خطبة العيد ( توجهات , حفظ العورات )

صالح العويد
1444/09/29 - 2023/04/20 07:07AM

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، نَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَسْبَغَ مِنَ النِّعَمِ وَأَسْدَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاللهِ وَرَسُولُهُ، النَبِيُّ الْمُصْطَفَى، وَالخَلِيلُ الْمُجْتَبَى، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى. أَمَّا بَعدُ: فاتقوا الله معشر المؤمنين والمؤمنات حق التقوى، وتقرَّبوا إليه بما يحبُّ ويرضى، تزيَّنوا بخير لباس لباس التقوى

أيها الصائمونَ سَلاماً.. صَوْمُكُمْ في اللهِ رَابِح. أيها القائمون سَلاماً سعيكم في الله راجِح.  تِجارَتُكُم مع اللهِ تجارة لَنْ تَبُوْرْ، وظَنُكُم باللهِ لَن يَخِيْب، دُعيتمُ إلى الصيامِ فَصُمْتُم، ورُغِّبْتُم في القيامِ فَقُمْتُم

يا لها من أيامٍ مضتْ، صفتْ فيها القلوبُ، والأرواحُ وزكتِ ، وأنِسَتِ الضمائرُ، أيامٌ مرَّتْ كالنسيمِ العليلِ، والماءِ الزُلالِ، والشَهدِ الـمُذابِ،

مرتْ بنا كالحُلُمِ الجميلِ، والطيفِ الهادئِ، والظِّلِ الوارفِ؛ انغمسنا في نعيمِها فكأنه لم يمرَ بنا شقاءٌ قَطُ، ولا بُؤْسٌ قَطُ؛ أسكنَّاها في أرواحِنا، غلغلناها في أعماقِنا، فكأننا من نشوتِنا بها نسينا أنفسَنا وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

كنا نشعرُ أننا بُدِّلْنا قلوبًا غيرَ قلوبِنا، وامتطينا أجسادًا غيرَ أجسادِنا، وزُوِّدْنا بأرواحٍ غيرِ أرواحِنا، فتجددَ عزمُنا، وتألقَ شـوقُنا، وقويتْ هممُنا، وصفتْ نفُوسنا، وتهذبتْ أخلاقُنا،

وصدق الله ومن أصدق من الله حديثا مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

إنها الفيوضُ الإلهيةُ، والعطاءاتُ الربانيةُ، التي حملَها إلينا رمضانُ، وزفَّها شهرُ الصيامِ، فللهِ الحمدُ والشكرُ، هو أهلُ الثناءِ والمجدِ فالحمدُ اللهِ على تَّمَامِ الشَّهْرِ وَصِّيامِهِ، أَمَّدَ في أَعْمَارِنَا وَوَسَّعَ عَلينَا فِي أَرزَاقِنا، وأمَّنَنَا في أوطَانِنِا، وَعَافَانَا فِي أَبْدَانِنا؛ وَأَزَالَ عَنَّا الوَبَاءَ, وَكَشَفَ عَنَّا الجَائِحَةَ, فَلا نُحْصِي ثَنَاءً عَليكَ يَا رَبَّنَا..

ولذلك كلِّه نختمُ تلكَ الأيامَ الزاهيةَ باحتفالٍ مُقَدَّسٍ، وابتهاجٍ محببٍ، ومهرجانٍ معظمٍ، يُمَجَّدُ ويُحْمَدُ فيه اللهُ المــُنْعِمُ المتفضِّلُ، وتُعلَن فيه الفرحةُ؛ وتُغرِّدُ له القلوبُ، وتشدو له الأرواحُ، وتُزَفُ فيه البشائرُ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، يومٌ يُتوجُ به الصيامُ، ويُختمُ به القيامُ، وتُفْتَتَحُ به أشهرُ الحجِّ؛ يُشرقُ يومِ العيدِ، لينتشرَ الرضا، ويُبسطَ الـمنى، ويَحلَّ الهَنا

فافرحوا وابتهِجوا واسعَدوا، وانشروا السعادةَ والبهجةَ فيمن حولكم، إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهِجوا بهذا اليوم يوم الزينةِ والسرور

هذا يومُ عيدِنا، وإنَّ العيدَ ليس انفلاتًا من الأخلاقِ، ولا انطلاقًا للشهواتِ، أو تهربًا من الطاعاتِ، بل هو فرحٌ ربانيٌ، وسرورٌ إلهي، يُفْتَتَحُ بالتكبيرِ والتحميدِ، والصدقةِ والصلاةِ

إنَّ العيدَ ليس قطعًا للصلةِ باللهِ-تعالى-، أو نِسيانًا للقرآنِ، أو نهايةَ عهدٍ بالمساجدِ والجماعاتِ، وإنَّ انتهاءَ رمضانَ لا يعني انتهاءَ العبادةِ، أو التراجعَ عن الطاعةِ، بل هو موسمٌ للتزودِ من الخيرِ، وفرصةٌ للنهلِ من الفضلِ؛ إنه يُقوِّي الهممَ، ويُصَفِّي النفوسَ، ويستحثُ العزائمَ، ويُعوِّدُ على الطاعةِ، ويُرسخُ الهدايةَ، (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ

عيدُنا أَهلَ الإسلام، جاءَ بِشَرِيْعَةٍ إلهيةِ، وبهديٍ نَبَوي. عيدٌ جاءَ وَيَتَجَدَّدُ كُلَّ عامٍ بعد أداءِ رُكْنٍ عظيمٍ من أركان الإسلامِ. يُكَبَّرُ فيه اللهُ ويُذْكَر، ويُحمدُ فيه اللهُ ويُشْكَر. فَمَا مِنْ مُسْلِمٍ على وَجْهِ الأَرْضِ إِلا وهذا العيدَ عِيْدُه.

هنيئًا لمُوسِرٍ يزرعُ البهجَة على شفَة مُحتاج، ومُحسنٍ يعطِفُ على أرملة ومسكين ويتيم، وصحيحٍ يعودُ مريضًا، وقريبٍ يزورُ قريبًا، العيدُ عيدُ من عفا عمن زلَّ وهفا، وأحسن لمن أساء، العيدُ عيدُ من حفِظَ النفسَ وكفَّ عن نوازِعِ الهوى، يلبسُ الجديد ويشكرُ الحميدَ المجيد في فرحٍ لا يُنسِي، وبهجةٍ لا تُطغِي.

لا يسعَدُ بالعيد من عقَّ والدَيْه، وحُرِم الرضا في هذا اليوم المبارَك السعيد، ولا يسعدُ بالعيد من يحسُد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيد لخائنٍ غشَّاش يسعى بالفساد بين الأنام،

الله أكبر، أنشأ وبرأ، والله أكبر أبدع كل شيء وذرأ، (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى)

عيدنا تتجلى معه عظمةُ هذا الدين بتشريعاتهِ السامية، ومبادئهِ السامقةِ، وأخلاقياتهِ العاليةِ.. لايقبلُ التنازلَ فيه عن المبادئِ والمسلمات، ولا التهاونَ في الأحكامِ والتشريعاتِ

فالتجملُ في اللباسِ عبادةٌ يتقربُ بها المسلمُ لربه جل وعلا لينالَ محبتَه، ومن ذلك ما تتجملون به هذا اليومَ في عيدِكم، وتُجَمِّلون به أولادَكم وبناتِكم، فكل ذلك مما جاءت به هذه الشريعةُ الغراء.

قلبوا أنظاركم فيما حولكم من المناظرِ البهية، والثيابِ الحسنة، والوجوهِ الباسمة، وتذكروا أن كلَّ ذلك إنما هو من محاسن شريعتنا، وفضائل ربنا علينا فيقول سبحانه ممتنا  وَجَعَلَ لَكُمۡ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡلِمُونَ )

واعلموا أن الشريعةَ التي جاءت بتعزيز قيمةِ الجمالِ والزينة، هي ذاتُ الشريعةِ التي قامت بتهذيبها ووضع الحدودِ لها (..تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

يقول سبحانه: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)

هذا الخطابُ الربانيُّ صدَّرَهُ سبحانهُ لبني آدمَ مُمْتَناً عليهِم بِإنزالِ اللباسِ لهم، يُواري سوءاتِهم، ويَحفَظُ أعراضَهُم، ويُحَصِّنُ الحياءَ في نفوسِهِم، للرجالِ لِباسٌ يَخُصُّهُم، وللنساءِ لباسٌ يخُصُّهُن؛ فلا تلبسُ المرأةُ لباسَ الرَّجل، ولا يلبسُ الرجلُ لباسَ المرأة، نهَى الرجالَ عن الإسبال، وشرعَه للنساء مبالغةً في سترِهِن وعِفَّتِهِن،

ولقد جاءت الشريعةُ بوجوبِ حفظِ العورات، وحذرت من كشفِها وإباحتِها للناظرين ورتبت على ذلك الوعيد الشديد

ولقد حمَلَ الشيطانُ على عاتقِهِ الدعوة إلى نزعِ اللباسِ وإظهارِ العوراتِ في ذُريةِ آدم، وجنَّدَ لذلك جنودَه؛ لعلمِهِ لما تقودُ إليهِ هذه الدعوة البائسة، وبنظرةٍ فاحصةٍ لواقعِنا اليوم رجالا ونساء صغارا وكبارا  تُغنيكَ عن كثيرٍ من الشواهد اشتدّ فيها لهيبُ معركةِ التعري الشيطانية، وتغلبت كثيرٌ من مداهماتِ التفسخِ على حصونِ الفضيلة، حتى صار التعري هو التقدم، والسترُ هو الرجعية. وصارت الملابسُ المتعريةُ هي الموضةُ الحديثة، والملابسُ الساترةُ هي المظهرُ القديمُ البالي،

فما أشد فرح إبليس، حين يرى أبناءَ وبناتِ المسلمين يسيرون خلفَه، ويسلكون طريقَه، ويحققون رغبتَه التي تمناها منذ أول لحظات البشرية

فالحذر الحذر يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا الله يريد لكم الستر، والشيطان يريد لكم العري (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا  فاحفظوا عوراتكم

الله أكبر، الله أكبر ولا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد، عيدنا تتجلى معه عظمةُ هذا الدين بتشريعاتهِ السامية، ومبادئهِ السامقةِ، وأخلاقياتهِ العاليةِ.. لايقبلُ التنازلَ فيه عن المبادئِ والمسلمات، ولا التهاونَ في الأحكامِ والتشريعاتِ

يا نساء المسلمين: إن الله سمى الزواج ميثاقا غليظا ، لا يحل نقضه من أجل عبودية لرغبات النفس، أو استجابة لنداءات حاملات معاول هدم البيوت وتشتيت الأسر. قال عليه الصلاة والسلام (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) أخرجه أهل السنن.

والزوج قِوام الأسرة، يَرعى شُؤُونَها وَيَحْمِيْهَا، يَقُومُ على مَصَالِحها، ويكابِدُ في تحقيقِ مكاسِبها، سيادَةُ الأُسرَةِ عائدةٌ إليه، وولايَتُها ورعايتُها موكلَةٌ إليه. تَبقى الأُسرةُ في قوةٍ ومَنَعَةٍ.. ما كانَ لها وَلِيٌّ مُصٍلِحٌ لا يُنازَعُ في ولايَتِه. تاهَتْ أُسرَةٌ أَوْهَنَت أَمرَ وَلِيِّها وراعيها. تَعْدُو عليها العَوَادِي، وَيَجْتَرِئُ عليها العِدا. وخاَبَ وَلِيٌّ أضاعَ الولايَةَ أَو استَهانَ بِحقوقِها. «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» أخرجه البخاري.

أيها الآباء أيها الأمهات /
إن مهمتكم في الحياة جليلة , ومسؤوليتكم لتربية النشء عظيمة , خصوصا في زمن الفتن هذا , كونوا على يقين بطهارة فطر أبنائكم إذا حافظتم عليها من التغير , وحميتموها من التبديل , فهي قد جُبلت على الطاعة , وخُلقت على الاستقامة , ولكنها تجتالها الشياطان , وعندها تكون مهمتكم تعظُم , وأمانتكم تكبُر
ولقد أجلب أعداء الأمة بقوتهم كلها ووجهوها تجاه الأبناء ليجعلوهم يتفلتون من أوامر الشرع المطهر بتزيين الباطل, وتشويه صورة الحق الأبلج , فتمرد من أُهمل , , زينوا للشباب تقليد الكفار فصارت صورا محزنة للأبناء , وجملوا للمرأة الباطل ليخرجوها من بيتها ويرفعوا عنها حجابها، فاستجاب لهم البعض بما نراه من التساهل في اللباس وغطاء الوجه والخروج الكثير والتسكع في الأسواق ألا فاعلموا أيها الآباء أن المسؤلية عظيمة والتبعات خطيرة إذا ما تساهل المرء في هذا ,.فاحذروا من التساهل واجتنبوا التفريط والتشاغل ، تعيشوا كرماء وتحيوا أوفياء ,

يا أيها الأبناء والبنات: إن أردتم السعادة والنجاح والفلاح فالزموا أقدام آبائكم وأمهاتكم ، لن تجدوا أحنى عليكم ولا أنصح لكم ولا أرحم بكم من والديكم، الزموهم فثم الجنة، طاعةً وخدمةً وبراً ورحمة. تفلحوا وتسعدوا وتدخلوا جنة ربكم اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ . وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ فَاستَغفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .

 

 

 

 

اللهُ أكبَرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسُبحانَ اللهِ بُكرَةً وأصِيلاً، وأَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلَّمَ تَسلِيمًا كثيرًا.

في العيد يتجلى جمع شمل الأسرة ، التي إن قَويتِ بترابُطها حققت لها مجداً، وصنعت لها فخراً. وكَسَبَت لها عِزاً. الأسرةُ إن قَويَت بإيمانِها وصلاحها.. عاشت تقيةً، وحُشِرَت يوم القيامة رَضيةً {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}

كم هو شموخٌ وعزٌ وفخرٌ حينما نرى نسائنا تزدحم بهن عتبات المساجد في رمضان ، كم هو سعادة وإسعاد حينما نسمع عن حافظات للقرآن واخريات علون في مراقي السنة  ..

كم هو عز وثبات ورقي في فتاةٍ مُؤمنَةٍ.. لها مِن الجَمَالِ ما يُغني. ولها من الأناقَةِ ما يُبْهِر. قَرَنَت جمالَها بصِدْقِ تَدَيُّنِها. وأَوثَقَت أناقَتَها بصدقِ حيائها.

فتاةٌ مُؤمنَةٌ.. عَلِمَت أَنَّ الحجابَ ليسَ عادةً مُجتَمَعِيَّة، ولا خِياراً ذاتياً. وإِنما فَرِيْضَةٌ جاءَت في نَصِّ الكتابِ في آياتٍ محكمات حجابٌ تَحْجِبُ بِهِ عَن الرجالِ زِينَتها، وتُـخْفِي بِهِ عنهم مفاتِنها، فَلَزِمَت الحجابَ كما شُرِعْ.

لاتزال الفتاة تعيش بعز وشموخ مالم تصغي إلى إعلام خادع، وإسناب فاتن، وبهرجة حضارية مقيته، تتقاذفها الدعايات، وتختلسها النظرات، ويتحرش بها ساقطي المروءات. أذلك خيرُ أم حياة مع أسرة محشومه، وبيت مستوره ، وكرامة مصونة؟

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، اِفرَحُوا بِإتمَامِ شَهرِكُم ، وَاتَّقُوا اللهَ طُولَ دَهرِكُم ، وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُم وَاحفَظُوا قُلُوبَكُم " وَلا تَكُونُوا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا " وَاصِلُوا الطَّاعَةَ وَداُومُوا عَلَيهَا ، وَصُومُوا السِّتَّ مِن شَوَّالٍ وَلا تَنسَوهَا ؛ فَإِنَّهُ " مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ " اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ

اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان يرجون ثوابك وفضلك، ويخافون عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو، وأمَّنا مما نخاف، اللهم تقبل منا، واغفر لنا وارحمنا، اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وسائر الأعمال، اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن بصحة وعافية، وأمة الإسلام في عزة وتمكين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، و اجمع شمل المسلمين، وألف بين قلوبهم واحقن دماءهم، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل بلاد المسلمين، اللهم آمن خوفهم، واربط على قلوبهم، واحفظ دينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم, اللهم عجل بنصرك وفرجك لإخواننا على الحوثيين يا أرحم الراحمين. اللهم يا قوي يا متين عليك بكل عدو للإسلام والمسلمين اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم, اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم رُدَّ عنهم كيد الكائدين، وعدوان الغاشمين، واقطع دابر الفساد والمفسدين، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، يا رب العالمين .اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}..

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

المشاهدات 1008 | التعليقات 0