خطبة : ( العدل والإنصاف )

عبدالله البصري
1434/02/02 - 2012/12/15 12:15PM
العدل والإنصاف 1 / 2 / 1434

الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " ذَلِكَ أَمرُ اللهِ أَنزَلَهُ إِلَيكُم وَمَن يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعظِمْ لَهُ أَجرًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، العَدلُ مَعنًى عَظِيمٌ وَخُلُقٌ جَمِيلٌ ، وَهُوَ مَطلَبٌ كَرِيمٌ وَمُبتَغًى عَزِيزٌ ، يَتَمَنَّاهُ كُلُّ مَن في الأَرضِ وَيَطمَحُونَ إِلَيهِ ، وَيَرتَاحُونَ لَهُ وَيُقَدِّرُونَ مَن يَتَّصِفُ بِهِ .
وَقَد جَاءَتِ الآيَاتُ في كِتَابِ اللهِ تَأمُرُ بِهِ وَتَحُثُّ عَلَيهِ ، وَتَدعُو إِلى التَّمَسُّكِ بِهِ وَتُبَيِّنُ مَحَبَّةَ اللهِ لأَصحَابِهِ . قَالَ ـ تَعَالى ـ : " إِنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربى "
وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلى أَهلِهَا وَإِذَا حَكَمتُم بَينَ النَّاسِ أَن تَحكُمُوا بِالعَدلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا " وَقَالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : " وَأَقسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ "
إِذَا تَحَقَّقَ العَدلُ بَينَ النَّاسِ وَشَاعَ في أَوسَاطِهِم ، سَادَ فِيهِمُ الأَمنُ وَالطُّمَأنِينَةُ ، وَامتَلأَت نُفُوسُهُم بِالسَّكِينَةِ ، وَأُفعِمَت قُلُوبُهُم بِالمَحَبَّةِ وَالثِّقَةِ ، وَشَعَرُوا بِالرَّاحَةِ وَزَالَ عَنهُمُ الإِحسَاسُ بِالعَنَاءِ وَالذِّلَّةِ .
وَيَقتَرِنُ بِالعَدلِ خُلُقٌ آخَرُ لا يَنفَكُّ عَنهُ وَلا يَنفَصِمُ ، خُلُقٌ سَامٍ لا يَتَّصِفُ بِهِ إِلاَّ ذَوُو الدِّينِ وَالعَقلِ وَالمُرُوءَةِ ، وَلا يَصبِرُ عَلَيهِ إِلاَّ مُبتَغُو الأَجرِ وَأَصحَابُ الهِمَمِ العَالِيَةِ ، ذَلِكُم هُوَ الإِنصَافُ مِنَ النُّفُوسِ ، المُستَلزِمُ العَدلَ مَعَ الآخَرِينَ وَإِعطَاءَهُم حُقُوقَهُم ، وَعَدَمَ بَخسِهِم مَا لَهُم .
وَالنُّفُوسُ بِطَبعِهَا مَيَّالةٌ إِلى اتِّبَاعِ الهَوَى ، نَازِعَةٌ إلى هَضِمِ غَيرِهَا مُحِبَّةٌ لِلانتِقَامِ مِن سِوَاهَا ، وَلا تَكَادُ تَمتَنِعُ عَن ذَلِكَ إِلاَّ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ تَصُدُّهَا وَتَردَعُهَا ، غَيرَ أَنَّ أَصحَابَ النُّفُوسِ المُطمَئِنَّةِ وَالقُلُوبِ الطَّاهِرَةِ ، لا يَنفَكُّونَ مُمسِكِينَ بِأَزِمَّةِ أَنفُسِهِم ، آخِذِينَ بِقِيَادِهَا مُتَحَكِّمِينَ فِيهَا ، وَمِن ثَمَّ تَرَاهُم يَعِيشُونَ في النَّاسِ عِيشَةً كَرِيمَةً ، تُحِبُّهُمُ النُّفُوسُ ، وَتَألَفُهُمُ القُلُوبُ ، وَيَأنَسُ بِهِمُ النَّاسُ ، وَتَتَّسِعُ لَهُمُ الصُّدُورُ قَبلَ المَجَالِسِ ، إِنْ قَالُوا سُمِعَ قَولُهُم ، وَإِنْ تَحَدَّثُوا أَنصَتَتِ الآذَانُ لَهُم ، وَإِنْ طَلَبُوا أُجِيبُوا وَإِن سَأَلُوا أُعطُوا ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنهُم مُنصِفُونَ مَعَ مُجَالِسِيهِم ، عَادِلُونَ مَعَ مُعَامِلِيهِم ، لا يَتَعَصَّبُونَ لِرَأيٍ بِلا دَلِيلٍ قَاطِعٍ ، وَلا يُلزِمُونَ بِقَولٍ بِلا بُرهَانٍ سَاطِعٍ .
إِنَّ الإِنصَافَ مِنَ النُّفُوسِ وَالعَدلَ مَعَ الآخَرِينَ ، وَإِعطَاءَهُم مَا لَهُم مِن حُقُوقٍ ، وَأَدَاَءَ الأَمَانَاتِ إِلى أَهلِهَا ، لا يَكُونُ إِلاَّ مِمَّن عَرَفَ قَدرَ نَفسِهِ حَقًّا ، وَلَمَسَ ضَعفَهَا أَمَامَ رَبِّهَا صِدقًا ، فَأَقَامَهَا عَلَى مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيُرِيدُهُ وَيَرضَاهُ ، وَأَلزَمَهَا أَوَامِرَهُ وَزَمَّهَا عَن نَوَاهِيهِ ، مُوقِنًا أَنَّ مَعصِيَتَهُ ـ تَعَالى ـ وَمُخَالَفَةَ أَمرِهِ هِيَ أَوَّلُ الظُّلمِ وَأَشنَعُهُ وَأَفدَحُهُ ، وَقَد قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " فَكُلاً أَخَذنَا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنَا عَلَيهِ حَاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنَا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظلِمَهُم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ "
وَمَن ظَلَمَ نَفسَهُ بِمَعصِيَةِ رَبِّهِ ، وَرَضِيَ لَهَا بِالتَّعَرُّضِ لِغَضَبِهِ وَحُصُولِ مَقتِهِ ، فَكَيفَ يَكُونُ مُنصِفًا لِغَيرِهِ مِنَ الخَلقِ ؟!
وَأَمَّا الاختِبَارُ الآخَرُ لِلنُّفُوسِ ، وَالمِيزَانُ الدَّقِيقُ الَّذِي تُوزَنُ بِهِ قُدرَتُهَا عَلَى الإِنصَافِ وَكَبحِ جِمَاحِهَا عَنِ الظُّلمِ ، أَن تُرزَقَ العَدلَ في الغَضَبِ وَالرِّضَا ، وَتَستَوِي لَدَيهَا الأَحكَامُ في حَالِ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، فَلا تَندَفِعُ إِلى المُجَامَلَةِ إِن هِيَ رَضِيَت ، وَلا تَظلِمُ أَو تَنتَقِمُ إِن هِيَ غَضِبَت ، وَيَأتي بَعدَ ذَلِكَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ اختِبَارٌ أَقوَى وَامتِحَانٌ أَشَدُّ ، ذَلِكُم هُوَ مَدَى الإِنصَافِ مَعَ العَدُوِّ قَبلَ الوَلِيِّ ، إِذْ إِنَّ بَعضَ النَّاسِ أَو كَثِيرًا مِنهُم ، يَظُنُّونَ أَنَّ العَدلَ لا يُقَامُ إِلاَّ مَعَ الصَّدِيقِ الوَدُودِ دُونَ العَدُوِّ المُبِينِ ، أَو مَعَ القَرِيبِ دُونَ الغَرِيبِ ، أَو مَعَ المُسلِمِ دُونَ غَيرِهِ ، فَيَستَحِلُّونَ بِتِلكُمُ الظُّنُونِ الفَاسِدَةِ أَموَالَ النَّاسِ وَيَنتَهِكُونَ أَعرَاضَهُم ، وَلا يُقِيمُونَ لَهُم وَزنًا وَلا يَرعَونَ لَهُم حُرمَةً ، وَكُلُّ ذَلِكَ انقِيَادٌ في الحَقِيقَةِ لِنُفُوسٍ لَئِيمَةٍ ذَاتِ طِبَاعٍ سَقِيمَةٍ ، نَشَأَت عَلَى التَّعَصُّبِ لِلقَبِيلَةِ وَالعَشِيرَةِ ، وَتَرَبَّت عَلَى أَنَّ الحُبَّ وَالنُّصرَةَ مَبنِيَّانِ عَلَى القُربِ وَالبُعدِ في الرَّحِمِ أَوِ الدَّارِ ، وَلم تُهذِبْهَا التَّوجِيهَاتُ الرَّبَّانِيَّةُ الَّتي جَاءَت لِمُعَالَجَتِهَا وَتَأدِيبِهَا ، وَقَسرِهَا عَلَى مَا يُصلِحُهَا في دُنيَاهَا وَيُنجِيهَا في أُخرَاهَا ، حَيثُ قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى "
إِنَّ النَّاظِرَ في أَحوَالِ النَّاسِ وَمَا يَجرِي بَينَهُم مِن خُصُومَاتٍ وَنِزَاعَاتٍ ، وَمَا يَحصُلُ في دُنيَاهُم مِن تَنَافُسٍ وَاختِلافَاتٍ ، لَيَرَى الإِنصَافَ فِيهِم عَزِيزًا ، وَيَلحَظُ نَشرَ المَعَائِبِ بَينَهُم كَثِيرًا ، وَقَلَّمَا يَذكُرُ أَحدٌ مَحَاسِنَ خَصمِهِ فَيَعتَدِلُ في حُكمِهِ ، مِمَّا أَفسَدَ التَّصَوُّرَاتِ وَالرُّؤَى ، وَأَفقَدَ الأَحكَامَ الصِّدقَ وَالنَّزَاهَةَ ، في حِينِ أَنَّ الوَاجِبَ المَطلُوبَ مِن كُلِّ امرِئٍ مُسلِمٍ ، أَن يَنطَلِقَ في حُكمِهِ عَلَى غَيرِهِ مِن فَهمٍ رَاقٍ وَفِكرٍ نَاضِجٍ ، وَيَقِينٍ أَنَّهُ قَلَّمَا يَسلَمُ إِنسَانٌ مِن خَطأٍ صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ خَطَأَهُ اللاَّحِقَ ، لا يَمحُو إِحَسانَهُ السَّابِقَ ، وَزَلَّتَهُ الوَاقِعَةَ ، لا تُلغِي مَعرُوفَهُ الَّذِي مَضَى . وَتِلكَ تَربِيَةٌ خُلُقِيَّةٌ قُرآنِيَّةٌ عَظِيمَةٌ ، يَفقَهُهَا مَن تَدبَّرَ قَولَهُ ـ تَعَالى ـ في مَعرِضِ الحَدِيثِ عَن أَهلِ الكِتَابِ : " وَمِن أَهلِ الكِتَابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيكَ وَمِنهُم مَن إِن تَأمَنهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيكَ إِلاَّ مَا دُمتَ عَلَيهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمُونَ " فَلَم يَمنَعْ كَونُهُم قَومًا عَلَى غَيرِ المِلَّةِ ، مِنَ العَدلِ مَعَهُم وَإِنصَافِهِم ، وَذِكرِ بَعضِ مَا في قَومٍ مِنهُم مِن حَسَنَاتٍ ، وَوَصفِهِم بِالوَفَاءِ وَالأَمَانَةِ ، مَعَ أَنَّ مِنهُمُ المُمَاطِلِينَ وَالغَادِرِينَ ، وَهَكَذَا يَجِبُ أَن يَكُونَ المُسلِمُونَ مُنصِفِينَ في أَحكَامِهِم ، لا يَحمِلُهُمُ الاختِلافُ مَعَ أُنَاسٍ أَو حَتى عَدَاوَتُهُم عَلَى أَن يَنقُصُوهُم حَقَّهُم ، أَو يَصِفُوهُم بما لَيسَ فِيهِم ، أَو يَصِمُوهُم بما هُم مِنهُ بُرَآءُ ، وَلا يَكُونُ اتِّفَاقُهُم مَعَ مَن يُحِبُّونَ دَافِعًا لِمَدحِهِم بما لَيسَ فِيهِم ، أَو حَامِلاً عَلَى إِعَانَتِهِم عَلَى بَاطِلِهِم ، وَهُوَ المَنهجُ الَّذِي رَبَّى عَلَيهِ القَائِدُ الأَعظَمُ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ أُمَّتَهُ حَيثُ قَالَ : " اُنصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَو مَظلُومًا " فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظلُومًا ، أَفَرَأَيتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيفَ أَنصُرُهُ ؟ قَالَ : " تَحجُزُهُ أَو تَمنَعُهُ مِنَ الظُّلمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصرُهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : " وَلا تُجَادِل عَن الَّذِينَ يَختَانُونَ أَنفُسَهُم إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا . يَستَخفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَستَخفُونَ مِن اللهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرضَى مِن القَولِ وَكَانَ اللهُ بما يَعمَلُونَ مُحِيطًا . هَا أَنتُم هَؤُلاءِ جَادَلتُم عَنهُم في الحَيَاةِ الدُّنيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنهُم يَومَ القِيَامَةِ أَم مَن يَكُونُ عَلَيهِم وَكِيلاً "


الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاعدِلُوا فِيمَا بَينَكُم وَأَنصِفُوا مِن أَنفُسِكُم ، فَإِنَّ المُجتَمَعَ الَّذِي يَتَحَقَّقُ فِيهِ العَدلُ وَيَتَّسِمُ أَهلُهُ بِالإِنصَافِ ، هُوَ المُجتَمَعُ القَادِرُ عَلَى تَحقِيقِ التَّقَدُّمِ وَبُلُوغِ القِمَّةِ في الحَضَارَةِ .
وَالسُّنَنُ الرَّبَّانِيَّةُ الَّتي جَعَلَهَا اللهُ في الكَونِ وَأَقَامَ عَلَيهَا حَيَاةَ الأُمَمِ ، لا تُحَابي أَحَدًا ، وَالنَّصرُ وَالتَّمكِينُ وَالعَيشُ بِسَلامٍ وَسَعَادَةٍ ، لا يُمكِنُ أَن يَتَحَقَّقَ وَالتَّظَالُمُ سَائِدٌ بَينَ أَفرَادِ الأُمَّةِ وَالظُّلمُ فَاشٍ في مُؤَسَّسَاتِهَا ، نَعَم ـ عِبَادَ اللهِ ـ مَا لم يُحَقِّقِ المُسلِمُونَ العَدلَ بَينَهُم وَيُنصِفْ كُلُّ فَردٍ مِنهُم مِن نَفسِهِ أَوَّلاً ، وَيَتَحَقَّقْ ذَلِكَ في مُجتَمَعِهِم فِكرًا وَسُلُوكًا وَشِعَارًا وَوَاقِعًا ، فَيُؤَدُّوا الأَمَاناتِ إِلى أَهلِهَا ، وَيُوَلُّوا المَسؤُولِيَّاتِ مَن يَتَحَمَّلُهَا وَيَحفَظُهَا ، وَيُحَاسِبُوا كُلَّ مُجَانِبٍ لِلصَّوَابِ وَيَرُدُّوا المُخطِئَ عَن خَطئِهِ ، وَيَقُولُوا لِلمُحسِنِ أَحسَنتَ وَلِلمُسيءِ أَسَأتَ ، وَيَجعَلُوا العَدلَ وَالإِنصَافَ مَحَلَّ المُكَابَرَةِ وَالخِلافِ ، فَلَن يَكُونَ لَهُم عِزٌّ وَلا تَمكِينٌ ، فَرَحِمَ اللهُ مَن أَنصَفَ وَعَدَلَ ، وَقَالَ بِالحَقِّ وَلم يُجَامِلْ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ خَشيَتَكَ في الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَنَسأَلُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ في الغَضَبِ وَالرِّضَا ، وَنَسأَلُكَ القَصدَ في الفَقرِ وَالغِنى ، وَنَسأَلُكَ نَعِيمًا لا يَنفَدُ ، وَنَسأَلُكَ قُرَّةَ عَينٍ لا تَنقَطِعُ ، وَنَسأَلُكَ الرِّضَا بَعدَ القَضَاءِ ، وَبَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ ، وَنَسأَلُكَ لَذَّةَ النَّظرِ إِلى وَجهِكَ الكَرِيمِ ، وَالشَّوقَ إِلى لِقَائِكَ ، مِن غَيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةٍ الإِيمَانِ وَاجعَلْنَا هُدَاةً مُهتَدِينَ .
المشاهدات 5154 | التعليقات 3

ملف الخطبة ( وورد )

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/العدل%20والإنصاف.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/العدل%20والإنصاف.doc


جزاك الله خير ياشيخنا ونفع بما كتبتم وقلتم.


جزاك الله خيرا