خطبة الجمعة الموافق 28 من ربيع الآخر لعام 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/04/27 - 2021/12/02 21:51PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تُورِثُ الْمَرْءَ فِي الدُّنْيَا انْشِرَاحًا وَانْبِسَاطًا وَفِي الْآخِرَةِ فَوْزًا وَفَلاَحًا )) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ((

أيها المؤمنون كلنا يحب الجنة ونعيمها ويحب أن يكون من أهلها وكلنا يخاف النار ويستعيذ منها ومن عذاب القبر في كل صلاة ولكننا نجد أنفسنا قد فرّطنا في طاعات كثيرة إما بتركها أو بِنُدْرَة فعلها أو التقصير في أدائها ونجد أنفسنا أحيانًا نتعدى حدود الله التي نهانا عنها ونجد أيضًا تقصيرًا في التوبة والاستغفار فتعالوا بنا لنتعرف على أسباب التوفيق للأعمال الصالحة رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ووفقنا جميعًا لما يحب ويرضى من الأقوال والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إن ربي سميع الدعاء

 عباد الله إن من أسباب التوفيق للأعمال الصالحة وتقوى الله الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة وشدةِ الحاجة إلى هداية الرب عز وجل وتوفيقهِ في الحديث القدسي ( يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ) أخرجه مسلم ومن أسباب التوفيق للتقوى وعمل الصالحات صلاح القلب   قالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ) ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألَا وهي القَلْبُ) إخوة الإيمان ومن أسباب التوفيق للعمل الصالح أن يعملَ العبدُ ما تيسر له ويستمر على فعله سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ قالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

 الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا هو تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وصحبه وسلم تسليماً أما بعد فاتقوا الله رحمكم الله واعلموا أن من أسباب التوفيق للعمل الصالح التدرج مع النفس شيئًا فشيئًا واستغلال الأوقات التي تنشط فيها النفس على العبادة  ومن أسباب التوفيق للعمل الصالح الإكثار مما فُتح للعبد فيه من أبواب الخير وسُهّلَ عليه وأختم بسبب لعله من أهم أسباب التوفيق للعمل الصالح إنه التحرز من الشيطان بالأذكار خصوصًا الأذكار التي ورد أن فيها حرز وحفظ من الشيطان كما في حديث التهليل مائة مرة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك ودعاء الخروج من البيت وآية الكرسي عند النوم وغيرها وذكر الله عمومًا يطرده فهو وسواس يخنس عند ذكر الله سبحانه وتعالى

أعاذني الله وإياكم مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم من شِرْكِه وشَرَكِه

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ

اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا

اللَّهُمّ ارزُقهم البطانةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانةَ السُّوءِ

اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ

 ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ     (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

المرفقات

1638481853_خطبة الجمعة الموافق 28 من ربيع الثاني 1443هـ.pdf

1638481867_خطبة الجمعة الموافق 28 من ربيع الثاني 1443هـ.docx

المشاهدات 1037 | التعليقات 0