خطبة الجمعة 19 من ذي الحجة 1444هـ الإشادة بنجاح الحج والحث على ذكر الله

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/12/18 - 2023/07/06 23:25PM
إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )) عِبَادَ اللهِ انْتَهَى مَوسِمُ الْحَجِّ لِهذَا العَام وَبِفَضْلِ اللهِ كَانَ حَجًّا نَاجِحًا نَحْمَدُ اللهَ عَلَى ذَلِكَ ونَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقْبَلَ مِنَ الْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ وَأَنْ يَجْزِيَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ خَيْرَ الجَزَاءَ عَلَى مَا قَدْمُوا مِنْ خَدَمَاتٍ تُذْكَرُ فَتُشْكَرُ
وَإِنَّهُ كَمَا أَكْرَمَ اللهُ الْحُجَّاجَ بِالْحَجِّ فَقَدْ أَنْعَمَ عَلَى غَيْرِهِمْ بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ وَيَسَّرَ لَهُمْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً فمَرَّتْ بِهِمْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ أفْضَلُ أيَّامِ الدُّنْيا عِنْدَ اللهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ عَرَفَةَ الَّذِي صِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ النَّحْرِ وَفِيهِ الأُضْحِيَةُ ثُمَّ تَوَالَتْ عَلَيهِمْ أيَّامُ التَّشْرِيقِ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَذَكَرُوا اللهَ وَحَمِدُوهُ وَشَكَرُوهُ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ فَعَلَينَا أَنْ نَفْرَحَ بِذَلِكَ كُلِّهِ (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )) وَنُكْثِرَ مِنْ حَمْدِ اللهِ وَشُكْرِهِ مَا أَجَدْرَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ نَسْتَمِرَّ عَلَى الطَّاعَةِ وأَنْ نَجْعَلَ الْحَيَاةَ كُلَّهَا للهِ كَمَا أَرَادَهَا سُبْحَانَهُ حَيْثُ قَالَ في مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ )) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ))
عِبَادَا اللهِ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ الحَجِّ إِقَامَةُ ذِكْرِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا فَذِكْرُ اللهِ مِنَ العِبَادَاتِ الجَلِيلَةِ بَلْ مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ بِمِثْلِهِ وَلَا شُرِعَتِ العِبَادَاتُ إِلَّا لِأَجْلِهِ فَجَمِيعُ العِبَادَاتِ إِنَّمَا شُرِعَتْ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى وَالذِّكْرُ أَيْسَرُ العِبَادَاتِ وَأجَلُّها وَأَفْضَلُهَا وَهُوُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شِيءٍ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) وَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِي قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( ألَا أُنَبْئُكُمْ بِخَيرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ وَخَيرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهَمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلى قَالَ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى )
وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ بَعْدَ قِرَاءَةِ القُرْآنِ قَولُ سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَهُنَّ البَاقَيَاتُ الصَّالِحَاتُ وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَومٍ مِائَةَ مَرَةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلُ زَبَدِ البَحْرِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَةَ إِلَّا بِاللهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ وَكَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللَّسَانِ ثَقَيلَتَانِ فِي المِيزَانِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ العَظِيم أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِينَنَا جَمِيعًا عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِه وَحُسْنِ عِبَادِتِهِ وَيَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُ الْحَمْدُ وَلَهُ الثَّناءُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) والذِّكْرُ هُوَ غِراسُ الجَنَّةِ وأهلُها يُلْهَمُونَ الذِّكْرَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ وَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِي قَالَ ﷺ : ( لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلةَ أُسرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنيَ السَّلامَ وَأَخْبِرْهُمْ أنَّ الجَنَّةَ طيِّبةُ التُّربَةِ عَذْبَةُ المَاءِ وَأَنَّهَا قَيْعَانٌ وَأنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ) وَذِكْرُ اللهِ وَصِيَةُ رَّسُولِ اللهِ ﷺ لِأَصْحَابِهِ فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِي أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ شَرَائِعَ الإسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبْثُ بِهِ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ) لا يزالُ لِسَانُكَ رطبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ وأخَذ ﷺ بِيَدِ مُعَاذٍ فَقَالَ ( يَا مُعَاذُ واللهِ إنِّي لَأُحِبُّكَ أُوْصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَلَا فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا فَإِنَّ ذِكْرَ اللهِ يُزِيلُ الهَمَّ وَالغَمَّ وَيَجْلِبُ الرِّزْقَ وَالفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَيَكْسُوَ الذَّاكِرَ المَهَابَةَ وَالنَّضَارَةَ ))الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) أَعَانَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادِتِهِ وَجَعَلَنَا جَمِيعًا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا والذَّاكِرَاتِ الَّذِينَ أَعَدَ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا
أَلَاْ وَصَلُّوْا وَسَلِمُواْ عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمًا ))إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَيَقُوْلُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) اَلْلَّهُمَّ صَلِ وَسَلِّمْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وزوجاته أمهات المؤمنين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ وَاَحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ وَاَجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1688674877_خطبة الجمعة الموافق 19 من شهر ذي الحجة لعام 1444هـ.pdf

1688674889_خطبة الجمعة الموافق 19 من شهر ذي الحجة لعام 1444هـ.docx

المشاهدات 585 | التعليقات 0