإن مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ.
فَاللهَ اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا، استَعِدُّوا وَأَعِدُّوا، وَاعزِمُوا وَلا تَتَوَانَوا، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ، فَإِنَّ الأَمرَ لَيسَ بِالهَوَى المُتَّبَعِ أَوِ الرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَالقَنَاعَاتِ الشَّخصِيَّةِ، وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلاَّ المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ، وَإِلاَّ فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ.
أيها الأخ العزيز يامن تساهلت في تاخير هذه الفريضة الواجبة لعقود طويلة قل لي بربك ماذا تنتظر ؟
هل تنتظر ان يخبروك الاطباء بمرض خبيث قد نشا في جسدك ؟ أم تنتظر عاهة تحرمك من أدآء واجباتك ؟ أم تنتظر الموت فشر غائب ينتظر ام الساعة فالساعة ادهى وأمر ؟
ماذا تنتظر ؟ أن تموت على فراشك وقد عصيت ربك بتسويفك وتركك لركن من أركان الدين ؟؟
هل يسوغ لرجل عاقل مسلم بالغ قادر أن يقول لن اصلي صلاة الفجر الا قبيل الظهر ثم يؤخرها للعصر ثم دواليك حتى الفجر لليوم الثاني وهكذا وهو لم يؤدها فضلا أ يقضيها فكذلك انت لك سنوات وانت تسوف لأداء فريضة الحج ولم تؤدها الى الآن فمتى تستيقظ من رقدتك وأنت تشاهد مصارع الناس على أهون سبب
فدع عنك اسباب الحرمان والخذلان نعوذ بالله منهما وانفض عنك غبار الزمن واستعن بالله وبادر قبل ان تقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت فياتيك الجواب القاصم كلا
وفي النهاية أنت من يدفع عن نفسك النار وانت من يجلب لها السعادة برحمة الله وتوفيقه كل نفس بما كسبت رهينة
عباد الله وَمَعَ هَذَا الأَجرِ العَظِيمِ وَالثَّوابِ الجَزِيلِ فَإِنَّ أَيَّامِ الحَجِّ قَلِيلَةٌ، لا تَتَجَاوَزُ أُسبُوعًا لِمَن بَعُدَت دِيَارُهُ، وَأَمَّا مَن قَرُبَت دِيَارُهُ فَإِنَّهُ لا يكادُ يَغِيبُ أَكثَرَ مِن أَربَعَةِ أَيَّامٍ.
اللهم وفقنا لعمل الصالحات وترك المنكرات وحب المساكين
الجمعة 27/11/1436هـ
يقول الله عز وجل: الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ.
أيها المسلمون، لم يَبقَ عَلَى الحَجِّ الا ايام قليله ، فَيَا فَرحَةَ مَن فَازَ بِالوُقُوفِ بِتِلكَ المَشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ! وَيَا سَعَادةَ مَن تَشَرَّفَ بِالتَّلَبُّسِ بِتِلكَ المَنَاسِكِ العَظِيمَةِ! حَطٌّ لِلذُّنُوبِ وَمَغفِرَةٌ لِلآثَامِ، وَنَفيٌ لِلفَقرِ وَإِعتَاقٌ مِنَ النَّارِ.
وان مما يؤسف ان تَجِدُ مِن أُمَّةِ الإِسلامِ مَن تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ وَقَضَاءُ الرُّكنِ وَأَدَاءُ الفَرِيضَةِ لم يَخطُرْ لَهُ عَلى بَالٍ، وَكَأَنَّ الحَجَّ عَلَى غَيرِهِ قَد فُرِضَ، وَقَد عُلِمَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ، يُستَتَابُ عَلَى ذَلِكَ فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ، وَمَن تهاوَنَ بِهِ فَهُوَ عَلَى خَطرٍ عَظِيمٍ، قال سُبَحانَهُ: وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ، وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: ((بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ))، وَعَن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ فقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا))، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثًا، فقال رَسُولُ اللهِ : ((لَو قُلتُ: نَعَم لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم))، الحديث
وغالب العلماء يرجح أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ مَعَ الاستِطَاعَةِ
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّهُ يجِبُ عَلَى المُسلِم المُبَادَرَةُ إِلى تَأدِيَةِ فَرِيضَةِ الحَجِّ مَتى ماكَان مُستَطِيعًا؛ لأَنَّهُ لا يَدرِي مَاذَا يحدُثُ لَهُ لَو أَخَّرَهُ، قَال : ((تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ ـ يَعني الفَرِيضَةَ ـ، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ))،
وإِنَّ المُتَأَمِّلَ في الوَاقِعِ اليَومَ لَيَجِدُ مِنَ النَّاسِ تفريطا كبيرا في تاخير الحج والواحد منا لايأمن على نفسه الموت او الفقر او المرض وَيُؤسِفُ أَن تجِدَ هَؤُلاءِ المُؤَخِّرِينَ لِفَرِيضَةِ اللهِ قَد جَابُوا الدِّيَارَ وَأَنفَقُوا الأَموَالَ في تَمَشٍّ وَتَنَزُّهٍ وَسِيَاحَةٍ ورحلات صيد ولم يحجوا فرضهم بعد
فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَا مَن وَجَبَ عَلَيكُمُ الحَجُّ، بَادِرُوا بِهِ وَلا تُؤَخِّرُوهُ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللاَّزِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ،
قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي اللهُ عنه: (لَقَد هَمَمْتُ أَن أَبعَثَ رِجَالاً إِلى هَذِهِ الأَمصَارِ، فَلْيَنظُرُوا كُلَّ مَن كَان لَهُ جِدَةٌ ولم يحُجَّ فَيَضرِبُوا عَلَيهِمُ الجِزيَةَ، ما هُم بِمُسلِمِينَ، مَا هُم بِمُسلِمِينَ)،
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ
الخطبة الثانية
اما بعد فاِتَّقُوا اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا، وَبَادِرُوا إِلى أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ وَأَسرِعُوا؛ فَإِنَّ الأُمُورَ مُيَسَّرَةٌ وَللهِ الحَمدُ، وَلا يُقعِدَنَّكُمُ الشَّيطَانُ وَلا يَأخُذَنَّكُمُ التَّسوِيفُ، وَلا تُلهِيَنَّكُمُ الأَمَانِيُّ البَاطِلَةُ أَو تَخدَعَنَّكُمُ الحِيَلُ الكَاذِبَةُ، فَتُؤَخِّرُوا الحَجَّ كُلَّ عَامٍ إِلى الذي يَلِيهِ، فإن مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ.
فَاللهَ اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا، استَعِدُّوا وَأَعِدُّوا، وَاعزِمُوا وَلا تَتَوَانَوا، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ، فَإِنَّ الأَمرَ لَيسَ بِالهَوَى المُتَّبَعِ أَوِ الرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَالقَنَاعَاتِ الشَّخصِيَّةِ، وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلاَّ المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ، وَإِلاَّ فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ.
أيها الأخ العزيز يامن تساهلت في تاخير هذه الفريضة الواجبة لعقود طويلة قل لي بربك ماذا تنتظر ؟
هل تنتظر ان يخبروك الاطباء بمرض خبيث قد نشا في جسدك ؟ أم تنتظر عاهة تحرمك من أدآء واجباتك ؟ أم تنتظر الموت فشر غائب ينتظر ام الساعة فالساعة ادهى وأمر ؟
ماذا تنتظر ؟ أن تموت على فراشك وقد عصيت ربك بتسويفك وتركك لركن من أركان الدين ؟؟
هل يسوغ لرجل عاقل مسلم بالغ قادر أن يقول لن اصلي صلاة الفجر الا قبيل الظهر ثم يؤخرها للعصر ثم دواليك حتى الفجر لليوم الثاني وهكذا وهو لم يؤدها فضلا أ يقضيها فكذلك انت لك سنوات وانت تسوف لأداء فريضة الحج ولم تؤدها الى الآن فمتى تستيقظ من رقدتك وأنت تشاهد مصارع الناس على أهون سبب
فدع عنك اسباب الحرمان والخذلان نعوذ بالله منهما وانفض عنك غبار الزمن واستعن بالله وبادر قبل ان تقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت فياتيك الجواب القاصم كلا
وفي النهاية أنت من يدفع عن نفسك النار وانت من يجلب لها السعادة برحمة الله وتوفيقه كل نفس بما كسبت رهينة
عباد الله وَمَعَ هَذَا الأَجرِ العَظِيمِ وَالثَّوابِ الجَزِيلِ فَإِنَّ أَيَّامِ الحَجِّ قَلِيلَةٌ، لا تَتَجَاوَزُ أُسبُوعًا لِمَن بَعُدَت دِيَارُهُ، وَأَمَّا مَن قَرُبَت دِيَارُهُ فَإِنَّهُ لا يكادُ يَغِيبُ أَكثَرَ مِن أَربَعَةِ أَيَّامٍ.
اللهم وفقنا لعمل الصالحات وترك المنكرات وحب المساكين
الجمعة 27/11/1436هـ