خطبة الإستسقاء 29-3-1443هـ

حسام الحجي
1443/03/28 - 2021/11/03 10:08AM

اَلْحَمَدُ لَلَهِ حُقَّ لَهُ أَنْ يُعْبُدَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَه لَا شْرِيكَ لَهُ أَمْرَ اَلْبَحْرَ فَانْشَقَّ وَأَمَرَ اَلسَّيْلَ فَأزْبَدَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدِ اَللَّهِ وَرَسُولِهِ هَدَى اَللَّهُ بِهِ اَلْخَلْقَ وَأَرْشَدَ، صِلّ اَللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ ، حَتَّى نَلْتَقِيَهُ فَنَسْعَدَ.

أَمَّا بُعْدُ: فَأُوصِيَكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْخَوْفِ مِنْهُ وَالْوَجَلِ، فَالْحَيَاةُ اَلدُّنْيَا مَرَاحِلُ، وَكُلُّ مَنْ عَلَيْهَا رَاحِلٌ، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّكُم مُلاقوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾.

 

أَيُّهَا اَلْمُسْتَسَقُون: إِنَّ اَلسَّمَاءَ أَمْسَكَتْ، وَالْأَرْضَ أَجْدَبَتْ، وَالْمَخْلُوقَاتُ تَضَرَّرَتْ، لِذَلِكَ كَانَتْ هَذِهِ اَلصَّلَاةِ سَنَةً فِي اَلْعِبَادِ، أَقَامَهَا رَسُولُ اَللَّهِ ﷺ وَالْأَنْبِيَاءُ قَبْلَهُ، لِإِظْهَارِ اَلِافْتِقَارِ إِلَى اَللَّهِ جَلَّ وَعَلَا، وَطَلَبِ رَحْمَتِهِ، فَالْغَيْثُ رَحْمَةً وَبَرَكَةً وَحَيَاةً، يَقُولَ سُبْحَانَهُ ﴿وَنَزَّلنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكًا فَأَنبَتنا بِهِ جَنّاتٍ وَحَبَّ الحَصيدِ﴾ وَقْدَ ثَبَتْ عَنْ اَلنَّبِيِّ ﷺ بِأَنَّهُ خَرَجَ لَهَا مُتَوَاضِعًا مُتَخشِّعًا مُتَضَرِّعًا، فَصَلَّى بِالنِاسِ وَدَعَا، وَالْحَاجَةُ عَبَّادَ اَللَّهِ لِرَحْمَةِ اَللَّهِ كَبِيرَةٌ وَلَا تَنْزِلُ اَلرَّحْمَةُ، إِلَّا بِارْتِفَاعِ اَلْغَضَبِ، وَلَا يَذْهَبُ اَلْغَضَبُ، إِلَّا بِالْكَفِّ عَنْ اَلْمَعَاصِي وَالتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ اَلْوَاحِدِ اَلْبَارِئِ، وَالْعَمَلِ بِمَا جَاءَ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ ﷺ فَأَكْثِرُوا مِنْ اَلِاسْتِغْفَارِ، يُرْسِلَ اَللَّهُ اَلسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا﴾ ﴿يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا﴾.

وأَدَّوْا مَا عَلِيكَمْ لِرَبِّكُمْ، وَابْتَعِدُوا عَنْ اَلْمَظَالِمِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَإِنَّ اَلظُّلْمَ ظُلُمَاتٍ، وَمَانِعٌ لِلرَّحَمَاتِ، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ، فَتَجَاوَزَ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْ، وَاسْقِنَا يَا كْرِيمُ يَا أَكْرَمُ.

اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكُ بِأَنَّا نَشْهَد أَنَّكَ أَنْتَ اَللَّهُ اَلْأَحَدَ اَلصَّمَدَ اَلَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوَلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَفُّوا أَحَدٌ أَنَّ تَغْفِرَ لْنَا خَطِيئَاتِنَا وَجَهْلَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمَرِنَا، اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَنَا جِدَّنَا وَهَزْلَنَا وَخَطَأَنَا وَعَمَدَنَا وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا، اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَنَا مَا قَدَمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا وَمَا أَسْرَرْنَا وَمَا أَعْلَنّا وَمَا أَنْتَ أَعْلَم بِهِ مِنَّا، أَنْتَ اَلْمُقَدَّمُ وَأَنْتَ اَلْمُؤَخَّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكُ ونْسْتَمَطِرُكَ، اَللَّهُمَّ أَنْتَ اَللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاءُ، اِسْقِنَا اَلْغَيْثَ ولَا تَجَعَلَنَا مِنْ اَلْقَانِطِينَ، اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا غَدَقًا مُجَلِّلاً عَامًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ تُحْيِي بِهِ اَلْبِلَادُ وَتَسْقِي بِهِ اَلْعِبَادُ.

اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا وَاسْقِ اَلْمُجْدِبِينَ مِنْ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَفَرِّج عَنَّا وَعَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدْ أَجْمَعِينَ.

عِبَادَ اَللَّهِ: اِعْزِمُوا قَلْبَ أَحْوَالِكُمْ إِلَى اَلْحَالِ اَلَّتِي تُرْضِي رَبَكُمْ إِحْسَانًا وُجُودًا وَعَفْوًا وَصِلَةً وَخَيْرًا فَرَبُّكُمْ عَظِيمٌ جَوَادٌ كَرِيمٌ، وَاقْتَدَوْا بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ بِقَلْبِ أرْدِيَتِكُمْ مُتَفَائِلِينَ رَاجِينَ تَغَيُّرَ حَالِكُمْ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ وَالْحَمَدُ لَلَهِ رَبِّ اَلْعَالَمَيْنِ.

المشاهدات 929 | التعليقات 0