خطبة الجمعة الأخيرة من ذي الحجة نهاية العام الهجري 1445هـ خطبة قصيرة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1445/12/28 - 2024/07/04 11:52AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ وَأُثْنِي عَلَيهِ الخَيرَ كُلَّهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )) فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فهَذِهِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ خَزَائِنُ لِلْأَعْمَالِ وَمَرَاحِلُ لِلْأَعْمَارِ فبَعْدَ سَاعَاتٍ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ تُطْوَى صَفَحَاتُ عَامِ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَخَمْسةٍ وَأَرْبَعِينَ عَامٌ مَضَى وَانْتَهَى وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ بِسُرْعَةٍ سُبْحَانَ اللهِ مَرَّت سَرِيعَةً وَإِنَّ فِي سُرْعَةِ الْأَيَّامِ وَتَعَاقُبِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ لَعِبْرَةٌ (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ )) إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَقِفَ مَعَ أَنْفُسِنَا وَقَفَةَ تَأَمُّلٍ وَمُحَاسَبَةٍ عَنْ عَامِنَا المُنْصَرِمِ كَيْفَ قَضَينَا أَيَّامَهُ وَلَيَالِيه فَإِنَّهَا شَاهِدَةٌ لَنَا أَوْ عَلَينَا فَعَلَينَا أَنْ نُحَاسِبْ أَنْفُسَنَا مَا دُمْنَا عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ وَلْنَتَذَكَرْ حَالِ السَّلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فِي مُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَنْ كُلِّ صَغِيرةٍ وَكَبِيرَةٍ فَهَذَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا
وَيَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمِي عَلَى يَوْمٍ غَرَبَتْ شَمْسُهُ نَقَصَ فِيهِ أَجَلِي وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ عَمَلِي وَيَقُولُ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِهِ
عِبَادَ اللَّهِ إِذَا كَانَ هَذَا حَالُ السَّلَفِ الصَّالِحِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الصَّلَاحِ وَالتُّقَى وَالْعِلْمِ وَالزُّهْدِ فَمَاذَا نَقُولُ نَحْنُ وَعِنْدَنَا مِنَ الخَطَأِ وَالتَّقْصِيرِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ فَعَلَيْنَا أَنْ نُحَاسِبَ أَنْفُسَنَا وَأَنْ نَتَدَارَكَ مَا بَقِي مِنْ أَعْمَارِنَا فَإِنَّ الْعَاقِلَ مَنِ اتَّعَظَ بِأَمْسِهِ وَاجْتَهَدَ فِي يَوْمِهِ وَاسْتَعَدَّ لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَفْلَةِ أَنْ يَعْلَمَ الْإِنْسَانُ أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ يَنْقُصُ عُمْرُهُ وَيَسِيرُ إِلَى أَجَلِهِ وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَتَفَكَّرُ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ وَلَا يَتَجَهَّزُ لِيَوْمِ العَرْضِ عَلَى اللهِ (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ )) فَأَحْسِنُوا إِقَامَتَكُمْ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَتَعَاهَدُوا أَنْفُسَكُمْ بِالتَّوْبَةِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى حُسْنَ الْخَاتِمَةِ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلُهُ وَمُصْطَفَاهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاغْتَنِمُوا فُرْصَةَ الْحَيَاةِ فِيمَا يُقَرِّبُكُمْ مِنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ وَخُذُوا الْعِبْرَةَ مِنْ مُرُورِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَتَصَرُّمِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ وَاعْزِمُوا عَلَى أَنْ يَكُونَ حَالُكُمْ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ أَنْفَعَ وَأَصْلَحَ وَاعْمَلُوا صَالِحًا تَلْقَوْا ثَوَابَهُ عِنْدَ اللَّهِ فِي يَوْمٍ لَا يَنْفَعُ فِيهِ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم وَتَأَمَّلُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا )) أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَمِمَّا يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيهِ أنَّهُ تَنْتَشِرُ في نهايةِ كلّ عامٍ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصِلِ وَغَيرِهَا مَا يُسَمّى بِخَتْمِ العَامِ أَوْ تَخْصِيصِ آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْهُ بِدُعَاءٍ أَوْ عِبَادَةٍ أَوْ غِيرِ ذَلِكَ وهذا لا أصلَ له فَاحْرِصُوا بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ عَلَى السُّنَّةِ وَاحْذَرُوا مِنَ البِدْعَةِ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَنَا لاِسْتِدْرَاكِ الأَعْمَارِ قَبْلَ اِنْتِهَاءِ الآجَالِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي أَعْمَارِنَا وَاجْعَلْهَا شَاهِدَةً لَنَا لَا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ اِخْتِمْ لَنَا بِخَيرٍ وَاجْعَلْ عَوَاقِبَ أُمُورِنَا إلَى خَير هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
وَقَدْ قَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَمَنْ تبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ ورَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاَحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ وَاَجْعَلْ بَلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَام اللَّهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عِبَاْدَ اَللهِ )) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1720083111_خطبة آخر جمعة من هذا العام الهجري 1445هـ وقفة مع نهاية العام خطبة قصيرة.pdf

1720083126_خطبة آخر جمعة من هذا العام الهجري 1445هـ وقفة مع نهاية العام خطبة قصيرة.docx

المشاهدات 2903 | التعليقات 0