خطبة بعنوان ( وصايا رمضان + فضل الصدقة) مختصرة

سعيد الشهراني
1445/09/03 - 2024/03/13 15:54PM

الخطبة الأولى :

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

 أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الصَّائِمُونَ أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مِنْ رَبِّكُمُ الْكَرِيمُ, رَبِّكُمُ الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ، أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاعَتْ بُطُونُكُمْ وَظَمِئَتْ أَكْبَادُكُمْ طَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ وَامْتِثَالًا لِأَمْرِ اللهِ، فَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمْلًا.

عباد الله: شهر رمضان شهر الفوز بالجنان ؛ والنجاة من النيران ؛ في هذا الشهر لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة نسأل الله أن نكون منهم ..

أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بأربع وصايا لا تتركوها واجتهدوا فيها لتنالوا الفوز بالجنان :

الوصية الأولى: أوصيكم يا عباد الله أن تصوموا وتقوموا رمضان إيمانا وإحتسابا ؛ ومعنى إيمانا وإحتسابا ؟ أي يجب أن يكون للصيام تأثير إيجابي على المسلم ؛ بحيث يكون الأثر واضح عليك في لسانك ؛ و في عينك ؛ وفي أذنك ؛ وكذلك يكون للصيام أثر في حياتك ؛ ويكون للقران أثر في قلبك ؛ ويكون للصيام أثر في علاقاتك وصلة أرحامك ؛ هكذا يجب أن يكون التأثير لابد أن يؤثر فيك رمضان حتى تفوز بمغفرة الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه .

الوصية الثانية : فأوصيك أخي الحبيب أن لاتترك القيام أبدا ؛ احرص واجتهد وتقرب إلى الله بصلاة التراويح فإنها والله لدقائق معدودة والأجور فيها عظيمة استمع لما قاله حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة )) .. تخيلوا معي هذا الفضل العظيم قيام نصف ساعة مع الإمام تعادل أجر قيام ليلة كاملة ؛ فيا سعد من اغتنم هذه الليالي المعدودة ونال الفوز بالقبول ومغفرة الذنوب .

الوصية الثالثة : فأوصيكم أيها الأحبة بالقران ؛ لماذا أختص شهر رمضان من بين الشهور ؟ لأن القران أنزل فيه ؛ فعظم الله شهر رمضان بسبب نزول القران ؛ فعظم القران أنت في قلبك وحاول أن تختم كتاب الله عدة مرات .  واعلموا يا أمة القران أن كل حرف من كتاب الله بحسنة والحسنة تضاعف أضعاف مضاعفة ؛ فإحرصوا رحمكم الله على قراءة القران لتنالوا الأجور العظيمة .

الوصية الرابعة : أوصيكم بالدعاء في هذه الأيام المباركة احرصوا عليه دائما ؛ وخاصة قبل الإفطار بدقائق فتوجه للقبلة وارفع يديك واسأل الله من خيري الدنيا والأخرة ولاتنسى من له حق عليك واعلموا أن دعوة الصائم مستجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( ثلاثة لاترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ؛والإمام العادل ؛ ودعوة المظلوم )) رواه البيهقي .

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنها أياما معدودات ؛؛ فأغتنموا أيام رمضان قبل الفوات .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

الحَمْدُ للهِ الغَنِيِّ الجَوَادِ، الكَرِيمِ الوَهَّابِ؛ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

أَمَّا بَعْدُ: اتقوا الله تعالى وتعرَّضُوا لكرم ربِّكم بمكارمِ الأخلاقِ ولين اللسان، واستجلبوا نِعَمَ ربِّكم بالإنعامِ على ذوي الأرحامِ والجيران، فإنَّ اللهَ كريمٌ يُحبُّ الكرمَ وجَوادٌ يُحبُّ الجودَ وعفوٌّ يُحبُّ العفوَ والغُفران، وأكثروا من أنواع العبادات وخاصةً الصدقة، فإنها ظِلُّكم يوم القيامة تقيكُم حرَّ النيران، ولها تأثيرٌ عظيمٌ في دفعِ البلاءِ وثوابُها يتضاعفُ بحسب شَرَفِ الزمانِ والمكان، خصوصاً في شهرِ رمضان يقول الله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}  وكان النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ .

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وإِنَّ مِنَ الجِهَاتِ الحُكُومِيَّةِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي إِيصَال تَبَرُّعَاتِكِمْ وَزكَوَاتِكِمْ إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا (مِنَصَّةُ إِحْسَانَ) فَهِيَ جِهَةٌ مَوْثُوقَةٌ يَطْمَئِنُّ المتَصَدِّقُ إِلَى وَصُولِ إِحْسَانِهِ إِلَى مُسْتَحِقِّيهِ, فَنَحُثُّكُمْ عَلَى وَضْعِ تَبَرُّعُاتِكُمْ وِزَكَاةِ أَمْوَالِكُمْ فِي هَذِهِ المنَصَّةِ, تَقَبَّلَ اللهُ أَعْمَالَكُمْ وَخَلَفَ عَلَيكُمْ بِالبَرَكَةِ وَالأَجْرِ وِالفَوْزِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

 فاتقوا اللهَ عباد الله، وأعلموا أنَّكُم فِي أيامٍ شريفةٍ، وليالٍ نَفْيسةٍ، وأياماً معدودات ، قد شَرَّفَهَا اللهُ وفَضلهَا، وجَعَلَهَا مَوْسِمًا مِنْ مَواسِمِ الخِيرِ والإحسانِ، فاغتنمُوهَا، فكمْ للهِ مِنْ عَتِيقٍ مِنَ النارِ قدْ أوبَقَتهُ الخَطيئاتِ! وكمْ فائزٍ مِنْ ربِهِ بالرِضَا والغُفرَانِ! فأكثِرُوا مِنْ تِلاوةِ القُرآنِ، والصَّدقةِ، والإحسانِ، وكفِ الجَوَارِحِ عَنْ اللغوِ والآثامِ، وتَعرضُوا لنَفحاتِ رَبَكِم بالتيسيرِ على المُعْسِرِينَ، وتفريجِ كُربِ المكروبينَ، وأحسِنُوا فإنَّ اللهَ يُحبُ المُحسنينَ.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله ...

المرفقات

1710334770_خطبة بعنوان ( وصايا رمضانية فضل الصدقة).docx

المشاهدات 1734 | التعليقات 0