(خطبة ) توجيهات لاستقبال العام الدراسي الجديد

خالد الشايع
1445/01/29 - 2023/08/16 18:08PM

 خطبة ( توجيهات لاستقبال العام الدراسي الجديد )  2/2/1445

أما بعد فيا أيها الناس : بعد غد ينطلق أبناؤنا وبناتنا لمدراسهم ، مبتدئين عاما دراسيا جديدا ممتدا طويلا لمدة عشرة أشهر تقريبا ، وهذا يجعلنا نقف مع هذا الحدث وقفات توجيهية :

الأولى : أن نحمد الله على ما نعيش فيه من أمن استقرار ، وصحة وعافية ، ومن حولنا يعيشون ي بلاء وفتن ، رفع الله عنا وعنهم كل محنة وبلية .

الثانية : لابد من التهيئة المنزلية للبدء بجد ونشاط ، وهي تهيئة نفسية ، ومن ذلك تجهيز أدوات الدراسة ومستلزماتها ، وبث روح التنافس ، والنظر للمستقبل ، والتفاؤل بالخير ، أخبروهم أن طلب العلم يرفع من قيمة الإنسان ومكانته الاجتماعية ، وأخبروهم أن العلم وطلبه ، هو أساس التقدم والحضارة ، وأخبروهم أن أجدادهم المسلمين كانوا قادة العالم في العلم ، وأن حضارات الغرب التي تبهر الناس ، بنوها على علوم المسلمين .

ذكروهم بما قال الإمام الشافعي رحمه الله عن قيمة صاحب العلم:

تعلَّم فليس المرءُ يُولَد عالِمَا 

وليس أخو علمٍ كمَنْ هو جاهلُ 

وإنَّ كبيرَ القوم لا عِلْمَ عنده 

صغيرٌ إذا التفَّتْ عليه الجحافلُ 

وإنَّ صغيرَ القوم إن كان عالِمَا 

كبيرٌ إذا ردتْ إليه المحافلُ 
 

الثالثة : أن نبين لأولادنا فضل العلم ، ونذكرهم بما ورد فيه من آيات وأحاديث ، مثل قوله تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقوله ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) وقوله ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وغيرها من الآيات ، وبما ورد في السنة في فضل العلم ، ومن ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم وإن الملائكة وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )

و ما أخرجه أصحاب السنن من حديث معاذ بن جبل قال صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضعوا أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب

وما أخرج البخاري ومسلم من حديث معاوية مرفوعا ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) فمن لم يفقه في دين الله فهذه علامة على أن الله لم يرد به خيرا ، فكفى بذلك ندامة وخذلانا .

اللهم فقهنا في الدين ، وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح أقول قولي هذا .....

الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الناس :  لا يزال الحديث موصولا عن التهيئة للعام الدراس الجديد ، وأوجه كلماتي هذه لإخواني المعلمين ، الذين هم مصابيح الدجا لأولادنا ، وذلك فيما يأتي :

اعلموا أن لكم أثرا بالغا في تربية الطلاب ، وأنهم إذا أحبوكم قبلوا منكم كل شيء ، فهم أمانة في رقابكم ، فاتقوا الله فيما تعلمونهم ، وأخلصوا النصح لهم ، واحتسبوا فيهم الأجر ، فإن ماتغرسونه فيهم هو من الوقف الذي يجري عليكم بعد مماتكم ، فالمعلم هو الأساس لكل حضارة ، وهو الأساس لكل صناعة ، فمن تحت يديه تخرج العالم ، والطبيب ، والمهندس ، والطيار ، وكل صاحب فن ومهنة ، هم صانعوا الأجيال ، وبما زرعوا فيهم تحصد دولتهم بل العالم أجمع .

ثم أوجه نصيحة لإخواني الطلاب ، فأقول جدوا واجتهدوا ، فما هي إلا أيام قلائل ، وتتخرجون ، وتكونوا قادة لأمتكم ، والأمة بحاجة لأمثالكم ، ليكن لكم طموح في نفع الأمة ، وأن تكونوا من أعمدة نجاحها ، ومن اجتهد أعانه الله ، قال سبحانه  ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

عليكم بالبداية القوية من أول يوم ، لا تكثروا الغياب غير المبرر ، فهذا يهدم ماجنيتم من علوم ، واصلوا العلم بالعلم ، واستفيدوا من معلميكم ، كونا قدوة صالحة لزملائكم ، في حسن الخلق ، وحسن الطلب ، والجد والاجتهاد ، احذوا من جليس السوء ، الذي يدلك على سوء الأخلاق والأفعال ، ويميلون بكم عن جادة الصواب ، وما أكثرهم لا كثرهم الله .

معاشر الطلاب : خططوا لحياتكم المستقبلية ، ولا تعيشوا هملا بلا تخطيط ، واجعلوها لله وفي الله ، فكل عمل في هذه الدنيا يكون لله ، إذا صاحبه نية صالحة .

اللهم وفق شبابنا وشاباتنا في عامهم الدراسي الجديد ، واجعله حافلا بالخير والعطاء ، وانفع بهم أهلهم وأمتهم ....

المرفقات

1692198475_خطبة الاسعداد للدراسة.docx

المشاهدات 1784 | التعليقات 0