خطبة الجمعة : ميلاد الحبيب
عبدالله المؤدب البدروشي
1431/03/17 - 2010/03/03 15:19PM
خطبة الجمعة :..ميلاد الحبيب.. للإمام الشيخ : عبدالله المؤدب البدروشي .. الخطيب بالجامع الكبير...شنني قابس
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى والحق المبين..فأكمل بفضله هذا الدين..وأتم نعمته على المؤمنين..أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. شهادة المخلصين له الدين شهادة العاملين بشرعه المتين.. وأشهد أن سيدنا و حبيبنا محمدا عبده و رسوله.. نبي أخلص لهذا الدين وأحب المؤمنين .. وأرشدنا لما فيه الخير والعز و التمكين ..اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين .. وارض اللهم على آله الأطهرين..وعلى صحابته الغر الميامين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد... إخوة الإيمان و العقيدة..
ماذا أقول للحبيب..في يوم ميلاد الحبيب..صلى الله عليه وسلم..وهو الذي جلس إلى أصحابه يوما وقال.. وددت لو أني رأيت أحبابي.. قالوا يا رسول الله ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي..قالوا فمن أحبابك يا رسول الله.. قال أحبابي قوم يأتون بعدي..يؤمنون بي.. ولم يروني ..أنا إليهم بالأشواق.. { رواه الإمام السيوطي في جامع الأحاديث}و بالأشواق نلقاك يا رسول الله..و بالأشواق نتبع سنتك و هديك.. و بالأشواق نفخر بالدين الذي أنرت به الكائنات.. هذا الحبيب.. حمله شوقه إلى هذه الأمة..إلى الحنين إليها مرة بعد مرة.. فبينما هو جالس بين الصحابة يوما.. قال لهم .. والحديث عند الإمام مسلم.. : وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا .. قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ .. أَنْتُمْ أَصْحَابِي.. وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ .. فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.. فَقَالَ أَرَأَيْـتم لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَة.. بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ.. أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ .. قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ.. وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ..أنا منتظرهم عند الحوض ..أنا مستقبلهم على الحوض.. ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب.. وهو الذي أقسم بالله.. متمنيا عليه ..أن تبلغ أمته شطر أهل الجنة.. يقول الصحابي أبو سعيد الخدري و الحديث من صحيح الإمام مسلم.. قال صلى الله عليه وسلم.. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا { والحمد هنا دليل الرضا ..و التكبير رغبة في الزيادة.. الحمد لله والله أكبر.. الحمد لله على ما أعطى ..و الله أكبر رغبة في المزيد} ثُمَّ قَالَ .. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ .. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ..المتمني على الله.. هو حبيب الله.. والله جل و علا يرفع له أمنيته..و يحققها بإذنه واقعا يحياه.. ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب.. وقد أخبر أمته و الحديث في الصحيحين.. و اللفظ لمسلم..فقال صلى الله عليه وسلم.. لِكُلِّ نَبِيّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ.. فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ ..وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. فَهِي نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا .. فمن قال من هذه الأمة..لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فإن مصيره إلى الجنة بإذن الله جل وعلا.. و شفاعة الرسول ص.. وهو صاحب الشفاعتين..الشفاعة العظمى..يشفع فيها لجميع خلق الله..و شفاعة الأمة..وهي خاصة بالمسلمين من أمته..في ذلك اليوم العظيم.. الذي قال في حقه رب العرش العظيم.. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى .. وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.نعم. يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا.. وهذا زمن الأمد البعيد.. الآن ..زمن الأمد البعيد..تستطيع النفس أن تمحو السوء بتوبة.. تستطيع النفس أن تغيّر السيئة حسنة.. بكلمة خير.. و بكلمة حق.. قبل فوات الأوان.. يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ.. وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ..في ذلك اليوم المديد..يوم تتمدد الساعة إلى ملايين الساعات .. وتتمطى السنة إلى ألاف السنوات.. في يوم قال عنه خالق الخلق..جل جلاله..فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ..يطول على الناس الحشر..وهم في شدة من زحام..والشمس فوق الرؤوس..و العرق إلى الأذقان.. فيبحثون عن أهل المكانة عند الله..يبحثون عن الرسل.. جاء في الصحيحين..وغيرها..قول الحبيب صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَيَأْتُونِى فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ.. فَأَقُولُ أَنَا لَهَا.. حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى.. فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِى غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ.. فَآتِى بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ فَيُقَالُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ. فَيُفْتَحُ لِى..و تتزاحم الأمة.. وإن لدار المتقين ثمانية أبواب ، ما بين مصراعي كل باب مسيرة أربعين سنة ، والله ليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام.. ثمّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا ..فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ.. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي .. يَا رَبِّ أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ ذرة مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ .. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ.. ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ..
ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب..و قد خص بلادنا و بلاد الشمال الإفريقي.. ببشارة نحياها في حاضرنا..و سوف تبقى عليها أجيالنا إلى يوم القيامة.. الحديث من صحيح الإمام مسلم.. قال رسول الله ص.. لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.. فهنا إذا حل الإيمان في القلوب حل بحق..وإذا اختلج الدين في الأعماق غمرها بحق.. وهنا تصفو العقيدة .. ونحن أهل الغرب يا رسول الله.. نحب الله من غير حد..و نحبك يا رسول الله من غير عد.. و إننا في هذا اليوم العظيم.. نقدم لك الولاء.. نحن أتباعك يا رسول الله..نحن على منهجك وهديك يا رسول الله.. نحن على دين الإسلام العظيم.. نسأل الله أن يلهمنا المزيد من ذكره.. وأن يوفقنا إلى طاعته و حسن عبادته..وأن يجمعنا بك عند حوضك .. وأن يجعلك شفيعنا وقائدنا إلى جنات النعيم....اللهم صل على حبيبنا عدد خلقك ..وصل على سيدنا زنة عرشك.. وصل على رسولنا عدد ذرات مداد كلماتك..اللهم وابعثه المقام المحمود الذي وعدته..وارض اللهم على آله الأطهار .. وعلى صحابته الأخيار.. وعنا معهم برحمتك يا عزيز و ياغفار..
أقول قولي هذا ..و أستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم
الخطبة الثانية
إن الحمد لله.. نحمده و نستعينه و نستغفره و نرجو رضاه.. ونسأله سبحانه وتعالى ..أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها..و خير أيامنا يوم نلقاه.. و نشهد ان سيدنا محمدا رسول الله..و رضيه و حبيبه و مصطفاه.. صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من والاه..
اما بعد ... أيها المؤمنون و المؤمنات عباد الله
في مجلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رأى أحد أصحابه مهموما محزونا .. فسأله عن سبب ما به من هم و حزن .. فقال ذلك الرجل: يا رسول الله ..إنك لأحب إليّ من نفسي.. وإنك لأحب إليّ من ولدي.. وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك.. و إذا ذكرت موتي و موتك,عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ..وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك.. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم..
فمن يا ترى سيرد عليه.. سيتكفل خالق الخلق بالمهمة ..الله جل جلاله.. أرسل على جناح السرعة..أمين وحيه جبريل ع.. يحمل الرد الكافي و الجواب الشافي..بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.. قال له يا محمد.بشـّر هذا الصحابي ..وبشـّر كل مؤمن و مؤمنة الى يوم الدين.. بقول الله تبارك وتعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.. مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.. فطاعة الله..جل وعلا.وطاعة رسول الله..صلى الله عليه وسلم.. هي الفوز و النجاح ..في الحياة الدنيا و في الآخرة..
اللهم اجعلنا من عبادك الطائعين.. وألهمنا العمل بكتابك المبين..ووفقنا للسير على منهج الصادق الأمين.. اللَّهُمَّ اجْعَلْنا أنخْشَاكَ كَأَنّنا نرَاكَ ، وَ أَسْعِدْنا بِتَقْوَاكَ ، وَلَا تُشْقِنا بِمَعْصِيَتِكَ ، وَ الطف بنا فِي قَضَائِكَ ، وَ بَارِكْ لنا فِي قَدَرِكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَانا فِي أنَفْسِنا ، وَ الْيَقِينَ فِي قَلْوبِنا ، وَ الْإِخْلَاصَ فِي أَعمَالِنا ، وَ النُّورَ فِي أبصَارِنا ، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِنا ، اللهم بفضلك ارحمنا ..و بحفظك أكرمنا..و بعفوك عافنا واعف عنا..اللهم ارحم آباءنا و أمهاتنا.. واجعلنا و إياهم عندك من المقبولين.. و برضوانك من الفائزين..اللهم صل على محمد سيد الأولين و الآخرين.. وارض اللهم على آله و أصحابه الطاهرين.. واجعله شفيعنا و قائدنا يوم الدين.. وأسكنا جواره في أعلى عليين..يا ارحم الراحمين, يا خالق الخلق أجمعين ، يَاحَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يَا رَجَاءَ الْمُذْنِبِينَ ، يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْعَابِدِينَ , يا جليس الذاكرين..يا مجيب السائلين.. نسألك اللهم عزة و رفعة للإسلام و المسلمين.. وذلا و خذلانا لكل من يحارب هذا الدين.. وفرجا قريبا لإخواننا فوق أرض فلسطين..
اللهم أمنا في دورنا..ووفق إلى الخير و الصلاح ولاة أمورنا.. واجعل اللهم بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى والحق المبين..فأكمل بفضله هذا الدين..وأتم نعمته على المؤمنين..أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. شهادة المخلصين له الدين شهادة العاملين بشرعه المتين.. وأشهد أن سيدنا و حبيبنا محمدا عبده و رسوله.. نبي أخلص لهذا الدين وأحب المؤمنين .. وأرشدنا لما فيه الخير والعز و التمكين ..اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين .. وارض اللهم على آله الأطهرين..وعلى صحابته الغر الميامين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد... إخوة الإيمان و العقيدة..
ماذا أقول للحبيب..في يوم ميلاد الحبيب..صلى الله عليه وسلم..وهو الذي جلس إلى أصحابه يوما وقال.. وددت لو أني رأيت أحبابي.. قالوا يا رسول الله ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي..قالوا فمن أحبابك يا رسول الله.. قال أحبابي قوم يأتون بعدي..يؤمنون بي.. ولم يروني ..أنا إليهم بالأشواق.. { رواه الإمام السيوطي في جامع الأحاديث}و بالأشواق نلقاك يا رسول الله..و بالأشواق نتبع سنتك و هديك.. و بالأشواق نفخر بالدين الذي أنرت به الكائنات.. هذا الحبيب.. حمله شوقه إلى هذه الأمة..إلى الحنين إليها مرة بعد مرة.. فبينما هو جالس بين الصحابة يوما.. قال لهم .. والحديث عند الإمام مسلم.. : وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا .. قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ .. أَنْتُمْ أَصْحَابِي.. وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ .. فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.. فَقَالَ أَرَأَيْـتم لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَة.. بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ.. أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ .. قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ.. وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ..أنا منتظرهم عند الحوض ..أنا مستقبلهم على الحوض.. ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب.. وهو الذي أقسم بالله.. متمنيا عليه ..أن تبلغ أمته شطر أهل الجنة.. يقول الصحابي أبو سعيد الخدري و الحديث من صحيح الإمام مسلم.. قال صلى الله عليه وسلم.. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا { والحمد هنا دليل الرضا ..و التكبير رغبة في الزيادة.. الحمد لله والله أكبر.. الحمد لله على ما أعطى ..و الله أكبر رغبة في المزيد} ثُمَّ قَالَ .. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ .. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ..المتمني على الله.. هو حبيب الله.. والله جل و علا يرفع له أمنيته..و يحققها بإذنه واقعا يحياه.. ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب.. وقد أخبر أمته و الحديث في الصحيحين.. و اللفظ لمسلم..فقال صلى الله عليه وسلم.. لِكُلِّ نَبِيّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ.. فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ ..وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. فَهِي نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا .. فمن قال من هذه الأمة..لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فإن مصيره إلى الجنة بإذن الله جل وعلا.. و شفاعة الرسول ص.. وهو صاحب الشفاعتين..الشفاعة العظمى..يشفع فيها لجميع خلق الله..و شفاعة الأمة..وهي خاصة بالمسلمين من أمته..في ذلك اليوم العظيم.. الذي قال في حقه رب العرش العظيم.. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى .. وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.نعم. يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا.. وهذا زمن الأمد البعيد.. الآن ..زمن الأمد البعيد..تستطيع النفس أن تمحو السوء بتوبة.. تستطيع النفس أن تغيّر السيئة حسنة.. بكلمة خير.. و بكلمة حق.. قبل فوات الأوان.. يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ.. وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ..في ذلك اليوم المديد..يوم تتمدد الساعة إلى ملايين الساعات .. وتتمطى السنة إلى ألاف السنوات.. في يوم قال عنه خالق الخلق..جل جلاله..فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ..يطول على الناس الحشر..وهم في شدة من زحام..والشمس فوق الرؤوس..و العرق إلى الأذقان.. فيبحثون عن أهل المكانة عند الله..يبحثون عن الرسل.. جاء في الصحيحين..وغيرها..قول الحبيب صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَيَأْتُونِى فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ.. فَأَقُولُ أَنَا لَهَا.. حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى.. فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِى غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ.. فَآتِى بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ فَيُقَالُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ. فَيُفْتَحُ لِى..و تتزاحم الأمة.. وإن لدار المتقين ثمانية أبواب ، ما بين مصراعي كل باب مسيرة أربعين سنة ، والله ليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام.. ثمّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا ..فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ.. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي .. يَا رَبِّ أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي.. فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ ذرة مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ .. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ.. ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ..
ماذا أقول للحبيب.. في يوم ميلاد الحبيب..و قد خص بلادنا و بلاد الشمال الإفريقي.. ببشارة نحياها في حاضرنا..و سوف تبقى عليها أجيالنا إلى يوم القيامة.. الحديث من صحيح الإمام مسلم.. قال رسول الله ص.. لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.. فهنا إذا حل الإيمان في القلوب حل بحق..وإذا اختلج الدين في الأعماق غمرها بحق.. وهنا تصفو العقيدة .. ونحن أهل الغرب يا رسول الله.. نحب الله من غير حد..و نحبك يا رسول الله من غير عد.. و إننا في هذا اليوم العظيم.. نقدم لك الولاء.. نحن أتباعك يا رسول الله..نحن على منهجك وهديك يا رسول الله.. نحن على دين الإسلام العظيم.. نسأل الله أن يلهمنا المزيد من ذكره.. وأن يوفقنا إلى طاعته و حسن عبادته..وأن يجمعنا بك عند حوضك .. وأن يجعلك شفيعنا وقائدنا إلى جنات النعيم....اللهم صل على حبيبنا عدد خلقك ..وصل على سيدنا زنة عرشك.. وصل على رسولنا عدد ذرات مداد كلماتك..اللهم وابعثه المقام المحمود الذي وعدته..وارض اللهم على آله الأطهار .. وعلى صحابته الأخيار.. وعنا معهم برحمتك يا عزيز و ياغفار..
أقول قولي هذا ..و أستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم
الخطبة الثانية
إن الحمد لله.. نحمده و نستعينه و نستغفره و نرجو رضاه.. ونسأله سبحانه وتعالى ..أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها..و خير أيامنا يوم نلقاه.. و نشهد ان سيدنا محمدا رسول الله..و رضيه و حبيبه و مصطفاه.. صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من والاه..
اما بعد ... أيها المؤمنون و المؤمنات عباد الله
في مجلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رأى أحد أصحابه مهموما محزونا .. فسأله عن سبب ما به من هم و حزن .. فقال ذلك الرجل: يا رسول الله ..إنك لأحب إليّ من نفسي.. وإنك لأحب إليّ من ولدي.. وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك.. و إذا ذكرت موتي و موتك,عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ..وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك.. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم..
فمن يا ترى سيرد عليه.. سيتكفل خالق الخلق بالمهمة ..الله جل جلاله.. أرسل على جناح السرعة..أمين وحيه جبريل ع.. يحمل الرد الكافي و الجواب الشافي..بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.. قال له يا محمد.بشـّر هذا الصحابي ..وبشـّر كل مؤمن و مؤمنة الى يوم الدين.. بقول الله تبارك وتعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.. مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.. فطاعة الله..جل وعلا.وطاعة رسول الله..صلى الله عليه وسلم.. هي الفوز و النجاح ..في الحياة الدنيا و في الآخرة..
اللهم اجعلنا من عبادك الطائعين.. وألهمنا العمل بكتابك المبين..ووفقنا للسير على منهج الصادق الأمين.. اللَّهُمَّ اجْعَلْنا أنخْشَاكَ كَأَنّنا نرَاكَ ، وَ أَسْعِدْنا بِتَقْوَاكَ ، وَلَا تُشْقِنا بِمَعْصِيَتِكَ ، وَ الطف بنا فِي قَضَائِكَ ، وَ بَارِكْ لنا فِي قَدَرِكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَانا فِي أنَفْسِنا ، وَ الْيَقِينَ فِي قَلْوبِنا ، وَ الْإِخْلَاصَ فِي أَعمَالِنا ، وَ النُّورَ فِي أبصَارِنا ، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِنا ، اللهم بفضلك ارحمنا ..و بحفظك أكرمنا..و بعفوك عافنا واعف عنا..اللهم ارحم آباءنا و أمهاتنا.. واجعلنا و إياهم عندك من المقبولين.. و برضوانك من الفائزين..اللهم صل على محمد سيد الأولين و الآخرين.. وارض اللهم على آله و أصحابه الطاهرين.. واجعله شفيعنا و قائدنا يوم الدين.. وأسكنا جواره في أعلى عليين..يا ارحم الراحمين, يا خالق الخلق أجمعين ، يَاحَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يَا رَجَاءَ الْمُذْنِبِينَ ، يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْعَابِدِينَ , يا جليس الذاكرين..يا مجيب السائلين.. نسألك اللهم عزة و رفعة للإسلام و المسلمين.. وذلا و خذلانا لكل من يحارب هذا الدين.. وفرجا قريبا لإخواننا فوق أرض فلسطين..
اللهم أمنا في دورنا..ووفق إلى الخير و الصلاح ولاة أمورنا.. واجعل اللهم بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين