خطبة بعنوان ( الإنفلونزا الموسمية بين الوقاية والعدوى)

سعيد الشهراني
1446/03/29 - 2024/10/02 10:03AM

خطبة بعنوان ( الإنفلونزا الموسمية بين الوقاية والعدوى)

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ اللَّطيفِ الخبيرِ، العليِ القديرِ، يبتلي عبادهَ بالمصائبِ والأمراضِ، ليُخفِّفَ عنهم الذُّنوبَ والسيِّئاتِ، وأشهدُ أن لا الهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه فصلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعَهم إلى يومِ الدِّينِ.

أما بعدُ:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

أيُّها المؤمنونَ: في هذه الأيام ومع تقلب الأجواء وانتقالنا من فصل الصيف إلى الشتاء تنشط الإنفلونزا الموسمية فلا يخلو بيت إلا وقد أصيب أحدهم بهذا المرض .

عبادَ اللهِ: حفظُ النَّفسِ البشريةِ، وسلامتُها ممَّا يضرُّهَا من الأمراضِ أمرٌ يُفرِّط فيهِ بعضُ النَّاس، فمنهم مَنْ لا يُبالي بحفظِ صحتِه، ويُعرِّضُ نفسَه للضررِ لعدمِ التزامِه بالأوامرِ الربَّانيةِ والتوجيهاتِ النبويَّةِ، وعدمِ استجابتِه للتعليماتِ التي تضعُها الجهاتُ المختصةُ من أجلِ المحافظةِ عليه وأفرادِ أسرتِه، وهذا أمرٌ لا يسوغُ شرعًا ولا عقلاَ، فصحةُ الإنسانِ والمحافظةُ عليهَا واجبٌ من أهمّ الواجباتِ، ولا أدلَّ على ذلكَ من قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه الترمذي .

عباد الله: صحةُ البدنِ وعافيتُه نعمةٌ مِنَ اللهِ تعَالى، وهيَ تاجٌ على رؤوسِ الأصحاءِ، لا يشعرُ العبدُ بقيمتِهَا إلا إذا أبتُليَ بشيءٍ في جسدِه فتتأثرُ حياتُه، وتنقلبُ رأسًا على عقبٍ، وعندَ ذلكَ يُحرمُ العبدُ مما كانَ يتلذَّذُ به في صحتِه، وسائِر أمورِ حياتِه كلِّها، من طعامِه، وملبسِه، وركوبِه، وسفرِه، وغيرِ ذلك كثيرٌ.

ومَنْ نَظرَ لمن ابتُليَ ببعضِ الأمراضِ والعاهَاتِ المزمنةِ يرى ذلكَ حقيقةً ظاهرةً أمامَه، ويرى مدى المعاناةِ التي يَتعرَّضُ لهَا أصحابُها، وهذا اختبارٌ وابتلاءٌ مِنَ اللهِ جلَّ وعلا، وهو العليمُ بما يُصلحه في حالِ صحتِه وحالِ سقمِه، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :(نعمتانِ مغبونٌ فيهمَا كثيرٌ من النَّاسِ: الصحةُ والفراغُ )(رواه البخاري).

والاسلامُ وَضَعَ توجيهاتٍ وإرشاداتٍ من شأنِها المحافظةُ على النَّفسِ البشريةِ ليكونَ المجتمعُ بعيدًا عمَّا يضرُّه من الأمراضِ والأسقامِ التي تُضْعفُه، فإذا المسلمُ فَقَدَ صحتَه، عَجِزَ عن القيامِ بمَا أوجبَ اللهُ عليهِ من حقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادِه، والمسلمُ مطالبٌ بأنْ يدفعُ عن نفسِه الأذى وعن ما حوله من الأهل والمجتمع ما استطاعَ الى ذلكَ سبيلا.

أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ: {.. وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا}.

باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ كَمَا أَمَرَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَيْرِ الْبَشَرِ.

أما بعد فاتَّقوا اللهَ أيُّهَا المؤمنونَ: واعلمُوا أنِّ من الأسبابِ التي تقيْ العبدَ بإذنِ اللهِ منَ التعرّضِ للأذى والمرضِ، ما يلي:

أولا: أَنْ يحرصَ المرءُ على الجمعِ بينَ طهارةِ البدنِ وقوةِ الإيمانِ، وهوَ مطلبٌ شرعيٌ لقولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:(الطُّهورُ شطرُ الإيمانِ) رواه مسلم، وقولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إذَا عَطِسَ وَضَعَ يَدَهُ أو ثوبَه على فيهِ، وخَفَضَ أو غَضَّ بهَا صوتَه) رواه أبو داود.

ثانيا: المحافظةُ على الطعامِ والشرابِ، وصيانتُهما، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (غَطّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السقاءَ، وأغْلِقُوا البابَ، وأطْفِئُوا السراجَ) رواه مسلم.

ثالثا: مَنْعُ دخولِ المريضِ على الأصحاءِ إذَا كانَ مرضُه مُعْدِيًّا، لكونِه أمرًا محرمًا شرعاً، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:(لا يُورِدَنَّ مُمْرضٌ على مُصِحٌ) متفق عليه ، وكذلكَ تَجَنّبُ دخولِ الأصحاءِ على أصحابِ الأمراضِ المعْدِيةِ، لقولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ) رواه البخاري.

رابعا: أخْذُ الأدوية المناسبةِ التي تقيْ بإذنِ اللهِ منَ الإصابةِ ببعضِ الأمراضِ، فهذه الأدوية تساعد على حفظِ صحةِ الإنسانِ وعدمِ إصابتِه بأمراضٍ مُضرةٍ لهُ ولغيرهِ .

فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على صحتكم وصحة أهاليكم ومن حولكم ، وعليكم بالوقاية من الأمراض التي تضر أجسادكم ، واشكروا الله واسألوه من فضله بأن يمد بالعافية في أبدانكم .

هذا وصلُّوا وسلِّموا رحمكم الله على نبيكم محمد ....( الدعاء مرفق)

المرفقات

1727852712_خطبة بعنوان (الإنفلونزا الموسمية) مختصرة.docx

المشاهدات 2229 | التعليقات 0