خطبة : ( إنه لا يحب المسرفين )
عبدالله البصري
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، في كُلِّ عَامٍ تَأتي الإِجَازَةُ الصَّيفِيَّةُ ، لِتَأتيَ مَعَهَا مُشكِلاتُهَا وَقَضَايَاهَا ، إِنَّهَا مُشكِلاتٌ تُعِيدُ نَفسَهَا ، وَقَضَايَا تَتَكَرَّرُ كَمَا هِيَ غَالِبًا .
وَيَتَكَلَّمُ الخُطَبَاءُ وَيُنَاقِشُونَ ، وَيُبَيِّنُونَ لِلنَّاسِ وَيَنصَحُونَ ، وَيُحَاوِلُونَ رَسمَ الحُلُولِ لِلمُشكِلاتِ وَإِيجَادَ البَدَائِلِ الشَّرعِيَّةِ في كَثِيرٍ مِنَ المُخَالَفَاتِ ، وَمَعَ هَذَا تَظَلُّ الأَخطَاءُ هِيَ الأَخطَاءَ ، وَلا تَزدَادُ بَعضُ المُشكِلاتِ إِلاَّ تَدَاخُلاً وتَعقُّدًا .
غَيرَ أَنَّ مِنَ الغَريِبِ أَنَّ ثَمَّةَ أُمُورًا إِلى جَانِبِ كَونِهَا مِمَّا يَأثَمُ بها أَصحَابُهَا وَلا يُؤجَرُونَ ، فَقَد تُكَلِّفُهُم أَموَالاً طَائِلَةً وَتُحَمِّلُهُم أَعبَاءً ثَقِيلَةً ، وَمَعَ هَذَا يَغُضُّونَ فِيهَا الطَّرفَ عَن ذَوَاتِهِم وَيَتَسَامَحُونَ مَعَهَا ، وَقَد يَتَكَلَّفُونَ لأَنفُسِهِمُ المَعَاذِيرَ وَيُرضُونَهَا بِأَتفَهِ المُسَوِّغَاتِ ، لا لِمَجدٍ يَستَفِيدُونَهُ وَلا لِشَرَفٍ يَكسِبُونَهُ ، وَلَكِنْ مُجَارَاةً لِلآخَرِينَ وَتَقلِيدًا لِمَن حَولَهُم ، وَإِظهَارًا لِلنُّفُوسِ بِغَيرِ مَا هِيَ عَلَيهِ في الوَاقِعِ ، مِن ذَلِكَ الإِسرَافُ في الوَلائِمِ وَالتَّكَلُّفُ في الحَفَلاتِ ، وَهِيَ الصِّفَةُ الَّتي يُجمِعُ النَّاسُ نَظَرِيًّا عَلَى ذَمِّهَا وَتَقبِيحِهَا ، وَتَتَنَوَّعُ أَسَالِيبُهُم في التَّنفِيرِ مِنهَا وَالتَّشنِيعِ عَلَى أَهلِهَا ، فَإِذَا تَأَمَّلتَ وَاقِعَهُم في أَنفُسِهِم وَسَبَرتَ تَصَرُّفَاتِهِم ، وَجَدتَهُم في بُحُورِهَا غَارِقِينَ ، لا يَمتَنِعُونَ عَنهَا وَلا يَتَحَرَّزُونَ ، يَستَدِينُ أَحَدُهُم مَا لا طَاقَةَ لَهُ بِسَدَادِهِ ، وَقَد يَستَرفِدُ ويُلحِفُ في المَسأَلَةِ ، ثُمَّ يُبَدِّدُ مَا جَمَعَهُ فِيمَا لا يَرضَاهُ اللهُ ، وَيُبَذِّرُ الأَموَالَ مِن أَجلِ أَن يُرضِيَ فُلانًا وَلِئَلاَّ يَغضَبَ عَلَيهِ عَلاَّنٌ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لَقَد كَانَ الإِسرَافُ في السَّنَوَاتِ المَاضِيَةِ يَظهَرُ في حَفَلاتِ الزَّفَافِ ، وَيَتَحَمَّلُ مَغَبَّتَهُ عَدَدٌ غَيرُ قَلِيلٍ مِنَ المُتَزَوِّجِينَ وَآبَاؤُهُم وَأَقَارِبُهُم ، مِمَّا أَدَّى إِلى تَأَخُّرِ كَثِيرٍ مِنَ الشَّبَابِ في الزَّوَاجِ ، وَعُزُوفِ بَعضِهِم عَن بَنَاتِ بَلَدِهِ وَاستِسَهَالِهِ الزَّوَاجَ مِنَ الخَارِجِ لِقِلَّةِ مَا يَدفَعُهُ هُنَالِكَ .
وَمَا زَالَ العُقَلاءُ يُحَذِّرُونَ مِن هَذَا البَلاءِ وَيَسعَونَ لِلقَضَاءِ عَلَيهِ وَدَفعِ شَرِّهِ ، خَاصَّةً في ظِلِّ هَذَا الغَلاءِ وَالجَشَعِ وَالطَّمَعِ ، وَزِيَادَةِ أَسعَارِ البَضَائِعِ وَالسِّلَعِ ، غَيرَ أَنَّ هَذَا الإِسرَافَ في السُّنَيَّاتِ المُتَأَخِّرَةِ دَخَلَ في مَجَالاتٍ أُخرَى غَيرِ الزَّوَاجِ ، وَخَاصَّةً فِيمَا يُسَمَّى حَفَلاتِ التَّخَرُّجِ ، وَالَّتي بَعدَ أَن كَانَت تُقَامُ في البُيُوتِ وَعَلَى نِطَاقِ الأُسَرِ أَوِ العَوَائِلِ الصَّغِيرَةِ وَلا تَكَلِّفُ شَيئًا ذَا بَالٍ ، أَصبَحَت في بَعضِ المُدُنِ احتِفَالاً كَبِيرًا يُخَطَّطُ لَهُ قَبلَ أَسَابِيعَ ، وَتُوَزَّعُ لَهُ بِطَاقَاتُ الدَّعوَةِ الفَاخِرَةُ ، وَتُستَأَجَرُ لَهُ القُصُورُ وَتُحجَزُ الاستِرَاحَاتُ ، بَل وَيُبَالِغُ بَعضُهُم حتى لا يَرضَى لَهُ مَقَرًّا دُونَ أَفخَمِ الفَنَادِقِ أَو أَكبَرِ المُنتَجَعَاتِ ، وَقَد يُحضَرُ لإِحيَاءِ هَذِهِ الحَفَلاتِ فِرَقٌ تَرفِيهِيَّةٌ ، أَو يُدعَى لها مُغَنُّونَ وَمُغَنِّيَاتٌ وَمُصَوِّرُونَ وَمُصَوِّرَاتٌ ، وَلا تَسَلْ بَعدَ ذَلِكَ عن تَنَافُسِ النَّاسِ في تَقدِيمِ أطعِمَةٍ وَأشرِبَةٍ تَكفِي لِلمِئَاتِ بَل لِلآلافِ ، مَعَ مَا يُجعَلُ مَعَهَا مِن مُقَبِّلاتٍ وَحَلْوَيَاتٍ وَعَصَائِرَ وَأَطعِمَةٍ خَفِيفَةٍ ، ثُمَّ تَظَلُّ كَمَا هِيَ في كَثِيرٍ مِنَ الأَحيَانِ لم تَصِلْ إِلَيهَا يَدُ لامِسٍ ، وَالأَشُدُّ إِيلامًا لِلنُّفُوسِ وَإِيذَاءً لِلقُلُوبِ ، أَلاَّ تَجِدَ هَذِهِ الأَطعِمَةُ مَن يَحفَظُهَا وَيُوَزِّعُهَا عَلَى مَن يَحتَاجُ إِلَيهَا ، فَلا يَكُونُ لها مَصِيرٌ غَيرَ أَكيَاسِ الزَبَائِلِ وَصَنَادِيقِ القُمَامَاتِ ، وَبَدَلاً مِن أَن تَكُونَ المُنَاسَبَاتُ السَّعِيدَةُ فُرَصًا لانشِرَاحِ الصُّدُورِ وَالفَرَحِ المَشرُوعِ بِفَضلِ اللهِ بِشُكرِهِ وَذِكرِهِ ، تُصبِحُ مَحَطَّاتٍ مُظلِمَةً في طَرِيقِ النَّاسِ ، وَنِقَاطًا سَودَاءَ في صَفَحَاتِ حَيَاتِهِم ، وَمَجَالاً لِلإِسرَافِ وَالتَّبذِيرِ المَنهِيِّ عَنهُمَا ، وَسَبَبًا في تَقَلُّبِهِم بَعدَ تِلكَ الحَفَلاتِ شُهُورًا في عَيشٍ نَكِدٍ وَحَيَاةٍ بَائِسَةٍ ، بَينَ غَلَبَةِ الدَّينِ وَقَهرِ الرِّجَالِ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لم يَدُرْ بِخَلَدِ مَن يُبَالِغُونَ في إِقَامَةِ الحَفَلاتِ وتَضخِيمِ المُنَاسَبَاتِ ، أَنَّهُم فَضلاً عَن كَونِهِم قَد خَالَفُوا أَمرَ اللهِ ـ تَعَالى ـ بِالاعتِدَالِ في المَأكَلِ وَالمَشرَبِ ، وَوَقَعُوا في النَّهيِ عَنِ الإِسرَافِ وَنَالُوا مَعَرَّةَ بُغضِهِ ـ سُبحَانَهُ ـ لِلمُسرِفِينَ ، لم يَدُرْ بِخَلَدِهِمِ أَنَّهُم فَضلاً عَن ذَلِكَ يُدمُونَ قُلُوبَ الضُّعَفَاءِ وَيُضَيِّقُونَ صُدُورَهُم ، وَيُقَرِّحُونَ عُيُونَ الفُقَرَاءِ وَيَكسِرُونَ خَوَاطِرَهُم ، حَيثُ لا يَجِدُ بَعضُهُم مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ وَيَستُرُ الحَالَ ، وَيَتَمَنَّى آخَرُونَ أَن يَتَمَكَّنُوا مِن شِرَاءِ مَلبَسٍ جَدِيدٍ في مُنَاسَبَةٍ سَعِيدَةٍ أَو يَومِ عِيدٍ ، أَو يَتَمَلَّكُوا مَسكَنًا مُتَوَاضِعًا يَكفِيهِم سُعَارَ التُّجَّارِ وَيُؤويهِم عَن مُطَارَدَةِ المُؤَجِّرِينَ ، نَعَم ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ إِنَّ الإِسرَافَ في الوَلائِمِ وَالتَّكَلُّفَ في الحَفَلاتِ يَوغِرُ صُدُورَ المَسَاكِينِ ، وَيُقَرِّحُ أَكبَادَ الفُقَرَاءِ وَالمُقِلِّينَ ، وَيُنبِتُ في البُيُوتِ وَبَينَ الأُسَرِ مِنَ الخِلافَاتِ وَالمُشكِلاتِ مَا لا يُحِسُّ بِهِ إِلاَّ مَنِ اكتَوَى بِنَارِهِ مِن ذَوِي الدُّخُولِ المَحدُودَةِ ، الَّذِينَ يُلجَؤُونَ لِلإِنفَاقِ لِئَلاَّ يُحرَجَ أبنَاؤَهُم بَينَ المَلأِ ، أَو تَظهَرَ زَوجَاتُهُم وَبَنَاتُهُم بَينَ النِّسَاءِ بِمَظهَرٍ لا يَلِيقُ ، وَإِنْ أَبى أَحَدُهُم أَن يُنفِقَ مِثلَ الآخَرِينَ لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ ، أَو لأَنَّهُ يَعلَمُ يَقِينًا أَنَّ هَذَا المَبلَغَ فَوقَ طَاقَتِهِ ، انطَلَقَت مِن هُنَالِكَ شَرَارَةُ خِلافَاتٍ عَائِلِيَّةٍ ، وَضَاقَت عَلَيهِ صُدُورٌ مَا كَانَ لها أَن تَضِيقَ ، وَتَحَوَّلَت حَيَاةُ ذَلِكَ البَيتِ إِلى جَحِيمٍ مُلتَهِبٍ وَسَعِيرٍ مُشتَعِلٍ ، سَبَبُهُ مُشكِلاتٌ قَدَحَ شَرَارَتَهَا بَعضُ مَن أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم بِسَعَةِ المَالِ وَحَرَمَهُم مِن حُسنِ التَّصَرُّفِ وَسَعَةِ الأُفُقِ ، إِذْ حَمَّلُوا إِخوَانَهُم مُتَوَسِّطِي الحَالِ بِتَبذِيرِهِم مَا لا يُطِيقُونَ ، وَكَلَّفُوهُم بِإِسرَافِهِم صُعُودَ كُلِّ مُرتَقًى صَعبٍ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ الإِسرَافَ سَبَبٌ مِن أَسبَابِ الضَّلالِ وَعَدَمِ الهِدَايَةِ ، وَهُوَ طَرِيقٌ لِلهَلاكِ وَالخَسَارَةِ ، قَالَ ـ تَعَالى ـ : " إِنَّ اللهَ لا يَهدِي مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذَّابٌ "
وقال ـ سُبحَانَهُ ـ : " كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتَابٌ "
وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفِينَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ "
وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " ثُمَّ صَدَقنَاهُمُ الوَعدَ فَأَنجَينَاهُم وَمَن نَشَاءُ وَأَهلَكنَا المُسرِفِينَ "
وَقَدِ اتَّصَفَ بِالإِسرَافِ شَرُّ خَلقِ اللهِ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ عَن فِرعَونَ : " وَإِنَّ فِرعَونَ لَعَالٍ في الأَرضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ المُسرِفِينَ " وَقَالَ عَن قَومِ لُوطٍ : " إِنَّكُم لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهوَةً مِن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ "
وَقَالَ عَن أَهلِ الشِّمَالِ وَأَصحَابِ النَّارِ : " وَأَصحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصحَابُ الشِّمَالِ . في سَمُومٍ وَحَمِيمٍ . وَظِلٍّ مِن يَحمُومٍ . لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ . إِنَّهُم كَانُوا قَبلَ ذَلِكَ مُترَفِينَ "
وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلى اللهِ وَأَنَّ المُسرِفِينَ هُم أَصحَابُ النَّارِ "
وَإِنَّ التَّعَوُّدَ عَلَى الإِسرَافِ وَالتَّمَادِيَ فِيهِ يُمَكِّنُهُ مِنَ النُّفُوسِ ، وَإِذَا تَمَكَّنَ الإِسرَافُ في الشَّهَوَاتِ مِن قَومٍ حَتَّى يَغلِبَ عَلَيهِم ، فَإِنَّهُ لا حَدَّ لَهُ وَلا مُنتَهَى ، بَل إِنَّهُ لَيُوقِعُهُم في طَلَبِ شَهَوَاتٍ غَرِيبَةٍ ، لا تُقِرُّهَا عُقُولٌ زَاكِيَةٌ وَلا تَقبَلُهَا فِطَرٌ سَلِيمَةٌ ، وَلا تَهَشُّ لِمِثلِهَا نُفُوسٌ طَيِّبَةٌ ولا تَشتَاقُ لها أَذوَاقٌ رَفِيعَةٌ ، وَانظُرُوا إِلى قَومِ لُوطٍ حِينَ استَرسَلُوا مَعَ الشَّهَوَاتِ المُعتَادَةِ وَأَخَذُوا مِنهَا مَا رَاق لَهُم وَلم يَقِفُوا فِيهَا عِندَ حَدٍّ ، لَقَد أَدَّى بهم ذَلِكَ إِلى أَن وَقَعُوا في فَاحِشَةٍ مَا سَبَقَهُم بها أَحَدٌ مِنَ العَالمِينَ ، وَهَذِهِ شِنشِنَةُ الاستِرسَالِ في الشَّهَوَاتِ ، تَجعَلُ الآدَمِيَّ سَبُعًا ضَارِيًا بَل حَيَوَانًا بَهِيمًا ، لا تُشفَى شَهوَتُهُ ولا تَبرُدُ غُلَّتُهُ ، قَالَ ـ تَعَالى ـ عَن قَومِ لُوطٍ : " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بها مِن أَحَدٍ مِنَ العَالمِينَ . إِنَّكُم لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهوَةً مِنَ دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ "
وَقَالَ عَنهُم : " أَتَأتُونَ الذُّكرَانَ مِنَ العَالمِينَ . وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُم رَبُّكُم مِن أَزوَاجِكُم بَل أَنتُم قَومٌ عَادُونَ " وَمِن ثَمَّ فَلا عَجَبَ أَن يَكرَهَ اللهُ ـ سُبحَانَهُ ـ إِضَاعَةَ المَالِ ، قَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُم ثَلاثًا : قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ المَالِ ، وَكَثرَةَ السُّؤَالِ " أَخرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَلا تَقتَصِرُ صُوَرُ الإِسرَافِ في الإِجَازَاتِ عَلَى المَآكِلِ وَالمَشَارِبِ وَالمُبَالَغَةِ في تَفصِيلِ الثِّيَابِ وَالمُغَالاةِ في شِرَاءِ المَلابِسِ فَحَسبُ ، بَل لها صُوَرٌ مُتَنَوِّعَةٌ وَمَظَاهِرُ مُتَعَدِّدَةٌ ، مِن سَهَرٍ في اللَّيلِ طَوِيلٍ ، وَنَومٍ في النَّهَارِ كَثِيرٍ ، وَاستِهلاكٍ لِلمِيَاهِ وَالكَهرَبَاءِ فَوقَ الحَاجَةِ ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَلْنَكُنْ مِن عِبَادِ الرَّحمَنِ الَّذِينَ وَصَفَهُم بِقَولِهِ : " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لم يُسرِفُوا وَلم يَقتُرُوا وَكَانَ بَينَ ذَلِكَ قَوَامًا " وَلْنَأتَمِرْ بِأَمرِهِ ـ تَعَالى ـ وَأَمرِ رَسُولِهِ ، فَقَد قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " يَا بَني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلا تُسرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ "
وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " كُلُوا وَاشرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالبَسُوا مَا لم يُخَالِطْهُ إِسرَافٌ وَلا مَخِيلَةٌ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : " وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ وَالمِسكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبذِيرًا . إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا . وَإِمَّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ ابتِغَاءَ رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرجُوهَا فَقُلْ لَهُم قَولاً مَيسُورًا . وَلا تَجعَلْ يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطْهَا كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُومًا مَحسُورًا "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّكُم مُلاقُوهُ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ المَالَ مَالُ اللهِ ، وَنَحنُ عَلَيهِ مُستَخلَفُونَ مُؤتَمَنُونَ ، وَعَنهُ عَمَّا قَرِيبٍ رَاحِلُون مُنتَقِلُونَ ، وَإِذَا كَانَ الدَّاعِي لِلإِسرَافِ وَالتَّبذِيرِ لَدَى بَعضِنَا هُوَ كَثرَةَ المَالِ ، فَمَا هَذِهِ بِطَرِيقِ المُؤمِنِينَ الشَّاكِرِينَ ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ الزِّيَادَةَ مِن فَضلِ اللهِ وَحِفظَ مَا لَهُ عَلَيهِم مِن النِّعَمِ ، حَيثُ وَعَدَ بِذَلِكَ بِقَولِهِ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم "
وَتَعَالَوا بِنَا نَتَأَمَّلْ حَدِيثَينِ شَرِيفَينِ عَظِيمَينِ ؛ لِنَعلَمَ هَديَ رَسُولِ اللهِ وَطَرِيقَتَهُ في تَصرِيفِ مَا زَادَ عَنِ الحَاجَةِ ، عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : " مَن كَانَ مَعَهُ فَضلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا ظَهرَ لَهُ ، وَمَن كَانَ لَهُ فَضلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ " قَالَ : فَذَكَرَ مِن أَصنَافِ المَالِ حَتَّى رَأَينَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضلٍ . رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ .
وَعَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ أَبي بَكرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ أَصحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ ، وَإِنَّ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : " مَن كَانَ عِندَهُ طَعَامُ اثنَينِ فَلْيَذهَبْ بِثَالِثٍ ، وَإِنْ كَانَ عِندَهُ طَعَامُ أَربَعَةٍ فَلْيَذهَبْ بِخَامِسٍ أَو سَادِسٍ " وَأَنَّ أَبَا بَكرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ ، فَانطَلَقَ النَّبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ بِعَشَرَةٍ ، وَإِنَّ أَبَا بَكرٍ تَعَشَّى عِندَ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صُلِّيَتِ العِشَاءُ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَجَاءَ بَعدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيلِ مَا شَاءَ اللهُ . قَالَت لَهُ امرَأَتُهُ : وَمَا حَبَسَكَ عَن أَضيَافِكَ ؟ قَالَ : أَوَمَا عَشَّيتِيهِم ؟ قَالَت : أَبَوا حَتَّى تَجِيءَ ، فَغَضِبَ وَقَالَ : لا أَطعَمُهُ أَبَدًا ، فَحَلَفَتِ المَرأَةُ أَلاَّ تَطعَمَهُ ، وَحَلَفَ الأَضيَافُ أَلاَّ يَطعَمُوهُ . قَالَ أَبُو بَكرٍ : كَانَ هَذَا مِنَ الشَّيطَانِ ، فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا ، فَجَعَلُوا لا يَرفَعُونَ لُقمَةً إِلاَّ رَبَت مِن أَسفَلِهَا أَكثَرُ مِنهَا . فَقَالَ لأَمرَأَتِهِ : يَا أُختَ بَني فِرَاسٍ مَا هَذَا ؟ قَالَت : وَقُرَّةِ عَيني إِنَّهَا الآنَ لأَكثَرُ مِنهَا قَبلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ مِرَارٍ ، فَأَكَلُوا وَبَعَثَ بها إِلى النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنهَا . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
لَقَد وَجَّهَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ مَن زَادَ عِندَهُ مِنَ المَالِ شَيءٌ أَن يَجُودَ بِهِ عَلَى مَن لا مَالَ لَهُ ، وَلَو أَنَّنَا عَمِلنَا بِذَلِكَ ـ أُمَّةَ الإِسلامِ ـ لَمَا أَضَعنَا الأَمَوَالَ في التَّفَاخُرِ وَالتَّبَاهِي ، وَلَرَأَينَا أَغنِيَاءَنا يَجُودُونَ عَلَى مَن هُوَ دُونَهُم وَلا سِيَّمَا في دَعمِ مَن لم يَتَزَوَّجُوا ، وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللهِ ، لَعَفَّ بِذَلِكَ شَبَابٌ كَثِيرٌ وَشَابَّاتٌ ، وَلَبُنِيَت بِبَرَكَتِهِم أُسَرٌ عَلَى الطُّهرِ وَالعَفَافِ وَسَترِ العَورَاتِ ، وَلَفَرَّجَ اللهُ عَنهُم مَا هُم فِيهِ مِن كُرَبٍ جَزَاءً وِفَاقًا ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " هَل جَزَاءُ الإِحسَانِ إِلاَّ الإِحسَانُ "
وَقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ ، لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ ، وَمَن كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللهُ عَنهُ بها كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
المرفقات
إنه لا يحب المسرفين.doc
إنه لا يحب المسرفين.doc
المشاهدات 6828 | التعليقات 9
وأضف :
الإسراف في المعاصي بأشكالها من ترك الصلوات واتباع الشهوات ومتابعة القنوات ...
وبذل الأموال من أجل السفر إلى الخارج لبلاد الكفر والعهر ...
والإسراف في المدح أو الذم في بعض ألوان الفنون الشعبية الخاصة بالحفلات كالعرضات ...
ولا تنس الإسراف في القتل وإن كان ليس له علاقة بالإجازة لكن هو حقيقة واقعة في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها ... فإنا لله وإنا إليه راجعون ... ونسأل الله أن ينصر إخواننا في هذه البلاد على من بغى عليهم ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،، وحياك الله يا محب .
وشكر لك جهدك الذي بذلته ، وأسأل الله أن يأجرك عليه .
وأنا ـ أخي الكريم ـ لي تنسيق خاص بالخطب ، وقبل أن أنشرها هنا ، فهي مكتوبة في جهازي على (الوورد) ومحفوظة في مجلد خاص بالخطب ، وقد أرفقت ملف الخطبة الأصلي في المشاركة الأولى ، فلعلك تطلع عليه ـ أخي الكريم ـ وقد بنيته على أساس أن الخطيب يضع الخطبة في جيبه الأمامي ، فهو بعد أن يطبع الخطبة على أوراق (a4) يقص كل ورقة أربعة أجزاء ؛ لتصبح أوراقًا صغيرة وتجعل في الجيب الأمامي ، وهي واضحة ، فاطلع عليها ـ بارك الله فيك ـ وأعطني رأيك فيها .
ولعلي فيما يأتي من خطب أرفق الملف الأصلي مع المشاركة لتتم به الفائدة لإخواني الخطباء .
وأما تصحيحك لكلمة ( يؤويها ) فلا غبار عليه ، والظاهر أن السن يأخذ حقه في عدم التركيز ، وهو ليس الخطأ الوحيد ، فدائمًا ما تُخرِجُ المراجعات أخطاء وملحوظات ، وهو الضعف البشري لا بد أن يلحق بنا ، والله المستعان .
وأما جعلك كلمة (الزبالات) بدلاً من ( الزبائل) فلا أرى فرقًا ، فكلاهما مستهجنتان ، ولكن ماذا نفعل ، لا بد أن نوضح الواقع ، هذا عدا كونهما غير مستعملتين في لغة الأقدمين ، وإنما المستعمل عندهم (مزابل) . والله أعلم .
نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه عنا ، إنه جواد كريم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فجزى الله الشيخ عبدالله البصري خير الجزاء على ما يقدمه لإخوانه في خطبه من موضوعات تناسب الوقت والواقع الذي نعيشه.
وهذا مساهمة مني-جهد المقل-تنسيق لهذه الخطبة على وورد(97-2003) على ماسمح به الوقت والجهد مع تغيير يسير فيما يلي:
1-(الزبائل) غيرتها إلى (الزبالات) وهذا لايضر.
2-(وَيُؤيهِم) أظنها خطأ غير مقصود غيرتها إلى (وَيُؤويهِم).
3-حذفت تاريخ الخطبة.
أعتذر لأخي وشيخي عبدالله البصري عن هذه التعديلات فأنا أعده كنفسي ونحن نكمل بعضنا.
وأسألكم الدعاء فإن الملَك-عليه السلام-يقول: ولك بمثل.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المرفقات
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/إنه%20لا%20يحب%20المسرفين-عبدالله%20البصري-ملتقى%20الخطباء.doc
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/إنه%20لا%20يحب%20المسرفين-عبدالله%20البصري-ملتقى%20الخطباء.doc
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فبارك الله فيكم شيخنا وفيما تقومون به وأعتذر عن تأخري في الرد لانشغالي.
وأما تنسيقكم فجميل لمن يفضل وضع الخطبة في الجيب الأمامي، لكن فيه شيئا من المشقة في عملية القص إذا ربما بعضهم لا يحسنه، أو أن الوقت ضيق فلا يتمكن من القص، وعند حفظ هذه الخطب مطبوعة تتطلب ورقا أكثر من التنسيقات الأخرى، وعلى كل لكل شيخ طريقته، ومادام الهدف مشروعا والوسيلة إليه مشروعة فلا بأس بذا وذاك وذلك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
لافض فوك شيخنا الغالي كلمات فاقت الوصف والخيال ووقعت وقع السهام على المرمى .فبارك الله بشيخنا ولا حرمه اجر هذه الكلمات
فبارك الله فيكم شيخنا وفيما تقومون به وأعتذر عن تأخري في الرد لانشغالي.
وأما تنسيقكم فجميل لمن يفضل وضع الخطبة في الجيب الأمامي، لكن فيه شيئا من المشقة في عملية القص إذا ربما بعضهم لا يحسنه، أو أن الوقت ضيق فلا يتمكن من القص، وعند حفظ هذه الخطب مطبوعة تتطلب ورقا أكثر من التنسيقات الأخرى، وعلى كل لكل شيخ طريقته، ومادام الهدف مشروعا والوسيلة إليه مشروعة فلا بأس بذا وذاك وذلك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،، ما ذكرته ـ أخي محب ـ من كون تنسيقي للخطبة فيه شيء من المشقة في عملية القص وربما بعضهم لا يحسنه ، أو أن الوقت ضيق فلا يتمكن من القص ... إلخ ، أقول : إن خطيبًا يضيق به الوقت إلى أن لا يتمكن من تنسيق خطبته وقصها وتجهيزها وقراءتها والتعديل فيها حسبما يقتضيه المقام وحال من يستمع إليه قبل وقت الصعود إلى المنبر ، لا أظنه بحاجة إلى أن يعتلي المنبر أبدًا ، لأن هذا معناه أنه لم يقرأ الخطبة ولا أعد لها قبل إلقائها ، فتعال وانظر إليه وهو يتردد في الإلقاء ويخطئ كثيرًا ، ومن كان هذا شأنه فالمنبر عنه في غنى !!!
وأما ما ذكرته أنه عند حفظ هذه الخطب مطبوعة تتطلب ورقًا أكثر من التنسيقات الأخرى ... فليس بصحيح ـ وفقك الله ـ ، والدليل أن الخطبة الحالية بتنسيقي لا تحتاج إلا إلى ثلاث ورقات فقط ، بينما هي بتنسيقكم على خمس ورقات !!!
وأظنك أُتِيتَ من قبل ما تراه يظهر أمامك على الشاشة من كونها ورقات كثيرة ، ولو أنك طبعتها لوجدت هذه الورقات الكثيرة تظهر كل أربع منها على ورقة واحدة ... والخطب في هذا على كل حال يسير جدًّا ، وكما ذكرتم هي وسائل يجب ألا تأخذ منا أكبر من حجمها ما دامت مشروعة والهدف مشروعًا ، وكل ينسق على ما يحلو له وترتاح له نفسه .
أسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا ، ويوفقنا لصواب القول والعمل ، ويجنبنا الخطل والزلل ، إنه جواد كريم .
ولا فض الله فاك ـ أخي الكريم ـ وبارك الله فيك ونفع بك ، وجعلنا في أنفسنا وبواطننا خيرًا مما يظهر على الملأ منا ، وعفا عنا ما لايعلمه إلا هو ـ سبحانه ـ إن ربي جواد كريم .
بعض الأحيان أستفيد من خطبك كثيرا وأنسى أن أشكرك وهذه الخطبة من الخطب التى إستفدت منها كثيرا وخطبتها في أحد الجمع لاحرمنا الله منك ومن علمك
وياشيخ عبد الله عندما أري حلمك وصبرك على بعض منتقديك الإنتقاد الغير البناء لا أملك إلا أن أتمثل بقول الشاعر :
ياناطح الجبل الأشم ليكلمه ........... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
أشكرك من كل قلبي على جهدك المبارك أيها الشيخ الكريم
ملاحظة أنا لااقصد هذه الخطبة في تعليقي وإنما بشكل عام
ابوعثمان ابوعثمان
بارك الله في جهودكم وسددكم
تعديل التعليق