خطبة التحذير من التهاون في الصلاة الشيخ صالح بن محمد باكرمان

شادي باجبير
1444/02/24 - 2022/09/20 16:50PM

خطبة : التحذير من التهاون في الصلاة
للشيخ الفاضل أبي مجاهد صالح بن محمد باكرمان

الخطبة الأولى

الحمد لله على توفيقه و إحسانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه .

أما بعد : أيها المسلمون ، اتقوا الله حق تقواه .

{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٠٢].

عباد الله ، كثر  في الآونة الأخيرة التهاون في الصلاة ، كثر التهاون في الصلاة وفي شأن الصلاة .

الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام .

الصلاة التي هي عمود الدين .

الصلاة التي فرضها الله - عز وجل - من فوق سبع سموات.

الصلاة التي هي العهد بين المسلم والكافر ، والفرق بين المسلم والكافر " بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ".

" الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ".

كثر التهاون في الصلاة من بعض أبنائنا وبناتنا.

وللتهاون في الصلاة صور كثيرة ، ومن صور التهاون بالصلاة :

التهاون في شأن الوقت ، أن يترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، والله - عزوجل - يقول: { فَوَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ (٤) ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ (٥) }[سُورَةُ المَاعُونِ: ٤-٥].

ومن صور التهاون في الصلاة : أن يصلي بعض المسلمين بعض الصلوات ويدع بعضها ، والله - عز وجل - يقول: { ۞ فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَ ٰ⁠تِۖ فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا }[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٥٩].

{ فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا } : وادٍ في جهنم .

ومن صور التهاون في الصلاة وهي أعظمها وأخطرها : ترك الصلاة بالكلية عياذاً بالله .

الصلاة التي هي عنوان المسلم وعنوان الإسلام ، بعض أبنائنا وبعض بناتنا وبعض إخواننا وبعض أخواتنا يتركون الصلاة بالكلية ، لايصلون في ليل ولا نهار ، ماذا بقي من الإسلام بعد ترك الصلاة ؟!

ياتارك الصلاة ، ما الذي يحملك على ترك الصلاة بالكلية ؟!

أهو الشك في الله عز وجل الذي خلقك؟! { أَفِی ٱللَّهِ شَكࣱّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ}[سُورَةُ إِبۡرَاهِيمَ: ١٠]

أفتشك في نفسك (في وجودك) ؟! أفتشك في وجود الكون حولك ؟! .. فمن الذي خلقك ؟ ومن الذي خلق هذا الكون؟ ﴿أَم خُلِقوا مِن غَيرِ شَيءٍ أَم هُمُ الخالِقونَ۝أَم خَلَقُوا السَّماواتِ وَالأَرضَ بَل لا يوقِنونَ﴾ [الطور: ٣٥-٣٦]

قديماً قال أعرابي عاقل على الفطرة: "البعرة تدل على البعير، وأثر السير على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ألا تدل على العليم الخبير؟".

الذي خلقك وخلق هذا الكون هو الله عزوجل .

ما الذي يحملك على ترك الصلاة؟!
أفتشك في البعث بعد الموت؟!
أفتشك في وقوفك بين يدي الله عز وجل؟!
أتشك في حكمة الله - عز وجل - من بعْثك ؟!

والله - عزوجل - لا يخلق عبثا ، ولا يترك الخلق هملا ، يبعث من في القبور ، ويحصل ما في الصدور ، ويحاسب الخلق يوم البعث والنشور ، فيجازي المطيع على طاعته ، والمسيء على إساءته ، ويأخذ للمظلوم من الظالم { أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ عَبَثࣰا وَأَنَّكُمۡ إِلَیۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ (١١٥) فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ (١١٦) }[سُورَةُ المُؤۡمِنُونَ: ١١٥-١١٦].

أفتشك في قدرة الله - عزوجل - على بعثك ورجعك؟! الذي خلقك أول مرة ، ألا يبعثك مرة أخرى وتارة أخرى ؟!
{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلࣰا وَنَسِیَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن یُحۡیِ ٱلۡعِظَـٰمَ وَهِیَ رَمِیمࣱ (٧٨) قُلۡ یُحۡیِیهَا ٱلَّذِیۤ أَنشَأَهَاۤ أَوَّلَ مَرَّةࣲۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِیمٌ (٧٩) }[سُورَةُ يسٓ: ٧٨-٧٩].

ما الذي يحملك - يا تارك الصلاة - على ترك الصلاة؟!
أهي الأحزان والهموم والغموم والبلايا؟!

تضغط على نفسك فتترك الصلاة بسببها ، وهل أذهب ترك الصلاة الهموم والغموم والأحزان والبلايا والرزايا أم زادتها هموما وغموما ؟!

الصلاة هي التي تجلِّي القلوب ، وتصفي النفوس ، وتُذهب عنك كل هم وغم .

ما الذي يحملك على ترك الصلاة؟!
هل هي معاندة الخلق ، من أجل أن تثبت لهم قوة إرادتك وقدرتك على مخالفتهم؟!

فإنك والله لم تعاند الخلق ، ولكنك عاندت الخالق الذي خلقك ورزقك ، وحقه عليك أن تشكره .

{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِیمِ (٦) ٱلَّذِی خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِیۤ أَیِّ صُورَةࣲ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ (٨)}[سُورَةُ الانفِطَارِ: ٦-٨].

أيها التارك للصلاة وأيها المتهاون في الصلاة !
ثلاثة من رفقاء السوء هم الذين يؤزونك على ترك الصلاة ، فانتبه لهم :

الأول : نفسك الأمارة بالسوء ، نفسك التي بين جنبيك التي تأمرك بالسوء ، وتحملك على الكسل والتخلف عن الصلاة ، ولن تُفلح إلا بمخالفة هواها، لن تُفلح إلا إذا خالفة هوى نفسك { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (٣٧) وَءَاثَرَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا (٣٨) فَإِنَّ ٱلۡجَحِیمَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٣٩) وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (٤٠) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (٤١) }[سُورَةُ النَّازِعَاتِ: ٣٧-٤١].

والثاني من رفقاء السوء الذين يحملونك على ترك الصلاة : الشيطان الغرور .. وغرهم بالله الغرور ، الذي يوسوس في صدرك ، الوسواس الخناس ﴿الَّذي يُوَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ۝مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ﴾ [الناس: ٥-٦] ، ولن تُفلح حتى تتخذه عدوا { ... فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ (٥)} (الشيطان) { إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ (٦) }[سُورَةُ فَاطِرٍ: ٥-٦].

والثالث من رفقاء السوء الذين يحملونك على ترك الصلاة أو التهاون في الصلاة : رفيقك وصديقك ، رفيق السوء وصديق السوء ، الذي يدفعك على الباطل ، وستندم يوم القيامة على مرافقته ومتابعته ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ ... ﴾ ليس على إصبعه ، ولا على يده ﴿عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا۝يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا۝لَقَد أَضَلَّني عَنِ الذِّكرِ بَعدَ إِذ جاءَني وَكانَ الشَّيطانُ لِلإِنسانِ خَذولًا﴾ [الفرقان: ٢٧-٢٩]

رفيق السوء لن تُفلح حتى تفارقه ، وحتى تستبدله برفيق صالح " لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ".

اتقوا الله عبادالله ، اتجهوا إلى الله سبحانه وتعالى ، تذكروا الوقوف بين يدي الله .

أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد : أيها المسلمون عباد الله ، اتقوا الله حق تقواه .

عبادالله ، لا ينبغي أن يستهين المسلم بشأن الصلاة ، لا ينبغي للمسلم أن يتهاون في أمر الصلاة ، الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام ، وأعظم مظهر يظهر به المسلم .

ومما يعينك - عبدالله - على الصلاة  ، وعلى ترك التهاون في الصلاة : أن تتذكر الوعيد العظيم المترتب على ترك الصلاة وعلى التهاون في الصلاة ، فترك الصلاة علامة الكفر ، بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ، ترك الصلاة يُدخل النار ، ويولج في أوديتها ، يولج الناس في أودية جهنم {...فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا }[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٥٩]. ﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ۝الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ﴾ [الماعون: ٤-٥]

تارك الصلاة مع فرعون وهامان وقارون وأُبيِّ بن خلف ، كما جاء في الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال في شأن الصلاة والصلوات الخمس :" مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلَا نَجَاةً وَلَا بُرْهَانًا، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ "." في قعر جهنم عياذاً بالله .

مما يعينك على المحافظة على الصلاة وعلى إقام الصلاة : أن تتذكر الآثار المترتبة على الصلاة ، الآثار الحسنة والثمرات الطيبة للصلاة ﴿... أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾ [الرعد: ٢٨] ﴿إِنَّ الإِنسانَ خُلِقَ هَلوعًا۝إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوعًا۝وَإِذا مَسَّهُ الخَيرُ مَنوعًا۝إِلَّا المُصَلّينَ۝الَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَ﴾ [المعارج: ١٩-٢٣]

الصلاة تُثمر الطمأنينة في النفس ، وتزيل الهموم والغموم ، والصلاة قرة العين ، كما قال الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - : "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ". يعني قرار عيني واستقرارها وثبوتها أي سعادة النفس ، قرة العين كناية عن سعادة النفس "أَرِحْنَا بِهَا يا بلال ". الصلاة راحة النفس عبدالله.

مما يعينك على المحافظة على الصلاة وعلى إقامة الصلاة : أن تصلي مع المصلين ، أن تؤدي الصلاة في الجماعة ﴿... وَاركَعوا مَعَ الرّاكِعينَ﴾ [البقرة: ٤٣]

" فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ "

صلِّ مع الناس في الوقت ، صلِّ جماعة في المسجد ، تخف عليك ، وتراها خفيفة ، حتى تصير عادة لك ، بل تصير قرة عين بإذن الله عزوجل .

مما يعينك على إقام الصلاة والمحافظة على الصلاة : أن تُكره نفسك وأن تجرِّعها مرارة الصبر ، فهذه النفس لابد من سياستها ، ولابد من إخضاعها ، إن لم تحكمها حكمتك ، إن لم تحكم نفسك الأمارة بالسوء ، إن لم تكبح جماحها وهواها حكمتك ، وذهبت بك المذاهب ، وهوت بك في الهاوية عياذاً بالله .

قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ".

الطريق إلى الجنة عبر المكاره ، أن تُكره نفسك على الطاعة ، وأن تُكره نفسك على ترك المعصية ، وحفت النار بالشهوات ، إذا أردت سبيل النار فأعطِّ نفسك هواها ، وضع لها الحبل على الغارب ، وامشِ معها حيث مشت بك ، نسأل الله السلامة !

وهل اختلف الناس ، واختلفت منازلهم إلا بالصبر ؟!
﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ ...﴾ [البقرة: ٤٥]

وهل فاز الناس بالجنة إلا بالصبر ؟!
﴿إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ﴾ [المؤمنون: ١١١]

ومما يعينك - عبدالله - على المحافظة على الصلاة وعلى إقام الصلاة : أن تتوجه إلى الله - عزوجل- وأن تستعين به ، فر من الله إلى الله ، استعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ ...﴾ [الأعراف: ٢٠٠] الله الله في الأذكار ، والله الله في الذكر ، اخضع بين يدي الله - عزوجل - بينك وبينه ، سيُعينك ، ويبلغك الطريق سبحانه وتعالى .

مما يعينك - عبدالله - على المحافظة على الصلاة وإقام الصلاة : أن تتذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات ، الموت الذي يخطف كل يوم منا واحداً بعد الآخر ، الموت الذي لا مفر منه ﴿إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجعى﴾ [العلق: ٨] اليوم أو غداً ستموت ، ستقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ، فاعمل لذلك ، واستعد لذلك ، استعد لتلك الساعة ، استعد لذلك الرحيل قبل فوات الأوان ﴿وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ۝وَنُفِخَ فِي الصّورِ ذلِكَ يَومُ الوَعيدِ۝وَجاءَت كُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ۝لَقَد كُنتَ في غَفلَةٍ مِن هذا فَكَشَفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ﴾ [ق: ١٩-٢٢]

عبادالله ، وأختم بأن أقول لأبنائي وبناتي وإخوتي وأخواتي : صلِّ يا عبدالله ، وصلِّ يا أمة الله لله - عزوجل - لا لأحد ، للذي خلقك ، صلِّ لربك شكراً لربك الذي خلق والذي رزق سبحانه وتعالى ، أنت لا تصلي للبشر ، ليس من أجل فلان أو فلان ، صلِّ - عبدالله - طاعةً لرسولك الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم- الذي كانت آخر وصاياه  " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ".

فلنتقِ الله عبادالله ، كل من كان منا مقصراً في الصلاة عليه أن يتقي الله عزوجل ، وليحافظ على الصلاة قبل فوات الأوان ، وكل من كان منا أبا أو ولي أمر عليه أن ينظر في حال أبنائه وبناته ، وأن يحملهم على الصلاة برفق وحسن قول .

وصلوا وسلموا على من أمركم الله - عزوجل - بالصلاة والسلام عليه ، فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦] .

اللهم صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد ! اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد !

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات !

اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ! اللهم ارحمنا يا أرحم الراحمين ! اللهم رحماك بالمستضعفين من المسلمين في كل مكان !

اللهم يسر أمورنا ، أصلح أحوالنا ، غزِّر أمطارنا ، رخص أسعارنا ، ولِّ علينا خيارنا !

ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار !

عباد الله ، إنَّ الله يأمر بالعدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .

المشاهدات 1292 | التعليقات 0