خطبة الجمعة الموافق 1443/5/6هـ في التحذير من جماعة التبليغ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/05/05 - 2021/12/09 18:30PM

الحَمْدُ للهِ نَحْمِدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْرِصُوا عَلَى اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَوِحْدَةِ الصَّفِّ وَلُزُومِ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ والبُعْدِ عَنِ الفُرْقَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون ))  وَإِنَّ مِنْ صُورِ التَّفَرُقِ فِي الدِّينِ تَأْسِيسُ الجَمَاعَاتِ الدِّينِيةِ عَلَى أُصُولٍ مُبْتَدَعَةٍ تُخَالِفُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ ﷺ وَمِن هَذِهِ الجَمَاعَاتِ مَا يُسَمَى بِجَمَاعَةِ التَّبْلِيغِ أَوْ جَمَاعَةِ الدَّعْوَةِ أَوْ جَمَاعَةِ الأَحْبَابِ فَمَنْ دَرَسَ مَنْهَجَهَا وَدَرَسَ تَأْرِيخَهُمْ وَحَاضِرَهُمْ دِرَاسَةً مُتَأَنِّيَةً أَدْرَكَ أَنَّهُمْ خَطَرٌ عَلَى العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَعَلَى العِلْمِ الشَّرْعِيِّ وَعَلَى اللُّحْمَةِ الوَطَنَيِّةِ وَأَنَّهُمْ مِفْتَاحٌ لِلْبِدَعِ وَالمُحْدَثَاتِ

لِأَنَّ هَذِهِ الجَمَاعَةَ أُصُولُهَا صُوفِيَّةٌ تَأَسَّسَتْ فِي الهِنْدِ قَبْلَ مِئَةِ سَنَةٍ تَقْرِيبًا وَبَعْدَ ذَلِكَ اِنْتَشَرَتْ فِي البِلَادِ العَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا وَكَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَمُونَ وَيَتَعَصَّبُونَ لِهَذِهِ الجَمَاعَةِ مِنْ أَبْنَاءِ هَذَا الوَطَنِ لَا يَعْلَمُونَ خَطَرَهَا وَلاَ حَقِيقَةَ أَمْرِهَا وَلاَ مُعْتَقَدَاتِهَا المُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَو عَرَفُوا خُطُورَةَ هّذِهِ الجَمَاعَةِ لَتَرَكُوهَا وَابْتَعَدُوا عَنْهَا فَهِيَ جَمَاعَةٌ تُمِيتُ دَعْوَةَ التَّوْحِيدِ الذِي بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِهِ فَتَوْحِيدُ اللهِ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ وَقَاعِدَتُهُ وَهُوَ خُلاَصَةُ دَعْوَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ قَالَ تَعَالَى (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَن اِعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت )) فَهَذِهِ الجَمَاعَةُ تُنَفِّرُ مِنْ طَلَبِ الِعلْمِ بِالعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ فَهْمًا وَتَطْبِيقًا وَيُقَدِّمُونَ الجَهَلَةَ وَيُجَرِّؤُونَهُمْ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ بِدُونِ عِلْمٍ وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ الكَلِمَاتِ وَالدَّعُوَةُ لاَ بُدَّ لَهَا مِنْ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ قَالَ تَعَالَى (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) وَالبَصِيرَةُ هِيَ العِلْمُ بِدِينِ اللهِ تَعَالى وَجَمَاعَةُ التَّبْلِيغِ حَكَمَ عَلَيِّهَا عُلَمَاءُ السُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ بِضَلَالِ مَنْهَجِهَا وانحرافهم

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله " جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم " انتهى كلامه رحمه الله تعالى فجماعة التبليغ بحاجة لمن يدعوهم إلى السنة فهم جُهَّال وعندهم ضلال وجملة ممن صحبهم خرج منهم إلى الجماعات الإرهابية فهم خطر على المجتمع فالواجب على كل مسلم اتباعَ الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ولزوم منهجهم وَجَمِيعُ الفِرَقِ فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةٌ وَهِيَ مَنْ كَانَتْ عَلَى مِثْلِ مَا عَلَيْهِ رَسُولُ الله ﷺ وَأَصْحَابُهُ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ))

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِين فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

الحَمْدُ لله عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُواْ اللهَ رَبَّكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَداً بَيْنَ يَدَيْهِ مَوْقُوفُونَ وَعَنْ أَعْمَالِكُمْ مَجْزِيُّونَ وَمُحَاسَبُونَ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

عباد الله إِنَّ الوَاجِبَ عَلَينَا جَمِيعًا الحذر من الأحزاب والجماعات التي تخالف منهج أهل السنة والجماعة وأن نحذر من الانخداع بتلك الجماعات كجماعة التبليغ والإخوان المسلمين والسرورية وغيرها فضلاً عن الانخراطِ فيها أو الدفاعِ عنها فهم جماعاتُ ضلالٍ وشرٍ حذَّر علماءُ السنةِ والجماعة منهم وبينوا خطرهم على المجتمع

فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واحْمَدُوه سُبْحَانَهُ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ وُلَاةِ أَمْرِكُمْ بالسَّمع ِوالطَّاعةِ وَحِفْظِ الأَمْنِ وَالبُعْدِ عَنِ الشُّرُورِ  حِفْظِ اللَّهِ لبلادنا أَمّنَهَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا وَحَفِظ لَهَا وَلَّاه أَمْرِهَا

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ إنْ مَنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُم كَثْرةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُصُوصًا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فإنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عليَّ ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ اللَّهُمَّ وَارْضَ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلَ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَلْ بِلَادِنَا آمِنَةً مُطْمَئِنّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ   اللَّهُمّ وَلِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شِرارَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ عِبَادَ اللَّهِ اُذكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثيِرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرةً وَأَصِيلاً

 

المرفقات

1639074608_خطبة الجمعة الموافق السادس من جمادى الأولى 1443هـ.pdf

1639074632_خطبة الجمعة الموافق السادس من جمادى الأولى 1443هـ.docx

المشاهدات 2036 | التعليقات 0