خطبة الجمعة الموافق 20 جمادى الآخرة 1444هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/06/20 - 2023/01/13 00:52AM
الحمد لله الكريم الوهاب أحمد وربي وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمةِ الأولاد أيها الإخوة أمنية الوالدين أن يكون أولادهم قرة عين لهم في هدايتهم وصلاحهم وحسن أخلاقهم وبرهم وصلاح أمور دنياهم وقد يشعر الأبوان بقلق تجاه أولادهم خوفًا عليهم من الصوارف وخشية عليهم من مضلات الفتن ألا وإن من أعظم وأقوى أسباب صلاح الذرية هو الدعاء نعم دعاء الله لهم بالصلاح والفلاح والعصمة من مضلات الفتن حري بكل والد أن يتضرع إلى الله ويكثر من الدعاء لذريته عباد الله الدعاء للأبناء سنة نبوية فهذ إبراهيم عليه السلام يدعو بقوله (( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي )) ونبي الله زكريا عليه السلام يدعو قائلا )) وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )) أي مرضيًا عندك وعند خلقك تحبه وتحببه إلى خلقك أيها الإخوة دعاء الوالدين لأولادهم له منزلة ومزية إذ هو دعاء مستجاب جاء في مسند الإمام أحمد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهنَّ دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده( ومن أوصاف عباد الرحمن بها أنهم يدعون الله بصلاح ذرياتهم )) رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ((
ومن الأدعية القرآنية التي أوصى بها السلف ما ذُكر عن أبي معشر رحمه الله أنه اشتكى ابنه إلى طلحة بن مصرف رحمه الله فقال استعن عليه بهذه الآية وتلا (( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فلتكن هذه الآية من ضمن دعواتك أيها الأب أيها المسلمون ومن أخطر الأمور أن ينطق لسان أحد الوالدين بالدعاء على أولاده بدل الدعاء لهم الدعاء على الأولاد يخشى أن يوافق ساعة استجابة فيندم الأبوان ولات ساعة مندم وقد يتبلى الابن بالعقوق والوقوع فيما حرم الله بسبب دعاء والديه عليه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) إياك ثم إياك أن تدعو على أبنائك مهما أساؤوا أو أخطأوا
أسأل الله تعالى أن يصلح أبناءنا وبناتنا وذرياتنا وأن يجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة إن ربي قريب مجيب
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
أما بعد فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ من أعظم أسباب التوفيق والهداية والصلاح للأبناء دعاء الوالدين
فيا أيها الأب تحب أولادك ادع الله لهم
تخاف على أولادك ادع الله لهم
تريد صلاح أولادك ادع الله لهم
تتألم من تقصير أولادك ادع الله لهم
يهمك صلاح أمور دنيا أولادك ادع الله لهم
تخشى على أولادك من الفتن ادع الله لهم
يهمك مستقبل أولادك ادع الله لهم
ترغب أن يبرك أولادك حيًا وميتا ادع الله لهم اللهم يا حي يا قيوم املأ قلوب أولادنا حبًّا لك وتوكلًا عليك وإنابة إليك ورجاء لك وخوفًا منك اللهم حبب إليهم الإيمان اللهم أعذهم من مضلات الفتن وأعذ من الشيطان ونزغاته اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك ووسع في أرزاقهم وأصلح لهم أمور دينهم ودنياهم
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1673560273_خطبة الجمعة الموافق 20 جمادى الآخرة 1444هـ.pdf

1673560292_خطبة الجمعة الموافق 20 جمادى الآخرة 1444هـ.docx

المشاهدات 714 | التعليقات 0