خطبة الاستسقاء: تَوالي النُّذُر، بتأخُّرِ نُزولِ المطر

وليد بن محمد العباد
1443/05/07 - 2021/12/11 18:20PM

                                    بسم الله الرحمن الرحيم

                               

                                                                                                                                                                                           خطبة الاستسقاء: توالي النُّذر، بتأخّرِ نُزولِ المطر.                                                                                                                      

الحمدُ للهِ الذي لمْ يزلْ بالمعروفِ معروفًا، وبصفاتِ الجلالِ والكمالِ موصوفًا، سبحانه كلَّ يومٍ هو في شأن، يغفرُ ذنبًا ويسترُ عيبًا ويكشفُ كربًا ويُغيثُ ملهوفًا، وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه إكرامًا وتشريفًا، أمّا بعدُ عبادَ الله

لقد أسبغَ اللهُ عليكم نعمَه ظاهرةً وباطنة، خلقَكم فسوّاكم، وأطعمَكم وسقاكم، ولكلِّ خيرٍ هداهم، ومن كلِّ ما سألتموه أعطاكم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) فنِعَمُه عليكم تترَا، أمْنٌ في الأوطان، وصحّةٌ في الأبدان، وأرزاقٌ تُجبَى إليكم من كلِّ مكان، فاشكروا اللهَ على تلك النِّعمِ بفعلِ أوامرِه واجتنابِ نواهيه، فإنّ النّعمَ بشكرِها تدومُ وتَزيد، وبكفرِها تزولُ وتَبيد (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) واحذروا من الغفلةِ واتّعظوا بتوالي النُّذر، والتي منها تأخُّرُ نزولِ المطر، حتّى خرجَ موسمُه ولمْ يُسْقَ العباد، وما حصلَ بسببِه من فساد (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقد كانوا إذا أقاموا صلاةَ الاستسقاءِ أكثرَ من مرّةٍ ولم يغاثوا، حاسبوا أنفسَهم وتضرّعوا إلى ربِّهم، وتابوا من المآثمِ وردّوا المظالم (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) فاتّقوا اللهَ رحمَكم الله، فبالتّقوى تَنزلُ البركاتُ وتَفيضُ الخيرات (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) فأكثروا من الأعمالِ الصّالحةِ والدّعاءِ والتّضرّعِ والاستغفار، فإنّ ربَّكم غفورٌ رحيمٌ غنيٌّ كريم، خزائنُه ملآى ويداه مبسوطتان، لا يَرُدُّ من دعاه، ولا يُخيِّبُ من رجاه، وبادروا إلى التّوبةِ والإنابة، وادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابة.

اللهمّ أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، اللهمّ أغثْنا اللهمّ أغثْنا اللهمّ أغثْنا، اللهمّ أغثْنا غيثاً مُغيثاً هَنِيئاً مَرِيئاً سَحَّاً غَدَقاً مُجلِّلاً نافعًا غيرَ ضارّ، تَسقي به العباد، وتُحيي به البلاد، وتَجعلُه بلاغًا للحاضرِ والباد، اللهمّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق، اللهمّ اسقِ عبادَك وبهائمَك وانشرْ رحمتَك وأحيِ بلدَك الميّت، اللهمّ إنّا نستغفرُك إنّك كنتَ غفّارًا، فأرسلِ السّماءَ علينا مدرارًا، اللهمّ أغثْ قلوبَنا بالإيمانِ واليقين، وبلادَنا بالأمطارِ والخيراتِ والبركاتِ والغيثِ العميم، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتِك وبلاغًا إلى حين، برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين، وصلى اللهُ وسلمَ وباركَ على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين. واقلِبوا أرديتَكم رحمَكم الله، وألِحّوا بالدّعاءِ، بأنْ يرحمَ اللهُ العبادَ والبلاد، إنّه على كلِّ شيءٍ قدير.

إعداد / وليد بن محمد العباد عفا الله عنه ووالديه وزوجه وذريته والمسلمين                                         

جامع السعيد شمال الرياض حي المصيف يوم الاثنين 9 /5 / 1443هـ

المشاهدات 1084 | التعليقات 0