خطبة الجمعة 24 من شهر صفر 1443هـ بعنوان الكلمة الطيبة قصيرة ومختصرة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُه ونعوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنفسِنَا ومِنْ سَيّئَاتِ أعمالِنا مَنْ يهدِهِ اللهُ فلَا مُضِلّ لَهُ ومنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا
أمّا بعدُ فاتّقُوا اللهَ أَيُّهَا المؤمنونَ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون ))
عبادَ اللهِ حثَّ الشارعُ الحكيمُ على الكلمةِ الطيِّبةِ لما لها من الأثرِ الحَسَنِ في حياةِ النَّاسِ وخاصةً إذا خرجتْ من قلبٍ مفعمٍ بالإيمانِ يُحبُّ الخيرَ للآخرينَ قالَ الله تعالى (( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )) يَقُولُ الشَّيخُ ابنُ سُعْدِي رَحِمَهُ اللهُ ومِنَ القولِ الحسنِ أمْرُهم بالمعروفِ ونهيُهم عن المنكرِ وتعليمُهم العلمَ وبذلُ السلامِ والبشاشةُ وغيرُ ذلك من كلِّ كلامٍ طيبٍ ولما كانَ الإنسانُ لا يسعُ الناسَ بمالِه أُمِرَ بأمرٍ يقدرُ بِه على الإحسانِ إلى كلِّ مخلوقٍ وهو الإحسانُ بالقولِ ا.هـ
والكلمةُ الطيبةُ هي كلُّ ذكرٍ للهِ تعالى وتسبيحٍ وتهليلٍ وتكبيرٍ وحمدٍ ودعاءٍ وشكرٍ وثناءٍ وعلمٍ نافعٍ وتلاوةِ قرآنٍ ونصيحةٍ نافعةٍ وغيرُ ذلكَ من الأقوالِ الطيبةِ النافعةِ وهيَ جوابٌ حسنٌ وردٌّ لطيفٌ وَأَحَقُ النَّاسِ بالكلمةِ الطيبةِ الوالدانِ (( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )) فَهُمَا المستحقانِ دائمًا لكلِّ قولٍ حسنٍ ودعاءٍ طيبٍ ومثلُها الكلمةُ الطيبةُ التي تكونُ بينَ الزوجينِ من كلامٍ حسنٍ يزيدُ في المودةِ والرحمةِ بينهمَا بدلاً عن سيءِّ القولِ والكلامِ القبيحِ ومثلُ ذلك الكلمةُ الطيبةُ تكونُ بينَ الإخوةِ والأخواتِ والأقاربِ والأرحامِ وبينَ الجارِ وجيرانِه وبين المديرِ وموظفِيه والمعلمِ وتلاميذِه وبين العمَّالِ وكفلائِهم وبين الباعةِ والمشترِين أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ (( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ))
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ النبيِّ الأمينِ صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين أما بعدُ فاتَّقوا اللهَ أيُّها المؤمنون واعلموا أنَّ للكلمةِ الطيبةِ آثارًا حسنةً ومن ذلك أنَّها دليلٌ على صلاحِ القلبِ وقوةِ الإيمانِ وأنَّها سببٌ في محبةِ النَّاسِ لقائِلها
وأنَّها تَسرُّ السامعينَ وتُريحُ القلوبَ وتُحدِثُ أثرًا طيبًا في نفوسِهِم
وأنَّها تُؤلِّفُ القلوبَ وتُصلحُ النفوسَ وتَجمعُ الشملَ وتَزيدُ الترابطَ وتُقرَّبُ الأباعدَ وتُحبِّبُ بينَ المتباغضينَ وتُذِهبُ أحقادَ الصدورِ وتُعينُ على إصلاحِ ذاتِ البينِ
وأنَّها تُذهبُ الحُزْنَ وتُزيلُ الغضبَ وتُشعِرُ قائلَها وسامعَها بالرضَا والسعادةِ لا سيِّما إذا رافَقَتْها ابتسامةٌ صادقةٌ
وأنَّها تُثمرُ الأقوالَ الطيبةَ والأعمالَ الصالحةَ
وأنَّها تَكونُ سببًا في فتحِ أبوابِ الخيرِ وغَلقِ أبوابِ الشرِّ
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأكثروا من الكلامِ الطيِّبِ فإن لذلكَ الأثرَ الجميلَ في حياتِكم وسبيلاً إلى مرضاتِ ربِّكم ودخولِ جنَّتهِ هذا وصلُّوا وسلِّموا على النَّبي المصطفَى والرَّسُولِ المجتبى فَقَد أمَرَكُم بذلكَ رَبُّكُمْ فقالَ تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وعن الصحابةِ والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين واحمِ حوزةَ الدين ودمِّر أعداء الدين اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ ووفِّقه ووليَّ عهده لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ عباد الله اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون