خُطْبَةُ الجُمُعَةِ يَومَ العِيدِ 1444هـ

مبارك العشوان 1
1444/10/01 - 2023/04/21 02:47AM

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ  وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب 70 - 73]

عِبَادَ اللهِ: لِنَشْكُرِ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا لَا نُحْصَي مِنَ النِّعَمِ لِنَشْكُرْهُ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلَامِ؛ وَإِتْمَامِ الصِّيَامِ، وَتَيْسِيرِ القُرْآنِ وَالقِيَامِ؛ لِنَشْكُرْهُ تَعَالَى وَلْنَفْرَحْ بِعِيدِنَا، وَلْنَظْهِرِ السُّرُورَ، وَلْنَنْشُرِ المَوَدَّةَ بَيْنَ الجَمِيعِ؛ لَيْسَ الأَقَارِبَ فَحَسْبُ، بَلِ المَوَدَّةُ لِلْجَمِيعِ، العِيدُ لِلْجَمِيعِ، الِابْتِسَامَةُ وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ لِلْجَمِيعِ؛ السَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ المُسْلِمِينَ؛ مَنْ عَرَفْنَا مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ نَعْرِفْ؛ وَبِذَلِكَ تَقْوَى المَحَبَّةُ؛ وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ) رواه مسلم.

عِبَادَ اللهِ: مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ شَحْنَاءٌ؛ مَنْ كَانَ قَاطِعًا لِرَحِمِهِ؛ مَنْ كَانَ هَاجِرًا لِأَحَدٍ؛ جَاءَكُمُ العِيدُ فَتَصَافَوا وَتَصَالَحُوا، وَتَوَادُّوا وَلَو قُوبِلْتُمْ بِالغِلْظَةِ وَالجَفَاءِ عِنْدَ ذَلِكَ أَبْشِرُوا.

جَاءَ رَجُـلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَـالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيؤُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 

نَفَعَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ كِتَابِهِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أَمَّا بَعْدُ:

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: ( أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ )

دَوَامُ الطَّاعَةِ عَمَلٌ يُحِبُّهُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا؛ وَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ؛ فَازَ بِالآخِرَةِ وَالأُوْلَى؛ جَاءَ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: (... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) رواه البخاري  

لَا يَكُنْ رَمَضَانُ آخِرُ عَهْدِنَا بِالصِّيَامِ؛ هُنَاكَ صِيَامُ السِّتِّ جَاءَ فِيهَا: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) رواه مسلم

وَهُنَاكَ صِيَامُ عَرَفَةَ، وَعَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهر وَالِاثْنَينِ وَالخَمِيسِ، وَغَيرِ ذَلِكَ.

وَلَا يَكُنْ رَمَضَانُ آخِرَ عَهْدِنَا بِتِلَاوَةِ القُرآنِ، وَلَا التَّرَاوِيْحُ آخِرَ عَهْدِنَا بِقِيَامِ اللَّيلِ.

عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ أَلِفَتِ النُّفُوسُ الطَّاعَاتِ فِي رَمَضَانَ وَاسْتَوْحَشَتْ مِنَ المَعَاصِي؛ فَهِيَ فُرْصَةٌ لِلاسْتِمْرَارِ؛ وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يَزْهَدَ أَحَدُنَا فِي القُرُبَاتِ، وَيَتَجَرَّأَ عَلَى المُحَرَّمَاتِ لِانْقِضَاءِ رَمَضَانَ.

فَاللهَ اللهَ فِي لُزُومِ الطَّاعَةِ، وَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ المَعْصِيَةِ. 

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَاءِ الدِّيْنِ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

1682034397_خطبة الجمعة يوم العيد 1444.pdf

1682034412_خطبة الجمعة يوم العيد 1444.doc

المشاهدات 1274 | التعليقات 0