خطبة التطاول 18 / 3 / 1433
حبشان الحبشان
1433/03/18 - 2012/02/10 22:16PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى التطاول 18 / 3
الحمد لله الذي كتب النصر لأهل ولايته، وكتب الذلة والصغار على من خالف أمره، ودفع بأهل دينه أهل عداوته، وقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق، ونصر الحق بأهله فإذا هو في مكان شاهق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وجاهد بالحق أهل الضلالة، فصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وعلى آله وصحبه، أما بعد فقد مضت سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول أن الصراع قائم بين الحق والباطل، وأن الحقَ منصورٌ لا محالة، والباطلَ زاهقٌ لا مرية في ذلك، وجعل لكلٍ حزب، وملأ قلوب أوليائه محبة النصرة للحق وأهله، نصرة تورثهم الجنة بإذن تعالى، وأشربت قلوب الذين ظلموا الحمية للباطل والذود عنه، ذوداً يوردهم مواطن العطب و الهلكة فنسأل الله أن نكون ممن يقولون الحق و ينصورنه
عباد الله قال الله جل و علا " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورةً تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين "
قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغبُ بطوناً و لا أكذبُ ألسناً و لا أجبنُ عند اللقاء يعني رسول الله و أصحابه القراء فقال له عوف بن مالك كذبتَ و لكنك منافقٌ لأخبرنَّ رسول الله فذهب عوفٌ إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآنَ قد سبقه فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله و قد ارتحلَ و ركبَ ناقتَه فقال يا رسول الله إنما كنا نلعب و نتحدث حديث الركب نقطع به عنَاءَ الطريق قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله و إن الحجارةَ لتنكب رجليه و هو يقول إنما كنا نخوضُ و نلعبْ فيقول له رسول الله " أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون " ما يلتفت إليه و لا يزيده عليه و قال مجاهد قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا و كذا و ما يدريه ما الغيب فأنزل الله عز و جل هذه الآي
و قال معمر عن قتادة بينا النبي في غزوة تبوك و رَكْبٌ من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا أيظن هذا أن يفتح قُصُوْرَ الرومِ و حُصُونَها ؟ فأطلع الله نبيه على ما قالوا فقال النبي ( عليَّ بهؤلاء النفر ) فدعا بهم فقال أقلتم كذا و كذا ؟ فحلفوا ما كنا إلا نخوضُ و نلعبْ و قال معمر قال الكلبي كان رجل منهم لم يماثلهم في الحديث يسير عائبا لهم فنزلت " إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة " فسُمْيَ طائفةً و هو واحد
فهؤلاء لما تنقصوا النبي حيث عابوه و العلماء من أصحابه و استهانوا بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك و إن قالوه استهزاءً فكيف بما هو أغلظ من ذلك ؟ و إنما لم يُقِمْ الحدَ عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمر به إذ ذاك بل كان مأمورا بأن يدع أذاهم و لأنه كان له أن يعفو عمن تنقصه و آذاه.
أيها المؤمنون الموحدون المنافقون على اختلاف درجاتهم و تنوع طبقاتهم ما زالوا في صفوف الأمة يتحينون الفرص و ينفثون سمومهم فهم حرب على كل فضيلة و دعاة لكل رذيلة يملكون وسائل تلمعهم و تحسن قبيحهم و ظهروا في هذا الزمان باسم المثقفين و يريدون أن يوجهوا الأمة بما أخذوه من علوم فلسفة الغرب الملحد فهم لا تفتر أقلامهم في الصحافة و التأليف و مواقع الإنترنت و كان من آخر ما جاءوا به ما كُتِبَ في موقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت التويتر من تغريدات عديدة و التغريدات لمن لا يعرفها هي خواطر في النفس يكتبها الشخص عبر صفحته في هذا الموقع على شبكة النت و تصل لأقصى العالم بلمسة زر و هذه العبارات صدرت من رويبضة من أبناء هذه البلاد تكلم فيها عن الذات الإلهية و أنكر وجود الله و عدم قدرته على دفع الظلم و أنه لا يؤمن بوجوده و لم يره و يحسه و يلمسه و ثم تطرق للنبي في يوم مولده و قال أنه سيصافحه مصافحة الند للند و أنه يحب فيه أشياء و يكره أشياء إلى غير ما قال من كلام كفري و العياذ بالله و قد نسي أو تنسى أن الشهادة للنبي بالرسالة من أركان الإسلام ، وقد أُمر المسلمون بتعظيم نبيهم ومحبته ، وهو مستحق لذلك ؛ لما له عند الله تعالى من منزلة رفيعة ، ولما له من فضل على هذه الأمة ، فقد كان سبباً في خروجها من جاهليتها ، وسبباً في حصول كل خير لها ، فكيف يجتمع هذا مع تجرؤ واحد من المسلمين على سب النبي ؟
ولهذا اتفق العلماء على أن من سب النبي فهو كافر مرتد خارج عن الإسلام قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول ( إنَّ سبَّ الله أو سبَّ رسوله كفرٌ ظاهراً وباطناً ، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مستحلاًّ له ، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده ، هذا مذهب الفقهاء ، وسائر أهل السنَّة القائلين بأن الإيمان قول وعمل ) أ . هـ
وجاء في الموسوعة الفقهية ( ورد في الكتاب العزيز تعظيمُ جُرم تنقص النبي أو الاستخفاف به ، ولعن فاعله ، وذلك في قول الله تعالى " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهيناً " ، وقوله تعالى " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين " ، وقد ذهب الفقهاء إلى تكفير من فعل شيئاً من ذلك ) انتهى .
وجاء في الموسوعة الفقهية أيضاً ( وحكم سابِّه أنه مرتد بلا خلاف ) انتهى .
وإذا كان ساب النبي مرتداً ، فعقوبته الشرعية هي القتل ، بلا خلاف بين العلماء قال ابن المنذر رحمه الله ( أجمع عامة أهل العلم على أنَّ مَن سبَّ النبيَّ عليه القتل ) انتهى .
وقال الخطابي رحمه الله ( لا أعلم أحداً مِن المسلمين اختلف في وجوب قتله ) انتهى .
عباد الله بعد أن رأى هذا المعتدي على الذات الإلهية و جناب المصطفى الحملة التي قام بها العلماء والغيورون من الدعاة و طلاب العلم و كافة أبناء هذه البلاد المباركة سارع إلى إعلان توبته و كتب بيانا يعتذر فيه مما قال و صور لنفسه أنشودة يعلن فيها توبته و طبل لهده التوبة معلموه و مربوه و قالوا لا تعينوا الشيطان عليه و لتقبل توبته و لكن يظهر هنا مسألة شرعية مؤصلة و لم تترك لأهل الأهواء و الرغبات و إن تلبسوا بلباس الدين و هذه المسألة
إذا تاب مَنْ سَبَّ النبي وندم على ما فعل ، ورجع إلى الإسلام ، فما حكم هذه التوبة ؟
و هل هذه التوبة تنفعه فيما بينه وبين الله ، فيكون مسلماً مؤمناً عند الله تعالى ؟ و هل يرتفع قتله ؟
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هل تُقبل توبة من سب الله عز وجل أو سبَّ الرسول ؟ .
فأجاب رحمه الله بقوله اختُلف في ذلك على قولين
القول الأول أنها لا تُقبل توبة من سبَّ الله ، أو سب رسوله ، وهو المشهور عند الحنابلة ، بل يُقتل كافراً ، ولا يصلَّى عليه ، ولا يُدعى له بالرحمة ، ويُدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين .
القول الثاني أنها تُقبل توبة من سبَّ الله أو سب رسوله إذا علمنا صدق توبته إلى الله ، وأقرَّ على نفسه بالخطأ ، ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم ؛ وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة ، كقوله تعالى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا " ، ومِن الكفار مَن يسب الله ومع ذلك تقبل توبتهم ، وهذا هو الصحيح ، إلا أن ساب الرسول تُقبل توبته و يجب قتله ، بخلاف مَن سبَّ الله فإنها تقبل توبته ولا يقتل ؛ لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد ، بأنه يغفر الذنوب جميعًا ، أما ساب الرسول ، فإنه يتعلق به أمران أحدهما أمر شرعي لكونه رسول الله ، وهذا يُقبل إذا تاب .
الثاني أمر شخصي ، وهذا لا تُقبل التوبة فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه ، وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل ، غسلناه ، وكفناه ، وصلينا عليه، ودفناه مع المسلمين.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد ألَّف كتاباً في ذلك اسمه " الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول " وذلك لأنه استهان بحق الرسول ، وكذا لو قذفه فإنه يقتل ولا يجلد .
فإن قيل أليس قد ثبت أنَّ مِن الناس مَن سب الرسول في حياته وقَبِل النبي توبته ؟ .
أجيبُ – و ما زال الكلام موصولا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - بأن هذا صحيح ، لكن هذا في حياته ، والحق الذي له قد أسقطه ، وأما بعد موته فإنه لا يملك أحدٌ إسقاط حقِّه ، فيجب علينا تنفيذ ما يقتضيه سبه ، من قتل سابِّه ، وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى.
فإن قيل إذا كان يحتمل أن يعفو عنه لو كان في حياته أفلا يوجب ذلك أن نتوقف في حكمه ؟
أجيب بأن ذلك لا يوجب التوقف ؛ لأن المفسدة حصلت بالسب ، وارتفاع أثر هذا السب غير معلوم ، والأصل بقاؤه .
فإن قيل أليس الغالب أن الرسول يعفو عمَّن سبَّه ؟
أجيب بلى ، وربما كان العفو في حياة الرسول متضمِّناً المصلحة وهي التأليف ، كما كان يعلَم أعيان المنافقين ولم يقتلهم ( لِئلاَّ يتحدث الناس أن محمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ) لكن الآن لو علمنا أحداً بعينه من المنافقين لقتلناه ، قال ابن القيم رحمه الله " إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة الرسول فقط .
انتهى نقلاً من مجموع فتاوى الشيخ العثيمين
عباد الله إن التعدي بالسب لا يصاحبه شهوة كالخمر و الزنا و غيرهما من الشهوات بل هو شبهة و انحراف عقدي متأصل في نفس الشخص الساب و لا حول و لا قوة إلا بالله و قد أثلج صدور الموحدين في كافة بقاع العالم توجيه خادم الحرمين الشريفين بإلقاء القبض على هذا الذي تطاول على الذات الإلهية و جناب المصطفى جعل الله ذلك في موازين حسناته و رفع به دراجاته و جمعه بنبينا في الفردوس الأعلى , اللهم من تطاول على رسولك من المسلمين و من غيرهم اللهم عليك به , اللهم شُل لسانه و عطل أركانه و اجعله عبرة للمعتبرين , اللهم مكن ولاة أمرنا منه و أرنا فيه يوماً تقر به عيون الموحدين و تندحر به شوكة العلمانيين و الليبراليين اللهم لا تقم لهم لهم راية و اجعلهم لغيرهم عبرة و آية يا قوي يا عزيز . بارك الله لي و لكم في القرآن . . .
الخطبة الثانية
عباد الله و ما زالت الأحداث تتوالى و تتسارع في هذا العصر و في هذا الأسبوع وقع المسلمون في امتحان رباني عظيم تعلقت القلوب و الآمال بغير الله و اتجه الناس لمجلس الأمن طالبين منه الأمن لإخواننا في سوريا و بعد أن عقد اجتماعه و الكل متخوف من الموقف الروسي تجاه ما يحدث في أرض الشام من قتل و إبادة لا تخفى عليكم فإذا بهم يفاجئون بموقف الصين الذي ينظم لروسيا و يرفضون التصويت ضد أي قرار يمس حكومة بشار الأسد في سوريا و لنا مع هذا الحدث وقفات .
الأولى التعلق بغير الله و هذا من خوارم التوحيد و لعل الله بحكمة أراد للشعب السوري أن يقرر مصيره بدون منّة من أي دولة أو قرار دولي بالإجماع و إن بلاد الشام ودرت فيها أحاديث صحيحة فقد جاء في الحديثِ الصحيحِ المشهور عنِ النبيِّ أَنَّه قال " بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي المَلائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا فَالإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " وفي روايةٍ " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " وفي أخرى أَنَّ رسولَ الله قال " رأَيْتُ ليلةَ أُسْريَ بي عمُوداً أَبْيَضَ كأَنَّه لؤْلؤة تحمِلُه الملائكةُ، قَلْتُ ما تَحْمِلونَ؟ فقَالُوا عَمودَ الإِسلامِ، أُمِرْنا أَنْ نضَعَه بالشَّامِ، وبَيْنا أَنا نائمٌ رأَيْتُ عمودَ الكِتابِ اختُلِسَ مِنْ تحتِ وسادَتي فَظنَنْتُ أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ تخلَّى عنْ أَهلِ الأَرْضِ، فأَتْبَعْتُه بَصَري فإِذا هو نورٌ ساطعٌ بينَ يديَ حتى وُضِعَ بالشَّامِ "
فهذا الشعب موعود بالنصر و إن تخلت عنه كافة شعوب الأرض فلا نحزن على هذا القرار و لعل فيه خيرٌ كثير كما قال جل و علا " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
الوقفة الثانية عباد الله إن الواجب علينا تجاه إخواننا في الشام الذي يتعرضون لإبادة مذهبية حاقدة هو الدعاء فربنا يقول في محكم كتابة ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) فالدعاء سلاح عظيم و إذا كانت دعوة مظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب فكم وقع من الظلم على إخواننا و قد قال أحد المستضعفين لأحد الطغاة المتجبرين و الله لنأتينك بجيش لا قبل لك به فضحك منه و قال ما جيشك قال الدعاء
يقول الإمام الشافعي
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الواحد القهار رب كل شيء و مليكه أنت العزيز المقتدر أن تخلص المسلمين من طاغية البعث بشار يا ذا الجلال و الإكرام اللهم سلط عليه يا ذا الجلال و لإكرام اللهم أزل دولة و اكسر شوكته و نج المسلمين سطوته يا ذا الجلال و الإكرام اللهم عجل بهلاكه يا قوي يا عزيز اللهم عجل بهلاكه يا حي يا قيوم اللهم عجل بهلاكه يا واحد يا قهار اللهم اجعل لإخواننا في الشام منجىً و خلاصاً و نجاةً منه و من زمرته يا قوي يا عزيز اللهم بعزتك و رحمتك التي نجيت بها موسى و نصرت بها نبينا انصر إخواننا في ديار الشام و اجعل لهم مخرجا من محنتهم و انصرهم و سدد رميهم و ثبت أقدامهم اللهم كن للضعفاء منهم ناصراً و معيناً اللهم عجل بنصرهم و مكنهم في أرضهم و أظهر أمرهم على عدوك و عدوهم اللهم من مات منهم فأكتبه في الشهداء اللهم عافي مريضهم و أفرحنا قلوبنا بزوال غمتهم يا ذا الجلال و الإكرام
هذا و صلوا و سلموا . . .
الخطبة الأولى التطاول 18 / 3
الحمد لله الذي كتب النصر لأهل ولايته، وكتب الذلة والصغار على من خالف أمره، ودفع بأهل دينه أهل عداوته، وقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق، ونصر الحق بأهله فإذا هو في مكان شاهق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وجاهد بالحق أهل الضلالة، فصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وعلى آله وصحبه، أما بعد فقد مضت سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول أن الصراع قائم بين الحق والباطل، وأن الحقَ منصورٌ لا محالة، والباطلَ زاهقٌ لا مرية في ذلك، وجعل لكلٍ حزب، وملأ قلوب أوليائه محبة النصرة للحق وأهله، نصرة تورثهم الجنة بإذن تعالى، وأشربت قلوب الذين ظلموا الحمية للباطل والذود عنه، ذوداً يوردهم مواطن العطب و الهلكة فنسأل الله أن نكون ممن يقولون الحق و ينصورنه
عباد الله قال الله جل و علا " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورةً تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين "
قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغبُ بطوناً و لا أكذبُ ألسناً و لا أجبنُ عند اللقاء يعني رسول الله و أصحابه القراء فقال له عوف بن مالك كذبتَ و لكنك منافقٌ لأخبرنَّ رسول الله فذهب عوفٌ إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآنَ قد سبقه فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله و قد ارتحلَ و ركبَ ناقتَه فقال يا رسول الله إنما كنا نلعب و نتحدث حديث الركب نقطع به عنَاءَ الطريق قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله و إن الحجارةَ لتنكب رجليه و هو يقول إنما كنا نخوضُ و نلعبْ فيقول له رسول الله " أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون " ما يلتفت إليه و لا يزيده عليه و قال مجاهد قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا و كذا و ما يدريه ما الغيب فأنزل الله عز و جل هذه الآي
و قال معمر عن قتادة بينا النبي في غزوة تبوك و رَكْبٌ من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا أيظن هذا أن يفتح قُصُوْرَ الرومِ و حُصُونَها ؟ فأطلع الله نبيه على ما قالوا فقال النبي ( عليَّ بهؤلاء النفر ) فدعا بهم فقال أقلتم كذا و كذا ؟ فحلفوا ما كنا إلا نخوضُ و نلعبْ و قال معمر قال الكلبي كان رجل منهم لم يماثلهم في الحديث يسير عائبا لهم فنزلت " إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة " فسُمْيَ طائفةً و هو واحد
فهؤلاء لما تنقصوا النبي حيث عابوه و العلماء من أصحابه و استهانوا بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك و إن قالوه استهزاءً فكيف بما هو أغلظ من ذلك ؟ و إنما لم يُقِمْ الحدَ عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمر به إذ ذاك بل كان مأمورا بأن يدع أذاهم و لأنه كان له أن يعفو عمن تنقصه و آذاه.
أيها المؤمنون الموحدون المنافقون على اختلاف درجاتهم و تنوع طبقاتهم ما زالوا في صفوف الأمة يتحينون الفرص و ينفثون سمومهم فهم حرب على كل فضيلة و دعاة لكل رذيلة يملكون وسائل تلمعهم و تحسن قبيحهم و ظهروا في هذا الزمان باسم المثقفين و يريدون أن يوجهوا الأمة بما أخذوه من علوم فلسفة الغرب الملحد فهم لا تفتر أقلامهم في الصحافة و التأليف و مواقع الإنترنت و كان من آخر ما جاءوا به ما كُتِبَ في موقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت التويتر من تغريدات عديدة و التغريدات لمن لا يعرفها هي خواطر في النفس يكتبها الشخص عبر صفحته في هذا الموقع على شبكة النت و تصل لأقصى العالم بلمسة زر و هذه العبارات صدرت من رويبضة من أبناء هذه البلاد تكلم فيها عن الذات الإلهية و أنكر وجود الله و عدم قدرته على دفع الظلم و أنه لا يؤمن بوجوده و لم يره و يحسه و يلمسه و ثم تطرق للنبي في يوم مولده و قال أنه سيصافحه مصافحة الند للند و أنه يحب فيه أشياء و يكره أشياء إلى غير ما قال من كلام كفري و العياذ بالله و قد نسي أو تنسى أن الشهادة للنبي بالرسالة من أركان الإسلام ، وقد أُمر المسلمون بتعظيم نبيهم ومحبته ، وهو مستحق لذلك ؛ لما له عند الله تعالى من منزلة رفيعة ، ولما له من فضل على هذه الأمة ، فقد كان سبباً في خروجها من جاهليتها ، وسبباً في حصول كل خير لها ، فكيف يجتمع هذا مع تجرؤ واحد من المسلمين على سب النبي ؟
ولهذا اتفق العلماء على أن من سب النبي فهو كافر مرتد خارج عن الإسلام قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول ( إنَّ سبَّ الله أو سبَّ رسوله كفرٌ ظاهراً وباطناً ، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مستحلاًّ له ، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده ، هذا مذهب الفقهاء ، وسائر أهل السنَّة القائلين بأن الإيمان قول وعمل ) أ . هـ
وجاء في الموسوعة الفقهية ( ورد في الكتاب العزيز تعظيمُ جُرم تنقص النبي أو الاستخفاف به ، ولعن فاعله ، وذلك في قول الله تعالى " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهيناً " ، وقوله تعالى " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين " ، وقد ذهب الفقهاء إلى تكفير من فعل شيئاً من ذلك ) انتهى .
وجاء في الموسوعة الفقهية أيضاً ( وحكم سابِّه أنه مرتد بلا خلاف ) انتهى .
وإذا كان ساب النبي مرتداً ، فعقوبته الشرعية هي القتل ، بلا خلاف بين العلماء قال ابن المنذر رحمه الله ( أجمع عامة أهل العلم على أنَّ مَن سبَّ النبيَّ عليه القتل ) انتهى .
وقال الخطابي رحمه الله ( لا أعلم أحداً مِن المسلمين اختلف في وجوب قتله ) انتهى .
عباد الله بعد أن رأى هذا المعتدي على الذات الإلهية و جناب المصطفى الحملة التي قام بها العلماء والغيورون من الدعاة و طلاب العلم و كافة أبناء هذه البلاد المباركة سارع إلى إعلان توبته و كتب بيانا يعتذر فيه مما قال و صور لنفسه أنشودة يعلن فيها توبته و طبل لهده التوبة معلموه و مربوه و قالوا لا تعينوا الشيطان عليه و لتقبل توبته و لكن يظهر هنا مسألة شرعية مؤصلة و لم تترك لأهل الأهواء و الرغبات و إن تلبسوا بلباس الدين و هذه المسألة
إذا تاب مَنْ سَبَّ النبي وندم على ما فعل ، ورجع إلى الإسلام ، فما حكم هذه التوبة ؟
و هل هذه التوبة تنفعه فيما بينه وبين الله ، فيكون مسلماً مؤمناً عند الله تعالى ؟ و هل يرتفع قتله ؟
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هل تُقبل توبة من سب الله عز وجل أو سبَّ الرسول ؟ .
فأجاب رحمه الله بقوله اختُلف في ذلك على قولين
القول الأول أنها لا تُقبل توبة من سبَّ الله ، أو سب رسوله ، وهو المشهور عند الحنابلة ، بل يُقتل كافراً ، ولا يصلَّى عليه ، ولا يُدعى له بالرحمة ، ويُدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين .
القول الثاني أنها تُقبل توبة من سبَّ الله أو سب رسوله إذا علمنا صدق توبته إلى الله ، وأقرَّ على نفسه بالخطأ ، ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم ؛ وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة ، كقوله تعالى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا " ، ومِن الكفار مَن يسب الله ومع ذلك تقبل توبتهم ، وهذا هو الصحيح ، إلا أن ساب الرسول تُقبل توبته و يجب قتله ، بخلاف مَن سبَّ الله فإنها تقبل توبته ولا يقتل ؛ لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد ، بأنه يغفر الذنوب جميعًا ، أما ساب الرسول ، فإنه يتعلق به أمران أحدهما أمر شرعي لكونه رسول الله ، وهذا يُقبل إذا تاب .
الثاني أمر شخصي ، وهذا لا تُقبل التوبة فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه ، وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل ، غسلناه ، وكفناه ، وصلينا عليه، ودفناه مع المسلمين.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد ألَّف كتاباً في ذلك اسمه " الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول " وذلك لأنه استهان بحق الرسول ، وكذا لو قذفه فإنه يقتل ولا يجلد .
فإن قيل أليس قد ثبت أنَّ مِن الناس مَن سب الرسول في حياته وقَبِل النبي توبته ؟ .
أجيبُ – و ما زال الكلام موصولا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - بأن هذا صحيح ، لكن هذا في حياته ، والحق الذي له قد أسقطه ، وأما بعد موته فإنه لا يملك أحدٌ إسقاط حقِّه ، فيجب علينا تنفيذ ما يقتضيه سبه ، من قتل سابِّه ، وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى.
فإن قيل إذا كان يحتمل أن يعفو عنه لو كان في حياته أفلا يوجب ذلك أن نتوقف في حكمه ؟
أجيب بأن ذلك لا يوجب التوقف ؛ لأن المفسدة حصلت بالسب ، وارتفاع أثر هذا السب غير معلوم ، والأصل بقاؤه .
فإن قيل أليس الغالب أن الرسول يعفو عمَّن سبَّه ؟
أجيب بلى ، وربما كان العفو في حياة الرسول متضمِّناً المصلحة وهي التأليف ، كما كان يعلَم أعيان المنافقين ولم يقتلهم ( لِئلاَّ يتحدث الناس أن محمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ) لكن الآن لو علمنا أحداً بعينه من المنافقين لقتلناه ، قال ابن القيم رحمه الله " إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة الرسول فقط .
انتهى نقلاً من مجموع فتاوى الشيخ العثيمين
عباد الله إن التعدي بالسب لا يصاحبه شهوة كالخمر و الزنا و غيرهما من الشهوات بل هو شبهة و انحراف عقدي متأصل في نفس الشخص الساب و لا حول و لا قوة إلا بالله و قد أثلج صدور الموحدين في كافة بقاع العالم توجيه خادم الحرمين الشريفين بإلقاء القبض على هذا الذي تطاول على الذات الإلهية و جناب المصطفى جعل الله ذلك في موازين حسناته و رفع به دراجاته و جمعه بنبينا في الفردوس الأعلى , اللهم من تطاول على رسولك من المسلمين و من غيرهم اللهم عليك به , اللهم شُل لسانه و عطل أركانه و اجعله عبرة للمعتبرين , اللهم مكن ولاة أمرنا منه و أرنا فيه يوماً تقر به عيون الموحدين و تندحر به شوكة العلمانيين و الليبراليين اللهم لا تقم لهم لهم راية و اجعلهم لغيرهم عبرة و آية يا قوي يا عزيز . بارك الله لي و لكم في القرآن . . .
الخطبة الثانية
عباد الله و ما زالت الأحداث تتوالى و تتسارع في هذا العصر و في هذا الأسبوع وقع المسلمون في امتحان رباني عظيم تعلقت القلوب و الآمال بغير الله و اتجه الناس لمجلس الأمن طالبين منه الأمن لإخواننا في سوريا و بعد أن عقد اجتماعه و الكل متخوف من الموقف الروسي تجاه ما يحدث في أرض الشام من قتل و إبادة لا تخفى عليكم فإذا بهم يفاجئون بموقف الصين الذي ينظم لروسيا و يرفضون التصويت ضد أي قرار يمس حكومة بشار الأسد في سوريا و لنا مع هذا الحدث وقفات .
الأولى التعلق بغير الله و هذا من خوارم التوحيد و لعل الله بحكمة أراد للشعب السوري أن يقرر مصيره بدون منّة من أي دولة أو قرار دولي بالإجماع و إن بلاد الشام ودرت فيها أحاديث صحيحة فقد جاء في الحديثِ الصحيحِ المشهور عنِ النبيِّ أَنَّه قال " بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي المَلائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا فَالإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " وفي روايةٍ " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " وفي أخرى أَنَّ رسولَ الله قال " رأَيْتُ ليلةَ أُسْريَ بي عمُوداً أَبْيَضَ كأَنَّه لؤْلؤة تحمِلُه الملائكةُ، قَلْتُ ما تَحْمِلونَ؟ فقَالُوا عَمودَ الإِسلامِ، أُمِرْنا أَنْ نضَعَه بالشَّامِ، وبَيْنا أَنا نائمٌ رأَيْتُ عمودَ الكِتابِ اختُلِسَ مِنْ تحتِ وسادَتي فَظنَنْتُ أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ تخلَّى عنْ أَهلِ الأَرْضِ، فأَتْبَعْتُه بَصَري فإِذا هو نورٌ ساطعٌ بينَ يديَ حتى وُضِعَ بالشَّامِ "
فهذا الشعب موعود بالنصر و إن تخلت عنه كافة شعوب الأرض فلا نحزن على هذا القرار و لعل فيه خيرٌ كثير كما قال جل و علا " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
الوقفة الثانية عباد الله إن الواجب علينا تجاه إخواننا في الشام الذي يتعرضون لإبادة مذهبية حاقدة هو الدعاء فربنا يقول في محكم كتابة ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) فالدعاء سلاح عظيم و إذا كانت دعوة مظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب فكم وقع من الظلم على إخواننا و قد قال أحد المستضعفين لأحد الطغاة المتجبرين و الله لنأتينك بجيش لا قبل لك به فضحك منه و قال ما جيشك قال الدعاء
يقول الإمام الشافعي
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الواحد القهار رب كل شيء و مليكه أنت العزيز المقتدر أن تخلص المسلمين من طاغية البعث بشار يا ذا الجلال و الإكرام اللهم سلط عليه يا ذا الجلال و لإكرام اللهم أزل دولة و اكسر شوكته و نج المسلمين سطوته يا ذا الجلال و الإكرام اللهم عجل بهلاكه يا قوي يا عزيز اللهم عجل بهلاكه يا حي يا قيوم اللهم عجل بهلاكه يا واحد يا قهار اللهم اجعل لإخواننا في الشام منجىً و خلاصاً و نجاةً منه و من زمرته يا قوي يا عزيز اللهم بعزتك و رحمتك التي نجيت بها موسى و نصرت بها نبينا انصر إخواننا في ديار الشام و اجعل لهم مخرجا من محنتهم و انصرهم و سدد رميهم و ثبت أقدامهم اللهم كن للضعفاء منهم ناصراً و معيناً اللهم عجل بنصرهم و مكنهم في أرضهم و أظهر أمرهم على عدوك و عدوهم اللهم من مات منهم فأكتبه في الشهداء اللهم عافي مريضهم و أفرحنا قلوبنا بزوال غمتهم يا ذا الجلال و الإكرام
هذا و صلوا و سلموا . . .