خطبة العيد ( حاجتناإلى التفاؤل )

صالح العويد
1433/09/30 - 2012/08/18 19:52PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسألأ الله لي ولكم القبول

هذه خطبة سأرتبهابإذن الله

وأضعهاأسأل الله الإعانة لإنهائها

سأضع الآن أغلب مضمونهالمن هو في

عجلة من أمره

وفقني الله وإياكم لكل خير
المشاهدات 6204 | التعليقات 5

أيهُّا المسلمونَ:
لَقدْ جعلَ اللهُ - تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ ، لا تستقيمُ لأَحدٍ علَى حالٍ ، ولا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، بسطٌ وقبض، سراء وضراء، قال الله تعالى: وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وفي الحياة مصائب ومحن وابتلاءات، قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ: أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ

وإننافي هذاالزمان نعيش أحداثا وشدائدُ وأحوالا قد تورث المرءَ لونا من اليأس والقنوط الذي هو قاتلٌ للرجال ومثبِّط للعزائم ومحطّم للآمال ومزلزل للشعور. أحبتي الأكارم : وليس أنجع في ساعة اليأس والشدائد من الادراع بالتفاؤل واستصحاب الأمل والاستبشار ، التفاؤل والأمل ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، وينطلقون به في حياتهم، به يسكنون القمم، ويترفعون على الجيف والرمم، فهو نورٌ في وقت شدة الظلمات، ومخرج عند اشتداد الأزمات، ,تنفسٌ وقت الكربات، به تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات
وذلك هو هدي النبي المختار عليه صلوات الله وسلامه فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويعجبني الفأل " قالوا : وما الفأل يا رسول الله ؟ قال : " الكلمة الطيبة " أخرجه الشيخان .
وقد ترجم ذلك صلى الله
عليه وسلم واقعا محسوسا فالمتأمّل في سيرة النبي يجد تأكيده الأكيد والحرص الشديد على التبشير في موضع الخوف وبسط الأمل في موضع اليأس والقنوط؛ حتى لا تُصاب النفوس بالإحباط حيث تدرع بالتفاؤل في أخطر المواقف والظروف وأحلك الأزمات فقد مكَثَ عليه الصلاة والسلام في مكةَ ، ثلاثةَ عشرَ عامًا يدعوُ إلى الإسلامِ ، جابَهَ طواغيتُ الشِّرْكِ وعُبَّادُ الأوثانِ دعوتَهُ بالاستهزاءِ ، وآياتِ ربِّهِ بالسُّخْريةِ والعِداءِ، وأصحابَهُ بالأذَى والضرَّاءِ، غَيْرَ أنَّه لَمْ يَضْعُفْ عَنْ مبدَئِهِ ولَمْ يستَكِنْ، ولَمْ يَنْطَفِِىءْ في صدرِهِ أملُ الغلَبَةِ والظَّفَرِ . وقال صلى الله عليه وسلم متفائلا مبشرا رغم الخطب الفادح والكرب القادح (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ) أخرجه الإمام أحمد الحاكم بسند صحيح . وقال خباب بن الأرتّ رضي الله عنه: أتيت النبي وهو متوسّد بردَه، وهو في ظلّ الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدّة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا؟! فقعد وهو محمرّ وجهُه فقال: ((لقد كان من قبلكم ليمشَط بمِشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشَقّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليُتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه)) رواه البخاري. ويبشّر الرسول عديّ بن حاتم بمستقبل عظيم لهذا الدين فيقول: ((لعلّك ـ يا عديّ ـ إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكنّ المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلّك إنما يمنعك من الدخول فيه ما ترى من كثرة عدوّهم وقلّة عددهم، فوالله ليوشكنّ أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من الدخول أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم، وايمُ الله ليوشكنّ أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم))، قال عديّ: فأسلمت.ومن قلب رحِمِ الفتنة ينطلق الصوت الكريم بالتفاؤل، يقول رسول الله : ((والذي نفسي بيده، ليفرّجنّ الله عنكم ما ترون من شدّة، وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنًا، وأن يدفع الله إليّ مفاتيح الكعبة، وليهلكنّ الله كسرى وقيصر، ولتُنفقُنّ كنوزهما في سبيل الله)).
هكذا يكون الرجال بالإيمان، يحوّلون الألم إلى أمل، والتشاؤم إلى تفاؤل، والضيقَ إلى سعة، والمحنة إلى منحة، فتتقدّم الحياة وتنمو ويستمرّ عطاؤها.فالمسلم المتفائل لا يسمح لمسالك اليأس أن تتسلّل إلى نفسه أو تعشّش في زوايا قلبه، قال تعالى: إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ومع ترادفِ صنوف البلاء على يوسف عليه السلام ثبت ولم يقنط ولم ييأس، فجاءه نصر الله وجعله على خزائن الأرض. ونبيُّ اللهِ يعقوبُ - عليهِ السلامُ- فَقَدَ ابنَهُ يوسفَ - عليهِ السلامُ- ثُمَّ أخاه، ولكنَّه لم يتسرَّبْ إلى قلبِهِ اليأسُ ولا سَرَى في عُروقِهِ القُنوطُ، بَلْ أمَّلََ ورَجا وقالَ: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً وما أجَملَهُ مِنْ أَمَلٍ تُعَزِّزُهُ الثِّقَةُ باللهِ حينَ قالَ: يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
عبادالله لقدغمر التفاؤل حياة النبي ، ورسّخه مبدأً ساميًا، وربّى عليه الأوائل الأفذاذ. نزل في علوّ المدينة في حيّ يقال لهم بنو عمرو بن عوف كما في البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهذا تفاؤل له ولدينه بالعلو. رأى راعيًا لإبل فقال: ((لمن هذه؟)) فقال: لرجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: ((سلمتَ إن شاء الله)). بدّل اسم امرأة تدعى: عاصية إلى جميلة، واسم رجل يدعى: أصرم إلى زرعة. وفي الحديبية جاء سهل يفاوض النبي عن قريش، فتفاءل رسول الله وقال: ((سهلٌ إن شاء الله)).
ولقدقال عليه الصلاة والسلام كلمة ماأروعهامن كلمة نخوض بهافي خضم شدائدناوجميع أحوالناوأحداثنا
"تفاءلوا بالخير تجدوه" فالتفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء والتقدّم والعمل والنجاح، وكما قال ربنا تبارك وتعالى: إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا وفي الحديث القدسي:( أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء فالله جل وعلا يحب المتفائلين الذين إذا رأوا الشمس أعجبوا بنورها قبل أن يضيقوا بحرها، وإذا رأوا البحر أعجبوا بجماله قبل أن يضيقوا بملوحته، فلا تستبطئ الرزق، ولا تستعجل النجاة، ولا تقلق على حال الأمة ففي كلّ محنة منحةً، ولا تخلو مصيبة من غنيمة، تقول أمّ السائب: الحمّى لا بارك الله فيها، فينهاها النبي : ((لا تسبّي الحمّى))؛ فلها فوائد: تهذّب النفس وتغفر الذنوب، تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد، قال : ((ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كُتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة)) رواه مسلم. ففي معترك المصائب أوقِد جذوةَ التفاؤل، وعِش في أمل وعمل ودعاء وصبر، ترتجي الخير وتحذر الشرّ. كان النبي إذا استسقى قلب رداءه بعد الخطبة تفاؤلا بتحوّل حال الجدب إلى الخصب. التفاؤل الذي نتحدّث عنه هو الذي يولّد الهمّة ويبعث العزيمةَ ويجدّد النشاط. المسلم المتفائل متوكّل على الله، أكثر الناس نشاطًا، أقواهم أثرًا، كلّ عسير عليه يسير، وكلّ شدّة فرجُها آتٍ وقريب. المتفائل دائمًا يتوقّع الخير، يبتسم للحياة، يحسن الظنَّ بالله، والله عز وجلّ بيده مقادير الأمور، وهو سبحانه سيكشف الضرَّ الذي نزل بالأمّة، وسيجعل بعد العسر يسرًا، وبعد الضيق فرجًا، وبعد الحزن سرورًا، يرجو رحمة الله، ويتعلّق بحبل الله المتين،واثقابالله راضيابقضاءه يعلم أن ماأصابه لم يكن ليخطئه وماأخطأه لم يكن ليصيبه يحسن الظن بربه ألا فلنتوارد جميعا رغم شدة الخطوب ، وفداحة الكروب على إحياء منهج التفاؤل ، وإقصاء وارد الإحباط والتضاؤل والتشائم
الحديث بالتشاؤم عن حال المسلمين يفتّ في عضد المسلمين، ويصيب بالحزن والقنوط. الذي يردّد كلمات الخوَر والاستسلام يظنّ أنّه بذلك قد وجد لنفسه عذرًا يتخلّص به من محاولة القيام بالواجب، ومن كان هذا حاله لا تسري في عروقه روح الأمل، فلن يصنع تأريخا، ولن يبني خيرًا، ولنستمع إلى رسول الله وهو يهذّب النفوس ويربيها على العطاء والخير، يقول: ((إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم)) رواه مسلم.
إنَّ الذينَ يُحْسِنونَ صِناعَةَ الحياةِ، ويُتْقِنونَ صِياغَةَ التارِيخِ، ويَبْنونَ أُسُسَ الحضارةِ هُمْ أكثرُ الناسِ أملاً وتفاؤلاً، وأقلُّهمْ يأساً وتشاؤماً، وإنَّ المتشائمينَ لا يصنعونَ حضارةً، ولا يَبْنونَ وطناً، ولا يَنْصرونَ دِيناً، ولا يُعَمِّرونَ دُنْيا. فكونوارعاكم الله مِنْ أهلِ الأملِ والتفاؤلِ وإيَّاكمْ واليأسَ وأهلَهُ، فإنَّه يُطْفِئُ جَذْوَةَ الأملِ في النفوسِ، ويقطَعُ خُيوطَ الرجاءِ مِنَ القلوبِ، وهوَ الذي يقتلُ بواعِثَ الجِدِّ والعمَلِ، ويُسْلِمُ أصحابَهُ للسآمَةِ والملَلِ، وليسَ اليأسُ والقنوطُ مِنْ صِفاتِ المؤمنينَ أَلا وإنَّ الحياةَ قصيرةٌ فلا تُقَصِّروها بالهمومِ والأحزانِ، ولا تَحْمِلُوا الأرضَ فوقَ رؤوسِكُمْ وقَدْ جعلَها اللهُ تحتَ أقدامِكُمْ، ولا تَلْعَنوا الظلامَ ولا تَذْرِفوا له دموعاً، بَلْ أوْقِدوا لتبديدِهِ أضواءً وشموعاً، ولا تُنَغِّصوا عَيْشَكم بكَدَرِ الحياةِ فإنَّها هَكَذا خُلِقَتْ لا تَصْفو لأحدٍ مِنَ الكَدَرِ، ولولا أنَّها دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ؛ لمْ تكنْ فِيها الأمراضُ والأكْدارُ، ولم يَضِقِ العيشُ فِيها على الأنبياءِ والأخيارِ.
واعلَموا أنَّ بَسْمَةَ الحياةِ ولذَّتَها مِنْ نَصيبِ أربابِ الأملِ وأصحابِ التفاؤلِ، ورُبَّ مِحْنَةٍ تَلِدُ مِنْحَةً، وربَّ نورٍ يَشِعُّ مِنْ كَبِدِ الظَّلامِ، فإنَّ النصرَ معَ الصبرِ، وإنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وإنَّ معَ العُسْرِ يُسْراً، فأبشِروا وأمِّلُوا فما بعدَ دياجِيرِ الظلامِ إلاَّ فَلَقُ الصبْحِ المشرِقِ. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا


الله اكبر الله اكبر الله أكبر لاإله إلاالله الله أكبرالله أكبرالله أكبرولله الحمد الله اكبر الله اكبر الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا
الحمد لله عدد قطرات البحار وورق الأشجار وقطر الأمطار. وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله النبي المختار ، صلى الله عليه وعلى آله المهاجرين والأنصار. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تحصل الدرجات ، وبكرمه تبدل الخطيئات , الحمد لله على صيام الشهر وكمال الفضل
ترحَّلَ الشَّهرُوا لهفاهُ وانصَرَمَا * واختُصَّ بالفوزِ في الجنَّاتِ من خَدَمَا
قد شهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين، وكرم المنفقين.
وشهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين، وعبرات الخاشعين، وأخبار المنقطعين.
وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين، إنهم يرجون عفو الله ، علموا أن الله عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم. لئن مضى رمضان ، فقد أبقى لنا من الذكر الجميل ما يجعله حاضرا في الأذهان ، فنسأل ربي المنان ، أن يمن علينا بقبول الأعمال ، وأن ييسر لنا الإستمرارِ على الطاعات على الدوام

يا مؤمنون ها هى شمسنا تشرق باسمة الثغر مستبشرة بيوم جديد فاليوم عيد وها هم أحبابنا وأهلونا وجيراننا قلوب تتصافح ونفوس تتصافى وود وإخاء واجتماع وتراحم وعهد إخاء يتجدد وتعاونا على البر والتقوى وتواصيا بالحق والصبروأحلاما لغد مشرق تلوح تباشيره فى الأفق القريب وابتسامة أمل وتفاؤل
افرحوا وابتهِجوا واسعَدوا، وانشروا السعادةَ والبهجةَ فيمن حولكم، إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهِجوا بهذا اليوم يوم الزينةِ والسرور، ومن حقِّ أهل الإسلام في يوم بهجتهم أن يسمعوا كلامًا جميلاً، وحديثًا مُبهِجًا، وأن يرقُبوا آمالاً عِراضًا ومُستقبلاً زاهرًا لهم ولدينهم ولأمتهم.
دينناأكمل دين اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينافهوالدين الذي يرضاه من عباده ولايرضى ديناسواه ومن يبتغ غيرالإسلام دينافلن يقبل منه ديننايعلوولايعلى عليه يقول عليه الصلاة والسلام ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذُلاً يذل الله به الكفر) وأي تكريم لك أيها المسلم أعظم من أن أنزل الله لك كتاباً يخاطبك فيه ويناديك، ((لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ وأي تكريم أجل من أن يرسل الله أعظم خلقه وأكرمهم عليه يزكيك ويهديك إلى صراط مستقيم وأي تكريم بأن اختصك الله واصطفاك من بين ملايين البشربأن جعلك تسجدله دون من سواه
قدرك عند الله عظيم ومكانتك بين الأمم سامية، ( نحن الأولون والآخرون يوم القيامة) أنتم الأعلون على كل الأمم . أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين لقد كرمك الله وأعلى شأنك يوم أن جعلك من خير أمة أخرجت للناس لقد كرمك الله يوم أن جعلك شهيداً على الناس يوم القيامة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) كم أنت عظيم أيها المسلم، وكم أنت عزيز لو عرفت قدرك واتصلت بمن يعز ويذل ويخفض ويرفع.
قد يقول بعض المتأملين -أحسن الله إليهم-: إن المسلمين اليوم يعيشون مِحَنًا ورزايَا، وفتنًا وبلايا، لهم في كل أرضٍ أرملة وقتيل، وفي كل ركنٍ بكاءٌ وعَويل، وفي كل صِقعٍ مُطارَدٌ وأسير، صورٌ من الذلِّ والهوان والفُرقة والطائفية والإقصاء، دماءٌ وأشلاء، وتسلُّطٌ من الأعداء، وكأن الناظرَ لا يرى دماءً سوى دمائنا، ولا جراحًا سوى جراحاتنا، زاغَت الأبصار، وبلغَت القلوبُ الحناجِر، وظنَّ ظانُّون بالله الظنُونَ.
ثم يقول هذا القائل: هل بعد هذه الأحزان من أفراح؟! وهل بعد هذه المضائق من مخارج؟! وهل وراء هذه الآلام من آمال؟! وهل في طيَّات هذه المِحَن من مِنَح؟! ومتى يلُوحُ نورُ الصباح؟!
يقول المُستبشِر المُحتفِي بعيده حَسَنُ الظن بربه: نعم، ثم نعم، فاهنأوا بعيدكم، وابتهِجوا بأفراحكم، وهل يكون انتظار الفرج إلا في الأزمات؟! وهل يُطلَبُ حسنُ الظن إلا في المُلِمَّات؟! يقول ربكم في الحديث القدسي -عزَّ شأنه-: "أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء".
الحديث بالتشاؤم عن حال المسلمين يفتّ في عضد المسلمين، ويصيب بالحزن والقنوط. الذي يردّد كلمات الخوَر والاستسلام يظنّ أنّه بذلك قد وجد لنفسه عذرًا يتخلّص به من محاولة القيام بالواجب، ومن كان هذا حاله لا تسري في عروقه روح الأمل، فلن يصنع تأريخا، ولن يبني خيرًا، ولنستمع إلى رسول الله وهو يهذّب النفوس ويربيها على العطاء والخير، يقول: ((إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم)) رواه مسلم.
أحبتي الأكارم : وليس أنجع في ساعة اليأس والشدائد من الادراع بالتفاؤل واستصحاب الأمل والاستبشار ، التفاؤل والأمل ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، وينطلقون به في حياتهم، به يسكنون القمم، ويترفعون على الجيف والرمم، فهو نورٌ في وقت شدة الظلمات، ومخرج عند اشتداد الأزمات، ,تنفسٌ وقت الكربات، به تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات
التفاؤل يقلِبُ العلقمَ زُلالاً، والصحراء جنة، والحنظلَ عسلاً، والدار الضيقةَ قصرًا، والقلةَ غِنًى، وهل يشعُر بسعَة الدنيا من كان حِذاؤه ضيِّقًا؟! المتفائل يسقط من أجل أن ينهض، ويُهزَم من أجل أن ينتصر، وينام من أجل أن يستيقظ
وذلك هو هدي النبي المختار عليه صلوات الله وسلامه فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويعجبني الفأل " قالوا : وما الفأل يا رسول الله ؟ قال : " الكلمة الطيبة " أخرجه الشيخان
وقد ترجم ذلك صلى الله عليه وسلم واقعا محسوسا فالمتأمّل في سيرة النبي يجد تأكيده الأكيد والحرص الشديد على التبشير في موضع الخوف وبسط الأمل في موضع اليأس والقنوط؛ حتى لا تُصاب النفوس بالإحباط حيث تدرع بالتفاؤل في أخطر المواقف والظروف وأحلك الأزمات فقد مكَثَ عليه الصلاة والسلام في مكةَ ، ثلاثةَ عشرَ عامًا يدعوُ إلى الإسلامِ ، جابَهَ طواغيتُ الشِّرْكِ وعُبَّادُ الأوثانِ دعوتَهُ بالاستهزاءِ ، وآياتِ ربِّهِ بالسُّخْريةِ والعِداءِ، وأصحابَهُ بالأذَى والضرَّاءِ، غَيْرَ أنَّه لَمْ يَضْعُفْ عَنْ مبدَئِهِ ولَمْ يستَكِنْ، ولَمْ يَنْطَفِِىءْ في صدرِهِ أملُ الغلَبَةِ والظَّفَرِ . وقال صلى الله عليه وسلم متفائلا مبشرا رغم الخطب الفادح والكرب القادح (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ) أخرجه الإمام أحمد الحاكم بسند صحيح . وها هو -صلى الله عليه وسلم- يُحارَب، ويطارَد، ويؤذَى، ويرمى، ويدمى، ويتنكر له القريب والبعيد، ثم يأتيه ملَك الجبال فيستأذنه أن يطبق على أعدائه الأخشبين، فماذا كان موقفه -صلى الله عليه وسلم- على الرغم من جسمه المنهك، وقواه المحطمة، وحسرته البالغة؟ يهتف في هدوء المؤمن، وثبات المؤمل المتفائل، ويقين الموحِّد: "لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده فلا يشرك به شيئا" متفق عليه. وانظر إلى عظمة التعبير، وجلال النظرة، وسمو الهدف؛ فلم يقل: أن يخرج الله منهم، بل من أصلابهم وفي هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لحق به سراقة بن مالك.. طامعا في إعادة الرسول إلى كفار مكة.. لينال الجائزة.. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل. فقال سراقة : إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فوالله لكما أن أرد عنكما الطلب. فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة : كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه..وكسرى في ذلك الوقت إمبراطور أعظم دولة على وجه الأرض.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم.. لا يملك إلا إيمانه ..وثقته في الله.. الذي شهد له أن دين الإسلام.. سيكون هو الأعلى.. وهو المهيمن ..لأنه الدين الحق..فقال جل جلاله .. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ.. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.. وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا..وما هي إلا خمسة عشر عاما.. حتى أسلمت دولة فارس..وذهب نفوذ كسرى..وحملت قوافل جند الإسلام.. كنوزه إلى المدينة المنورة ..ليقف أمامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. فيرى من بينها أساور كسرى.وتاجه.فينادي أين سراقة بن مالك ..ويلبسه سواري كسرى وتاجه و هو يقول.. هذا موعود رسول الله لك يا سراقة..قد جعله ربي حقا.. فأية أمة..تصعد خلال خمسة عشر عاما.. من قبائل متناحرة..من فلول بين كثبان الرمال..إلى أمة تقود أهل الأرض..تملأ الدنيا بناء وتعميرا ورخاء, إنهاالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
ويبشّر الرسول عديّ بن حاتم بمستقبل عظيم لهذا الدين فيقول: ((لعلّك ـ يا عديّ ـ إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فوالله ليوشكنّ المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلّك إنما يمنعك من الدخول فيه ما ترى من كثرة عدوّهم وقلّة عددهم، فوالله ليوشكنّ أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من الدخول أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم، وايمُ الله ليوشكنّ أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم))، قال عديّ: فأسلمت.ومن قلب رحِمِ الفتنة ينطلق الصوت الكريم بالتفاؤل، يقول رسول الله : ((والذي نفسي بيده، ليفرّجنّ الله عنكم ما ترون من شدّة، وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنًا، وأن يدفع الله إليّ مفاتيح الكعبة، وليهلكنّ الله كسرى وقيصر، ولتُنفقُنّ كنوزهما في سبيل الله)).
وها هم المسلمون في غزوة الخندق يشتد كربهم، ويدلهمُّ أمرهم، ويتآمر عليهم الأعداء، ويحدق بهم الألداء، ولن تجد أبدع وصفا لحالهم من قوله تعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب:10-11].لقد كانوا يحفرون الخندق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أنهكم الجوع، وأضناهم السهر، وأمضَّتهم الفاقة، حتى كانوا يربطون الحجارة على بطونهم من الجوع؛ ومع كل هذا الجو القاتم، والواقع الخانق، والخطر المذهل، يضرب -صلى الله عليه وسلم- الصخرة بيده ليحطمها فتعود كثيباً أهيم. رواه البخاري.وفي رواية أنه -صلى الله عليه وسلم- ضرب الضربة الأولى فكسر ثلثها وقال: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام"، ثم يقطع الثلث الآخر ويقول: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض"، ثم يضرب الثالثة فيقول: "بسم الله" فيقطع بقية الصخرة قائلا: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة" أخرجه أحمد وحسَّنه ابن حجر في الفتح.
هكذا يكون الرجال بالإيمان، يحوّلون الألم إلى أمل، والتشاؤم إلى تفاؤل، والضيقَ إلى سعة، والمحنة إلى منحة، فتتقدّم الحياة وتنمو ويستمرّ عطاؤها فالمسلم المتفائل لا يسمح لمسالك اليأس أن تتسلّل إلى نفسه أو تعشّش في زوايا قلبه
الله اكبر الله أكبر لاإله إلاالله الله أكبرالله أكبرولله الحمد
معاشر المسلمين: وأنتم في استقبال عيدكم أحسِنوا الظنَّ بربكم، فكلما ازداد التحدِّي ازداد اليقين، ولا يرى الجمالَ إلا الجميل، ومن كانت نفسُه بغير جمال فلن يرى في الوجود شيئًا جميلاً، والكون ليس محدودًا بما تراه عيناك ولكن ما يراه قلبُك وفكرُك، فجفِّف دمعَك، واجبُر كسرَك، وارفع رأسَك؛ فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العُسر يُسرًا. ولقدقال عليه الصلاة والسلام كلمة ماأروعهامن كلمة نخوض بهافي خضم شدائدناوجميع أحوالناوأحداثنا"تفاءلوا بالخير تجدوه)وقال ربنا تبارك وتعالى: إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا
فالله جل وعلا يحب المتفائلين الذين إذا رأوا الشمس أعجبوا بنورها قبل أن يضيقوا بحرها، وإذا رأوا البحر أعجبوا بجماله قبل أن يضيقوا بملوحته التفاؤل الذي نتحدّث عنه هو الذي يولّد الهمّة ويبعث العزيمةَ ويجدّد النشاط. المسلم المتفائل متوكّل على الله، أكثر الناس نشاطًا، أقواهم أثرًا، كلّ عسير عليه يسير، وكلّ شدّة فرجُها آتٍ وقريب. المتفائل دائمًا يتوقّع الخير، يبتسم للحياة، يحسن الظنَّ بالله، والله عز وجلّ بيده مقادير الأمور واثقابالله راضيابقضاءه يعلم أن ماأصابه لم يكن ليخطئه وماأخطأه لم يكن ليصيبه يحسن الظن بربه ألا فلنتوارد جميعا رغم شدة الخطوب ، وفداحة الكروب على إحياء منهج التفاؤل ، وإقصاء وارد الإحباط والتضاؤل والتشائم إنَّ الذينَ يُحْسِنونَ صِناعَةَ الحياةِ، ويُتْقِنونَ صِياغَةَ التارِيخِ، ويَبْنونَ أُسُسَ الحضارةِ هُمْ أكثرُ الناسِ أملاً وتفاؤلاً، وأقلُّهمْ يأساً وتشاؤماً، وإنَّ المتشائمينَ لا يصنعونَ حضارةً، ولا يَبْنونَ وطناً، ولا يَنْصرونَ دِيناً، ولا يُعَمِّرونَ دُنْيا. فكونوارعاكم الله مِنْ أهلِ الأملِ والتفاؤلِ وإيَّاكمْ واليأسَ وأهلَهُ، فإنَّه يُطْفِئُ جَذْوَةَ الأملِ في النفوسِ، ويقطَعُ خُيوطَ الرجاءِ مِنَ القلوبِ، وهوَ الذي يقتلُ بواعِثَ الجِدِّ والعمَلِ، ويُسْلِمُ أصحابَهُ للسآمَةِ والملَلِ، وليسَ اليأسُ والقنوطُ مِنْ صِفاتِ المؤمنينَ أَلا وإنَّ الحياةَ قصيرةٌ فلا تُقَصِّروها بالهمومِ والأحزانِ، ولا تَحْمِلُوا الأرضَ فوقَ رؤوسِكُمْ وقَدْ جعلَها اللهُ تحتَ أقدامِكُمْ، ولا تَلْعَنوا الظلامَ ولا تَذْرِفوا له دموعاً، بَلْ أوْقِدوا لتبديدِهِ أضواءً وشموعاً، ولا تُنَغِّصوا عَيْشَكم بكَدَرِ الحياةِ فإنَّها هَكَذا خُلِقَتْ لا تَصْفو لأحدٍ مِنَ الكَدَرِ، ولولا أنَّها دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ؛ لمْ تكنْ فِيها الأمراضُ والأكْدارُ، ولم يَضِقِ العيشُ فِيها على الأنبياءِ والأخيارِ.واعلَموا أنَّ بَسْمَةَ الحياةِ ولذَّتَها مِنْ نَصيبِ أربابِ الأملِ وأصحابِ التفاؤلِ، ورُبَّ مِحْنَةٍ تَلِدُ مِنْحَةً، وربَّ نورٍ يَشِعُّ مِنْ كَبِدِ الظَّلامِ، فإنَّ النصرَ معَ الصبرِ، وإنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وإنَّ معَ العُسْرِ يُسْراً، فأبشِروا وأمِّلُوا فما بعدَ دياجِيرِ الظلامِ إلاَّ فَلَقُ الصبْحِ المشرِقِ. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


























الحمدُ لله المتفرِّدِ بالخلق والإيجاد، أحمده سبحانه لا رادَّ لما أرادَ، وما لِرزقِه من نفاد وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تُسعِد صاحبَها في الدّنيا وتنجيه يومَ يقوم الأشهاد، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله المبعوث إلى جميع العباد، والهادي أمَّتَه إلى سبيل الرشاد صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادةِ الأمجاد، والتابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم التنادِ، وسلّم تسليمًا ...

أيها المسلمون، لقد سن لنا نبيُ الهدى بعد رمضان صيام الست من شوال، فلنصومها، ولنحافظ على الصلاة في وقتها ، فإنها أولَ ما نحاسب عليها يوم القيامة، ومن لم يؤد فريضة الحج بعد ، فليؤدها إن استطاع قبل أن يحال بينه وبينها...

أيهاالجمع المبارك
اليوم يوم جميل ..
فالناس تجملوا فيه بأحسن الثياب ، وظهروا فيه بأبهى الصور ، وترقرق فيه نبع صفاء الأرواح ينبغي أن نهمس لأنفسنا همسة صدق ! هل نجمل أرواحنا مع جمال ملابسنا !!!! نعم .. أعتقد أننا بعد مدرسة رمضان ، أننا خلصنا بنتيجة من نتائج رمضان ، وهي صفاء الأرواح ونقاءها .. يا كرام .. لا تجتمع حلاوة العيد عندما نجمل الألباس ونزيـِّف الأرواح !
هيا نجمل أرواحنا يا أهل البر والخير ! هيا بنا نفشي السلام على من نعرف ومن لا نعرف هيا بنا نمسح ما علق في القلوب من حسد أو غيظ أو غل! هيا بنا نزرع البسمة على الكبير والصغير ، والمريض واليتيم ، والفقير والمسكين ، والمعاق والمسجون ! هيا بنا لنصل من قطعنا ، ونعفو عن من ظلمنا ، ونسلم على من هجرنا ! هيا بنا نجمل الأرواح مع جمال الثياب ...
يا أهل البهجة والسرور
إن زاركم العيد يوماً فتبسموا ، فأنتم تتلقون هديّة الرّحمان بجمال آسر ، وهل تُتلقّى الهدايا بعبوس وانزواء يا أهل النخوة والكرم ...
افتحوا أبوابكم ، استقبلوا كلَّ الوافدين ،أسعدوا الأطفال ، واشتروا ابتسامتهم بالغالي والنّفيس ، لا تبخلوا على بسمة طفل ، دعوهم يفرحوا
وزّعوا الحلوى عليهم والنقود ، ودققوا النظر في أعينهم ، لكي يشعروا بالإنتماء والحب !
أيها الواصلون /
اطرقوا أبواب أرحامكم ، فاجئوهم ببسمة ودّ ، وهدايا خير لا يسعَدُ بالعيد قاطع لرحمه لايسعد بالعيد من عقَّ والدَيْه، وحُرِم الرضا في هذا اليوم المبارَك السعيد، ولا يسعدُ بالعيد من يحسُد الناس على ما آتاهم الله من فضله، أيها الآباء أيها الأمهات /
إن مهمتكم في الحياة جليلة , ومسؤوليتكم لتربية النشء عظيمة , خصوصا في زمن الفتن هذا , كونوا على يقين بطهارة فطر أبنائكم إذا حافظتم عليها من التغير , وحميتموها من التبديل , فهي قد جُبلت على الطاعة , وخُلقت على الاستقامة , ولكنها تجتالها الشياطان , وعندها تكون مهمتكم تعظُم , وأمانتكم تكبُر
ولقد أجلب أعداء الأمة بقوتهم كلها ووجهوها تجاه الأبناء ليجعلوهم يتفلتون من أوامر الشرع المطهر بتزيين الباطل الأسود , وتشويه صورة الحق الأبلج , فتمرد من أُهمل , , زينوا للشباب تقليد الكفار فصارت صورا محزنة للأبناء , وجملوا للمرأة الباطل ليخرجوها من بيتها ويرفعوا عنها حجابها، فاستجاب لهم البعض بما نراه من التساهل في اللباس وغطاء الوجه والخروج الكثير والتسكع في الأسواق ألا فاعلموا أيها الآباء أن المسؤلية عظيمة والتبعات خطيرة إذا ما تساهل المرء في هذا ,.فاحذروا من التساهل واجتبوا التفريط والتشاغل ، تعيشوا كرماء وتحيوا أوفياء , أيتها الأم المؤمنة أنتي الأم المباركة التي يتخرج على يديها الدعاة والعلماء والعباد والزهاد والنافعين لأمتهم ..
اجعلي هدفك السامي إخراج جيلاً صالحاً مصلحاً ، وستقر عينيك بولدٍ صالــحٍ في دنياه نافعاً لمجتمعه وأمته ...
أيتها الفتاة المصونة أخصك اليوم بالخطاب لأن سهام الأعداء قد وجهت إليك تريد الضرر بك فاحذريهم , احذري الهاتف والجوال , وابتعدي عن المحادثات على الشبكات , فكم جرت على أهلها من ويلات , وألحقت بهم من تبعات وحسرات , واعلمي أنه كلما كانت الفتاة كاملة
في حجابها , ولزمت كثيرا بيتها كان ذلك لها أرضى عند ربها , وصارت كاملة في أعين الناس
ايها الأبن البار , ويا أيتها البنت الكريمة , انظروا في صور الصالحين والصالحات من الشباب والفتيات فكونوا مثلهم , ونافسوهم في طلب مرضاة الرحمن , لتعيشوا حياة طيبة , وتُرفع عند ربكم الدرجات

الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
العيد فرح نهديه ، وبسماتٌ نزينها بالصدق ، ودفء عاطفة يتجدد ، وأرواح تتحد ، تنطلقُ بفرح إلى الفجر الجديد
أيها الآباء أيها الأمهات /
إن مهمتكم في الحياة جليلة , ومسؤوليتكم لتربية النشء عظيمة , خصوصا في زمن الفتن هذا , كونوا على يقين بطهارة فطر أبنائكم إذا حافظتم عليها من التغير , وحميتموها من التبديل , فهي قد جُبلت على الطاعة , وخُلقت على الاستقامة , ولكنها تجتالها الشياطان , وعندها تكون مهمتكم تعظُم , وأمانتكم تكبُر
أيتها الأم المؤمنة أنتي الأم المباركة التي يتخرج على يديها الدعاة والعلماء والعباد والزهاد والنافعين لأمتهم ..
اجعلي هدفك السامي إخراج جيلاً صالحاً مصلحاً ، وستقر عينيك بولدٍ صالــحٍ في دنياه نافعاً لمجتمعه وأمته ...
أيتها الفتاة المصونة أخصك اليوم بالخطاب لأن سهام الأعداء قد وجهت إليك تريد الضرر بك فاحذريهم , احذري الهاتف والجوال , وابتعدي عن المحادثات على الشبكات , فكم جرت على أهلها من ويلات , وألحقت بهم من تبعات وحسرات , واعلمي أنه كلما كانت الفتاة كاملة
في حجابها , ولزمت كثيرا بيتها كان ذلك لها أرضى عند ربها ,

ايها الأبن البار , ويا أيتها البنت الكريمة , انظروا في صور الصالحين والصالحات من الشباب والفتيات فكونوا مثلهم , ونافسوهم في طلب مرضات الرحمن , لتعيشوا حياة طيبة , وتُرفع عند ربكم الدرجات
تقبَّل الله مني ومنكم الصيامَ والقيام وسائر الطاعات والأعمال الصالحات. ثم صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربُّكم، فقال -عزَّ قائلاً عليمًا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].












بارك الله فيكم وفي مجهودكم الطيب جزيتم خيرا


تقبل الله مني ومنكم والمسلمين


بارك الله فيكم وفي مجهودكم الطيب جزيتم خيرا .. ويا ليت ياشيخ : صالح تكون مضبوطة بالشكل ,,,, ونحن في الانتظار .