خطبة الجمعة الموافق 19 شوال 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/10/18 - 2022/05/19 14:35PM

إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيرًا أمّا بعد عباد الله اتقوا اللهَ تعالى وراقِبُوه واستَعِدُّوا قَبْلَ المَوْتِ لِمَا بَعْدَ المَوْت واعلَمُوا أنَّ مِنْ أعْظَمِ الاستِعدادِ أن يَلْقَى العبدُ رَبَّه وليسَ عليهِ مَظْلَمَةٌ أو حَقٌّ لأحد فإنَّ حُقُوقَ العِبادِ ضَرَرُها كبيرٌ على العبدِ فَكُونُوا على حَذَرٍ شَدِيدٍ وجاهِدوا أنفُسَكُم وَوَطِّنُوها على الخَوْفِ مِنْ هذا الأمْرِ العَظيم وابْذُلُوا أسبابَ السلامَةِ من ذلك والتي مِنها:

أولاً أنْ يَتَذَكَّرَ العبدُ أنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة والمُؤْمِنُ أحوجُ ما يكونُ إلى النورِ يومَ القيامة خُصُوصًا حينما يُضْرَبُ الجِسْرُ على مَتْنِ جهنمَ لِيَمُرَ الناسُ وقَدْ ذَهَبَ نورُ حسناتِه أو ضَعُفَ بَسَببِ الْمَظالِم

ومِنْ ذلك أن يَتَذكَّرَ العَبْدُ بِأنَّ دُعاءَ المَظلومِ مُسْتَجاب.

ومِنْ ذلكَ أن يتَذَكّرَ العبدُ بأن حُقُوقَ العِبادِ لا تُتْرَكُ يومَ القيامة وأنها تَذْهَبُ بِحَسَناتِه التي تَعِبَ في جَمْعِها

قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ( إن الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بِصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ويأتي قَدْ شَتَم هذا وقَذَفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسَفَكَ دمَ هذا وضربَ هذا فَيُعْطِى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قَبْلَ أن يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خطاياهُم فَطُرِحَت عليه ثم طُرِحَ في النار )

وَمِنْ ذلك أنْ يَتَذَكَّرَ العبدُ بأنَّ الجزاءَ مِنْ جنْسِ العمل فقد دَلَّت الأدلَّةُ على أَنَّ الجَزاءَ يَكونُ مُمَاثِلاً لِلعملِ مِنْ جِنْسِهِ في الخَيرِ والشرِّ فَمَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ وَصَلَهُ الله وَمَنْ قَطَعَها قَطَعَهُ الله وَمنْ أخَذ أموالَ الناسِ يُريدُ أداءَها أدَّى اللهُ عنه ومَنْ أخَذَها يُريدُ إتلافَها أتْلَفَهُ الله  ومَنْ تَواضَعَ للهِ رَفَعَه ومَنْ تَكَبَّر على الخلقِ أَذَلَّهُ اللهُ يومَ القيامةِ وَوَضَعَه وَمَنْ تَتَبَّعَ عَورَةَ أخيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه وَفَضَحَه وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَه الله باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيرًا أَمّا بَعدُ أَمَّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الدعاءَ مِنْ أعْظَمِ ما يعينُ المَرءَ على السلامةِ مِنَ الظُّلمِ والإضرارِ بالناسِ سواءً كان بِقَصْدِ أو بِغيرِ قَصْد فينبغي للمسلمِ أن يُكْثِرَ مِن سؤالِ ربِّه أن يُجَنِّبَهُ الظُلْمَ وأن يُعِيذَهُ مِنْ شَرِّ نَفْسِهِ أَوْ أَنْ يَجُرَّ السُّوءَ لإِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِين

وَمِنْ أفْضَلِ الأدعيةِ في ذلك ما يُقالُ في أورادِ الصباحِ والمساءِ كَمَا جَاءَ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قوله ( اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أشهدُ أن لا إله إلا أنت أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرجيم وَشِرْكِهِ  وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أو أجُرَّه إلى مسلم )

فَلنَحْرِص على هذا الذِّكْرِ صَبَاحاً وَمَسَاءً فإنه يُعِينُنَا بإذن اللهِ

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))                                           

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّ وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا وَجَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ فِي تَدْمِيرِهِ

(( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ((

عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ((

فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون

المرفقات

1652970787_خطبة الجمعة الموافق 19 شوال 1443هـ.pdf

1652970804_خطبة الجمعة الموافق 19 شوال 1443هـ.docx

المشاهدات 1853 | التعليقات 0