خطبة الجمعة 2 شعبان ( شعبان فضائل وبدع ) + تعليق على القرارات الملكية

محمد آل مداوي
1438/07/29 - 2017/04/26 10:31AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
عباد الله :
اتقوا الله تعالى, واستعدوا قبل الموت لما بعد الموت ,
أيها المسلمون :
لقد فضل الله تعالى بعض الأزمنة على بعض , وجعل لها من المزايا ما يحث المؤمن على الحرص على استغلالها , وإن من هذه الأزمنة : شهر شعبان , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصوم في شهر شعبان , وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : ( مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلاً بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ ) رواه الترمذي والنسائي
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : ( مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ ) وعن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )
فأعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام، وتعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع فأحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ترفع أعماله إلى ربّ العالمين وهو صائم لأنَّ الصيام من الصبر، والصبر من أفضل الأعمال التي يحبها الله تعالى وبشر عليها بالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ . فشهر شعبان شهر كريم عظمَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإكثار فيه من الصيام، فحري بنا أن نعظمه وأن نكثر من صيامه كما جاء وصح عنه - صلى الله عليه وسلم
عباد الله : اختلف في الحكمة في إكثاره صلي الله عليه وسلم من صوم شعبان وقد ورد على لسان أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه قال : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"

ففى هذا الحديث بَيّنَ رسول الله صلي الله عليه وسلم الحكمة من إكثاره من الصيام فى شعبان فذكر لذلك أمرين :
1 - الأمر الأول : أن شعبان شهر يغفل الناس عن فضله ؛ لأنه يقع بين رجبٍ وهو شهر حرام يعرفه كل الناس ، وبين رمضان وفضله يعرفه الخاص والعام ، ومن هنا جاءت غفلة الناس عن فضل شعبان ، فيقَصِّرُون فى العبادة فيه ، رغم أنه عند الله عظيم ، فالرسول صلي الله عليه وسلم يصومه ليعبد الله فى زمن يغفل الناس عن العبادة فيه .

ومعلوم أن العبادة في وقت غفلة الناس يحبها الله تعالى ويثيب عليها أكثر من غيرها ؛ ولهذا كان ذكر الله تعالى في الأسواق وقت اللغط والبيع والشراء له اجر عظيم ، وكانت الصلاة في جوف الليل حين ينام الناس أفضل ألصلوات بعد الفرائض ، وكذلك كان الصبر في الجهاد حين انهزام الأصحاب له أجر عظيم ، ومنه الصدقة مع قلة الزاد، ومن هذا الباب كذلك أن للمتمسك بدينه في زمان الصبر أجر خمسين من الصحابة ومثل هذا كثير.

2 - الأمر الثانى : أن شهر شعبان ترفع فيه أعمال العباد ـ طول السنة - إلى الله فأحب أن ترفع إليه أعمالى وأنا صائم
3 – ثم اعلموا يا رعاكم الله أن اهل العلم قد أوردوا فوائد اخر غير هذين الأمرين وهي ان الحكمة في صيام شهر شعبان هي توطين النفس وتهيئتها للصيام ؛ لتكون مستعدة لصيام رمضان ، سهلا عليها أداؤه . فهو كالتمرين على الصيام حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة.
4 – وكذالك قالوا ان من الحكمة : في الصيام في شعبان وهي أنه يعقبه رمضان وصومه فرض , وليس فى رمضان مجال لصوم التطوع ، فكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شعبان تعويضا عما يفوته من التطوع في أيام رمضان .

وعلى ما سبق ذكره يتبين لنا دليل على فضل الصوم في شعبان ؛ ولهذا كان يكثر صلى الله عليه وسلم من الصيام فيه ، ولاشك أن الغرض من ذلك أن تقتدى به أمته صلي الله عليه وسلم وها نحن قد جاءتنا الفرصة الكبيرة والمنحة الجليلة ، وأنعم الله علينا بمجيء شهر شعبان الذي اهتم به سلفنا الصالح اهتماما عظيما ؛ إذ هو كالمقدمة لشهر رمضان المبارك ؛ولذلك كانوا يقضونه كله في أعمال رمضان كالصيام وقراءة القرآن وغيرها من العبادات ليحصل التأهب والاستعداد لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.

أيها الإخوة المسلمون: إن مما شاع عند بعض الناس تخصيصهم ليلة النصف من شعبان بالقيام، وتخصيص اليوم الخامس عشر من شعبان للصيام، والذي عليه جمهور السلف وعامتهم، أن ذلك مما لا أصل له، بل هو معدود من جملة البدع المنكرة، وعلى هذا فلا يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة وغيرها، ولا يجوز تخصيص يومها، أي اليوم الخامس عشر بالصيام، فكل ذلك بدعة منكرة لا أصل له في الشرع المطهر، بل هو مما أحدث في الإسلام بعد عصر الصحابة -رضوان الله عليهم-، والله -عز وجل- يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ، ويقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية أخرى: "من عمل ليس عليه أمرنا فهو رد".
أيها الإخوة المسلمون: من كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليبادر بقضائه إن كان قادرا على ذلك، فإنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان بغير عذر شرعي، نبهوا أهليكم وأسركم إلى وجوب المسارعة بالقضاء قبل دخول شهر رمضان.
نسأل الله سبحانه أن يبلغنا رمضان ونحن بصحة وعافية
بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة, ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة, قد قلت ما سمعتم, وأستغفر الله تعالى لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أما بعد:
حمداً لله حمدا وشكراً لله شكرا
أن منا علينا بماسمعناه بالأمس من قرارات حكيمة من رجل حكيم إنها قرارات ولي أمر هذه البلاد سلمان الحزم والعزم,, سلمان الهبات,, سلمان العطاءات ,, سلمان المكرمات حفظه ربي وبارك في عمره ومد في أجله ,, إنها القرارات التي كانت بلسماً شافيا أتت هذه القرارات لتقول إن أرض الحرمين الشريفين هي أرض التوحيد آمنةً مطمئنة رخاءً سخاء
وأن الإلتفاف مع ولاة الأمر والعلماء إنما هو دين فهنيئاً لشعب المملكة بولاة الأمر وهنيئاً لولاة الأمر بهذا الشعب النبيل
نعم عباد الله : الملك سلمان عرف بحبه لبلاده وشعبه كيف لا وهو ملك العدل والحزم في وطن العز والأمن ونحن لسنا من الشعوب الذين إن أُعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ,, لا وربي وإنما نحمد الله على هذه النعم , تتجدد النعم لنا في هذه البلاد وهذا بفضل الله عز وجل ثم إلتفافنا جمعياً حول ولاة أمورنا
عباد الله إننا نعيش في هذه البلاد التي بعث فيها أشرف الخلق ,, والقرآن نزل على أرضها وفيها الحرمين الشريفين
فحبنا لها هو عبادة ولولاة الأمر فيها بيعة في رقابنا ,, فلابد للعبد أن يشكر الله على ذالك وان يفرح بذالك قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا هو خير ممايجمعون
اللهم آمن وطننا وأوطان المسلمين اللهم وثبت الأرض من تحت أقدام جندنا
يارب العالمين سدد رميهم واجمع قلوبهم ووحد صفوفهم
ربنا واكبت عدوهم واضرب الظالمين بالظالمين واخرج عبادك أهل السنة منها سالمين
عباد الله : صلوا وسلموا ......


المشاهدات 1224 | التعليقات 0