خطبة الجمعة 27 جمادى الأولى 1443هـ
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحمد لله اللطيف الخبير تفرد بالعز والكبرياء يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وأشهد ألا إله إلا الله (( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ))
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ))
عباد الله إذا أحاطت بالناس المخاوف واستحكمت عليهم الأمور فليس لهم إلا الله يلجؤون إليه ويدعونه ويسألونه كشف الكرب : (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ))
يسألون ربهم ويدعونه فيستجيب دعاءهم لكن لا بد من صدق اللجوء إلى الله والتوكل عليه سبحانه وإظهار الافتقار والحاجة إليه (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ))
فالخلائق فقراء إلى الله محتاجون إليه لا غنى لهم عن رحمته وفضله وجوده وكرمه يفزعون إليه عند النوائب ويهرعون إليه عند الشدائد سلاحهم الدعاء الذي يُستدفع به البلاء ويرد به شر القضاء وهل شيء أكرم على الله من الدعاء إنه العبادة العظيمة التي هي من أشرف العبادات وأجلها وأقربها إلى الله به تحيا القلوب وتُفرج الكروب وتُغاث اللهفات وتنزل البركات قال الله تعالى (( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) وقال سبحانه (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ) رواه الترمذي
قال ابن القيم رحمه الله : والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب وهو من أنفع الأودية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل . ا.ه
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم
الحمد لله مجيب دعوة المضطرين ومسبغ النعم على الخلق أجمعين وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمكم الله أن التوكل الصادق على الله هو الالتجاء إليه سبحانه بصدق وأن كل شيء بأمره سبحانه وتدبيره فالرزق بيد الله والغيث بيد الله والسحاب يجري بأمر الله وما علينا إلا بذل الأسباب والصدق مع الله (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ))
عباد الله أكثروا من الدعاء فهو سلاح المؤمنين الصادقين فادعوا ربكم من كل خير فهو سبحانه صاحب الجود والكرم خزائنه ملآى لا تعجزه النفقة يده سحاء الليل والنهار فأكثروا من دعائه فربنا قريب مجيب اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء إليك اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغث القلوب بالإيمان وأغث البلاد بالأمطار يا ذا الجلال والإكرام
هذا وصلُّوا وسلِّموا على نبيكم كما أمَرَكُم بذلكَ رَبُّكُمْ فقالَ تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وعن الصحابةِ والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين واحمِ حوزةَ الدين ودمِّر أعداء الدين اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا وهيِّئ له البِطانةَ الناصحة ووفِّقه ووليَّ عهده لما تُحبُّ وترضى يا ذا الجلال والاكرام رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المرفقات
1640865797_خطبة الجمعة الموافق 27 جمادى الأولى 1443هـ.pdf
1640865809_خطبة الجمعة الموافق 27 جمادى الأولى 1443هـ.docx