خطبة إستقبال شهر رمضان

عبدالوهاب بن محمد المعبأ
1437/08/26 - 2016/06/02 20:07PM
خطبة الجمعة
إستقبال شهر رمضان
الخطبة الاولى
الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبرى، وقسم أحوال عباده غنًى وفقْرا، وأنزل الماء وشق أسباب الثرى، أحمده سبحانه فهو الذي أجرى على الطَّائعين أجْرا، وأسدَل على العاصين سترا، وهو سبحانه وحْده الذي يعلم ما في اللَّيل وما تحتَ الثَّرى، ولا يَغيب عن علمِه دبيبُ النَّمل في اللَّيل إذا سرى، سبَّحت له السَّموات وأملاكُها، وسبَّحت له النُّجوم وأفلاكُها، وسبَّحت له الأنهار وأسماكُها، وسبحت له الأرض وسكَّانُها، وسبَّحت له البِحار وحيتانُها، وإن من شيء إلاَّ يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبد الله ورسوله،اللَّهُمَّ فصلِّ وسلِّم وبارِكْ على هذا النَّبي الكريم، صاحب الخلُق العظيم، وعلى آلِه وأصحابه ومَن سار على نهجه إلى يوم الدِّين.
اما بعد
أيها الناس، تستقبل الأمة ضيفًا كريمًا وموسمًا عظيمًا، جعله الله ميدانًا يتنافس فيه المتنافسون، ومضمارًا يتسابق فيه الصالحون، ومجالاً لتهذيب النفوس وتزكية القلوب، شهر رمضان شهر الصيام والقيام، وشهر القرآن والجود، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].
أيها المسلمون، ما أسرع تصرم الأيام وتعاقب الأزمان، فبالأمس ودعنا رمضان، وها نحن اليوم نستقبله، وهكذا أصبحت عملية الدنيا تدور بسرعة مذهلة، فأصبحت السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، فأين المشمرون المسابقون؟! أين الصالحون المتقون؟! بل أين المذنبون والعاصون؟! وأين المقصرون المفرطون؟! هذا زمان التوبة والاستغفار وأوان الرجوع والانكسار.
ايها المسلمون رمضان شهر البركات والخيرات, شهر الصيام والقيام، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر الجود والكرم والبذل والعطاء، والمعروف والإحسان.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "

رمضان يحلُّ علينا ضيفٌ عزيز، وزائرٌ عظيم، يُظِلُّنا مرةً كل سنة، ضيف حُقَّ لنا أن نستبشر به، ويهنِّئ بعضُنا بعضًا به،
لقد كانت البشرى تزف في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشِّر عليه الصلاة والسلام صحابتَه بقدومه، فيقول لهم: ((أتاكم رمضانُ، شهرٌ مبارك، فرَضَ الله - عز وجل - عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدة الشياطين، لله فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرم))؛ "صحيح سنن النسائي".
وقال : صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).
وقال : صلى الله عليه وسلم ((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)). أي أن أجره عظيم تكفل الله به لعباده الصائمين المخلصين.
قال صلى الله عليه وسلم ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

قال صلى الله عليه وسلم ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
قال صلى الله عليه وسلم ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
نعم ..عباد الله كان رمضان يدخل عليهم .. وهم ينتظرونه .. ويترقبونه ..يتهيئون له بالصلاة والصيام .. والصدقة والقيام .. لو تأملت حالهم .. لوجدتهم .. بين باك غُلب بعبرته .. وقائم غص بزفرته .. وساجدٍ يتباكى بدعوته .. كان رمضان يدخل على أقوام صدق فيهم قول الله :{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

فهنيئًا لمن أدرك رمضان، وبُشرى لمن بلَّغه اللهُ رمضانَ،
قال ابن رجب: "كيف لا يُبشَّر المؤمنُ بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغَلُّ فيه الشيطان؟! من أين يشبه هذا الزمانَ زمان؟!".
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم افعلوا الخير دهركم ، و تعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده و سلوا الله أن يستر عوراتكم و أن يؤمن روعاتكم قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 511
أيها المسلمون ينبغي أن يّكونَ عند المسلمِ حرصٌ كبيرٌ على بلوغِ هذا الشّهرِ المبارك
بسؤالِ اللهِ تعالى بصدقٍ وإلحاحٍ أن يُّبلِّغَهُ إيّاهُ، وهو في كاملِ صحّتِهِ وقوّتِهِ، ونشاطِهِ واستعدادِه؛ حتّى يغتنمَه في طاعةِ اللهِ ومرضاتِهِ؛ كما كان دأبُ السّلفِ الصّالحين؛ فقد قال مُعلَّى بنُ الفضل: «كانوا يدعون الله تعالى ستّةَ أشهرٍ أن يّبلغَهم رمضانَ...»،
وكان من دعاءِ التّابعيِّ الكبيرِ يحيي بن أبي كثير -رحمه الله-: «اللّهمّ سلِّمني إلي رمضانَ، وسلِّم لي رمضانَ، وتسلَّمه منِّي متقبلاً ».
وكما انه ينبغي على المسلمِ أن يّشكرَ الله تعالى على بلوغه هذا الشهر-الذي يضاعفُ فيه العملُ، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ-؛ فإنّ بلوغَه نعمةٌ عُظمى، تستوجبُ عليه الشُّكرَ للمولى سبحانَهُ وتعالى، وليتذكّر المسلم أنه كم من النّاسِ قد حُرمَ بلوغَه؛ ممّن كان يعرفهم من خلاّنٍ وأقاربَ وأحبابٍ، ومعارفَ وأصدقاءَ وأصحابٍ؛ يصومُ هذا العامَ دونَهم، وهم قد وُسِّدُوا في الترابِ
وتأملوا رحمكم الله ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده
من حديث أبي هريرة أنه قال : كَانَ رَجُلَانِ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ "
قف متأملا فضل الله عليك إن أدركت رمضان .
وأكثر اللهج بهذا الدعاء : " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ ... "
واطلب من ربك أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته ،
الا فلنشكر الله أن مد بأعمارنا حتى بلغنا هذا العطاء
الكريم والموسم العظيم
فكم من رجل كان يصلى بجانبك في القيام العام الماضي وهو الأن يرقد في التراب ينتظر دعوة صالحة ولو قيل له تمنى لقال ساعة من رمضان فكن أنت هو
فياعبد الله اعقد العزمِ على اغتنامِه في طاعة الله عزّ وجلّ، والتخطيط المسبق للاستفادةِ من هذا الموسمِ على الوجهِ الأكملِ، واستغلالِ جميعِ أوقاتِه في طاعةِ الله ومرضاتِه؛ فإنّ من صدَقَ اللهَ صدقَه، وأعانَه على طاعتِه، ويسّرَ الخيرَ لهُ، وقد قال عزّ شأنُه: )فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ( [محمّد:21]؛ فيا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ولا تقصِّرْ في عبادةِ اللهِ عزّ وجلّ،
وخيرُ ما عمَر به المسلمُ من الطّاعةِ وقتَه في هذا الشّهرِ الكريمِ: هو ما كان يعمرُ به وقتَهُ النبيُّ عليهِ أفضلُ الصّلاةِ وأزكى التسليمِ، وقد لخّص هديَه في ذلك العلّامةُ ابنُ القيّم -رحمه الله-
في (زاد المعاد) (2/30)؛ فقال: « وكان من هديِه صلى الله عليه وسلم في شهرِ رمضانَ: الإكثارُ من العباداتِ؛ فكان جبريلُ عليه الصلاة والسلام يدارِسُه القرآنَ في رمضانَ، وكان إذا لقِيَه جبريلُ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ المرسلةِ، وكان أجودَ النّاسِ، وأجودَ ما يكونُ في رمضانَ؛ يُكثرُ فيه من الصّدقةِ، والإحسانِ، وتلاوةِ القرآنِ، والصّلاةِ، والذِّكرِ، والاعتكافِ، وكان يخصُّ رمضانَ من العبادةِ بما لا يخصُّ غيرَه به من الشُّهورِ...».
وخير الناس ـ عباد الله ـ من ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، وتزداد فرحتهم بدخوله، فيشمرون عن ساعد الجد، ويجتهدون في الطاعة بشتى أنواعها، من صيام وقيام وتلاوة وتسبيح واستغفار وذكر وتصدق وإحسان.
أيها المسلمون، إنّ الناس في استقبال هذا الشهر العظيم على ثلاثة أصناف:
فمنهم من هو إليه بالأشواق، يعدّ الأيام والساعات شوقًا ورغبة إلى لقاء رمضان، الشهر الذي أحبّه وأنِس به، ولسان حاله يقول:
مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبا زارنا فِي كـل عـام
قد لقينـاك بِحب مفعـم كلّ حب في سوى المولى حرام
إن بالقلب اشتياقًا كاللظى وبعيني أدمـع الحب سجـام
ومن الناس صنف لا فرق عندهم بين رمضان وغيره، فهم يستقبلونه بقلب بارد ونفس فاترة، لا ترى لهذا الشهر ميزة عن غيره إلا أنها تمتنع فيه عن الطعام والشراب، فهم يصبحون فيه ويمسون كما يصبحون ويمسون في غيره، لا تتحرك قلوبهم شوقًا ولا تخفق حبًا، ولا يشعرون أن عليهم في هذا الشهر أن يجدّوا أكثر مما سواه.
وصنف من الناس ضاقت نفوسهم بهذا الشهر العظيم، ورأوا فيه حبسًا عن المتَع والشهوات، فضاقوا به وتمنّوا أن لم يكن قد حلّ، لا يعرفون من رمضان إلا أنه وقت السهر في الليل على اللهو والغفلة، ووقت النوم في النهار، فتجده معظم نهاره نائمًا، فينام حتى عن الصلاة المفروضة.
وقد روت لنا كتب الأدب خبر واحد من هؤلاء، أدركه شهر رمضان فضاق به ذرعًا فجعل يقول:
أتانِي شهر الصوم لا كان من شهر
ولا صمـت شهرًا بعـده آخِرَ الدهـر
فلو كـان يعديني الأنـام بقـوة
على الشهر لاستعديت قومي على الشهر
فابتلاه الله عز وجل بمرض الصرع، فصار يصرع في كل رمضان.
فتأمل حالك أيها الأخ المسلم، وانظر من أي الأصناف أنت.
فكم من شخص سمع موعظة ثم ها هو الآن موسّد في الثرى يتمنى لحظة يسبّح فيها تسبيحة فلا يقدر عليها، ويرجو ثانية ينطق فيها بلا إله إلا الله فلا يجاب رجاؤه.
فاتقوا الله عباد الله، وقوموا بحق رمضان كما أمر المولى عز وجل، واحذروا غضبه وسخطه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب.

الخطبة الثانية
عباد الله، إن من بعض أسرار فرض الصيام علينا أن نتحرّر من سلطان الغريزة، ونتغلب على نزعة الشهوات، فننطلق من سجن الجسد حتى نسمو بروحنا البشرية إلى حيث أراد الله جل وعلا لنا رحمة ومغفرة واستجابة دعاء ومضاعفة الحسنات ومحو السيئات.
ومن أسرار الصوم تقوية الإرادة بالصبر، فالصائم يجوع وأمامه أشهى الغذاء، ويعطش وبين يديه بارد الشراب والماء، ويعفّ وبجانبه زوجته بلا رقيب عليه إلا الله تعالى، وهكذا يكون إعداد المؤمن الصابر المرابط المجاهد الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان المؤقت لنيل المثوبة والأجر والغفران.
ومن حكم الصوم أيضًا أنه يعرف المرء مقدار نعم الله تعالى عليه، لأن الإنسان إذا تكررت عليه النعم قلّ شعوره بها، ولذلك قيل: وبضدها تتميز الأشياء، فمن حكم الصيام الشعور بجوع الجائعين وبؤس البائسين الذين لا يجدون ما يسدون به جوعة بطون صغارهم.
فأسرار الصيام الاجتماعية أنه تذكير عملي بجوع الجائعين، وبؤس البائسين تذكير بغير خطبة بليغة ولا لسان فصيح
ولكنه الصوم يجعل الغني يشعر أن هناك معدات خاوية, وبطوناً خالية وأحشاء لا تجد ما يسد الرمق ويطفئ الحرق، فحري بإنسانية الإنسان وإسلام المسلم، وإيمان المؤمن أن يرق قلبه, وأن يعطى المحتاجين وأن يمد يده بالعون إلى المساكين، فإن الله رحيم, وإنما يرحم من عباده الرحماء, فكما يكون الإنسان لعباد الله يكن الله له.
فتفقدوا رحمكم الله الجوعى والهلكى الذين طحنتهم هذه الاحداث
طحنا فاءن من بيننا من يعيش الجوع والمجاعة
والشدة والبؤس تفقدوا الايتام والارامل والفقراء والمساكين والمشردين والنازحين
والصدقة في رمضان لها صور متعددة ..
فمنها : إطعام الطعام واطعام الطعام شعيرة اسلامية عظيمة
قال تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً * وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً ) ..
وأخرج الحاكم وصححه .. أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أيها الناس : أفشوا السلام .. وأطعموا الطعام .. وصلوا الأرحام .. وصلوا والناس نيام .. تدخلوا الجنة بسلام ) ..
وكان الصالحون يعدون إطعام الطعام من العبادات ..
وقد روى الترمذي بسند حسن .. أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) ..
ومن إطعام الطعام .. تفطير الصائمين :
وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين ..
وقد روى أحمد والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) ..
شهر رمضان – عباد الله – شهر الجود والإنفاق، شهر النفوس السخية، والأكف الندية، شهر يسعف فيه المنكوبون، ويرتاح فيه المتعبون، فليكن للمسلم فيه الحظ الكبير ، والقدح المعلّى، فلا يتردَّدنَّ في كفكفة دموع المعوزين واليتامى والأرامل، من أهله وجيرته
عبدَ اللهِ .. إيَّاكَ .. ثُمَّ إياكَ من ذلك الموقفِ العظيمِ .. ومعاتبَةِ الربِّ الكريمِ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟! يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".
و ليس شيء أشد على الشيطان، وأبطل لكيده، وأدحر لوسواسه من الصدقة الطيبة، ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ[البقرة:268].
عباد الله ـ هذه دعوة ٌإلى المواساة، وقد قيل ليوسف عليه السلام: أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟! فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.
فتذكروا رحمكم الله عند صومكم جوع الجوعى
وحاجة المحتاجين ارحموا من في الارض يرحمكم
من في السماء وجبة افطارك وعشائك خذ منها ما يسد رمق المسكين ويطفئ لهب المحتاج العديم
لا يذهب يوم من ايامك الابصدقة ولو يسيره
شطر خبزة تضعها في كف عجوز جهدت وهي تبحث عن مايسد الرمق اوكف من رز تضعه في فم
مهمش شخص بصره وهو يتبع المرعى فلايجد
الاجدبا وقحطا ضع ريالات لذاك او تلك الام
البائسة التي تضم في حجرها صبية يتضورون هزالا وجوعا
عباد الله ـ وشهر رمضان شهر الجود والعطاء والصدقة؟!المضاعفة فأنفقوا -رحمكم الله-، وقدموا لأنفسكم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، واستغلوا أيام رمضان بالأعمال الصالحات.
اللهم بلغنا رمضان، وجنبنا الغفلة والعصيان. اللهم أحي قلوبنا بطاعتك، واملأها بنورك وهدايتك، اللهم جنبنا الغفلات وموارد الهلكة والحسرات، اللهم زك نفوسنا، وارفع هممنا، واحفظ أوقاتنا. اللهم احفظ أوقاتنا من الضياع، وأيامنا من الغفلة، واجعل مقاصدنا في أوقاتنا عظيمة، وأعمالنا فيها صالحة كريمة.
اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً، واجعلنا ممن قبلت صيامه وغفرت له ذنوبه, ومُنّ علينا بالعتق من النيران والفوز بالجنان، واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك...
اخوكم عبدالوهاب المعبأ
773027648جوال
المشاهدات 1547 | التعليقات 0