خطبة : بدع القبور
أبو عبد الله 2
1437/03/14 - 2015/12/25 06:57AM
الحمد لله سلك بأهل الإِستقامة سبيل السلامة، أحمده - سبحانه - وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.؟
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فتقواه وهداه سبب لخيره ورضاه وبره ونيل عطاياه.
معاشر المسلمين:
جاءت الشريعة بحماية التوحيد من جميع جوانبه، وصانت وسدت كل طريق يوصّل للشرك والتنديد.
ومن الأبواب العظيمة والمداخل الشركية الوخيمة والأمور البدعية الذميمة الموصلة للشرك والذريعة "مايتعلق بالقبور وزيارتها"، والتردد عليها وانتيابها، والذهاب إليها وتعظيمها.
القبور -أيها المسلمون- الناس فيها بين طرفي نقيض، فطرف جعلها محلاً لعبادة غير الله، فدعا أربابها، وسأل أصحابها، واستغاث بهم، ومنهم من ابتدع فيها ما أنزل الله به من سلطان، ومنهم من تحرى العبادة عندها، فعبَد الله عند القبور.
والطرف الثاني ممن أهملها وأهانها، ووطئ أصحابها، فلا احترام ولا صيانة ولا محافظة ولا عناية، فالشريعة جاءت بذم الطرفين والفعلين، وبقي الطرف الوسط، فلا إفراط ولا تفريط ،الا وهو زيارتها واحترامها بحدودها الشرعية.
ومن ثم جاءت في شريعتنا جملة من المنهيات في القبور وألوانا من البدع والشرور في القبور والمقابر لكل مشيع وزائر، وهذا كله حماية لجناب التوحيد وصونا له عن أي شائبة توصل صاحبه إلى الشرك والعياذ بالله:
فمن المنهيات: بناء المساجد على القبور أو بناء القبور على المساجد، وهذا جاء فيه النهي الشديد
ففي الصحيحين "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وقال: "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك".
ومن صور اتخاذ القبور مساجد أن يبنى المسجد على قبر أو مقام نبي أو صالح أو ولي.
ومن صوره أن يُبنَى المسجد لله، ثم يدفن ويوضع فيه رجل صالح أو ولي أو عالم، هذا وسواء وضع في أول المسجد أو آخره أو فوقه أو تحته أو في جنباته أو فنائه.كل ذلك محرم
ولا يجوز الصلاة لله في المساجد التي وُضع فيها قبور؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، أي: مواضع للصلاة والعبادة.
وما بُنِي أخيرًا يُهدَم أولاً.
فعلى هذا لا يجوز بناء المساجد على القبور ولا القبور على المساجد، فهذا من أعظم الوسائل للشرك الأكبر والأصغر، والبدع المحدثات، والقول المنكر وهو من أعظم فتن هذا العصر.
ومن منهيات الأمور حول المقابر والقبور: البناء على القبور بأيّ نوع من البناء أو الأبنية سواء بالرخام أو الأسمنت أو وضع محيط بالقبر كغرفة أو التدوير حولها ببناء اوقباب؛ لما في مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته"، وفي رواية "صورة إلا طمستها"، "ولا قبرًا مشرفًا إلا سوّيته" أي: سويته بالأرض؛ لأن رفعه وإظهاره مدعاة إلى تعظيمه وإشهاره وعبادته ودعاءه؛ لكن يُرفَع القبر ليتوقى ويُصان، ويحفظ ولا يُهان
ومن ذلكم أيضا: تجصيص القبور وزخرفتها، وتزيينها، ووضع الورود عليها، فقد صح الخبر عن سيد البشر أنه نهى عن أن يجصص القبر، ومن الجص تنويرها بالنورة والأسمنت، فهو وسيلة كبيرة إلى دعائها والاستغاثة بها، والطواف بها.
ومن المنهيات: فعل الصلوات، فالصلاة لله عند القبور وتحري قبول ذلك بينها مدعاة للتعظيم والشرك بالرب الكريم ففي مسلم "لا تصلوا إلى القبور".
وسواء كانت الصلاة نافلة أو فريضة، وثم تنبيه من تفوته الصلاة في المساجد أو تفوته الصلاة عليها، فيأتي المقبرة ويقضي صلاته، ومثله من يصلي الرواتب في المقابر، فهذا كله لايجوز إلا من فاتته الصلاة على الجنازة فإنه يجوز أن يصلي عليها في المقبرة قبل الدفن وهو الأولى او بعد الدفن لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على القبر"
وسادس المنهيات –يامعاشر المسلمين-: الذبح عند القبور، وأما الذبح لأصحابها فهو شرك أكبر، فالذبح عبادة، فإن ذبح لله عند القبر فبدعة محدثة ضلالة، وإن ذبح للقبر فشرك أكبر وخسارة.(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لاشرسك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين)
وكذا في أي عبادةكالدعاء والطواف والنذر إن كان يفعلها لله عند صاحب القبر فهذه بدعة منكرة أما ان كان يفعلها لصاحب القبر وتقربا له فهذ شرك أكبر لأنه صرف نوعا من انواع العبادة لغير الله.
ومن المنهيات زيارة القبور للنساء، واتباعها للجنائز إلى المقابر أو في المقابر، ولقد "لعن الرسول زوارات القبور"، كما في السنن. وفي الصحيحين تقول أم عطية: "نُهينا عن اتباع الجنائز"، ولذلك لما في المرأة من الضعف وقوة العاطفة وكثرة البكاء والنياحة.
ومن منهيات القبور: شدّ الرحال لزيارتها، وهذا من أعظم الفتن والشرور والمحن.
وفي صحيح الأخبار: "لا تُشد الرحال إلا ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" بارك الله لي ولكم...
.الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله:
عباد الله: ومن منهيات القبور: إسراجها وتنويرها ووضع الكهرباء الثابت فيها، فإضاءتها بالأنوار الكهربائية وإسراجها داخل أسوارها الحيطانية سواء بأنوار أو شموع، فكل ذلك محدَث ممنوع، ففي الحديث عن ابن عباس - - قال: «لعن رسول الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج» [رواه أهل السنن].
ومن ذلك: التبرك بالقبور، وطلب البركة من المقبور، والعكوف عليها، والحضور رجاء البركة والمنفعة، وربما جلب أولاده وأهله لبركة السيد والولي والمقبرة، وهذا منكر وزور، وطلب النفع ودفع الشرور من دون الله شرك بالرب الغفور.
ومن المنهيات: الجلوس والوطء على القبور، وفي الصحيح: "لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها"، ومنه إهانتها بوطئها والقعود عليها، وفي مسلم "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر".
ومن سد الذرائع وحفظ التوحيد من الشنائع: عدم الكتابة على المقابر والقبور، سواء كتابة أو رموز أو نت الكتابة على الصخور بكنية أو اسم أو وسم مذكور أو تاريخ وفاة أو آيات من الكتاب المسطور، أو وضع لوحات بين القبور.
معاشر المسلمين: قد انتشر في الايام الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي صورةً لقبر نبت فيه عشب وادى ذلك كثرة إلى زوار القبر ظنا منهم أن هذه كرامة لصاحب القبر وهذا من الجهل وقد سئلت اللجنة الدائمة للافتاء هل نبات الشجر يدل على فضل الميت فأجابت: لا أصل لهذا ، وليس للنبات شيء معين ، ولا يدل على صلاح ولا فساد ، بل هذا من أسباب طبيعة الأرض التي جعل الله فيها ما جعل ، من أصول النبات ، وجذور النبات)
(وقال الشيخ بن باز (ليس نبات الشجر والحشيش دليلاً على صلاح أصحابها، بل ذلك ظن باطل ،والشجر ينبت على قبور الصالحين والطالحين ولايختص بالصالحين ،فينبغي عدم الاغترار بقول من يزعم خلاف ذلك من المنحرفين وأصحاب العقائد الباطلة، والله المستعان)
فاحذروا وانتبهوا ممن ابتلي في بعض الأمصار ما يقع في المقابر من الفتن الصغار والكبار، فالقصد من التنبيهات العلم بما يقع عند القبور والمقامات، والتذكير والتعليم بهذه المنهيات، ومن باب عرفت الشر لا للشر، لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر يقع فيه.
هذا وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين، اللَّهُمَّ أحفظ بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بالنصر والتمكين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق ،
عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فتقواه وهداه سبب لخيره ورضاه وبره ونيل عطاياه.
معاشر المسلمين:
جاءت الشريعة بحماية التوحيد من جميع جوانبه، وصانت وسدت كل طريق يوصّل للشرك والتنديد.
ومن الأبواب العظيمة والمداخل الشركية الوخيمة والأمور البدعية الذميمة الموصلة للشرك والذريعة "مايتعلق بالقبور وزيارتها"، والتردد عليها وانتيابها، والذهاب إليها وتعظيمها.
القبور -أيها المسلمون- الناس فيها بين طرفي نقيض، فطرف جعلها محلاً لعبادة غير الله، فدعا أربابها، وسأل أصحابها، واستغاث بهم، ومنهم من ابتدع فيها ما أنزل الله به من سلطان، ومنهم من تحرى العبادة عندها، فعبَد الله عند القبور.
والطرف الثاني ممن أهملها وأهانها، ووطئ أصحابها، فلا احترام ولا صيانة ولا محافظة ولا عناية، فالشريعة جاءت بذم الطرفين والفعلين، وبقي الطرف الوسط، فلا إفراط ولا تفريط ،الا وهو زيارتها واحترامها بحدودها الشرعية.
ومن ثم جاءت في شريعتنا جملة من المنهيات في القبور وألوانا من البدع والشرور في القبور والمقابر لكل مشيع وزائر، وهذا كله حماية لجناب التوحيد وصونا له عن أي شائبة توصل صاحبه إلى الشرك والعياذ بالله:
فمن المنهيات: بناء المساجد على القبور أو بناء القبور على المساجد، وهذا جاء فيه النهي الشديد
ففي الصحيحين "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وقال: "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك".
ومن صور اتخاذ القبور مساجد أن يبنى المسجد على قبر أو مقام نبي أو صالح أو ولي.
ومن صوره أن يُبنَى المسجد لله، ثم يدفن ويوضع فيه رجل صالح أو ولي أو عالم، هذا وسواء وضع في أول المسجد أو آخره أو فوقه أو تحته أو في جنباته أو فنائه.كل ذلك محرم
ولا يجوز الصلاة لله في المساجد التي وُضع فيها قبور؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، أي: مواضع للصلاة والعبادة.
وما بُنِي أخيرًا يُهدَم أولاً.
فعلى هذا لا يجوز بناء المساجد على القبور ولا القبور على المساجد، فهذا من أعظم الوسائل للشرك الأكبر والأصغر، والبدع المحدثات، والقول المنكر وهو من أعظم فتن هذا العصر.
ومن منهيات الأمور حول المقابر والقبور: البناء على القبور بأيّ نوع من البناء أو الأبنية سواء بالرخام أو الأسمنت أو وضع محيط بالقبر كغرفة أو التدوير حولها ببناء اوقباب؛ لما في مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته"، وفي رواية "صورة إلا طمستها"، "ولا قبرًا مشرفًا إلا سوّيته" أي: سويته بالأرض؛ لأن رفعه وإظهاره مدعاة إلى تعظيمه وإشهاره وعبادته ودعاءه؛ لكن يُرفَع القبر ليتوقى ويُصان، ويحفظ ولا يُهان
ومن ذلكم أيضا: تجصيص القبور وزخرفتها، وتزيينها، ووضع الورود عليها، فقد صح الخبر عن سيد البشر أنه نهى عن أن يجصص القبر، ومن الجص تنويرها بالنورة والأسمنت، فهو وسيلة كبيرة إلى دعائها والاستغاثة بها، والطواف بها.
ومن المنهيات: فعل الصلوات، فالصلاة لله عند القبور وتحري قبول ذلك بينها مدعاة للتعظيم والشرك بالرب الكريم ففي مسلم "لا تصلوا إلى القبور".
وسواء كانت الصلاة نافلة أو فريضة، وثم تنبيه من تفوته الصلاة في المساجد أو تفوته الصلاة عليها، فيأتي المقبرة ويقضي صلاته، ومثله من يصلي الرواتب في المقابر، فهذا كله لايجوز إلا من فاتته الصلاة على الجنازة فإنه يجوز أن يصلي عليها في المقبرة قبل الدفن وهو الأولى او بعد الدفن لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على القبر"
وسادس المنهيات –يامعاشر المسلمين-: الذبح عند القبور، وأما الذبح لأصحابها فهو شرك أكبر، فالذبح عبادة، فإن ذبح لله عند القبر فبدعة محدثة ضلالة، وإن ذبح للقبر فشرك أكبر وخسارة.(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لاشرسك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين)
وكذا في أي عبادةكالدعاء والطواف والنذر إن كان يفعلها لله عند صاحب القبر فهذه بدعة منكرة أما ان كان يفعلها لصاحب القبر وتقربا له فهذ شرك أكبر لأنه صرف نوعا من انواع العبادة لغير الله.
ومن المنهيات زيارة القبور للنساء، واتباعها للجنائز إلى المقابر أو في المقابر، ولقد "لعن الرسول زوارات القبور"، كما في السنن. وفي الصحيحين تقول أم عطية: "نُهينا عن اتباع الجنائز"، ولذلك لما في المرأة من الضعف وقوة العاطفة وكثرة البكاء والنياحة.
ومن منهيات القبور: شدّ الرحال لزيارتها، وهذا من أعظم الفتن والشرور والمحن.
وفي صحيح الأخبار: "لا تُشد الرحال إلا ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" بارك الله لي ولكم...
.الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله:
عباد الله: ومن منهيات القبور: إسراجها وتنويرها ووضع الكهرباء الثابت فيها، فإضاءتها بالأنوار الكهربائية وإسراجها داخل أسوارها الحيطانية سواء بأنوار أو شموع، فكل ذلك محدَث ممنوع، ففي الحديث عن ابن عباس - - قال: «لعن رسول الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج» [رواه أهل السنن].
ومن ذلك: التبرك بالقبور، وطلب البركة من المقبور، والعكوف عليها، والحضور رجاء البركة والمنفعة، وربما جلب أولاده وأهله لبركة السيد والولي والمقبرة، وهذا منكر وزور، وطلب النفع ودفع الشرور من دون الله شرك بالرب الغفور.
ومن المنهيات: الجلوس والوطء على القبور، وفي الصحيح: "لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها"، ومنه إهانتها بوطئها والقعود عليها، وفي مسلم "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر".
ومن سد الذرائع وحفظ التوحيد من الشنائع: عدم الكتابة على المقابر والقبور، سواء كتابة أو رموز أو نت الكتابة على الصخور بكنية أو اسم أو وسم مذكور أو تاريخ وفاة أو آيات من الكتاب المسطور، أو وضع لوحات بين القبور.
معاشر المسلمين: قد انتشر في الايام الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي صورةً لقبر نبت فيه عشب وادى ذلك كثرة إلى زوار القبر ظنا منهم أن هذه كرامة لصاحب القبر وهذا من الجهل وقد سئلت اللجنة الدائمة للافتاء هل نبات الشجر يدل على فضل الميت فأجابت: لا أصل لهذا ، وليس للنبات شيء معين ، ولا يدل على صلاح ولا فساد ، بل هذا من أسباب طبيعة الأرض التي جعل الله فيها ما جعل ، من أصول النبات ، وجذور النبات)
(وقال الشيخ بن باز (ليس نبات الشجر والحشيش دليلاً على صلاح أصحابها، بل ذلك ظن باطل ،والشجر ينبت على قبور الصالحين والطالحين ولايختص بالصالحين ،فينبغي عدم الاغترار بقول من يزعم خلاف ذلك من المنحرفين وأصحاب العقائد الباطلة، والله المستعان)
فاحذروا وانتبهوا ممن ابتلي في بعض الأمصار ما يقع في المقابر من الفتن الصغار والكبار، فالقصد من التنبيهات العلم بما يقع عند القبور والمقامات، والتذكير والتعليم بهذه المنهيات، ومن باب عرفت الشر لا للشر، لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر يقع فيه.
هذا وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين، اللَّهُمَّ أحفظ بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بالنصر والتمكين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق ،
عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،