خطبة تدبر سورة البروج

محمد المطري
1446/04/24 - 2024/10/27 11:14AM

خطبة تدبر سورة البروج

الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، أما بعد:

فيقول الله تعالى: ﴿ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ﴾ [ص:29]، أنزل اللهُ القرآن لنتدبر آياته، ولنتذكر به ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، وسنتدبر في هذه الخطبة سورة البروج، وهي سورة كثيرة المواعظ والعِبر والهدايات، قال بعض العلماء: سورةُ البروجِ كتابٌ مستقلٌ في أصول الدين، تكفي من فهمها.

يقول الله تعالى: ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ﴾ السماء بِناءٌ مُحكَم، جعلها الله سبع سماوات طباقًا، أقسم الله بالسماء ذات البروج، وهي النجوم التي زين الله بها السماء الدنيا ، قال الله تعالى: ﴿ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ﴾ [الفرقان:61].

﴿ﱏ ﱐ ﱑ﴾ هو يوم القيامة.

﴿ﱒ ﱓ ﱔ﴾ قال أكثر المفسرين: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، وهو تفسير صحيح على وجه التمثيل، لا على وجه التخصيص، وظاهر الآية عموم القسم بكل شاهد ومشهود، أي: مبصِر ومبصَر، وحاضِرٍ ومحضور، فمعنى الآية: وأُقسم بكل ما يُطلق عليه أنه رائي ومرئي، وبكل شاهد يشهد على غيره كيوم الجمعة يشهد بأعمال الناس فيه، وأُقسم بكل زمانٍ أو مكانٍ مشهودٍ يحضره الناس ويشهدونه كيوم عرفة الذي يجتمع فيه الحُجَّاج من كل فج عميق.

﴿ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ﴾ أي: لُعِن الكفرة الذين حرَّقوا المؤمنين والمؤمنات في خندق حفروه لهم، وأشعلوا فيه نارًا عظيمة، وقد ذكر المفسرون أنَّ هذه قصة وقعت قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في نجران، وأنَّ ملِكًا كافرًا كان في اليمن خدَّ أخدودًا للمسلمين الذي كانوا على شريعة عيسى عليه الصلاة والسلام، فخيرهم بين الكفر أو الإحراق بالنار، فحرَّق من لم يكفر منهم في الأخدود.

﴿ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ﴾ أي: النارِ ذاتِ الحطبِ الكثيرِ الذي كان في الأخدود مشتعلًا.

﴿ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ﴾ أي: لُعِن الكفار حين كانوا قاعدين بالقرب من الأخدودِ، ينظرون إلى المؤمنين وهم يحترقون ويتألمون ويصرخون، ولا يرحمونهم، ولا يغيثونهم.

﴿ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ﴾ أي: وأولئك الكفار حضور عند الأخدود، يشاهدون احتراق المؤمنين، ولا يرِقُّون لصغيرٍ ولا كبيرٍ ولا امرأةٍ.

﴿ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ﴾ أي: وما عاب الكفار على المؤمنين والمؤمنات شيئًا إلا أنهم مداومون على الإيمانِ بالله القوي في انتقامه، القاهر لأعدائه، المحمود في صفاته وشرعه وقدره.

وختم الله سبحانه هذه الآية بهذين الاسمين: العزيز الحميد إشارة إلى أن الله لو شاء لنصر أولئك المؤمنين المستضعفين، ولو شاء لأهلك الظالمين قبل أن يُحرِّقوهم، وأنَّ الله حميد في جميع أفعاله وما يقدره على عباده، والمعتبر عنده عواقب الأمور، والله يُمهل الظالمين ولا يهملهم، وليس غافلًا عن أعمالهم.

﴿ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ﴾ أي: الله الذي له سلطان السماواتِ السبعِ والأرضِ وما فيهن من الخلق، فهو المتصرف وحده في عباده كيف يشاء، ومن ذلك أنه يؤتي الملك من يشاء من الكفار أو المؤمنين ابتلاء للعباد؛ لينظر كيف يعملون، ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: 247]، وقال جل شأنه: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: 1]، وقال عز وجل: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140]، وقال: ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد: 4 - 6].

﴿ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ﴾ أي: والله على كل شيء من أفعال عباده وأقوالهم مطَّلعٌ ببصره وسمعه وعلمه، فلا يخفى عليه إحراقُ الكافرين للمؤمنين في الأخدود، وسيجازيهم على أعمالهم. والشهيد من أسماء الله الحسنى معناه: الحاضر الذي يشاهد كل شيء.

وفي هذه القصة عِبرةٌ عظيمة، وهي: أن الله سبحانه قد يسلط الكافرين على المؤمنين، وهو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وقد تسلط بعض الكفرة على بعض الأنبياء فقتلوهم، فالدنيا دار ابتلاء، والله يبتلي عباده المؤمنين بما شاء، ويتخذ منهم شهداء.

﴿ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ﴾ أي: إن الذين عذَّبوا المؤمنين والمؤمنات وأحرقوهم بالنار ثم لم يتوبوا فلهم عذابان لا عذابٌ واحد: لهم عذابُ جهنمَ يوم القيامة، ولهم عذابُ الحريقِ بعد موتهم في قبورهم، فعذابُ جهنم في الآخرة، وهو أشد وأبقى، وعذابُ الحريق في البرزخ.

وفي هذه الآية بيان سعة رحمة الله، وأنه يحب العفو عن المذنبين، ويقبل التوبة عن عباده ولو كانوا كافرين ومجرمين وظالمين، حتى ولو قتلوا عباده المؤمنين، فمن تاب إلى الله تاب الله عليه.

ثم قال الله تعالى: ﴿ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ﴾ أي: إن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة لهم بساتينُ تجري الأنهار من تحت أشجارها وقصورها.

﴿ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ﴾ أي: دخول الجنة هو الفوز العظيم الذي لا فوز أعظم منه، وإن قُتِل المؤمنون وحُرِّقُوا وعُذِّبوا في الدنيا الفانية، فهم الفائزون في الآخرة الباقية، ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: 17]، والذين قتلوا المؤمنين وحرَّقوهم وعذَّبوهم هم الخاسرون، وإن كانوا يظنون أنهم المنتصرون الفائزون، فهم الخاسرون، وسيبطش الله بهم في الوقت الذي يريده، سواء عند موتهم، أو قبل ذلك في حياتهم.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.


 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وسلام على عباد الله الصالحين، وبعد:

ثم قال الله سبحانه: ﴿ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ﴾ أي: إن انتقام ربِك من الكفرة والظلمة لقوي عظيم.

﴿ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ﴾ أي: إن الله وحده يُبدئ جميع المخلوقات من العدم ثم بعد موتها يُعيدها بقدرته خلقًا جديدًا يوم القيامة كما قال تعالى: ﴿ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ [الروم:11].

﴿ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ﴾ أي: والله هو الغفور للتائبين، المحبُ عباده الصالحين، كما قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 4]، ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: 42]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].

﴿ﲬ ﲭ﴾ أي: اللهُ صاحب العرش، والعرش فوق السماء مستقر على ماء، كما قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ [هود: 7] أي: كان ولم يزل، ويوم القيامة يحمل عرش الله سبحانه ثمانية من الملائكة كما قال سبحانه: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: 17]، فالسماء الدنيا التي زيَّنها الله بالنجوم تُحيط بالأرض من جميع جوانبها، والسماءُ الثانيةُ تحيطُ بالسماء الأولى، وهكذا تُحيطُ كلُّ سماءٍ بالسماء التي دونها، والكرسيُّ فوقَ السماء السابعة، وفوقُه العرشُ العظيم، واللهُ مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله، والعرشُ أعظمُ المخلوقات، قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة: 129].  

﴿ ﲮ ﲯ﴾ من أسماء الله الحسنى أي: الواسعُ صفات الكمال سبحانه، فهو واسع في علمه وفي بصره وفي سمعه وفي رحمته وفي كرمه وفي قدرته وفي قوته وفي عزته وفي حكمته وفي عظمته وفي جميع صفاته، فكل اسم من أسماء الله سبحانه بالغٌ الغاية في الكمال.

﴿ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ﴾ أي: الله سبحانه فعَّال ما يشاء، لا يمنعه مانع من فعل ما يشاء، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة: 253]، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: 118، 119]، ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: 137]، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: 23].

ومن ذلك أن الله قد يسلط الكافرين على المؤمنين ابتلاء واختبارًا، ويمهل الكافرين والظالمين إلى الوقت الذي يشاء، كما قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ [مريم: 84]، وقال سبحانه: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ [الطارق: 17]، فمن حكمة الله ورحمته أنه يمهل الكافرين والظلمة عسى أن يتوبوا، فإن لم يتوبوا يتركهم في ضلالهم حيارى إلى أن يأتيهم العذاب في الدنيا أو يتركهم إلى آخر آجالهم وقد استكثروا من السيئات، واستحقوا أبلغ العقوبات، قال الله العزيز الجبار: ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [المؤمنون: 54 - 56]، وقال عز وجل: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178].

والله يفعل ما يشاء، ويُنزل عذابه على الكافرين والظالمين متى شاء، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227].

ثم قال سبحانه: ﴿ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ﴾ أي: هل سمعتَ - أيها الإنسانُ - خبرَ الجنودِ الذين بطش اللهُ بهم فأهلكهم بسبب كفرهم؟ فأهلك فرعون وقومه بالغرق، وأهلك ثمود بصيحةٍ واحدة.

﴿ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ﴾ أي: بل عادة الذين كفروا التكذيبُ بالحق، وليس لهم دليلٌ على ما هم عليه من الباطل، فهم يتبعون أهواءهم وشهواتهم.

﴿ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ﴾ أي: والله مطَّلعٌ على أعمال الكافرين، وسيجازيهم عليها متى شاء.

والمحيط من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي أحاطت قدرتُه بجميع خلقه، وأحاط بكل شيء علمًا.

﴿ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ﴾ أي: ليس القرآن شعرًا ولا سحرًا ولا كلام بشرٍ كما يزعم الكافرون، بل هو قرآنٌ مجيد عظيم القدر في ألفاظه ومعانيه، كريمٌ كاملُ الصفات، واسعُ المعاني والهدايات، كثير العلوم والبركات.

﴿ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ﴾ أي: القرآن الكريم مكتوبٌ في لوحٍ في السماء، وهذا اللوح محفوظ من التغيير، ومن وصول الشياطين إليه، فالقرآن سالمٌ من الزيادة والنقص، ومن التحريف والتبديل.

وفضل القرآن عظيم، وعظمته وبركته لا نهاية لها، فعلى المسلم أن يجتهد في تعلم القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا، وأن يحرص على تدبره واتباعه، فالقرآن أعظم ما علَّم الله عباده، وتلاوةُ القرآن واتباعُه تجارةٌ رابحةٌ لا خسران فيها، والقرآن خيرٌ مما يجمعون، و((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)).  

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وارزقنا تلاوته وتدبره والعمل به، اللهم اجعله حجة لنا لا علينا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم عليك بالكفرة والظالمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، انتقم منهم يا عزيز يا جبار، واكف المسلمين شرهم يا رحيم يا رحمن، فإنك على كل شيء قدير، وأنت فعال لما تريد، وأنت أحكم الحاكمين، وأنت علام الغيوب، سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

المشاهدات 49 | التعليقات 0