خطبة استسقاء

عمر الدهيشي
1432/12/03 - 2011/10/30 08:29AM
خطبة الاستسقاء
الحمد لله الذي بحمده يستفتح كل كتاب،وبذكره يصدر كل خطاب،وباسمه يشفى كلُّ داء،وبه يكشف كلُّ غمة وبلاء،إليه ترفع الأيدي بالتضرع والدعاء،في الشدة والرخاء،والسراء والضراء،وهو سامع لجميع الأصوات،المجيب للمضطر الدعاء،فله الحمد على ما أولى وأسدى،وله الشكر على ما أنعم وأعطى،والصلاة والسلام على أفضل المتعبدين،وخير المخبتين الأوابين،القائل (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله..شكا الناس في عهد رسول الله ﷺ قحوط المطر.. فخرج رسول الله ﷺ حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال:إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم دعا عليه الصلاة والسلام.. رواه أبو داود ولما استسقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يزد على الاستغفار وقال:لقد طلبت الغيث بمجاديف السماء التي يستنزل به المطر) فاللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت ، خلقتنا ونحن عبيدك ، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعتنا،نعوذ بك من شر ما صنعنا ، نبوء لك بنعمتك علينا ونبوء لك بذنوبنا فاغفر لنا ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،اللهم اغفر لنا خطئنا وجهلنا،وهزلنا وجدنا ،وإسرافنا في أمرنا، وما أنت أعلم به منا ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير، سبحان الله وبحمده ، لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،نعلم أن الله على كل شيء قدير،وأن الله قد أحاط بكل شيء علما،سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته،اللهم أنت أحق من ذكر،وأحق من عبد،وأنصر من ابتُغي،وأرأف من مَلَك،وأجودُ من سُئل،وأوسعُ من أعطى،تطاع ربَّنا فتشكر،وتعصى ربَّنا فتغفر،وتجيب المضطر،وتكشف الضر،وتشفي السقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة،ولا يجزي بآلائك أحد،ولا يبلغ مدحتَك قول قائل،فلك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر ، يا حسن التجاوز،يا واسع المغفرة،يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى،يا منتهى كل شكوى،يا كريم الصفح،يا عظيم المن،يا مبتدئَ النعم قبل اسحقاقها،يا ربنا ويا سيدنا،ويا مولانا، اللهم أنت الراعي فلا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد صرخ الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى،اللهم إنك تسمع كلامنا،وترى مكاننا،وتعلم سرنا وعلانيتنا،لا يخفى عليك شيء من أمرنا، نحن البؤساء الفقراء ، المستغيثون المستجيرون ، الوجلون المشفقون ، المقرون المعترفون بذنوبنا ،نسألك مسألة المسكين،ونبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل،وندعوك دعاء الخائف الضرير،دعاء من خضعت لك رقبته،وفاضت لك عيناه،وذلك لك جسد ورغم لك أنفه اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين. اللهمّ أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا مِن القانطين.اللهمّ سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق.اللهمّ اسقِ عبادك وبلادك وبهائمك، وانشُر رحمتَك، وأحيِ بلدك الميت. اللهم إنَّ بالعباد والبلادِ من اللأواءِ والضّنك والجهدِ ما لا نشكوه إلاَّ إليك، اللهمّ أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض،اللهم ارفَع عنا الجَهد والجوعَ والعُري، واكشِف عنا من البلاءِ ما لا يكشفه غيرُك.اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك.اللهم إنَّا نستغفرك إنّك كنت غفّارًا، فأرسِل السماءَ علينا مدرارًا. ربنا ظلمنا أنفسَنا، وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين.
ربّنا لا تؤاخِذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملتَه على الذين من قبلنا، ربَّنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به، واعفُ عنَّا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
عباد الله، إن نبيكم حينما استسقى قلب رداءه، واستقبل القبلة، ودعا ربه، وأطال الدعاء، فاقتدوا به، وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب الملحين في الدعاء، اسألوه أن يغيث قلوبكم بالرجوع إليه، وبلدكم بإنزال الغيث عليه.
المشاهدات 2467 | التعليقات 0