خطبة الجمعة الموافق 16 من ذي القعدة 1445هـ عن حسن الظن قصيرة مختصرة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/11/15 - 2024/05/23 22:18PM
الحمدُ لله يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعَاه ويَكْشِفُ السُّوء سُبحَانَهُ وبحمدِه مَنْ توكَّلَ عليهِ كَفَاه ومَنِ اسْتَجَارَ بهِ أجَارَه ومَنِ اسْتَغَاثَ بهِ أغَاثَه ومَنِ اهْتَدَى بهِ هَدَاه وأشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له لا يُخيِّبُ مَنْ رجَاه وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه وخَليلُه ومُصطفَاه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأصحَابهِ ومَنْ والاه وسلَّمَ تسليمًا كثيرا أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُمْ أيُّها النَّاسُ وَنَفْسِي بتقوَى اللهِ عزَّ وجَلّ فَاتَّقوا اللهَ رَحِمَكُمُ الله وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
جاء في حديث صَحَّحَهُ الامام الْأَلْبَانِيُّ رحمه الله عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ )
لا إلهَ إلا اللهُ مَا أَعْظَمَهَا مِنْ وَصِيَّةٍ نَبَويِّةٍ فما ظننتَه باللهِ تعالى فهو عندَ ظنِك به قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كما في الحديث القدسي : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ
فحسن الظن يأتي بالفأل الحسن بالفلاح والنجاح وسوء الظن يأتي بالتشاؤم والهزيمة والفشل قال الِامامُ الخطابيُ رَحِمَهُ اللهُ والفَرْقُ بَينَ الفَأْلِ والطِّيَرَة أَنَّ الفَأْلَ إنما هو من طريق حسن الظن بالله عزَّ وجل والطيرة إنما هي من طريق الاتكال على شيء سواه
فحسن الظن من العبد المؤمن يجعله يتفاءل ولا يتشاءم
يقولُ ابنُ القيمِ رحمه الله وَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ حَسَنَ الرَّجَاءِ لَهُ صَادِقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُخَيِّبُ أَمَلَهُ فِيهِ الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ سبحانه لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ آمِلٍ وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلَ عَامِلٍ
فَيَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا دَعَوْتَ فَأَحْسِنْ ظَنَّكَ بِاللَّهِ أَنَّهُ يُجِيبُ دَعْوَتَكَ وَإِذَا تَصَدَّقْتَ فَظُنَّ بِاللَّهِ خَيْرًا أَنَّهُ سَيُخْلِفُ عَلَيْكَ مَا أَنْفَقْتَ وَإِذَا تَرَكْتَ شَيْئًا لِلَّهِ فَظُنَّ بِاللَّهِ أَنَّهُ سَيُعَوِّضُكَ خَيْرًا مِمَّا تَرَكْتَ وَإِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ فَظُنَّ بِاللَّهِ أَنَّهُ سَيَغْفِرُ لَكَ
وَإِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنَّنِي أَرَى ....... بِجَمِيلِ الظَّنِّ مَا اللَّهُ فَاعِلُهْ
وَأَقْرَعُ أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ رَاجِيًا .... عَطَاءَ كَرِيمٍ قَطُّ مَا خَابَ سَائِلُهْ
عِبَادَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّهِ وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ بَرَكَاتِهِ فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُمْ وَاقْتَدُوا بِالْأَنْبِيَاءِ عليهم الصلاة والسلام فَهُمْ أَحْسَنُ الْخَلْقِ ظَنًّا بِاللَّهِ فهَذَا يَعْقُوبُ فَقَدَ وَلَدَهُ يُوسُفَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَبَكَى عَلَيْهِ حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَقَالَ لَهُ أَبْنَاؤُهُ (( تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ )) فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِقَلْبِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يُحْسِنُ الظَّنَّ بِرَبِّهِ (( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ))
رزقني الله وإياكم صدق التوكل عليه وحسن الظن به سبحانه بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة أَقُولُ ما تسمعون وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ والمسلمات مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخطيئة فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا أَمَّا بَعْد فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ السلامة لا يعدلها شيء وعلى المسلم أن يطهر قلبه من سوء الظن على أخيه المسلم فالعافية أن يُحسن المسلم ظنه بأخيه لينعم براحة البال وسلامة الصدر فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَأَنَا ‌سَلِيمُ ‌الصَّدْرِ ) رواه الترمذي
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا وأنت تجد لها في الخير محملا
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُم اللهُ عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمّ صَلِّ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بيته الطيبين الطاهرين وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرضَى الْمُسْلِمِيْنَ وارْحمْ مَوتَانَا وَمَوتَى الْمُسْلِمِيْنَ وَخُصَّ مِنْهُم الآبَاءَ والأُمَّهَاتِ اللَّهُمَّ الْطُفْ بِحَالِ إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِيْنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلِسْطِينَ (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1716491879_خطبة الجمعة الموافق 16 من شهر ذي القعدة 1445هـ عن حسن الظن.pdf

1716491896_خطبة الجمعة الموافق 16 من شهر ذي القعدة 1445هـ عن حسن الظن.docx

المشاهدات 1718 | التعليقات 0