خطبة بعنوان ( ابشر واحذر )

أبو وازع
1436/05/02 - 2015/02/21 19:22PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا من قرأ هذه الخطبة واستفاد منها أو نقدها


أبشر واحذر

الخطبة الأولى
1/5/1436
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد :
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون .
عباد الله : مما لا شك فيه أننا جميعا نعرف أهمية الصلاة وأنها هي الفارق بين المسلم والكافر كما أنها الفارق يبين الموحد من المشرك . لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن بين العبد والشرك أو الكفر ترك الصلاة )
وقد كثر الكلام على الصلاة حتى إن بعض الناس يملون وربما يقولون هذا إزعاج ( الصلاة الصلاة الصلاة ) ولكن أخي ما ذلك إلا لأهميتها التي لا يعرفها إلا من يتلذذ بها ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال رضي الله عنه (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) رواه أبو داود وصححه الألباني .
وقبل هذا دعونا نسأل سؤالا : أرأيتم لو أن رجلا يريد أن يملك الدنيا كلها بما فيها ، فيا ترى هل يتحقق هذا له في ساعة أو أقل أو في سنين طويلة جدا ؟ أو من باب أولى هل يستطيع .؟ الجواب السريع والأكيد أنه سيموت ولم يتحقق له هذا . ولو استطاع كم سيكون رصيده ، لا أحد من المخلوقين يستطيع عده .
ولكن أقول لك إن أي واحد منا يستطيع أن يحوز على أفضل من رصيد من يملك الدنيا ، فقط بصلاة ركعتين . وخطبتنا هذه بيان لهذه الركعتين التي يتساهل بها الكثير من الناس ويتغافلون عنها فيحرمون أنفسهم ما ستسمعونه من فضل لمن حافظ عليها . ثم بعدها نتكلم عن ركعتين هي أفضل من هذه الركعتين .
وقد يستغرب الكثير هذا الكلام ويقول بسيطة بس ركعتين ، هذه سهلة ممكن أصليها . والجواب : بل إن الكثير منا لا يلقي لهذه الركعتين بالا ، وربما يتحمل التعب في كل شيء ولا يتحمل التعب لهذه الركعتين . هذه الركعتين قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه النسائي من حديث عائشة رضي الله عنها .
وقد يظن البعض أنها صلاة الفجر ، والجواب : لا ، بل هي سنة الفجر ، وهنا الصدمة التي تضرب المتكاسلين عن آدائها ، أولئك الذين يقضون الليل في سهر ولهو ولعب ونشاط لا يعرف التعب حتى إذا اقترب الفجر فارقة إبليس اللعين وعندها أحس بالتعب وثقل الرأس من النوم فدخل معه الشيطان مرة أخرى وزاده تثاقلا فنام وترك سنة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها . وإذا ترك السنة ترك الفرض .
وهذه أخي السنة فقط "خير من الدنيا وما فيها "، فتخيل الدنيا كلها وما فيها من كنوز وأموال وأملاك وكل ما فيها ، هذه الركعتين خير من هذا كله . فتفكر كم مقدار ما يضيع عليك من الفضل والأجر والرصيد الكبير جدا . بسبب تفريطك بهذه السنة .
أما الركعتين التي بعدها فهي صلاة الفجر فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لا ستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في ، لأتوه العتمة والصبح ما ولو حبوا» .
فاسمع نختصر لك ما الذي لمن صلى الفجر في جماعة .
1ـ صلاة الفجر هي اختبار يومي لا ينجح فيه إلا القليل ممن يصف قدميه مع أقدام المصلين ، في بيوت الله ، والكثير نائم طريح الفراش . فهي دليل على البراءة من النفاق . لقوله صلى الله عليه وسلم ( أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر. ) رواه البخاري .
2ـ فأبشر يا مصلي الفجر في جماعة فأنت في ذمة الله ، فإذا دخلت المسجد لصلاة الفجر ورأيت قلة المصلين فاعلم أن الله اصطفاك من بين عباده فهنيئا لك هذا التوفيق ، قال صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم ) رواه مسلم وغيره . وقوله صلى الله عليه وسلم : "من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي . "رواه الطبراني في المعجم الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع . والمعني أنه في عهد الله وأمانه وحفظه.
3ـ وأبشر يا مصلي الفجر في جماعة فإنه يكتب لك أجر قيام ليلة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله . ) رواه مسلم .
4ـ وأبشر يا مصلي الفجر في جماعة بالنور التام يوم القيامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم، قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة». رواه أبو داود وصححه الألباني .
5ـ وأبشر يا مصلي الفجر في جماعة : بجنة فيها ما عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .( قال صلى الله عليه وسلم : من صلى البردين دخل الجنة .) متفق عليه .
فهنيئا لك يا من حافظ على صلاة الفجر فلم يوقظه دوام في مدرسة أو عمل أو جامعة أو سوق يبتاع فيه أو طارق يطرق بابه ، وإنما أيقظه حب ملك الملوك ، فأخلص له النية فتحركت جوارحه ملبية لندائه ، " الصلاة خير من النوم "، فأعانه واختصه لينال فضله .
فهنيئا لك : صلاة ركعتين أجرها أفضل من الدنيا وما فيها وصلاة فرض تدخل بها في أمان الله وحفظه ، وأجر كأجر قيام الليل كله وختام ذلك النور التام يوم القيامة . ثم الفوز بالجنة . ما أعظمها من نعمة . هذا ما تيسر وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
أخي في الله : إن مما حذرنا الله منه ترك الصلاة والتهاون بها فقال تعالى ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) وقوله تعالى ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) فالذي جعلهم يضيعون الصلاة ويسهون عنها هي الشهوات . وما أكثرها في هذا الزمن فحدث ولا حرج . فاحذر أخي أن تكون ممن يلقون في غي وهو واد في جهنم لو وضعت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره ، فقد رود في الأثر أن جنهم تتعوذ منه ، فتفكر هل تقوى على حره وأنت لا تستطيع احتمال حر نار الدنيا .
واعلم أخي أن صلاة الفجر لا يتثاقل عنها إلا المنافق كما سبق في الحديث ( إن أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر ) فهل ترضى لنفسك أن تكون مع المنافقين .
فأنقذ نفسك من أسر الشيطان وتحرر من قيوده ، فإن المعرض عن ذكر الله لا تكون حياته إلا نكدا وكدرا وضيقا وحسرة . (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) .
عباد الله صلوا وسلموا على نبي الرحمة محمد بن عبد الله .......................
المرفقات

661.doc

المشاهدات 2150 | التعليقات 0