خطبة العيد 1446 هـ ( حلاوة الإيمان)

خالد الشايع
1446/09/29 - 2025/03/29 19:01PM

إن الحمد لله (خطبة الحاجة )

أما بعد فيا أيها الناس :

الله أكبر ( تسع تكبيرات )

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

أيها الصائمون القائمون : هنيئا لكم العيد ، فالعيد لكم أنتم أيها المسلمون لا لغيركم ، إذا قيل لكم تقبل الله ، عرفتم معنى هذه الدعوة ، ذهب التعب وثبت الأجر ، وبقية لذته ، أثمر صبركم ، لو كشف لكم ما كتب الله لكم من الأجور لخشي عليكم من الموت من الفرح .

عباد الله : أكثروا من الشكر والحمد لله ، فلولاه ما عملتم شيئا ، ولا قمتم بركعة ، بل لولاه ما صرتم مؤمنين ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان )

وقالها المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( أفلا أكون عبدا شكورا )

فالحمد والشكر من أجل أعمال العبادة ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور )

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

معاشر المسلمين : اليوم هو عيد المسلمين ، يوم واحد فقط ، وعيد ثاني هو أربعة أيام وهو عيد الأضحى ، ليس للمسلمين عيد سواهما ، يحتفلون فيهما بنهاية موسم من مواسم الخير ، يحتفلون بالتمام ، وتفاؤلا بالقبول ، فلنفرح فيهما فهو خير مما يجمعون من حطام الدنيا .

عباد الله : نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان , نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها وأحس بها وعاش معها , ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها .

وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق , فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق, قال تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) هذه الحلاوة تذوقها الكثير منا ولله الحمد في شهر رمضان ، في الصلاة والصوم والصدقة وتلاوة القرآن والذكر وسائر العبادات ، وهذه الحلاوة لا توجد إلا مع الطاعة فقط ، يقول ابن تيمية رحمه الله : ( فإن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره، إذ ليس في القلب السليم أحلى ولا أطيب ولا ألذ ولا أسر ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له وإخلاص الدين له) .

وحلاوة الإيمان لا يحسها ولا يعايشها أي أحد , كما أنها لا تباع ولا تستجدى , يقول أحدهم من شدة سروره بتلك النعمة : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه – يعني من النعيم – لجالدونا عليه بالسيوف.
وقال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل: وما أطيب ما فيها؟
قال: محبَّة الله تعالى ومعرفته وذكره .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
وقال أيضاً : ليس للقلوب سرور ولا لذَّة تامة إلا في محبة الله والتقرُّب إليه بما يحبه، ولا يمكن محبَّته إلا بالإعراض عن كلِّ محبوبٍ سواه .

فهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول فارس الإسلام وليث المَشَاهد -رضي الله عنه- يقول -حين ذاق طعم الإيمان وخالط بشاشة قلبه-: والله ما ليلة تهدى إليَّ فيها عروس، أنا لها محب، أبشَّر فيها بغلام، بأحب من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد، في سرية في المهاجرين أنتظر فيها الصبح لأغير على أعداء الله .
حتى إذا ما حلَّت به السكرات، قال: لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي أن أموت إلا على فراشي، ولا والله -الذي لا إله إلا هو- ما عملوا شيئًا أرجى عندي بعد التوحيد في ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على أعداء الله . لقد شهدت كذا وكذا مشهدًا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أو رمية سهم، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، لا نامت أعين الجبناء.

معاشر المؤمنين : هذه اللذة وتلك الحلاوة تتفاوت من شخص إلى شخص حسب قوة الإيمان وضعفه، وتحصل هذه اللذة بحصول أسبابها، وتزول بزوال أسبابها، ويجدر بالمسلم أن يسعى جاهدًا إلى تحصيلها لينعم بالحياة السعيدة , ومن الأسباب المعينة على تحصيل حلاوة الإيمان ولذة العبادة والطاعة والإحسان :مجاهدة النفس ، الصلاة والإكثار من النوافل ، الصلاة والإكثار من النوافل ، الإحسان إلى الناس .

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها الناس : يقول سبحانه ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )

لقد تذوقنا حلاوة الطاعة في رمضان ، وإنها لفي السنة كلها لمن داوم على الطاعة وأخلص لربه ، فلنلزم طاعة الله ، تلك الطاعة التي اطرنا أنفسنا عليها في رمضان ، لنستمر عليها في سائر أيامنا ، نسعد بالطمأنينة ونتذوق اللذة الحقيقية للعبادة .

اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، والدعاء ، وثبتنا على طاعتك يارب العالمين .

الحمد لله رب العالمين ، ....

أما بعد فيا أيها الناس :

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

تعاهدوا أنفسكم ومن تحت أيديكم بلزوم الطاعة واجتناب المعصية ، بالمحافظة على الفرائض والاستكثار من النوافل ، والهرب عن منغصات الحياة الحقيقية ألا وهي المعاصي والملاهي ، فكل راع مسؤول عن رعيته ، واستعدوا لما هو قادم ، استعدوا لما لابد منه لكل مخلوق ، الموت ، والرحلة للدار الآخرة ، أحسن الله ختامنا جميعا

اللهم فرج هم المهمومين ....

المرفقات

1743264064_خطبة العيد 1446 هـ - حلاوة الإيمان.docx

1743264065_خطبة العيد 1446 هـ - حلاوة الإيمان.pdf

المشاهدات 782 | التعليقات 0