خطبة الجمعة الموافق 10 شوال 1445هـ في التذكير بالمحافظة على الصلاة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/10/09 - 2024/04/18 21:53PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى تُورِثُ الْمَرْءَ فِي الدُّنْيَا سَعَادَةً وَانْشِرَاحًا وَانْبِسَاطًا وَفِي الْآخِرَةِ فَوْزًا وَفَلاَحًا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ الصَّلَاةَ أَعْظَمُ أركانِ الإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَهي الرُّكْنُ الثاني مِن أَرْكانِ الإسلامِ وَأَوْجَبُ مَا فَرَضَ اللهُ على عِبادِهِ بِعْدَ شهادةِ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ وهي أَوَّلُ مَا يُحاسَبُ عَنْهُ العبدُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ عَمَلِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ عَمَلِهِ وإِنْ فَسَدَتْ رُدَّ عَلَيهِ سَائِرُ عَمَلِهِ فَرَضَها اللهُ في السماءِ بِخِلافِ غَيْرِها مِن الفَرائِضِ وكان ذلك لَيْلَةَ الإِسْراءِ والمِعْراجِ قَبْلَ الهِجْرةِ إِلَى المَدِينَةِ بِثلاثِ سَنَوَاتٍ فَرَضَها اللهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِلا واسِطَة وَكَلَّمَهُ بِهَا وَأَمَّا بَقِيَّةُ الفرائِضِ فَكَانَتْ بِواسِطَةِ المَلَكِ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَام خَمْسٌ بِالفِعْلِ خَمْسِين بِالأَجْرِ فَمَنْ صَلَّى الصَلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ فَكَأَنَّما صَلَّى خَمْسِينَ صَلَاةً الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِها وَلِعِظَمِ شَأْنِ الصَّلَاةِ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزَعَ إلى الصلاةِ وّقّدْ حَذْرَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ تَرْكِ الصَّلَاةِ فَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَام ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الكُفْرِ والشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاة )
والصَّلَاةُ سَبَبٌ لِلفَلَاحِ فِي الدُّنيا والآخِرَةِ قال الله تعالى (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) والمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَاةِ مِنْ أَسْبَابِ مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ : ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ) قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ ﷺ ( فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا ) مُتَفَقٌ عَلَيهِ وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) كَمَا أَنَّ المُحَافَظَةَ عَلَيهَا تُرِيحُ النَّفْسَ وَالقَلْبَ مَنَ الهَمِّ وَالغَمِّ فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ ( يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا )
فَلْنَتَّقِ اَللهَ عِبَادَ اَللهِ وَلنُحَافِظْ عَلَى إِقَامَةِ الصَّلَاةِ فِي أَوقَاتِهَا مَعَ الجَمَاعَةِ حَيثُ يُنَادَى لَها أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )) جَعَلَنِي اللهُ وإِيَّاكُمْ مِنَ المُحَافِظِينَ عَلَى جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا مَعَ الجَمَاعَةِ فِي بُيُوتِ اللهِ إنَّ رَبِي سَمِيعٌ قَرِيبٌ باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأَسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ وَأشهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً أَمّا بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِن إِقَامَةِ الصَّلاةِ أَدَاؤُهَا مَعَ الجَماعَةِ فِي بُيوتِ اللهِ قال تعالى (( فِي بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تَرْفَعَ ويُذكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ والآصالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكَاةِ )) فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وأَقِيمُوا الصَّلَاة فِي أَوقَاتِهَا مَعَ الجَمَاعةِ فِي بُيُوتِ اللهِ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ لِلبِلَادِ والعِبَادِ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ عَنْ بِلَادِنَا وَبِلَادِ المُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ((
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
(( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1713466348_خطبة الجمعة الموافق 10 شوال 1445هـ التذكير بالمحافظة على الصلاة.pdf

1713466373_خطبة الجمعة الموافق 10 شوال 1445هـ التذكير بالمحافظة على الصلاة.docx

المشاهدات 1561 | التعليقات 0