خطبة الجمعة 17 شوال 1445هـ شكر الله تعالى على نعمة الأمن
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
إِنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اَللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بعدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُم اللَّهُ احْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ واجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ الأَمْنِ وَالرَّخَاءِ وَالاِسْتِقْرَارِ فَالأَمْنُ مِنْ أَجَلِّ نِّعَمِ اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالَّتِي تَسْتَوْجِبُ مِنَّا الْحَمْدَ والشُّكرَ فَالأَمْنُ مِنْ أهمِّ متطلبات الْحَيَاة فَبِه تتحقَّقُ الحياةُ السعيدةُ ويحصُلُ الرَّخَاءُ والاِسْتِقْرَارُ وَتتحقَّقُ السَّلَامَةُ مِنْ الْفِتَنِ والشُّرُورِ لِذَا فَالْأَمْنُ نِعْمَةٌ كُبْرَى لَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلَّا مِنَ اكْتَوَى بِنَارِ فَقْدِهَا وَلنعتبر بِمَنْ حَولَنا مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي يَشِيعُ فِيهَا الظُّلْمُ والفَوضَى وَعَدَمُ الاِسْتِقْرَارُ وَلَا يَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَلا على أَعْرَاضِهِمْ ولا على مُمتَلَكَاتِهمْ بَلْ يَعِيشُونَ فِي خَوفٍ وَقَلَقٍ وتشريد وتدمير وسفك للدماء وانتهاك للأعراض ونهب للأموال والممتلكات نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَلْطُفَ بِهِمْ وَيُصْلِحَ أحوالهم ويولي عليهم خيارهم فَاحْمَدُوا اللهَ وَاشْكُرُوهُ وَاقَدُرُوا هَذِهِ اَلنِّعْمَةَ قَدْرَهَا فَإِنَّ تَعْدَادَ اَلنِّعَمِ مِمَّا يُوجِبُ شُكْرَهَا وَالْقِيَامَ بِحَقِّهَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) حِفْظِ اللَّهِ لبلادنا أَمّنَهَا وأمانها وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا وَحَفِظ لَهَا وَلَّاةَ أَمْرِهَا وَزَادَهُمْ عِزَةً وَتَوفِيقًا وَبَارَك فِي أَعْمَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ
عِبَادَ اللهِ وَمَنْ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَة بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ مِنْ نِعَمِةِ التَّوْحِيدِ وَالْأَمْنِ والرَّخَاءِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَرَغَدِ العَيشِ وَتَحْكِيمِ الشَّرِيعَةِ وَخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَقَاصِدِيهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِقَضَايَا الْمُسْلِمِين وَالْمَوَاقِفِ الْإِنْسَانِيَّةِ مُنْذُ تَأْسِيسِهَا يقولُ سَماحةُ الشيخِ ابنِ بازٍ رحمهُ اللهُ هذهِ الدَّولةُ السعوديةُ دَولةٌ مُباركةٌ نَصَرَ اللهُ بها الحقَّ ونَصَرَ بها الدِّينَ وجَمَعَ بها الكَلِمةَ وقَضَى بِهَا علَى أَسبابِ الفَسادِ وأَمَّنَ اللهُ بِهَا البِلادَ وحَصَلَ بها مِنَ النِّعَمِ العَظِيمةِ مَا لا يُحصِيهِ إلاَّ اللهُ فَيَجِبُ عَلَينَا الحِفَاظِ عَلَى أمْنِ بِلَادِنَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا ومُكْتَسَبَاتِهَا وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالدُّعَاءِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ حَفِظَهُمْ اللَّهُ بِالإِعَانَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ أَدِامَ اللهُ عَلَى بِلَادِنَا أَمْنَهَا وَرَخَاءَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا وَحَفِظَ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَزَادَهُمْ نَصْرًا وَتَوْفِيقاً وَأَيَّدَهُمْ بِالحَقِّ وَنَفَعَ بِهِمُ البِلَادَ والعِبَادَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشِّيطَانِ الرَّجِيمِ (( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحَمْدُ لِلهِ حَمْداً كَثِيراً كَمَا أَمَرْ وَأَشْكُرُهُ وَقَدْ تَأَذَنَ بِالزِيَادَةِ لِمَنْ شَكَرْ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَاماً لِمَنْ جَحَدَ بِهِ وَكَفَرْ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ السَّادِةِ الغُرَر أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ بلادَنَا تسيرُ على ما سارَ عليهِ سلفُ هذهِ الأمةِ من توحيدِ اللهِ وإخلاصِ العبادةِ له واجتماعِ الكلمةِ ووحدةِ الصفِّ وتعملُ على تقويةِ هذا الجانبِ وتقفُ بحزمٍ وقوةٍ ضدَّ كلَّ من يسعى إلى خلخلةِ الصفِّ وتفريقِ الكلمةِ فقد أَنَعمَ اللهُ على هذهِ البلادِ فوَّحدَ أهلَها بعد الفرقةِ وأطعمهُم بعدَ الجوعِ وأمَّنهُم بعد الخوفِ وأصبَحتْ بلادنَا منارًا للعلمِ والمعرفةِ واستخلفَ اللهُ عبادَه الموحدينَ فيهَا كما استخَلفَ الذينَ من قبلِهم ومكَّنَ لهم دينَهم الذي ارتضَى لهم وأبدلَهم من بعدِ خوفِهم أمنًا يعبدونَه لا يشركونَ به شيئًا وفتحَ اللهُ لعبادِه في بلادنَا خزائنَ الأرضِ لعلهُم يشكرونَ وانطلقتْ الدعوةُ الصافيةُ للتوحيدِ من هذِه البلادِ المباركةِ إلى مشارقِ الأرضِ ومغاربِها وهذَا كلُّه بفضلِ اللهِ وكرمِه على بلادِ التوحيدِ فاحمدُوا اللهَ عبادَ اللهِ على نعمةِ التوحيدِ واشكروه على نعمةِ اجتماعِ الكلمةِ ووحدةِ الصفِّ وكونُوا يدًا واحدةُ مع ولاةِ الأمرِ في السَّمع ِوالطَّاعةِ وحفظِ أمنِ البلادِ وإبعادِ كلِّ شرٍّ عنهَا
هذا وصلُّوا وسلِّموا رَحِمَكُم اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ مُحَمَّد ﷺ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ جلَّ وعلا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اَللَّهُمَّ أمِّنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))