خُطْبَةُ الاسْتِسْقَاءِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ 24 مُحَرَّم 1436 هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1436/01/21 - 2014/11/14 19:07PM
خُطْبَةُ الاسْتِسْقَاءِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ 24 مُحَرَّم 1436 هـ
الْحَمْدُ للهِ مُسْبِغِ الآلَاء وكَاشِفِ اللَّأْوَاء ، مُعِيدِ الْبَرَكَاتِ وَالنِّعَم ومُبِيدِ الشُّرُورِ وَالنِّقَم ، يَبْتَلِي عِبَادَهُ بِجَدْبِ الدِّيَارِ وَنَقْصِ الأَمْطَارِ لِلابْتِلَاءِ وَالاخْتِبَار ، سُبْحَانَهُ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّار .
لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الوَلِيُّ الْحَمِيد ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيد ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لا خَالِقَ وَلا رَازِقَ سُوَاهُ لِلْعَبِيد ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لا رَادَّ لِمَشِيئَتِهِ وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَوْلُهُ حُكْمٌ وَقَضَاؤُهُ حَتْمٌ وَإِرَادَتَهُ عزَم ، لا إِلَهَ إِلَّا اللُه لا يَخِيبُ مَنْ لَاذَ بِهِ وَرَجَاه ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لا يَنْقَطِعُ مَنْ أَمَّلَهُ وَدَعَاه .
سُبْحَانَ ذِي الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ ، سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ ، سُبْحَانَ بَاهِرِ الآيَاتِ ، سُبْحَانَ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَبَارِئِ النَّسَمَاتِ ، سُبْحَانَ مَنْ يَعْلَمُ عَدَدَ قَطْرِ الْأَمْطَار ، وَعَدَدَ مَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَأَشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهَار .
نَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَتُوبِ إِلَيْهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار ، وَنَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَار ، خَيْرُ مَنِ اسْتَغَاثَ رَبَّهُ وَاسْتَسْقَى ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَصَحَابَتِهِ الْأَبْرَار ، الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ وَالأَنْصَار ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدَّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَقَدْ خَرَجْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ اقْتِدَاءً بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَلَبَاً لِرَضَا رَبِّكُمْ وَطَمَعَاً فِيمَا عِنْدَ مَوْلَاكُمْ ، فَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ لا يُخِيِّبُ مَنْ رَجَاهُ وَلا يَرْدُّ مَنْ وَالاهُ ، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ؟ ءَإِلَهُ مَعَ الله.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : إِنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَالَ وَوَعْدُهُ الْحَقُّ (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، وَقَالَ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لا تَدْعُوَن أَصَمَّ وَلا غَائِبَاً ، وَإِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعَاً قَرِيبَاً مُجِيبَاً ، إِنَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) يَغْفِرُ ذَنْبَاً وَيُفَرِّجُ كَرْبَاً ، يَحْيِي مَيِّتَاً وَيُمِيتُ حَيَّاً ، وَيُجِيبُ دَاعِيَاً وَيَشْفِي سَقِيمَاً ، وَيَجْبُرُ كَسِيرَاً وَيُغْنِي فَقِيرَاً ، وَيَفُكُّ عَانِيَاً وَيُشْبِعُ جَائِعَاً ، وَيَكْسُو عَارِيَاً وَيَشْفِي مَرِيضَاً ، وَيُعَافِي مُبْتَلَىً وَيَقْبَلُ تَائِبَاً ، وَيَجْزِي مُحْسِنَاً وَيَنْصُرُ مَظْلُومَاً .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّكُمْ خَرَجْتُمْ تَسْتَغِيثُونَ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لَا رَبَّ لِنَا سِوَاه , إِنَّهُ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدْ ، خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى ، وَأَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ، يَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيُغْدِقُ الْعَطَاءَ .
إِنَّهُ اللهُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ذُوُ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، الْوَاسِعُ الْعَلِيمُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ، ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ بِكَلِمَاتٍ وَسِمَعَ نِدَاءَ يُونُسَ فِي الظُّلُمَات ، وَاسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا فَوَهَبَهُ عَلَى الْكِبَرِ يَحْيى هَادِيَاً مَهْدِيَّاً ، أَزَالَ الْكَرْبَ عَنْ أَيُّوبَ وَأَلَانَ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ ، وَسَخَّرَ الرِّيحَ لِسُلَيْمَانَ وَفَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى ، وَرُفِعَ إِلَيْهِ عِيسَى وَشَقَّ الْقَمَرَ لِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً وَسَلَّمَ .
أُمَّةَ الإِسْلَامِ : أَيْنَ الْقُلُوبُ مِنَ التَّعَلُّقِ بِعَلَّامِ الْغُيُوبِ ؟ أَيْنَ أَنْتُمْ مِنَ اللهِ الذِي قَالَ عَنْهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفَرًا)
فَأَنَّا رَافِعٌ يَدَيَّ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ :
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قُيَّوُمُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِنَا فَاغْفِرْ لَنَا ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارَاً فَأَرْسِلَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدَنَا ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا خَطِيآتِنا وَجَهْلنا وَإِسْرَافَنا فِي أَمْرِنا ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّا ، اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لنا جِدَّنا، وَهَزْلَنا ، وَخَطَئَنا وَعَمْدَنا ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَنا ، اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَنا مَا قَدَّمْنا وَمَا أَخَّرْنا ، وَمَا أَسْرَرْنا وَمَا أَعْلَنَّا ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّا ، أَنْتَ اَلْمُقَدِّمُ وَالْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ رَبُّنَا لا رَبَّ لَنَا سِوَاكَ نَرْجُوهُ ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ نَدْعُوهُ ، نَتَوَسُّلُ إِلَيْكَ رَبَّنَا بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَى ، نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ رَبُّنا وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ، نَتَوَسُّلَ إِلَيْكَ سُبْحَانَكَ بِأَنَّنَا لا نُشْرِكُ بِكَ شَيْئَاً أَنْ تُفَرِّجَ عَنَّا مَا حَلَّ بِنَا ، وَأَنْ تَنْزِعَ عَنَّا مَا ابْتَلَيْتَنَا بِهِ مِنْ قُحُوطِ الأَمْطَارِ وَمَوتِ الأَشْجَار ، فَأَنْتَ رَبُّنَا وَمَوْلَاَنا ، إِلَيْكَ تَضَرُّعُنَا وَشَكْوَانَا .
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْ قُلُوبَنَا بِالإِيمَانِ، وَبِلَادَنَا بِالصَّيِّبِ النَّافِعِ يَا رَحْمَن. اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْبِلَادِ وَالْعِبَادِ مِنْ الْبَلَاءِ وَالْجَهْدِ مَا لا نَشْكُوهُ إِلَّا إِلَيْكَ، يَا رَبَّنَا اللَّهُمَّ اسْقِ بَهَائِمَكَ وَعِبَادَكَ وَأَحْيِي بَلَدَكَ الْمَيِّتْ. اللَّهُمَّ قَدْ رَفَعْنَا إِلَيْكَ أَيْدِينَا فَلا تَرُدَّنَا بِذُنُوبِنَا خَائِبِينَ، وَلا مِنْ عَطَايَاكَ مَحْرُومِينَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. لا إِلَهُ إِلَّا أَنْتُ سُبْحَانَكَ إِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمَينَ. نَسْتَغْفِرُكَ رَبَّنَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالِمَينَ .
المرفقات

خُطْبَةُ الاسْتِسْقَاءِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ 24 محرم 1436 هـ.doc

خُطْبَةُ الاسْتِسْقَاءِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ 24 محرم 1436 هـ.doc

المشاهدات 3894 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا ونفع بعلمك