خطبة: الاحترام

عبدالله يعقوب
1436/04/19 - 2015/02/08 03:37AM
إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له..
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له..
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد... فإن أصدقَ الحديث كتاب الله... وخيرَ الهدي هدي محمد r، وشرَ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليكم بجماعة المسلمين، فمن شذَّ عنهم فمات.. فميتته جاهلية والعياذ بالله.
أيها الكرام.. روى الشيخان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: (أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟)، فَقَالَ الغُلاَمُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ".
هذا الحديث على قِصَرِه.. يبين لنا قيمة إسلامية مهمة، نحن أحوج ما نكون إليها، نحتاجها في هذا الوقت أكثر مما مضى، ألا وهي قيمة الاحترام.. احترام النفس.. واحترام الآخرين.
نبيُ هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، على جلالة قدره، وعلو منزلته، يستأذن غلاما صغيراً لكي يتنازل عن دوره في الشراب، فيأبى الغلام، فلم يعنّفه ولم يُكرهه، بل وضع الإناء في يد الغلام، وانتهى الموقفُ بكل هدوء وأريحية.
فأين نحن من هذا؟؟
ماذا لو كنت أنتَ الذي طلبتَ مثل هذا الطلب.. و رُفض طلبك؟
موقف آخر..
روى البخاريُ وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعبَّاسٍ: (يَا عَبَّاسُ، أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ رَاجَعْتِهِ) قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: (إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ) قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ.
هذه المرأة كنت مولاة وأعتقت.. وبقي زوجها رقيقاً، ومن حقها شرعاً بعد عتقها أن تنفصل عنه، فاختارت الفراق، فكان زوجها يبكي على فراقها وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع له عندها، فشفع في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لها: (يا بَريرَةُ اتقي اللهَ، فإنه زَوْجُكِ وأبو ولدكِ)، فظنتْ أنه يأمرها بالرجوع إليه. فبيّن لها صلى الله عليه وسلم أنه ليس آمراً وإنما شافع، فردّتْ هذه المرأة - التي كانت جارية - ردّتْ شفاعة النبي r.
نبيُ هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، على جلالة قدره، وعلو منزلته، يستجيب لعبدٍ مملوك، ويشفع له عند جاريةٍ سوداء.. لكي تعود لعصمته.. وتأبى المرأة! وترفض شفاعته r ! فلم يعنّفها ولم يُكرهها، بل تقبّل الأمر وانتهى الموقفُ بكل هدوء وأريحية.
فأين نحن من هذا؟؟
ماذا لو كنت أنتَ الذي طلبتَ مثل هذا الطلب.. و رُفض طلبك؟
إنها دروس من مشكاة النبوة في الاحترام والتقدير للنفس وللآخرين.
وما أحرانا في هذا الزمان بإشاعة ثقافة الاحترام والتقدير في المجتمع..
الاحترام بكل أنواعه وألوانه ودرجاته..
ومنه: احترامُ العقول بتقدير الانجاز والعطاء والبذل، واحترامُ العقول بالكفّ عن الخداع وسوق الأضاليل والأكاذيب الدعائية على قاعدة: "اكذب واكذب حتى يصدقك الناس".
ومنه: احترام العمل والكفاءة.. فليس الجدير بالوظيفة من يجيبك على سؤال "من تعرف؟" بل من يجيبك على سؤال: "ماذا تعرف؟"، فالشهادة والخبرة والمعرفة الميدانية هي معيار الاحترام.
ومن صور الاحترام: احترامُ الوقت، والإحساسُ بأهميته، وأنه يعني الحياة، فلا يذهبُ وقتك إلا في شيء مقصود ومفيد، ولو كان متعة أو ترفيهاً، أو عملاً متواضعاً، وما أجمل أن يكون (لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وأنت منهمك في أي عمل.
ومنه: احترامُ وقت الآخرين، فهو دليلُ عقلك ووعيك وتقديرك لهم ولنفسك، وبعض الناس.. يعدك الرابعة، وتنتظره إلى الخامسة، وإن لم يأت حتى السادسة، فباستطاعتك الانصراف في السابعة.. حتى لا تثيرَ غضبه.. فأي احترام يحمله مثل هذا الرجل؟؟
ومن صور الفساد الإداري: إضاعةُ وقت الناس.. الذين وضعوك في هذا العمل لخدمة الجمهور والشأن العام.. وفي الدوام الصباحي مثلاً: يوجد وقت للإفطار.. لكنه محدود مؤقت وليس ممتداً لساعات.. وأما الصلاة فإنها صلاةُ الظهر وليست التراويح.. فاتق الله في وظيفتك وأمانتك، حافظ على وقتها.. بدايةً وانصرافاً.. أدِّها بأمانةٍ وإخلاص.. ولا تفرط في الوقت.
من صور الاحترام: الاحترام الاجتماعي: بالتواصل مع الناس في المناسبات، والتهاني، والتعازي، والعمل التطّوعي، مع "بذل الندى، وكف الأذى".
من صور الاحترام: احترامُ خصوصيات الآخرين، وأسرارهم وأحوالهم التي يحرم كشفها والتلصص عليها، كالاتصالات والإيميلات والمراسلات التي لا يجوز انتهاكها ولا تقحّمها، وويل لمن يسمون بـ(الهاكرز)، ويل لهم من وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خَطْف أبصارهم فلا يعقلون ولا يرجعون، وقد قال عليه الصلاة والسلام لرجلٍ اطلع في بيته: (لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ طَعَنْتُ بِهِ فِى عَيْنِكَ، إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الإِذْنَ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ) رواه البخاري ومسلم.
وأنت يا من تعيّر أخاك بذنب عرفتَه بالتجسس عليه.. جُرمُك عند الله أعظم منه، هو كان مستتراً منكسراً... ففضحتَه وهتكتَ ستره، ومن تتبع عورات المسلمين.. تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته.. يفضحه ولو في قعر بيته !
من صور الاحترام: احترام الخصوصية بين الأصدقاء الحميمين أو الزوجين، نعم تزول الحواجز والحدود والسدود، ولكن يبقى لكل امرئ شخصيته وأسراره وأحاسيسه التي لا يبوح بها لأقرب قريب.
من صور الاحترام: التواضع مع المرؤوسين، بلين الجانب لهم، ولطف الخطاب، مع ابتسامة مشرقة، وكلمة تحفيز وتشجيع وثناء.
من صور الاحترام:احترامُ المسؤولية التي تعني القدرة على تدارك الخطأ وتصحيحه.
من صور الاحترام: القدرة على الاعتذار حال الخطأ. فالاعتذار لا يضر، بل الإصرارُ والتجاهلُ هو الذي يحول بينك وبين احترام الناس لك.
من صور الاحترام: الاستقالة من العمل.. عند العجز عن العطاء، فأنت لا تستمد أهميتك من عملك، بل من كفاءتك وقدراتك الشخصية، وها هم رؤساء دولٍ وحكومات يتركون كراسيهم ويظلون أحياء فاعلين في دولهم، وفي العالم كله، قائمين على برامج ومشاريع عالمية، مقدمين المشورة والخبرة، أساتذة في جامعاتٍ. ونحوها..
عباد الله: ليس للاحترام وقتٌ ينتهي فيه، بل هو مستمر طوال حياة الإنسان، وهو مستمر حتى مع الجريمة والخطأ، فينال المخطئُ جزاءَه، وتُحفظُ حقوقُه، وفي الحديث: (إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ.. وَلاَ يُثَرِّبْ عَلَيْهَا) رواه البخاري ومسلم.
بل ويكون الاحترام حتى مع غير المسلمين.. فقد يكون كافراً مشركاً لا تحبه ولا تواليه بل تبغضه في الله، ومع هذا تحترم إنسانيته فلا تقابله بالسب والشتم والأذى، بل تعامله باحترامٍ نابعٍ من احترامك لنفسك، ولدينك العظيم الذي تحمله، كما كان من مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل بـ(عظيم الروم)، يقول الحافظ ابن حجر: "لم يُخله من إكرامٍ لمصلحة التألّف".
وكثيرا ما يحتاج المسلمون للتعامل بالاحترام والتوقير لمصلحة وحدة الصف، وتوفير الجهود، وتأليف القلوب، وإزالة الدخن، وإغاظة العدو، وبقدر ما يحترم بعضنا بعضا.. نكون في نظر الناس محترمين.
وحتى أولئك الذين يجهلون عليك، خير ما تقابلهم به الصفح والإعراض:
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قُبحٍ *** وأكره أنْ أكون له مُجـيـبـا
يزيد سَفاهةً وأزيد حِلماً *** كعُودٍ زادَه الإحراقُ طـِيبــا
سوف تتجرع الأمر أولاً ، ثم تسيغه، ليصبح محمدة وسنة.. لك أجرها وأجر من عمل بها: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة.. ونفعنا بما فيهما من العلم والحكمة..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية: الحمد لله...
الاحترامثلاثة أنواع:
النوع الأول: الاحترامالنفعي، وهو الذي مصدره المصلحة الخاصة، ويعد أسوأ الأنواع وأحقرها، ويدل علىأن صاحبه، مصلحي وأناني، منافق خبيث ماكر، فهو يحترم الآخرين حين تكونالمصلحة قائمة، وفي حالة تحصله عليها أو إخفاقه في ذلك لأي سبب كان، يتغير ويتلون، وربما يكافئ ويقابل الغير بشرِّ أعماله وأقواله، لأنه ببساطة شديدة نذل، والنذل لا تأتيمنه إلا الخسة والنذالة.
النوع الثاني: احترام الخوف، وهو دليلُ الجبنِ وضعف الشخصية، وصاحبه انهزامي خنوعذليل، لا يستطيع المواجهة والمجابهة، ويحترم أي شخص يحس ويشعر أمامه بالخوف والضعف، وصاحبه عادة ما يكون جبارا قاسيا عند شعوره بأنه أقوى من الشخص الذييواجهه، وكان مجبرا على احترامه بدافع الخوف والضعف والجبن.
أما أسمى وأنبل أنواع الاحترام: فهو الاحترام من اجل الاحترام، وهو الاحترام الحقيقي، فهو يحترمك ويقدرك.. لأنه ذو معدنٍ أصيلٍ، وهو إنسانُ متحضرٌ واعٍ، قويُ الشخصية، واثقٌ من نفسه ومن الآخرين الذين يتعامل معهم ويحترمهم، يحترمهم.. دون تملق أو خوف أو نفاق أو تزييف.. ويكون مخلصا لهم في حياتهم ومماتهم، في غناهم وفقرهم...
وهؤلاء قِلة... لكنهم موجودون..
عباد الله: مظاهر الاحترام عديدة، وقد تختلف تبعا للعادات والتقاليد. في مقدمتهااحترامُ الصغير للكبير، واحترام المجالس، واحترام الضيف إلى درجة التكريم، واحترامالمرأة، واحترام العلم وأهله، واحترام المسنين.
وأولى الناس بالاحترام والتوقير من كان حظه من الشرع أوفر، ونصيبه من العمل الصالح أكبر، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين)، وهذا هو ميزان التقديم والتكريم.
وكل مؤمن.. حري بالاحترام فلا يُقام من مجلسه ليجلس غيره، وتجب ضيافته، وتُشرع مشاورته، ويُشكر على المعروف، وتُؤَدَّى إليه حقوقه غير متعتع، ونقابله بطلاقة الوجه، وندخل السرور إلى قلبه.
وهكذا كل من يحترم نفسه.. يُتوقع منه أن يحترم الآخرين...
أما من كان في نفسه حقيرا.. فلن يقابل الآخرين بالاحترام والإكرام...
ألا خابتْ أمة وخسرتْ.. لا تتبادل خلق الاحترام والتوقير، في الأخلاق والعبادات والمعاملات، وفي جميع شؤون الحياة، (أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى)، و(حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَىخير خلق الله.. نبينا محمد بن عبدالله.. فقد أمركم بذلك ربكم فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي.. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرا).
فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد... وارض عن آل بيته الطيبين الطاهرين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين.... وعن الخلفاء الأربعة الراشدين، وعن باقي الصحب الأكرمين، وعن الأتباع لهم بإحسان إلى يوم الدين... وارض عنا معهم.. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين..
اللهم أذل الشرك والمشركين... وأذلَّ أعداءك أعداء الدين..
واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.. سخاء رخاء.. وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا.. وأصلح آئمتنا وولاة أمورنا.. ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نعُوذُ بِوَجْهِك الْكَرِيمِ، وَكَلِمَاتِك التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.. إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدين.
اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين.. من الصهاينة والصليبيين والمنافقين والصفويين والخوارج المارقين. اللهم اخذلهم واهزمهم.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في فلسطين والشام والعراق وبورما واليمن وفي كل مكان... اللهم اجعل لهم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، اللهم احفظ عليهم دينهم وأموالهم وأعراضهم.. يا أرحم الراحمين.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وعملنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.
اللهم آت نفوسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
(ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
عباد الله: (إن الله يأمربالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى،، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي،، يعظكم لعلكمتذكرون) فاذكروا الله العظيم الجليل.. يذكركم، واشكروه على نعمه.. يزدكم، ولذكر الله أكبروالله يعلم ما تصنعون.
المرفقات

الاحترام.docx

الاحترام.docx

المشاهدات 22079 | التعليقات 1

بارك الله فيك يا شيخ عبدالله ونفع بك وزاد الله من فضله وعلمه أحييت فينا آدابا وأخلاقا.