خطبة بعنوان ( أبشركم ) مختصرة ..
سعيد الشهراني
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونَستعينُه ونَستغفرُه ونستهديه ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا ، ومنْ سيئاتِ أَعمالِنا، مَنْ يَهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنَ يُضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً ..
عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
أيها المسلمون: إن التبشير بالخير وبما يشرح الصدر ويبعث على الاطمئنان والتفاؤل منهج رباني ونهج نبوي، أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (فَبَشِّرْ عِبَادِ) وقال سبحانه ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) , بل إن الله أنزل هذا القرآن بشرى، ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) ، والتبشير بالخير وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأتابعه، فكان عليه الصلاة والسلام إذا بعث أحد من أصحابه في بعض أمره قال: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)
عباد الله : ومن هذا المنهج النبوي الشريف أُبشرُكم .. أنَّ من قال لا إله الله خالصا من قلبه دخل الجنة ، أبشركم .. أنه حق على الله من لقيه وهو محافظ على هذه الصلوات دخل الجنة ، أُبشرُكم.. أنَّ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الله الصمد لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفواً أحد) تعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ، ومَنْ أحبَّها دخلَّ الجنَّةَ؛ قالَ رجلٌ من الأنصارِ: يا رسولَ اللهِ! إنِّي أُحِبُّها. فقالَ: «حُبُّكَ إيَّاها أدخَلَكَ الجنةَ».
أُبشرُكم.. أنَّه «يُقالُ يومَ القيامةِ لقارئِ القرآنِ: اقرأْ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ تُرتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ منزِلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تَقرؤُها»، أُبشرُكم.. أنَّ مَنْ فرَغَ من الوَضوءِ وقالَ: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه؛ إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يَدخُلُ مِن أيِّها شاءَ».
أُبشرُكم.. أنَّ المُنادِي بالأذانِ يُغفَرُ له مَدُّ صَوتِه ويَشهدُ له كلُّ رَطبٍ ويابِسٍ، ومَنْ سمِعَ المُؤذِّنَ وقالَ مِثلَ قولِه كان لهُ كأَجرِه، «وإذا قالَ المُؤذِّنُ: أَشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، فقالَ مَنْ سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلامِ دِينًا؛ غُفِرَ له ذَنبُه»، أُبشرُكم.. أنَّ خُطواتِ الماشِي إلى الصَّلاةِ إحدَاهُما تحُطُّ خطيئةً، والأُخرى ترفَعُ درجةً! وأنَّ مَنْ غَدَا إلى المسجدِ أو راحَ أعدَّ اللهُ له في الجنَّةِ نُزُلاً كلَّما غدَا أو راحَ!
أُبشرُكم.. أن «مَنْ قرأَ آيةَ الكُرسي عقِبَ كلِّ صلاةٍ لم يمنَعْهُ من دَخول الجَنةِ إلا أنْ يموتَ»، أُبشرُكم.. أنَّ ركعتينِ قبلَ الفَجرِ خَيرٌ من الدُّنيا وما فيها! .. وأنَّ مَنْ صلَّى اثنتَيْ عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ من غير الفريضة بنَى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ.
أُبشرُكم.. أنَّ (الحمدُ لله) تَملأُ المِيزانَ، ومَنْ قالَ: (سبحانَ اللهِ العَظيمِ وبِحَمدِه)؛ غُرِسَتْ له نَخلةٌ في الجَنةِ. .. وأنَّ (سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِه، سُبحانَ اللهِ العَظيمِ) خَفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في المِيزانِ، حَبيبتانِ إلى الرَّحمنِ. أُبشرُكم.. أنَّ قول ( لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ) كنزٌ من كُنوزِ الجَنةِ، (وسُبحانَ اللهِ، والحَمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أَكبرُ) أَحبُّ الكَلامِ إلى اللهِ. فسبحانك ربنا ما أعظمك وما أكرمك . فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله وليِّ الصالحين، وأشهد ألا إله إلا الله الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الخلق أجمعين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:
عباد الله : لا عَجبَ مِنْ هَذهِ الفَضائلِ العَظيمةِ المتَرتبِ عليْها أعمالٌ يَسيرةٌ ومن البشائر:
أُبشرُكم..أنَّه ما مِنْ مُسلِمَينِ يلتقِيَانِ فيَتصافَحَانِ إلا غُفِرَ لهما!..و«إذا عادَ المُسلمُ أخاهُ المُسلمَ لم يزَلْ في خُرْفَةِ الجنَّةِ أيْ جَنَاها» وأنَّ الكلمةَ الطَّيبةَ صَدقةٌ! ، أُبشرُكم.. أنَّ إصلاحَ ذاتِ البَيْنِ مِن الرَّحِمِ وغَيرِها أفضلُ من دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ.
أُبشرُكم.. أنَّ مَنْ شهِدَ جَنازةً حتى يُصلَّى عليْها فلَه قِيراطٌ. والقِيراطُ مِثلُ جَبلِ أُحُدٍ، ومَنْ شهِدَها حتَّى تُدفَنَ فلَه قِيراطانِ.
أُبشرُكم.. أنَّ مَنْ بنَى للهِ مَسجِدًا بَنى اللهُ لهُ بيتًا في الجَنةِ، ومَنْ كفَلَ يتيمًا كانَ مَعَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في الجَنةِ، «والسَّاعِي على الأرملَةِ والمِسكينِ كالقَائمِ الذي لا يَفتُر، وكالصَّائمِ الذي لا يُفطِرُ».
أُبشرُكم.. أنَّ مَنْ جَلَسَ في مَجلسٍ كثُرَ فيه لَغَطُهُ، فقالَ قَبلَ أنْ يَقومَ مِن مَجلسِهِ ذلك: سُبحانَكَ اللهمَّ وبِحَمدِك، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أَستغفِرُك وأتوبُ إليكَ؛ إلا غُفِرَ له ما كانَ في مَجلِسِه ذلك.
أُبشرُكم.. أنَّ في آخرِ كلِّ ليلةٍ يَنزِلُ ربُّنا إلى السِّماءِ الدُّنيا، فيَقولُ: مَنْ يَدعُوني فأَستجيبَ له، ومَنْ يَسألُني فأُعطِيَه، مَنْ يَستغفِرُني فأغفِرَ له».
أُبشرُكم.. أنَّ الَجنةَ تَحتَ أَقدامِ الأُمَّهاتِ، وأنَّ مَنْ عَالَ جَاريتينِ فأَحسنَ إليهنَّ كُنَّ له حِجاباً من النَّارِ، ومَنْ مَاتَ وَلدُه فصَبرَ واحتَسبَه عِندَ اللهِ بَنى اللهُ له بَيتَ الحَمْدِ في الجنَّةِ، ومَنْ أَخذَ اللهُ حَبيْبتَيه –أيْ عَينَيْه- فصَبرَ عوّضَهُ اللهُ منْهما الجنَّةَ. فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من هذه الأعمال اليسيرة وأبشروا فإن الله لايضيع أجر المحسنين.
وختاماً أُبشرُكم.. أنَّ مَنْ صلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلَّى اللهُ عليْه بها عَشْرًا ، فأكثروا من الصلاة والسلام عليه فـ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ...)
المرفقات
1706701006_خطبة بعنوان ( أبشركم ) شاملة ومختصرة.docx