خطبة الجمعة الموافق 30 ربيع الأول 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/03/29 - 2021/11/04 19:13PM

الْحَمْدُ للهِ خَلقَ الخلْقَ ودبَّرَ أَمْرَهُم وكَفَل أقواتَهُم وأرزاقَهُم نحمَدُه على ما أَعطَى ونشكُرُه على ما أَوْلى وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لَه تَبَارَكَ اسْمُه وتعَالى جَدُّه ولا إلهَ غَيرُه وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُهُ بعَثَه بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ وأتباعِهِ إلى يومِ الدِّينِ أمَّا بَعدُ  فاتَّقوا اللهَ وأطِيعُوه واعْلَموا أنَّه سُبْحَانَهُ مَالِكُ المُلكِ ومُدبِّرُ الأمرِ ورَازقُ كُلِّ حَيٍّ (( وَمَا مِن دَابَةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا ))

جاءَ حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ فَسَألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَالاً فأعْطَاهُ ثُمَّ سأَلَه فأعطَاهُ ثُمَّ سأَلَه فأعْطَاه ثُمَّ قَالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى )  فَالبَركةُ مِنَّةٌ مِنَ اللهِ فَإِذَا بَارَكَ لِلإِنسَانِ في العُمُرِ أَطَالَهُ عَلَى طَاعتِهِ وإذا بارَكَ في العِلْمِ قَادَه للعَمَلِ والْخَشيَةِ

وإذَا بارَكَ لِلإِنسَانِ في عَملِهِ الصَّالِحِ يَجِدُ قوَّةً ونَشَاطاً وَهِمَّةً وإذا بَاركَ لَهُ في صِّحَّتِهِ متَّعَهُ بِكَامِلِ قِوَاهُ الجِسْمِيةِ وَالعَقْلِيةِ وإذا بارَكَ لَهُ في مَالِهِ نَمَّاهُ وكثَّرَهُ وأَصْلَحَهُ وثَمَّرَهُ ورَزَقَ صَاحِبَهُ القَنَاعَةَ بهذَا المَالِ ولَم يُشْقِهِ بهِ ووفَّقَهُ لصَرفِهِ في أُمورِ الْخيرِ وأَبوابِ الطَّاعَاتِ وعلى ما يُدْخِلُ السُّرورَ عليهِ ويُبهِجُهُ وإذا بارَكَ لَهُ في الأولادِ رُزِقَ بِرَّهُم ودُعَاءَهُم وَصَلَاحَهُم وإذا بارَكَ لَهُ في الزَّوجةِ أقرَّ بها عَينَهُ إنْ نظرَ إليها سَرَّتْهُ وإنْ غابَ عنها حَفِظَتْهُ

نسألُ اللهَ جَلَّ وعَلا بأسمائِهِ الحُسنَى وصِفَاتِه العُلَى أنْ يُبارِكَ لنَا في أسْماعِنا وأبصارِنا وقُوَّتِنَا وأزوَاجِنَا وذُرياتِنَا وأموَالِنَا وأنْ يَجعلَنَا مُبارَكِينَ أينَمَا كُنَّا وأنْ يُعيذَنَا سبحانه مِن أَسبابِ مَحْقِ البركةِ إنَّه سَميعُ الدعاءِ وهو أهلُ الرَّجاءِ وهو حسبُنا ونِعمَ الوَكِيلِ.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ والسُّنِةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ ولِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الحمدُ للهِ وَاهِبِ النِّعَمِ وَدافِعِ النِّقَمِ أحمدُهُ تعالى وأشكُرُهُ وأُثْنِي عليهِ الخَيرَ كُلَّه وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَه وهُو خيرُ الرَّازِقينَ وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ صَلَى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسلِّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَكُونُوا عَلَى الآخِرَةِ أَحْرَصَ مِنكُمْ عَلَى الدُّنيَا فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنهُمَا أَهلٌ وَفي كُلٍّ مِنهُمَا رَابِحُونَ وَخَاسِرُونَ وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى قَالَ سُبحَانَهُ (( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ))

أيُّهَا المُسلِمُ الْبَرَكَةُ لَيستْ بكَثرَةِ المَالِ ولا بِسُلطَةِ الْجَاهِ ولا بالْوَلَدِ ولا بأَنْوَاعِ العُلُومِ المَادِيَّةِ ولكنَّهَا شُعورٌ بالنَّفْسِ يَشعُرُ بهِ الإِنسَانُ فيؤَدِّي إلى صَفَاءِ النَّفْسِ وطِيبِ الْقَلْبِ وهَنَاءِ الْعَيْشِ وقُرَّةِ الْعَينِ اللهمَّ بارِكْ لنا في أعمارِنا وأعمالِنا وأزواجِنا وذرياتِنا وأموالِنا وأوقاتِنا وصِحتِنَا وعافيتِنا اللَّهُمَ قَنِّعْنِا بِمَا رَزَقْتَنَا وَبَارِكْ لنا فِيهِ  اللهم مَتِّعْنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقُوَّتِنا ما أَحييتَنَا اللهم أصلحْ قلوبَنَا وأعمالَنَا وأحوالَنَا اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ

اللهمَّ احقِنْ دِماءَ المسلمينَ واحفظْ عليهِم دينَهُم وأَمنَهُم وأعرَاضَهُم وأمَوالَهُم يا ربَّ العالمينَ اللهم اكْفِنَا والمسلمينَ شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهُم واكْفِهِمْ شِرارَهُم يا ربَّ العالمينَ اللهم آمِنَّا في الأوطانِ والدورِ واصرفْ عنَّا الفتنَ والشرورَ وأصلحْ لنا الأئمةَ وولاةَ الأمورِ اللهمَّ وفقْ ولاةَ أمرِنا بتوفيقكِ وأيّدهُم بتأييدِكَ واجعلْهُم مِن أنصارِ دِينِكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ اللهم ارْزقهُم بطانةَ الصلاحِ وأهلِ الخيرِ وأَبعِدْ عَنهُم أهلَ الزيغِ والفسادِ اللهم مَن أرادَنَا وأرادَ دينَنَا وبلادَنا بسُوءٍ فأَشْغِلْه بنفسِه واجعلْ كَيدَه في نَحرِه واجعلْ تدبِيرَه تَدميرًا عليه يا ربَّ العالمين اللهمَّ اغفرْ لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياءِ منهم والأمواتِ إنَّكَ سَميعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدَّعَواتِ اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحبِهِ وآخِرُ دَعْوَانَا (( أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ ))

المرفقات

1636053208_خطبة الجمعة الموافق 30 ربيع الأول 1443هـ.pdf

1636053221_خطبة الجمعة الموافق 30 ربيع الأول 1443هـ.docx

المشاهدات 2862 | التعليقات 0