خطبة ترك الاختلاف ورسالة إلى المسؤولين والتجار والعامة

شادي باجبير
1444/12/29 - 2023/07/17 17:19PM

خطبة: ترك الاختلاف ورسالة إلى المسؤولين والتجار والعامة
للشيخ الفاضل أبي مجاهد صالح بن محمد باكرمان
ألقيت في مسجد ابن مسعود، المكلا، ٢٠٢٣/٧/١٤م

                     الخطبة الأولى

         الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.

       أما بعد، أيها المسلمون عباد الله، اتقوا الله حق تقواه. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢].

       عباد الله إن من أعظم أصول الدين التي أمر بها القرآن، وحثت عليها السنة، أصل الاجتماع وترك التفرق، فالجماعة رحمة، والفرقة عذاب، قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز: ﴿شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وَصّى بِهِ نوحًا وَالَّذي أَوحَينا إِلَيكَ وَما وَصَّينا بِهِ إِبراهيمَ وَموسى وَعيسى أَن أَقيمُوا الدّينَ وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ ...﴾ [الشورى: ١٣].

(شَرَعَ لَكُم) الله عز وجل، (شَرَعَ لَكُم) أيتها الأمة المحمدية، (ما وَصّى بِهِ نوحًا) ما جعله وصية لنوح، وما أوحى به إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جعله وصية لسائر أولي العزم من الرسل، إبراهيم، وموسى، وعيسى.

ما هو الذي شرعه الله لنا، وأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأوصى به أولي العزم من الرسل؟

أصل عظيم أجمعت عليه الديانات، وأجمعت عليه الرسالات، يفسره الله -عز وجل- ويبينه بقوله: (أَن أَقيمُوا الدّينَ وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ) كلمتان(أَقيمُوا الدّينَ) أقيموا التوحيد، اعبدوا الله وحده، أقيموا الشريعة، أقيموا الأخلاق، (وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ) لا تتفرقوا في الدين، ولا تفترقوا ما دمتم على الدين، كلمتان: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، أعظم الأصول التي أوحاها الله -عز وجل- إلى محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وأعظم الأصول التي أوصى الله -عز وجل- بها أولي العزم من الرسل (أَن أَقيمُوا الدّينَ وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ) التمسك بالدين، وإقامة الدين، واجتماع الكلمة، هذه هي عز الأمة، وقوة الأمة في كل زمان ومكان، وقال -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها ...﴾ [آل عمران: ١٠٣].

(وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ) اعتصموا، تمسكوا بشدة بحبل الله، حبل الله الموصل إليه الإسلام، الدين، الكتاب، والسنة، اعتصموا بحبل الله جميعاً، حال كونكم مجتمعين على أصل واحد، ومبدأ واحد، مبدأ الإسلام الصافي المصفى، الذي جاء به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، (وَلا تَفَرَّقوا) لا تتفرقوا، لا تصيروا شيعا، يضرب بعضكم أعناق بعض، (وَلا تَفَرَّقوا) لا تصيروا طوائف، (وَلا تَفَرَّقوا) لا تكونوا شذر مذر.

﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم ...﴾ [آل عمران: ١٠٣]. خطاب من الله -سبحانه وتعالى- للأوس والخزرج، للأنصار، كانوا أعداء في الجاهلية، يتحاربون، يتناحرون، يضرب بعضهم أعناق بعض، يشب الحربَ بينهم اليهودُ في المدينة، هؤلاء مع الخزرج، وهؤلاء مع الأوس، ويبيعون لهم السلاح، ويعطونهم الذهب، كما تفعل اليهود اليوم مع دول العرب، يقرضونهم الأموال، ويعطونهم السلاح، ويفتنون فيما بينهم، هكذا كانت تصنع اليهود مع الأوس والخزرج، وهذا هو دأبهم إلى اليوم، فجاء الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- الرحمةُ المهداة فدخلوا في الإسلام، أسلموا، تآخوا، وتحابوا، وتوادوا، واجتمعوا، وفي يوم من الأيام، مر أحد عظماء اليهود ودهاقنة اليهود، ومعه شاب من شباب اليهود على قوم من الأوس والخزرج، وهم في مودة وفي ألفة، وفي محبة وفي اجتماع كلمة، فقال ذلك الخبيث اليهودي لذلك الشاب: اذهب واجلس بينهم، وذكرهم ببعاث (بحرب بعاث) وما كان بينهم في الجاهلية. فذهب وجلس، وأخذ يذكرهم ببعاث، ومن انتصر على من، ومن قتل من، وأخذوا يتذاكرون الأيام والأشعار، حتى حميت نفوسهم، وتثاوروا، وتقافزوا، وتواعدوا على المقابلة بالسلاح في الحرة، وانطلقوا إلى السلاح، كلٌّ إلى بيته، وأنزل الله -عز وجل- على رسوله هذه الآيات ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم ...﴾ [آل عمران: ١٠٣]. فانطلق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إليهم، وأتاهم وقال: (أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُ! ) تتداعون بدعوى الجاهلية يا أهل الأنصار، يا آل الأوس، يا آل الخزرج، وأنا بين أظهركم! وقرأ عليهم الآيات؛ فتأثروا، وبكوا، وتعانقوا، وتركوا السلاح.

هكذا يفعل أعداء الله بنا، يثيرون أسباب الفتنة، ويؤججون نار الفتنة، اليهودُ والنصارى والمنافقون وأصحاب الفتنة، وما هي النتيجة؟ الفتنة.

       اعلموا عباد الله، أن الجماعة قوة وعزيمة، أن الجماعة رحمة، والفرقة عذاب، قال الله -عز وجل-:﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ [الحجرات: ١٠].

        واعلموا عباد الله، أن الجماعة قوة وعزيمة، والفرقة فشل وهزيمة، قال الله -عز وجل-: ﴿وَأَطيعُوا اللهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾ [الأنفال: ٤٦]. التنازع يؤدي إلى الفشل والضعف، والفشل والضعف يؤديان إلى ذهاب الريح والقوة، وأعظم من ذلك أن الافتراق والتنازع يؤديان إلى الاحتراب والفتنة، وهذا ما حذر منه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حجة الوداع، قال -صلوات ربي وسلامه عليه-: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ". أي لا ترجعوا كالكفار تتقاتلون فيما بينكم، إنما يحل قتال المسلم إذا كان محارباً (قاطع طريق)، أو باغياً على الدين والحاكم العدل، أو صائلاً يصول على الدين والعرض والمال، فيردون بقدر ذلك، أما احتراب الفتنة والطائفية وأسماء جاهلية فهذا الذي يعنيه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله: " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ". فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ ". رواه البخاري ومسلم. لو لم يقتله هذا لقتله.

        فاتقوا الله عباد الله، واحذروا من الفتن، نختلف في الآراء والأفكار، نختلف في التوجهات والسياسات، لا يجوز أن تتحول هذه الاختلافات في الأفكار والسياسة إلى احتراب داخلي، يأكل الأخضر واليابس.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم! أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

                      الخطبة الثانية

        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

        أما بعد، أيها المسلمون عباد الله، اتقوا الله حق تقواه. عباد الله، نعايش هذه الأيام انهياراً في العملة، وازدياداً في الأسعار، وغلاء فاحشاً، وتصاحب ذلك معاناة شديدة للمواطنين، المعاناة التي قد بلغت غايتها، ومع ذلك لم نرَ إجراء، ولم نسمع موقفاً من الحكومة، ولا من مجلس الرئاسة، ولا من بقايا مجلس النواب، حاشا ما جاء في قرار المحافظ بتوقيف الصرافين، وفي هذا الصدد نذكر الحكومة، ومجلس الرئاسة، ومن له شأن، بمسؤوليته اتجاه هذا الشعب والأمة، لا ندعوا إلى فتنة، ولا إلى تأجيج، ولكنها مسؤولية أمام الله عز وجل، هذه مسؤولية ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾ [الصافات: ٢٤]. والإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، ستُسأل يوم القيامة عن هذه الرعية، إنها رعاية الولاية، رعاية كراعي الغنم، يرعى الغنم، يسرح بها، يأخذ بها من ذات اليمين ومن ذات الشمال، يقودها حتى يبلغها طعامها وشرابها، ولا ينام حتى تطمئن، حتى تملأ بطونها، وتستريح وتطمئن، هنالك ينام الراعي.

الإسلام دقيق في عباراته، الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- راعٍ، بل قبل ذلك هو أمْرُ الله عز وجل، كتب على الأنبياء أن يكونوا رعاة غنم؛ من أجل أن يكونوا من بعدها رعاة أمم، رعاية الخلق تحتاج إلى عمل دؤوب، وصبر، وتكلف، وسهر، وليس نوماً، وعدم اهتمام، وترك مسؤولية، ويقول الواحد منهم: أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً. إذا وصل الواحد إلى حد أنه لا يستطيع أن يفعل لهذه الأمة شيئاً فليذهب، فليترك المسؤولية إن كان صادقاً، وما دام قادراً أن يفعل فليفعل ما استطاع، ولا يُطلب منه إلا ما يستطيع ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم ...﴾ [التغابن: ١٦]. أن يتحركوا، أن يتكلموا، أن يتشفعوا، أن يتوصلوا إلى التحالف، وإلى الأمم المتحدة، وإلى أي مكان في الدنيا؛ لرفع المعاناة عن هذه الأمة وعن هذا الشعب، سكوت قاتم، مصيبة، والله حرام عليكم، والله ستسألون.

        ورسالة -أيها الأحبة- إلى التجار والصرافين، الذين هم من أسباب هذه الأزمة، الأسباب كثيرة ومعقدة، ولكنهم سبب من أسباب هذه الأزمة، الصرافون والتجار نذكرهم بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "  يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ... إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ ". التجار يحشرون يوم القيامة فجارا، التجارة طريق إلى الفجور إلا من اتقى الله فيها، وبر، وصدق.

        اتقوا الله -عز وجل- أولاً : في ألا تجعلوا ربحكم وثراءكم على حساب قوت العباد وما يتعلق بالقوت، اتجروا في أي شيء إلا القوت وما يتعلق بالقوت، إن لم تستطيعوا أن تتقوا الله -عز وجل- فيه، نهى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الاحتكار، وقال: " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ ". أي في القوت وما يتعلق به، احتكر في أي شيء إلا القوت وما يتعلق به، اتقوا الله عز وجل، ثانياً قبل ذلك عندما نهى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الاحتكار ما المعنى بذلك؟ الذي يحتكر، ويخزن البضاعة والنقد ليوم آخر، يتسبب في غلاء الأسعار والتضييق على العباد، هذا هو المعنى، فلنأخذ المعنى العام، كل شيء يؤدي إلى التضييق على العباد في معيشتهم، وكل وسيلة في تجارة تؤدي إلى تضييقٍ في معيشة الناس في أقواتهم وما يتعلق بالأقوات حرام، ومكسب حرام، اتجر في الأسمنت، اتجر في الآلات، الأدوات، الثياب، ارفع الأسعار كما تشاء هناك، لا يفرض على الناس شيء من ذلك، أما القوت " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ ". لا يريد الناس إلا القوت، اتقوا الله عز وجل.

ثانياً: في الربح وقدره ارضوا بالقليل، وبهامش يسير من الرزق، لا بالأضعاف المضاعفة في الأقوات، لاسيما في هذه الأزمات التي تضغط على الناس، هذه الأزمات فيها تجارة مع الله من أجل الآخرة، كلكم سيترك هذه الأموال، ويذهب إلى الله، وسيلعب بها أبناؤكم لعبا، اتقوا الله، اتقوا الله.

ثالثاً: عندما يرجع السعر إلى مكانه، والنقد إلى موضعه، أن تخفضوا كما رفعتم، ونحن نعلم أنهم يجعلون مساحة كافية لهذه الاضطرابات في الأسعار، نحن نعلم أنهم حين يبيعون لا يسعرون بسعر السوق، وإنما بالأربع مائة وأكثر، ومع ذلك يريدون أن يتجروا، وأن يصعدوا على قوت العباد، اتقوا الله عز وجل.

         عباد الله، وأوصي نفسي، وإخواني، والعامة، أن نتقي الله عز وجل، وأن نتضرع إلى الله (﴿فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [الأنعام: ٤٣].

        عباد الله، وفي الأخير نذكر ما نحن بصدده هذه الأيام من موسم البلدة، وبرودة البلدة والبحر والجو في هذه الأيام نعمة من نعم الله عز وجل، نعمة عظيمة وهبها الله -عز وجل- لنا، ونعم الله -عز وجل- ينبغي أن تعرف فلا تجحد، وتشكر فلا تكفر، ورأينا برنامج البلدة، برنامج البلدة صاخب بالفنانين والفنانات، هل هذا الذي يحتاجه الناس؟! الأغاني في كل بيت، وفي كل جوال، وفي كل شاشة، هل هذا الذي ينقص الناس؟! ثم لا يكتفون بمرة وافتتاحية، ونقول: أهل السلا في سلاهم. ولكنهم يجعلون أكثر البرنامج للأغاني، ليست هناك محاضرة واحدة لمحاربة ومكافحة المخدرات، ليست هناك محاضرة لمكافحة القات، ليست هناك محاضرات توجيهية في ظل هذه المعاناة التي يعانيها الناس، اتقوا الله عز وجل، اتقوا الله عز وجل، الأغاني في كل مكان، والفنانون والفنانات في كل جوال، اشكروا الله -عز وجل- على هذه النعمة، واعرفوا قدرها، لا بأس أن نروّج للاغتسال، والاستشفاء بالماء البارد ﴿...هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ﴾ [ص: ٤٢]. نعمة من الله، أما أن نعصي الله، وأن نحاد الله، ونشاق الله عز وجل، فهذه مصيبة والله.

فاسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يأخذ بأيدينا إلى كل خير، وأن يبعدنا عن كل سوء! اللهم خذ بأيدينا، وأيدي مسؤولينا، ورؤوسنا، ورموزنا إلى كل خير! اللهم جنبنا الفتن، ما ظهر منها و ما بطن! اللهم جنبنا الفتن، ما ظهر منها و ما بطن!

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات! اللهم يسر أمورنا، أصلح أحوالنا، اغفر ذنوبنا، غزر أمطارنا، ولِّ علينا خيارنا، اصرف عنا أشرارنا!

اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشدا، يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر! اللهم اجعلنا معتصمين بكتابك، مجتمعين على سنة نبيك يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين خذ بأيدينا إلى كل خير، جنبنا كل شر! اللهم اغفر لنا، واختم لنا بالخاتمة الحسنة!

اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد! اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد!

عباد الله، إنَّ الله يأمر بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

المشاهدات 286 | التعليقات 0