خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/09/16 - 2023/04/07 02:08AM

الحمد لله جعل الصّيامَ جُنّة وسبيلاً موصلاً إلى الجنة
أحمد ربي وأشكره على ما هدى ويسّر وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وأشهد أنّ نبينا محمّدًا عبد الله ورسوله صلّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه وسلم تسليمًا
أمَّا بعد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (( ... وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))
عِبَادَ اللهِ لقد مضى نِصْفُ رمضانَ واكتملَ بَدرُهُ وليس بعد الكمالِ إلاَّ النُّقصانُ فَاغْتَنِمُوا فُرَصَاً تَمرُّ مرَّ السَّحابِ واجتهدوا فِي رَمَضَانَ فَأَحْسِنُوا فِيمَا بَقِيَ يُغفرْ لَكُمْ مَا قَدْ مَضَى وَمَا بَقِيَ يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا فِي الحديث القدسي ( يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ )
أَيُّهَاْ اَلإِخْوَةُ مَا أَسْرَعَ مُرُورَ شَهْرِ رَمَضَاْنَ كُنَّاْ بِالأَمْسِ نُهَنِّئُ بَعْضَنَاْ بِقُدُوْمِهِ شَهْرِ رَمَضَاْنَ وَنُبَاركَ نِعْمَةَ إِدْرَاْكِهِ واليوم مَضَىْ نِصْفُهُ وَبَقِيَ نِصْفُهُ اَلْآخَرِ بَلْ بَقِيَ أَفْضَلُهُ فَلْنَتَّقِ اَللهَ عِبَادَ اَللهِ وَخَاْصَةً فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ اَلْمُتَبَقِّيَةِ مِنْ رَمَضَاْنَ فَمَاْ هُوَ إِلَّاْ كَمَاْ قَاْلَ تَعَاْلَىْ (( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ (( وَقَدْ مَضَىْ شَطْرٌ مِنْهَا فَلْنُحَاْسِبَ أَنْفُسَنَا وَلْنَتَدَاْرَكَ تَقْصِيْرَنَا جاء في الحديث قال ( مَنْ أَحْسَنَ فِيْمَاْ بَقِيَ غُفِرَ لَهُ مَاْ مَضَىْ وَمَنْ أَسَاْءَ فِيْمَاْ بَقِيَ أُخِذَ بِمَاْ مَضَىْ وَمَاْ بَقِيَ )
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ إِنَّ شَهْرَ رَمَضَاْنَ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنْ شُهُوْرِ اَلْعَاْمِ وَلَكِنَّهُ لَاْ يَكُوْنَ كَذَلِكَ إِلَّاْ لِمَنْ قَدَرَ لَهْ قَدْرَهُ وَقَاْمَ بِمَاْ شَرَعَ لَهُ رَبُّهُ تَعَالَى اَلَّذِيْ يُزَيِّنُ جَنَّتَهُ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَيَقُوْلُ ( يُوْشِكُ عِبَاْدِيْ اَلْصَّاْلِحُوْنَ أَنْ يُلْقُوْا عَنْهُمُ اَلمَؤُوْنَةَ وَاَلأَذَىْ وَيَصِيْرُوْا إِلَيْكِ )
فَلْنَحْرِصْ أَيُّهَا اَلإِخْوَةُ عَلَىْ مَاْ تَبَقَّىْ مِنْ شَهْرِنَاْ فَلِلهِ تعالى عُتَقَاْءَ مِنَ اَلْنَّاْرِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَاْنَ وَيَغْفِرُ اللهُ لِلْصَّاْئِمِيْنَ فِيْ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَاْنَ وَتَسْتَغْفِرُ اَلْمَلَاْئِكَةُ لِلْصَّاْئِمِيْنَ حَتَّىْ يُفْطِرُوْا وَتُصَفَّدُ فَيْهِ اَلْشَّيَاْطِيْنُ وَتُفَتَّحُ فَيْهِ أَبْوَاْبُ اَلْجَنَّةِ وَتُغَلَّقُ أَبْوَاْبُ اَلْنَّاْرِ وَمَنْ فَطَّرَ صَاْئِمَاً كَاْنَ لَهُ مِثْلُ أُجْرِهِ وَاَلْعُمُرَةُ فَيْهِ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَ اَلْنَّبِيْ ﷺ وَمَنْ قَاْمَ مَعَ إِمَاْمِهِ فِي صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ حَتَّىْ يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قَيَاْمُ لَيْلَةٍ كَاْمِلَةٍ وَفَيْهِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ اَلَّتِيْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ )) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (( فَلنَحْرِصْ عَلَىْ اِسْتِغْلَاْلِ شهر رمضان
أَسْأَلُ اَللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنا فِيْ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ اَلْمُبَاْرَكِ مِنْ عُتَقَاْئِهِ مِنْ اَلْنَّاْرِ إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ .
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَا
عباد الله هذا شهركم قد انتصف بل زاد فأكثروا من الزاد وأكثروا من التوبة والاستغفار واجتهدوا في زيادة الطاعات فقد دنت العشر المباركات فهي والله خير ليال العام وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها لما فيها من خير عظيم وشرف كبير وكان يخلط النوم بالقيام فإذا دخلت العشر أيقظ أهله وشد المئزر وأحيا ليله وكان يعتكف عليه الصلاة والسلام في المسجد وهو سنة تتأكد في رمضان لا سيما في العشر الأخيرة من رمضان فاعرفوا لهذه العشر فضلها ففيها ليلة خير من ألف شهر يقول عليه الصلاة والسلام ( فمن حرم خيرها فقد حرم ) رواه النسائي وحافظوا على التراويح والقيام فقد قال عليه الصلاة والسلام (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليله )
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

 

المشاهدات 2020 | التعليقات 0